في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة والجمال وحب الحياة.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2018, 03:18 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال (Re: Biraima M Adam)

    هنا ترجمة لمقدمة كتاب روائع تراث الشاي لدي البقارة .. أيضاً تعطي نبذه مختصرة عن حياتهم وثقافاتهم .. (ترجمة المقدمة غير مكتملة وغير دقيقة أيضاً .. أستعملنا قوقل وقليل من إعادة الكتابة)

    مقدمة تمهيدية:
    أشعار أفتتاحية لشرب الشاي: "كِب وحلاة الكب عصيدة والحب لذيذ لزول التريده"، مثل هذا الكلام يقال حينما يتناول الأنسان "الحريف" كباية الشاي. ويقول البقارة عن الشاي: "الشاي شاشيبا الحلو شرابه والقاسي جيبه." ويقولون: "الشاي بلا قرفة، كالسلام بلا عِرفه"؛ ويقولون: "الشاي بلا حبهان، كالبقر ترعي في الفلاة بلا رعيان".
    تعتبر ثقافة الشاي لدي البقارة ثقافة رائعة وهى أكثر من ثقافة عادية أو بتعبير أدق هى ثقافة ذات خصوصية متفردة. ربما لايوجد مكان في الكون غير مناطق قبائل البقارة يمكن للمرء أن يجد أن الناس يمكن أخذهم إلى المحاكم الشعبية لأنهم خالفوا أو انتهكوا تقاليد شرب الشاي، أو لأنهم أساءوا طريقة طهي الشاي. أليس هذا أمراً مدهشاً حقاً! قد يكون من غير المعقول أن يعرف الكثيرون، أن الناس في مناطق البقارة يتم تغريمهم أو جلدهم في محاكم الشاي بسبب عواقب أفعالهم نتيجة عدم اتباع أو عدم احترام تقاليد الشاي . فإن أمر تراث الشاي خطير ومهم لهذه الدرجة. هناك معارك كلامية وسجالات شعرية سواء مدحاً وذماً وتشهير وتنابذ بالألقاب علي رؤوس الأشهاد بين محبي الشاي – والذين يدعون أنفسهم بأسم البرامكة، والذين لا يشربون الشاي - ويسمون بالكماكلة – تمثل تلك السجلات ملاحم ثقافية ذات أبعاد تتخطي تقاليد الشاي إلي عمق حياة شعب البقارة. ومن المعقول أن نسأل السؤال البديهي أما إذا كان هناك عداء مماثل وسجالات وسخرية متبادلة بين شاربي القهوة في تراث البقارة والذين لا يشربون القهوة. الجواب حتماً بالنفي سواء إساءوا أو أجادوا طبخ القهوة وكذلك شربها؛ خلاصة القول أن لا أحد يهتم لمشروب غير الشاي. ومثل ذلك الجواب يذهب لكل مشروب آخر مثل اللبن والعصير والماء وغيرها ولكن حتماً ليس الشاي. البقارة كلهم آذان صاغية إذا ما كان الشاي محل نظر ، أو أن تقاليد الشاي تم إنتهاكها.
