في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة والجمال وحب الحياة.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2018, 03:08 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27311

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال (Re: Biraima M Adam)

    أخر كتاب نشرته عن البقارة تحت عنوان: Baggara of Sudan: Humor and Folktales Culture
    تجدون نبذة عن حياة شعب البقارة .. وهنا ترجمتها إلي العربية .. (ترجمة ما جيدة لكنها توفي بالغرض ..التعريفي


    مقدمة تمهيدية:
    يعتبر شعب البقارة شعب رعوي، عربي أفريقي الأصل، يستوطن حزام السافنا – يشتهر البقارة، في حياتهم العامة، بالفكاهة، الطرفة ، والهجاء والسخرية، كما يشتهرون بالرقص الجماعي الصاخب بصورة عفوية ممتعة وجذابة تأخذ لب من يشاهدهم، كما يشتهرون، أيضا، بالمصارعة والرقص الحاروالمثير علي ضربات أعواد آلة النقارة. ثقافة البقارة، في مجملها، ثقافة مليئة بالمرح والفرح والضحك ولفكاهة والرقص المفعم بالحيوية والعاطفة الجياشة بحب الحياة. يعتبر هذا الكتاب رصد دقيق يثبر غور الفكاهة في تراث البقارة، وحكاياتهم الشعبية، وثقافاتهم الأخري المتعددة - من قبل المؤلف - وهو رجل بقاري - ولد وتربي ونشأ داخل حظيرة ثقافة البقارة. هذا الكتاب يرصد مختلف أنواع وتفرعات أنتولوجيا الفكاهة، والسرد القصصي الشعبي في تراث البقارة مثل النكات، الحكاوي الشعبية، الدراما، التراجيديا، السخرية، الهجاء، القصص الشعبية القصيرة، والتابوهات الثقافية بما في ذلك التابوهات الساخرة والتطّير بالحيوانات البرية والطيور. في مجمله، يمثل هذا الكتاب شكلا فريدا من أشكال الفكاهة – إلا وهي الفكاهة البقارية، وهو دليل على تفرد ثقافة شعب البقارة.

    جغرافيا، استقر البقارة في منطقة حزام السافنا، في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، بين نهر النيل شرقاً وبحيرة تشاد غرباً - وهو حزام واسع من الأراضي الشاسعة التى تتخللها سلاسل جبلية وهضاب وبحيرات مائية وسهول منبسطة وأنهار وأودية موسمية؛ حيث يمتد هذا الحزام من تخوم المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية القاحلة ومناطق السافنا الفقيرة في أجزاءه الشمالية، إلي مناطق السافنا الغنية في أجزاءه الوسطي، والغابات الاستوائية والمستنقعات والأحواض النهرية في أجزاءه الجنوبية. عرضياً، تمتد منطقة حزام البقارة من الشرق إلى الغرب على مسافة تقدر بأكثر من 2 ألف من الكيلومترات، من مدينة كوستي في السودان على ضفاف النيل الأبيض إلى بحيرة تشاد. وتغطي منطقة حزام البقارة طوليا، من الشمال إلى الجنوب، نطاقا يتراوح بين 300 و 400 كيلومتر، ويشتمل الحزام علي أربع مناطق مناخية: المناخ شبه الصحراوي والسافنا الفقيرة والسافنا الغنية والمناطق المدارية. تتغير هذه المناطق المناخية تدريجيا من منطقة إلى أخرى حتى تصبح الاختلافات بينها متميزة، سواء من حيث الخصائص المناخية أو المائية أو النباتية وكذلك من حيث طبيعة البشر الذين يعيشون في كل منطقة، وأنشطتهم الاقتصادية، ومستوى التحضر، وجودة الظروف المعيشية ومستوي التعليم والتنمية.