    على النقيض من الجانب الخشن أو الأستفزازي وغير الكريم من تقاليد الشاي، هناك جانب مشرق ومضيئ في تقاليد الشاي: أشعار الشاي، مجالس أنس الشاي، أغاني الشاي وجلسات البرامكة في الأحتفاء بالشاي هي مجرد غيض من فيض من لحظات ممتعة ومذهلة ومثيرة في تراث وتقاليد الشاي. وصف البقارة للشاي، أوقات شرب الشاي، وكيفية تحضيره وأضافة البهارات والتوابل له، كلها تمثل مفردات متفردة في تجربة إنسانية فريدة وغنية لا يوجد مثيل لها في أماكن آخري غير مناطق البقارة. خلال الاحتفالات بالشاي، تجد من المشاهد المعتادة التي يمكن للمرء أن يراها هى الأحتفاء بشخص ما أو الأشاد به أو تقديره من قبل شعراء البرامكة أو غيرهم بسبب كونه محب لتقاليد الشاي أو من عشاق شرب الشاي. تقاليد الشاي تتدخل في كل جزء من تفاصيل حياة البقارة: من تعزيز كرمهم وأخلاقهم، وتحسين مظاهرهم وأزياءهم، وإعادة تعريف شخصيتهم الأعتبارية، وتوسيع نطاق شبكاتهم الاجتماعية، ووسائل ضيافتهم، وتوسيع أو تقييد سلوكهم الاجتماعي وتعزيزه وحتي شحذ رغباتهم الجنسية من خلال بعض أنواع الشاي. نجد في كل الأحوال أن ثقافة الشاي البقارية ثقافية مجتمعية معقدة. تقاليد الشاي تخدم أغراض كبيرة مثل تحويل أو تنشيط أنماط أجتماعية وسلوكية جديدة في حياة شعب البقارة.، مثلاً الصورة التي تعكسها الشخصية الأعتبارية للأنسان البرمكي: الأنسان النظيف، العفيف، المرهف الطباع وحسن الأخلاق ونظيف الملبس، تلك الصورة لم تكن هى الصورة المثلي لشعب البقارة قبل حلول الشاي بديارهم؛ في المقابل يعتز البقارة بشخصية الفارس المغوار علي صهوة جواده متأبطاً درعه ورمحه. الشاي بصورة أو أخري أحدث نقلة نوعية وحضارية في السلوك المدني لشعب البقارة. الفارق المدني النوعي ما بين شخصية البرمكي المدنية وشخصية الفارس المقاتل هى نقلة كبيرة من طابع حربي إلي طابع أخر يحمل كثير من ملامح المدنية. تقاليد وتراث الشاي لدي البقارة تعتبر ثقافة حميدة وصحيحة في ذاتها – لا تدعو إلي شرب المسكرات بل تنبذها نبذاً شديداً، كما إنها تحفز علي فعل كريم الأخلاق؛ وهي تمثل ذروة تقاليد وثقافة شعب البقارة وفي أفضل حالاتهم.
    الشاي يعتبر مشروب فريد من نوعه في عيون شعب البقارة، فهو رمزاً لحسن ضيافتهم. ليس هناك مشروب أو طعام آخر يجد اهتماماً مماثلا أو أكثر أهتماماً من الشاي في مناطق البقارة. والسؤال الأهم هو: لماذا الشاي؟ يظل السؤال سؤال غامض ومثير و مع عدم وجود إجابة واحدة واضحة يظل سؤال لماذا الشاي مثير للجدل أيضاً. البقارة لهم ثقافة عميقة الجذور في تقاليد الضيافة وبالذات شرب الشاي. تجدهم مولعون بكل ما تفاصيل تلك الثقافة. في المجمل، اأن ثقافة الشاي البقاري ثقافة ذات بعد قيمي وأخلاقي وسلوكي ومظهري وقبل كل شيء فهم محبون لشرب الشاي لمرحلة الوله، ويقولون في حكاويهم عن الشاي، "شاي سادة كب تسعة كباية، أما شاي باللبن كب ساكت وأسكت!".

    من هم أولئك المحبون لشرب الشاي و الذين يسمون بشعب البقارة؟ من أين أتي هؤلاء؟ واين يسكنون؟ البقارة هم عرقيا وثقافيا عرب، ولكنهم أيضاً أفارقة من حيث مكان الميلاد، والمنشأ وبالتزاوج المستمر مع الشعوب الأفريقية الخالصة، والتماثل الثقافي أو الأندماج في الثقافات الأفريقية؛ فقد هاجر أسلاف البقارة إلى أفريقيا أثناء هجرة المسلمين في وقت مبكر إلي أفريقيا بغرض الدعوة إلي الدين الأسلامي . وفي خلال هجرتهم، وحتي بعدها، كان البقارة المهاجرون رعاة إبل، وفي خلال فترة أستيطانهم سرعان ما واجهوا ظروف مناخية وبيئية جديدة غير مناسبة لتربية الإبل، فتحولوا إلى رعي الماشية. منذ ذلك الحين، ظل شعب البقارة رعاة ماشية مثل الأبقار والأغنام والمعاز وقليل من الجمال وظلوا بدو متنقلين ورعاة أسطورين في حبهم للأبقار مثل كل القبائل المحبة للرعي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. مصطلح "البقارة" يعني "رعاة البقر". وأسم البقارة هو اسم جمعي أطلقه البريطانيون على بعض رعاة الأبقار السودانيين الذين لديهم جذور عربية ونسب مشترك، وهم الذين يعيشون بشكل عام - بين النيل الأبيض وبحيرة تشاد – في نطاق إقليمي واسع. ونتيجة للأتساع الهائل لحزام البقار، أقام البقارة في مناطق جغرافية مختلفة، وحدود دولية مختلفة تحت حكومات، وولايات، وبلديات، وإدارات محلية مختلفة. فهم يتداخلون مع مجموعات سكانية كثيرة و كبيرة ومتنوعة عرقيا، يتحدث أصحاب تلك المجموعات لغات مختلفة، ويلبسون أنماط مختلفة من الأزياء ويتناولون أطعمة مختلفة. وأصبحت ثقافة البقارة، الذين يبلغ مجموع تعدادهم السكاني أكثر من 5 ملايين نسمة في أفريقيا، ثقافة مهيمنة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعزى ذلك أساسا إلى القوة التي تستمدها ثقافتهم من الدين الإسلامي واللغة العربية المنتشرة على نطاق واسع. في جوهر أمرها، أصبحت ثقافة الشاي البقارية وكذا ثقافات البقارة عموماً بمثابة معيار ثقافي لغالبية تلك المجموعات العرقية. وأصبحت اللهجة العربية البقارية، في كثير من الحالات، لغة مشتركة لكثير من المجتمعات التي تعيش داخل مناطق البقارة، ومن ثم فإن أشعار الشاي، واحتفالات الشاي، والحماس لشرب الشاي، تتقاسمها أثنيات كثيرة على نطاق واسع وتلقى قبولا حسنا حتى في مناطق بعيدة عنهم. وبسبب شغف البقارة بشرب الشاي، ساعد البقارة في توسيع وازدهار تجارة الشاي في المناطق التى يتواجدون بها.
    أينما يحل أو يذهب البقارة في رحلاتهم الموسمية، فإنهم يحملون حمولات مختلفة من الشاي والسكر سواء قل حجمها أو كثر. وعادة ما يكون للبقاارة، عبر حزام السافانا جنوب الصحراء الكبرى، حركتان موسميتان: من الجنوب إلى الشمال خلال موسم الأمطار، حيث يهاجرون أكثر من 300-500 كم (200-300 ميل) مرتين خلال السنة (فلينت ودي وال، 2008). وخلال تلك الرحلة الطويلة، يضرب البقارة أطناب أوتاد بيوتهم و معسكراتهم في أكثر من 30 مكانا مختلفا حتى يصلوا إلى وجهتهم النهائية. في بعض الأحيان، يهاجر البقارة في رحلة طويلة تصل لأكثر من شهر قبل أن يصلون إلى جهتهم التى يطلبونها. وبالإضافة إلى ذلك، لو حسبنا عدد الأيام التي يأخذون فيها قسطاً من الراحة من وعثاء الظعن أثناء هجرتهم، يمكن أن تستغرق رحلة البقارة ما يصل إلى شهرين لاستكمالها. خلال تلك الرحلة الطويلة، يحمل البقارة صناديق من الشاي وجوالات من السكر على طول الطريق، حيث يقومون بتحميل أو أنزال تلك المؤنة من الشاي والسكر في كل محطة من محطاتهم. إن التمتع بشرب الشاي، يعتبر في حياتهم أهم بكثير وأمراً يخفف عليهم المشقة التي يتحمّلونها خلال أوقات الرحلة. في بداية موسم الجفاف يعكس البقارة مسارهم، حيث يقومون بذات الشيئ - شراء مؤنة جديد من الشاي والسكر - ويسعدون بحملها على طول الطريق في رحلتهم العكسية باتجاه مواقعهم لقضاء موسم الخريف؛ فإنهم يتحركون تدريجيا، ولكنهم في بعض الأحيان يتحركون بجد ومثابرة خلال موسم الأمطار، حيث يمرون من خلال مراحيل مختلفة عن تلك التى سلكونها في أتجاه رحلتهم الموسمية السابقة، لكن ينزلون في أماكن مشابهة أو متقاربة من تلك التى نزلوا بها في رحلتهم الموسمية الماضية. أينما ينزل البقارة في منزلة جديدة، فإن أول شيء يفعلونه بعد تأمين المكان الجديد وفصل العجول عن أمهاتها، يجتمعون لتناول شرب الشاي. زمن شرب الشاي بعد النزول مباشرة يعتبر واحد من أوقات القيلولة المعروفة لشرب الشاي.