    باختصار، المناطق الشمالية من حزام البقارة يسكنها عدد أكبر من سكان الحضر المتعلمين في حين أن المناطق الجنوبية يسكنها القرويين من الأفارقة المستوطنين والعرب الرحل الذين أستوطنوا معهم في قري متفرقة تفتقد إلي مقومات الحياة الاساسية مثل التعليم والصحة؛ أيضاً تتغير مناسيب الأمطار ونوعية تربة حزام البقارة من الشمال إلى الجنوب؛ حيث يمكن للمرء أن يلاحظ أن الأمطار تزداد كلما أتجه المرء جنوباً، وتتحول التربة من تربة رميلة إلى تربة طينية لذبة تعيق الحركة خلال موسم الأمطار، وكما أن نسبة الحشرات الضارة والذباب تزداد كثافتها كلما أتجهنا جنوباً، وتتغير تبعاً لذلك الظروف المعيشة البشرية حيث تصير أكثر سوءً كلما أتجهنا جنوب الحزام. المنطقة الشمالية من حزام البقارة - المناطق شبه الصحراوية القاحلة والسافنا الفقيرة - ليست أحسن حالاً من الأجزاء الجنوبية؛ حيث أنها تفتقر إلى مياه الشرب خلال أوقات الصيف، وتتميز بكثبان رملية قوية وانتشار واسع للرياح الجافة في فصل الصيف، وعواصف الرياح الباردة خلال فصل الشتاء، والرياح المثيرة للغبار (تسمى أجاج ) في بداية موسم الجفاف، فضلا عن المنافسة القوية على المراعي الشحيحة والموارد الزراعية الضئيلة.
    كل تلك الظروف والمتغيرات البيئية خلقت تحديات قاهرة أمام شعب البقارة الرعوي؛ ولكي يتغلب البقارة علي تلك التحديات من أجل البقاء على قيد الحياة وتقليل تأثير المناخ، لقد أنتهج البقارة أسلوب الرعي المتجول من خلال الهجرات الموسمية كوسيلة وأسلوب معيشة. عبر كل حزام البقارة، يهاجر الرعاة البقارة شمالا خلال موسم الأمطار لتجنب الطين والحشرات الضارة والأمطار الغزيرة في الأجزاء الجنوبية. وبالمثل، فإنهم يهاجرون جنوبا لتجنب نقص مياه الشرب والمراعي في المنطاق الشمالية من الحزام. ومع وجاهة هذا التفسير لحركة التجوال والهجرات الموسمية، هناك تفسير أخر ومعقول للهجرات الموسمية هو أن شعب البقارة يريد أن يكون تحت ظروف بيئية ومناخية مواتية على مدار السنة، سواء لأنفسهم أو حيواناتهم، وهذا مصدر من مصادر سعادتهم وفخرهم بطرق حياتهم وأسلوب معاشهم والتي يعتبرونها متفوقة على أسلوب حيوات السكان المستقرين، الذين يرزخون تحت رحمة التقلبات المناخية والطقس الجوي، فضلا عن أنهم يغوصون في الطين والأوحال ويصابون بعدوى الحميات وتنتهشهم الحشرات الضارة في خلال موسم الخريف.

    يوجد في حزام البقارة في السودان نحو ست وثلاثين مرحالاً وطريقاً موسميا، كلها تمتد من المناطق شبه الصحراوية القاحلة في الشمال إلى مناطق السافنا الغنية والمناطق المدارية جنوباً. وتشكل هذه الطرق شبكات متداخلة من الطرق الموسمية البرية المترابطة والمنازل الرعوية التى تعتبر أماكن أستيطان موسمي موقت للبقارة والتى يمرون خلالها مرتين في السنة خلال حركة رحلاتهم الموسمية - من الشمال إلى الجنوب والعكس. في كل حزام البقارة في نطاق السافنا جنوب الصحراء الكبري، هناك هجرتان موسميتان: من الجنوب إلى الشمال خلال موسم الأمطار ومن الشمال إلى الجنوب خلال أوائل بداية فصل الصيف، حيث يهاجر الرعاة في كلتا الحالتين أكثر من 300 - 400 كم (200 ~ - 300 ميل) في كل أتجاه. هذه الهجرات الموسمية التي تحدث مرتين في السنة قد وثق لها كل من فلينت ودي وال، (2008) وهي تعتبر ضمن خصائص حياة القبائل البدوية في مناطق السافنا جنوب الصحراء الكبرى. وفي خلال تلك الرحلات الموسمية الطويلة، ينصب البقارة مخيماتهم وفرقانهم الرعوية في أكثر من 30 موقعاً مختلفاً حتى يصلون إلى وجهاتهم النهائية. خلال إقامتهم المؤقتة، يتزوج البقرة فيما بينهم، ويتزاوجون مع السكان المستقرين، ويقيمون الاحتفالات، ويعقدون جلسات المحاكم، ويتغني الشباب ويرقصون إبتهاجاً بفصل الخريف ومواسم الحصاد. في كثير من الأحيان، يستغرق الرعاة البقارة أكثر من شهر قبل أن يصلون إلى وجهتهم النهائية. وبالإضافة إلى تلك المنازل العديدة، هناك بعض الأيام التي يستريحون فيها من تعب الترحل أثناء هجرتهم، وكذلك هناك أيام تحبسهم فيها الأودية والخيران الموسمية، فيظلون في حبسهم حتي تنزل مناسيب المياه وتسمح لهم بالترحال وأحياناً أخري تصادفهم أمطار الطرفة الغزيرة وأمطار الهرع المتواصل أوالعينة التي تمنع حركتهم، أضف إلي ذلك أن الظروف الأنسانية مثل الوفيات والمرض الجماعي للبهائم أو ضياعها أو سرقتها والتسوق للتزود بالمواد الغذائية كلها تؤخر حركة الرعاة الدؤوبة؛ وأحياناً أخري يقضي الرعاة أيام عديدة في بعض المواقع التى تمتّاز بجودة المرعي. وهذا يعنى يمكن أن يستغرق البقارة حوالي شهرين لاستكمال رحلتهم الموسمية (الصور في نهاية الفصل الثاني تلتقط جوهر هذه الرحلات).