    خلال رحلتهم الموسمية شمالاً وجنوباً، في حركة دؤوبة تشبه اللولب، يتحمل البقارة درجات حرارة عالية، ويقومون بأعمال شاقة، ويتحملون عنت ومشقة شديدة، وركوب متعب لكبار السن والصغار، وساعات طويلة من العطش والجوع، ويتحملون إزعاج صاخب من ثغاء وخوار بهائمهم. في بعض الأحيان، يتجول البقارة في ترحالهم في الأدغال والأحراش الشائكة، وغابات شبه مغلقة، وأعشاب سافانا طويلة تفوق قامة الأنسان طولاً مع ارتفاع درحة الحرار داخلها وكثرة الشرا والحشرات القارصة. وفي كثير من الأحيان، يجدون أنفسهم يعبرون أو يغوصون وسط غابات السافنا الغنية ذات الأغصان المتشابكة، أو مناطق النباتات النهرية والمستنقعات أو ما يسمي ب "البوص"، أو يتنقلون عبر مساحات كبيرة من أراضي السافنا الفقيرة، التى تعتبر في كثير من فترات الجفاف ذات مشاهد رتيبة، ولكن في بعض الأحيان توجد مروج خضراء ونباتات الساحل المتفرقة و مناظر طبيعية خلابة ونادرة تكسر رتابة الرحلة. وفي أحيان أخرى يجدون أنفسهم في وسط سلاسل الجبال والهضاب والوديان. إن إمكانية هطول الامطار الغزيرة أثناء رحلتهم وهم ما يزالون علي ظهور دوابهم دائما ممكنة، حيث يغوصون في أوحال لذبة ويتوحلون فيها حتى الركب وتبتل ملابسهم وأغراضهم. تلك الحالات قد تؤدي إلى رحلة ركوب متعبة. ولكي يخفف البقارة من مشاقهم وحتى يقللون من الإرهاق والتعب الذي أصابهم، يلجأون إلى شرب الشاي حالما يحِطون رحالهم من رحلتهم. يشرب البقارة أكواب كثيرة من الشاي في أثناء مناسبة شرب واحدة. وكنوع من الطرفة، يقول البقارة إذا كان الشاي "ساده" كب تسعة كبايات، أما إذا كان الشاي بالحليب صب وأسكت. تسعة كبايات لكل شخص ربما تعتبر رقم خرافي، لكنه دليل علي حب البقارة لشرب الشاي! سواء أكان اليوم يوماً صيفاً حاراً أو صباحاً شتوياً بارداً، فإن كوب من الشاي الساخن والمحلي بكثير من السكر سوف يكن كفيلاً بجلب الأنعاش المطلوب من البرودة أو جلب الدفء اللازمة لتنشيط دماء وأمزجة البدو الرحل في مناطق البقارة.

    ويذكر المؤلف، حينما كان طفلاً يرعي الأبقار، أن في أثناء فترات هطول أمطار ليلية فأن كوب من الشاي الساخن قد ينقذ حياة كبار السن من الرجال والنساء من قبضات الأمعاء الليلية نتيجة للبرد، فضلا عن أنقاذ حياة الأطفال الصغار من الإسهالات الليلية أثناء نزول المطر. ويتذكر الكاتب أن في أعماق حزام السافانا الغنية ذات التضاريس القاسية والتربة الطينية ذات الشقوق العميقة، تبدأ الغيوم الثقيلة والمتكثفة في الظهور في الصباح الباكر حيث تهطل أمطار خفيفة متواصلة طوال اليوم تسمي أمطار الهرع. كرعاة صغار للأبقار، كان لزاماً علينا أن نترك الفرقان ونذهب بقطعان الأبقار إلي الفلوات أثناء هطول الأمطار. وفي مثل تلك الحالات وفي المناطق الطينية عادةً ما نذهب بالبهائم إلي سفوح الجبال المجاورة أو التلال الرملية أو مناطق الأراضي القراديدية حيث توجد التربة الحمراء أو ما يعرف بتربة "اللاتريت"؛ تلك التربة تعتبر أقل وحلاً وبها كثافة أشجار أقل من التربة الطينية التى عادةً ما تكون في مناطق الهضاب كما أنها لا تلتصق بحوافر الأبقار. وكان على كل الرعاة (أو ما يسمون بالرواعية)، أن يأخذ كل واحد منهم عطاءً من البلاستيك بطول مترين ونصف وعرض متر ونصف المتر. كان علينا أن نتغطي طوال اليوم من الأمطار المتساقطة التي تقشعر منها الأبدان بسبب البرد؛ فنحن نذهب خلف القطعان ونرتجف من البرد كصغار الحمام الذعب. وحين عودتنا إلي الفرقان في المساء، نجد أن كبار السن لا يزالون محصورين في أكواخِهم الصغيرة التي تشبه أقفاص الدجاج. وكرعاة صغار، كان علينا أن نقوم بحليب الأبقار وأعطاء الحليب إلى كبار السن والأطفال الصغار الذين يظلون جائعين يتضورون طوال اليوم بسبب عدم مقدرة النساء على إيقاد النيران لطهي وجبات الطعام. ثم نجلس لشرب الشاي – إنها لحظات متعة رهيبة لا تدانيها متعة في متل تلك الحالات؛ بعد فترة وجيزة من تناول الشاي و الحلبيب، فإن الفريق بأكمله يذهب للنوم معتمدين فقط على الحليب الطازج لسد الرمق. كبقارة، كنا معتادين علي شرب الحليب. ففي مثل تلك الأوقات الممطرة يمكننا شرب الحليب حتى تمتلئ بطوننا ونعتبره وجبة رئيسية لنا دون أي مدخلات غذائية أخري، ونحن كأطفال رعاة يمكننا أن نظل علي شرب الحليب طوال اليوم وقد تمر أياماً ونحن معتمدون فقط على الحليب ومنتجاته ولا شيء غيره. وخلال الأيام الممطرة ربما لم يكن هناك تجمع للرجال في وسط الفريق في منطقة "الضرا" – وهى نقطة مخصصه لتجمع رجال الفريق. ويظل كل بيب من بيوت الفريق محصور في ذاته؛ قد تنجح الأمهات في طبخ وجبات ساخنة من الحبوب للأسرة. وقد يستمر نزول المطر طوال الليل وقد يتكاثف هطول الأمطار محدثاً فيضان جارف، مما يجعل كل بيت من بيوت الفرق تجتاحه مياه الفيضانات. ربما، في لحظات الفيضان الليلي أو هطول الأمطار الليلية الغزيرة يقتلع الفيضان أو الرياح العاتية أكواخ شيوخ البقارة وجداتهم، حيث تسمع صياحاً يطلقه الجد أو الجدة طلباً للنجدة. كان علينا أن نخوض المياه والطين إستيجابةً لنداء الجدود للمساعدة العاجلة. ويتذكر المؤلف من بين الأشياء التى نقدمها للعجوز في مثل تلك الحالة أن نقدم له كوب ساخن من الشاي السادة قليل السكر وكما نقدم لهم الحليب الحامض، ونقوم بتدليك أقدام وأيدي وظهر العجوز بالزبدة الساخنة وقد نوقد له النار حتى يتدفئ أو ننقله إلي داخل بيت أبنه أو حفيده وحتى وإن الأبن أو الحفيد حاضراً نجدة جده أو جدته نظل نرافقهم حتى تتحسن حاله. تظل الأبقار تتحرك حول بيوت الفريق أو تتردد علي البيوت بحثاً عن الملح طوال الليل، حيث تقوم بانتزاع ومضغ الملابس القديمة وقبعات الرأس والطواقي والثياب. وقد تزداد كثافة البعوض في مثل تلك الليالي، فيتفاقم وضعنا السيئ إلي الأسوء بسبب طنين البعوض ولثعه. هناك بعض الأبقار الضعيفة التى تسقط في الوحل في مثل تلك الأثناء. فحين نتفقد الأبقار ليلاً قد نضطر على سحب الأبقار التى تسقط في الطين إلى مناطق مرتفعة فوق مياه الفيضانات. وفي مثل تلك الأثناء قد تكون كميات كبيرة من الضفادع والصراصير والقواقع تحدث جلبة كبيرة من الأصوات التي تشبه الغناء الجماعي وكأنها هى الأخرى تحتفل بشكل أو أخر بأفراح صاخبة بموسم الأمطار (حسنا، بالنسبة لنا يبدو أنه كأحتفال؛ أليس كذلك؟). حياة البقارة لا يمكن أن تكون في أي لحظة أسوأ من تلك اللحظات ولكن أيضاً هناك لحظات فرح غامرة بفصل الخريف وشرب الشاي، في تكل اللحظات يطرب فيها البقارة كما تطرب حمائم الدوح وكما تسجع البلابل مغردة فرحاً.