    خلال تلك الرحلات الموسمية، يكون البقارة علي إحتكاك وثيق بالبيئة ومع الطبيعة من حولهم؛ حيث يستمتعون بالطبيعة البرية الخلوية إلى أقصى حد؛ يحصدون الثمار والفواكه والرازيومات والبامية البرية، ويستخرجون عسل النحل من جزوع الأشجار وكهوف الجبال، ويمارسون الصيد الجماعي، وينصبون الشراك للطيور البرية الكبيرة مثل الدجاج الغينى والهبارة والأوز البري والطيور الأخرى، ويشربون المياه من الينابيع والأودية الموسمية والأحواض الضحلة. كما تجدهم يسبحون في البرك والبحيرات والأنهار الموسمية، ويأكلون الجذور الأرضية وثمار الأشجار ولحوم حيوانات الصيد البرية. وفي أتصالهم الوثيق بالبيئة، يخلق البقارة مجالاً للفكاهة والضحك من خلال محاكاة أصوات الحيوانات والطيور البرية، وجعل بعض الحيوانات كرموز لحسن الحظ وللخير والبركة، وجعل بعضها الآخر رمزاً للشر و لسوء الحظ والطالع، حيث تجد البقارة ينتخبون من الحيوانات الخيرة أصدقاءً لهم ومن تلك الشريرة أعداءً لهم. وفي عملية أختيار الأصدقاء أو الأعداء لا يفرق البقارة بين الحيوانات علي أساس ذكائها أو جمالها، فالبقارة يعتبرون بعض تلك الحيوانات مثل حيوان الورل كأصدقاء لهم رغماً أنهم يعتبرونها أكثر غموضاً وأقل ذكاءً من غيرها ويعتبرون بعض تلك الحيوانات مثل طيور السُّبد أو الضُّوع (ما يسميه البقارة بطائرأم كتيتي) وطائر البوم كأعداء رغم أنهم يعتبرونها الأكثر ذكاءً ورشاقةً وجمالاً. ومن في العالم يصادق الغبي ويعادي الذكي، بيد أن شعب البقارة لهم حججهم وتفسيراتهم الثقافية المقنعة والتى سوف تجدونها في فصل البيئة والفكاهية البقارية.

    تاريخيا، شهدت مناطق البقارة قدرا كبيرا من الاضطرابات السياسية، سواء في الماضي أو الحاضر، على نطاق بشري واسع. من خلال التاريخ القديم والحديث، أثبتت البقارة أنهم يمتازون بالفروسية والشجاعة والأقدام، وأنهم يجيدون ركوب الخيل بصورة ممتازة، كما أنهم مقاتلون أشداء شديدي المراس في الحروب. وقد كان النصر حليف كل من تحالف معهم سواء في الماضي أو الحاضر مما أكسبهم سمعة طيبة في قيادة الحروب وتحقيق النصر. وقد ساعدت الحروب والمناوشات المستمرة بين القبائل الرعوية والمجموعات المتمردة علي جاهزية القبائل وأستعدادهم المعنوي والنفسي للقتال. كما أن تأريخ البقارة القديم والحديث مليئ بالحروب القبلية والعشائرية التى تنشب بسب التشاجر على موارد الرعي، والمشارع المائية والطرق؛ وقد سجلوا تلك الحروب المستمرة في قصائدهم، وحكاياتهم التراثية والفكاهة والأساطير.