    مع كل ظروفنا القاسية، فأننا نرنوا إلي فلق الصباح وإلي لحظات شرب الشاي. وقد ينبلج صبح مشرق بأشعة من نور مع بزوغ ضوء الفجر. تصبح الطيور تشقشق طرباً. وتحدث الأبقار أصواتاً تتفقد صغارها؛ وتصيح الديوك صياحاً كأن لم يسبق له مثيل. وقد تنبه علامات فلق الصباح إلى يوم مشرق جميل. يستيقظ كبار السن من الرجال والنساء للقيام بصلواتهم في الصباح الباكر. بعد فترة وجيزة، يستيقظ كل أفراد الفريق والفرقان المجاورة. يقومن النساء على إيقاد النار. كما يقوم الرواعية الصغار علي حليب الأبقار. ترتفع الشمس في مظهر مهيب يوحي بعظمة خالق هذا الكون. ثم تحين أعظم لحظة متعة في حياتنا هى لحظة تقديم الشاي. يذهب الرجال بعناقريبهم إلي مكان الضرا – وهو مكان مشترك لتناول الطعام وشرب الشاي والقهوة؛ كل رجل يلف نصف جسمة العلوي في بطانية أو شال كشمير أو ثوب يقيه برودة الصباح . يأتي الأطفال الصغار ويجلسون في أحضان والديهم أو أجدادهم كما تجلس صغار حيوان الكنغرو في حقائب أجساد أمهاتهم. مع أن كل شيء ربما يكون غارقاً في الماء، لكن تجد الشاي والسكر قد تم الاحتفاظ بهما بشكل جيد في أغطية وأغلفة بلاستيكية محكمة القفل. تقوم النساء بفك الأغطية البلاستيكية بحثاً عن الشاي والسكر كما لو كأنهن يبحثن عن كنز خفي. نعم ، أن السكر والشاي يعتبر كنزا بالنسبة لنا في مثل تلك الحالات! نشرب الشاي في مثل تلك اللحظات كأننا لم نشرب شاياً من قبل. تلك اللحظة نقوم بإعادة تنشيط حياتنا ونستنشق أبق الطقس اللطيف بأرواح مملوءة بالحياة والفرح. مع كل مشاقنا، يمكن للمرء بأن يعتقد أن لدينا حياة بائسة، والحقيقة هي أننا شعب يسعد بظروف الترحال والمطر وحب الشاي وما زلنا. وكما يذكر المؤلف بوضوح، كنا نعتقد أنه لا توجد طريقة حياة أفضل من حياتنا.

    في كل مناطق حزام البقارة الرعوي، يتمتع البقارة الرعاة بكثير من التقاليد والعادات والثقافات العظيمة - من تقاليد الزواج، وأعراف القتال والفروسية ودرأ المخاطر ما يسمي بالفزع إلى ثقافة الشاي وتقاليده المذهلة، وفوق كل شيئ بفتخر البقارة كل الفخر بكل معنى من معاني حياتهم اليومية: من ركوب الخيول وترويضها، صيد الحيوانات الكبيرة مثل الظباء، الزراف، الفيلة و أفراس النهر في الماضي، إلي أغاني الخريف، الأحتفالات بليالي السمر تحت القمراء،أشعار الشاي، وحفلات برامكة الشاي وغيرها. البقارة يحبون الحياة ويزداد حبهم للحياة في مثل لحظات اشتداد الكوارث الطبيعية؛ ففي مثل تلك الحالات كلما يجد البقارة فرصة يحتفلون برقص صاخب وصفق حار مع عاطفة جياشة وحماسة قل نظيرها. احتفالات الشاي وشربه هي جزء من ذلك الأحساس بحب للحياة.

    على الصعيد الدولي، يعتبر الشاي ثاني مشروب أكثر شهرة، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد الماء مباشرة؛ بل هو مشروب معروف عبر القارات وأختلاف الجنسيات والأثنيات والأعراق والمجتمعات المحلية وفي أي مكان في العالم. ليس من المستغرب أن يكتشف البقارة شرب الشاي مثل أي مجموعة سكانية أخرى. فقد أحب البقارة الشاي وتمتعوا بشربه. ومع ذلك، فإنه من المستغرب كيف أتي الشاي إلى مناطق البقارة البرية والخلوية وكيف أصبح الشاي واحداً من أعظم المشروبات العزيزة لديهم وقد تفوق شهرته حتى اللبن، غذاءهم الريئسي. ولكن الأهم من ذلك، قد أفلح البقارة في نحت واحدة، ربما، من أعظم تقاليد الشاي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبري، وربما لم يكن ذلك معروفاً للعالم، وللإنسانية جمعاء وللثقافة العالمية وهذا الكتاب هو جزء من التعريف بثقافة الشاي لدي البقارة وثقافات البقارة الأخري. تتراوح ثقافة الشاي من كيفية التعامل مع كوب الشاي، إلى محاكم الشاي حيث يتم الحكم بالغرامة على منتهكي أعراف وتقاليد الشاي أو حتى ضربهم بالسياط، إلي احتفالات الشاي واشعار الشاي. ثقافة الشاي تمتد لتشمل الشخصية الأعتبارية للبقارة في شخص الحريف البرمكي، والزي البقاري البرمكي، و حسن الضيافة، وغيرها. البرامكة أو ما يعرفون بحرفاء الشاي أو حرفاء شرب الشاي إنهم يجسدون المثل العلينا لثقافية الشاي البقارية: أنهم أَناس نظيفون ويلبسون بشكل عصري فيه كثير من ملامح الأناقة وجمال المظهر – فهم يتهندمون بملابس مكوية ونظيفة، ويمتازون بحلاقة رأس أنيقة، ويضعون أحذية جلدية جملية ودائما تكون أحذيتهم نظيفة بسبب طلائها بطلاء الورنيش أو تنظفيها تنظفياً عادياً، ودائما يتنّقلون وتألوا وجوههم ابتسامات متألقة كبيرة ومزاج سهل ومرح . تلك الشخصية أيً شخصية الأنسان البرمكي لم تكن جزءا من الشخصية الأعتبارية البقارية حتى جاء الشاي وظهر نظام البرمكة؛ أخذت البرمكة علي عاتقها مسألة تغيير شخصية البقارة الأعتبارية من الفارس البقاري الذي يجيد ركوب الخيل، يرتدي الدروع الحربية والذي يكون دائماً علي أهبة الأستعداد لمحاربة الخصوم. شخصية الفارس البقاري بدأت تتلاشي مع ظهور ثقافة الشاي، حيث انتقلت مجتمعات البقارة من الاستعداد الحربي والقتال القبلي إلى أنماط حياة إجتماعية مملوء بالترفيه وحياة الطرب. الشاي جزء أصيل في مثل تلك التغيرات الاجتماعية الضخمة في مجتمعات البقارة.
    أن ظهور الشاي فى مناطق البقارة له قصة – في الأساس إن شعب البقارة لا يعرف شيئا عن الشاي - مثل شعوب أخرى حتى تمت زراعة الشاي وتصديره من قبل شركة الهند الشرقية البريطانية في النصف الثاني من القرن السابع عشر. أصبح الشاي مشروب شهير خصوصا عندما تزوج الملك تشارلز الثاني من الأميرة كاثرين، أميرة براغانزا في الحادي والعشرون من مايو عام 1662م، وذلك الزواج أصبح نقطة تحول في تاريخ الشاي. ففي مقالة دقيقة كتبت من قبل جمعية الشاي والمشروبات الساخنة في المملكة المتحدة بعنوان "الشاي - لمحة مختصرة عن المشروب المفضل في البلاد" كتب في المقال "[ إن كاثرين من براغانزا] كانت أميرة برتغالية، ومدمنة لشرب الشاي، وكان حبها لشربه بدأ منذ نشئتها وقد كان في ذلك الوقت يعتبر الشاي مشروب عصري يوجد فقط في المحاكم، ومن ثم يتوفر بين الطبقات الغنية وعليّة القوم. واستثماراً في الطبقة العليا، بدأت شركة الهند الشرقية في استيراد الشاي إلى بريطانيا، حيث تم وضع أول ترتيب لتوريد الشاي في عام 1664 - لشراء 100 رطل من الشاي الصيني من جاوة ". وقد أستخدم البريطانيون الشاي كوسيلة إدارية لفرض سلطتهم علي البقارة؛ فإن الذين يدفعون ضرائب بهائمهم يمكنهم تسلم كوتات السكر والشاي والذين لا يوفون بسداد دينهم يتم إرغامهم مع إضافة سلب حقوقهم في السكر والشاي.