    أنثروبولوجيا، تعتبر مناطق حزام البقارة هي واحدة من أغنى مناطق العالم من حيث التنوع في الأجناس البشرية، والتنوع الثقافي واللغوي والسياسي، والتنوع في الموارد الطبيعية - والأهم من ذلك أن المنطقة تمثل خطوطاً حدودية بين الأجناس الأفريقية السوداء والمنحدرين من أصول أفريقية زنحية، والعرب الأفارقة والعرب العاربة والأعراق السامية الأخرى بالأضافة إلي النوبيين الحاميين في شمال أفريقيا؛ وبالمثل، فإن مناطق البقارة، أيضا، وفي فترة من فترات تأريخها، تعتبر مناطق حدودية بين الديانات الابراهيمية والمعتقدات الأفريقية التقليدية. كل هذه التعقيدات – سواء من ناحية العوامل المناخية والتاريخية والجغرافية والسياسية والأنثروبولوجية والاقتصادية - قد أثرت على شخصية شعب البقارة وأنماط حياتهم ومعاشهم وسلوكهم وطرق تواصلهم. وللتغلب على تلك التحديات وتجنب المواجهات، يلجأ مجتمع البقارة إلى الفكاهة والذكاء والدهاء وغيرها كشكل من أشكال التواصل الأنساني من أجل التغلب علي الوضع القائم أو الأبقاء عليه أو تجاوزه. وبطبيعة الحال وبحكم أنهم قبائل عربية في الأساس، لقد وجد البقارة أنفسهم جزءً لا يتجزأ من الحدود الشمالية، التي كانت، في ذلك الوقت، تزحف نحو الأراضي التي يسكنها السكان الأفارقة المستوطنين مما أكسبهم عداءً سافراً أو صداقات حميمة في أحيان أخري. وقد واجه الرعاة تحديات كبيرة، أقلها التغيرات البيئية القاسية، والبيئات الخلوية البرية المخفية والنائية، والتضاريس القاسية، والإصابة بالأمراض وتحمل لثعات الباعوض والآفات التي لا تطاق، ومواجهة الحيوانات البرية المتوحشة والشرسة ومغالبة الحرائق الموسمية - وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الغرب، فإن حرائق الغابات البرية في كاليفورنيا، والتي عادة ما تقاتلها فرق من رجال الإطفاء والحرائق بالطائرات النفاثة الضخمة لا تعتبر شيئاً مقارنة مع حرائق حزام السافنا وحرائق المناطق الاستوائية حيث يعيش البقارة. وبالإضافة إلى تلك العوائق، هناك جوار غير أمن وقبائل شرسة متأهبة وغير مضيافة في كثير من الأحيان، وهناك كم هائل من اللغات والثقافات المحلية التى يحب علي البقارة فهمها، كما أن قبائل البقارة تتحارب فيما بينها وتتنافس تنافس شرس حول الموارد والزعامة والنساء حتى في داخل بطون قبائلهم ويحتربون مع السكان المحليين في مواسم الزراعة والحصاد ومشارع المياه. في مثل تلك الظروف الصعبة، كان لزاماً علي البقارة ومن أجل التواصل والبقاء على قيد الحياة، كان عليهم إعادة أكتشاف أنفسهم، وثقافتهم، وأساليب حياتهم وإعادة إنتاجها وبعثها بصور مختلفة تؤهلهم لمواكبة أنماط حياة السكان المحليين لكي يستطيعون الحفاظ على وجودهم البشري وبقاءهم المادي.

    وعلى الرغم من التحديات الجسام التي سبق ذكرها، تمكن البقارة من تطوير صفات ومضامين إنسانية خاصة تسمح لهم بالحفاظ على كينونتهم الثقافية وتخلق تضامن قوي داخل مجتمعاتهم، وتساعدهم للتصدي للتحديات وتوصيل مفاهيمهم وأرائهم ومتطلباتهم للسكان الأصليين وقوات الاحتلال الأجنبية التى أجتاحت السودان في السابق. وتعتبر الفكاهة، والطرفة، والظرف والدهاء والسخرية هي جزء من مجموعة أدوات لغوية يستخدمها البقارة بجدارة، مما سهل عليهم وسمح لهم بالتواصل مع الأفارقة المستوطنين من جانب، والمجموعات العربية وشبه العربية وأشباه الزنوح من الجانب الأخر. ومن الأشياء التى تلفت النظر، تلك المواجهات التي تحدث بين الفينة والأخري بين عرب البقارة والمحتلين الأجانب؛ فقد أظهر البقارة براعة في صياغة حلول ذكية تسمح لهم بتجاوز المستعمر أو التهرب من دفع الضرائب. وفي بعض الأحيان، وحينما لا تنفع الحجج التى ينسجها البقارة ببراعة، فأنهم يبذلون قصارى جهدهم لتجنب الحرج من خلال اللجوء إلى الفكاهة والقصص الشعبية البارعة. فقد نشأت الفكاهة البقارية لتلبية حاجات حياتية وتطورت بعامل الزمن لتصبح فن وأدب وتراث ثقافي.