    أما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبري، فإن الشاي له تاريخ حديث في شرق أفريقيا. وقد بدأ الإنتاج المكثف في وقت متأخر من أوائل القرن العشرون من قبل شركة بروك بوند و ليبتون، وشركة الشاي توينينغ، وشركة جيمس فينلي امجموعته. أما ناحية وصول الشاي للبقارة، فقد اعتمد البقارة تاريخيا على طرق التجارة التى تمر إلي جنوب الصحراء الكبري، عن طريق القوافل التى تأني محيط البحر الأبيض المتوسطي التىي تحمل الكثير من الملابس والبهارات والشاي. وكان من بين الطرق التجارية المعروفة في الصحراء الكبرى "طريق درب الأربعين" - في أدب العرب المعروف باسم "درب العربين"، الذي يسلكه تاريخيا التجار العرب لاستيراد السلع والأقمشة إلى أفريقيا وتصدير العاج، ريش النعام، والصمغ.


    بيرايما م آدم
    15 مايو 2016
    ريستون، فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية
    [email protected]




















                  

العنوان الكاتب Date
في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة والجمال وحب الحياة. Biraima M Adam03-25-18, 05:13 AM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 05:40 AM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد عبد الله الحسين03-25-18, 05:55 AM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-25-18, 06:23 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 11:45 AM
          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 12:44 PM
            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:05 PM
              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:11 PM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:36 PM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:57 PM
                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 03:08 PM
                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 03:18 PM
                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال جمال ود القوز03-25-18, 05:38 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال علي عبدالوهاب عثمان03-25-18, 05:59 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 06:10 PM
                            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 08:28 PM
                              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 09:04 PM
                                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 09:34 PM
                                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 10:01 PM
                                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 10:22 PM
                                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال بدوي محمد بدوي03-26-18, 07:22 AM
                                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد عبد الله الحسين03-26-18, 08:02 AM
                                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-26-18, 09:16 AM
                                            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال إسماعيل ببو03-26-18, 02:08 PM
                                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 10:48 PM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال فرحات عباس07-18-18, 07:02 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد محمد قاضي03-26-18, 09:48 PM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 10:03 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 11:17 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 11:18 PM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-27-18, 00:11 AM
          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-27-18, 12:04 PM
            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد عبد الله الحسين03-27-18, 06:59 PM
              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar03-28-18, 08:54 AM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-28-18, 06:32 PM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال muntasir03-28-18, 08:08 PM
                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-28-18, 09:01 PM
                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-29-18, 01:32 PM
                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-31-18, 01:44 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-31-18, 02:31 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد محمد قاضي03-31-18, 02:17 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد محمد قاضي03-31-18, 02:18 PM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-01-18, 01:34 AM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال دفع الله ود الأصيل04-09-18, 11:23 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-14-18, 05:27 AM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال حاتم إبراهيم04-17-18, 11:22 AM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-17-18, 12:52 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال عمر دهب04-17-18, 05:06 PM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-18-18, 12:52 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال حاتم إبراهيم04-18-18, 07:43 AM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-18-18, 12:46 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-18-18, 06:12 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال A.Razek Althalib07-18-18, 07:13 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال tabaldy07-18-18, 07:23 AM
          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال هاشم الحسن07-19-18, 04:15 AM
            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar07-21-18, 08:11 AM
              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar07-21-18, 09:55 AM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال A.Razek Althalib07-21-18, 10:18 AM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar07-21-18, 10:50 AM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Ahmed Yassin07-21-18, 01:05 PM
                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 04:06 PM
                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Ahmed Yassin07-21-18, 04:31 PM
                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 04:45 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 06:51 PM
                            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 07:24 PM
                              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 08:00 PM
                                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 08:10 PM
                                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 08:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de