    ثقافيا، يمتّاز البقارة بالأضافة إلي الفكاهة، يمتازون بسرعة البديهة والحنكة والدهاء وروح الدعابة وبعض من أنواع السخرية. تدخل الفكاهة في جوهر كل شيئ في حياتهم. يروي البقارة كدليل علي سرعته بديهتهم، أن أحد أجداد البقارة رفض ذات مرة أن يعطي حفيدته كعروس لأحد شباب البقارة. وقد أثار ذلك الموقف شيئاً في نفس الشاب تجاه الجد البقاري . في ذات يوم أحتاج الجد البقاري لحلاقة لحيته؛ فبادر الشاب وعرض على الفور خدمته لحلق لحية الجد، بينما في مؤخرة ذهنه انه ينوي الانتقام لنفسة من الجد البقاري. ونتجة لعامل الكِبر وتقدم العمر الذي ضرب بأطنابه في حياة عجوز البقارة، فقد نسي العجوز سوء صنيعه تجاه الشاب والذي أدي بالشاب لفقدانه شريكة لحياته. سوف تنكشف فصول الدراما في الحال. أخذ الشاب شفرة حلاقة حادة ورفع رأس الجد لحلق شعر ذقنه. وبمجرد تثبيت الشاب لرأس الجد مرفوعاً والشفرة الحادة بيده، سأل الشاب: يا جدي أنت من قبل رفضت أن تعطيني العروس للزواج، أليس كذلك؟ أجاب الجد بسرعة بديهة: إنه قول غير صحيح، أنا لم أرفض لك أبداً يا إبني، ربما شخص آخر مرر الكلام المغلوط بإسمي! ضحك الشاب في نفسه. لو لا سرعة البديهة البقارية لفقد العجوز البقاري حياته، فقد أوشك الشاب أن يجز حلقومه بموس الحلاقة الحادة لولا سرعة بديهته. هذه هي الحالة المثالية التي يستخدم فيها البقارة تعبير مثل "أبي ديكه المكشن بالبصل" مما يعني أن العجوز جبن. لقد تم تضمين كمية كبيرة من تلك العبارات الفكاهية الشائعة لدي البقارة في هذا الكتاب.
    وفي كثير من الأحيان وأثناء خدمة الضيوف، يستخدم البقارة الدهاء في تقديم خدمات الضيافة؛ مثلاً إذا كان هناك عدد كبير من الضيوف يزورون فريق البقارة، من الممكن أن يسأل الجد البقاري مستفسراً أحد أحفاده الذين يقومون بالضيافة أما إذا كانت العجول قد تم تأمينها في الزريبة أو إذا كانت الإبل قد تم عقلها! ومن المستبعد جدا أن يفهم الآخرون هذا الأستفسار ولكنه حتما ذا مغزى بالنسبة للابن المضيف أن الجد يقول له ربما قد لا يكون الطعام كافياً للضيوف وانه بحاجة أن يلهي الضيوف بالأطباق الجانبية مثل الإنغماس في شرب الحليب أو إقحامهم في أكل البطيخ أو الوجبات الخفيفة الأخرى مثل شرب النسية وأكل البليلة قبل تقديم الطبق الرئيسي. إذا أجاب الحفيد بالنفي لأستفسار جده، ربما يأمره الجد أو ينصحه قائلاً: أمن العجول أو أحكر الجِمال! إذا حدث أن هناك رجل بقاري كبير في السن بين الضيوف، فإنه من المرجح به معرفته التامة وبالضبط بما كان ينوي الجد أن يقوله لابنه وربما في المقابل يطلق الضيف البقاري العجوز نصيحة مضادة لنصيحة الجد البقاري لحفيده، بقوله: يا أولاد، لا تدعوا الخيول تسرح، أو لا تدعوا العجول تمرح، فإن الرحلة لم تبدأ بعد. وهذا كلام خفي ولكنه في ذات الوقت واضح ومفهوم لمن معه أن لا يأكلوا كثيراً أو أن يتمهلوا قليلاً، وهذا يعنى أنه يعرف، من خلال فهم كلام الجد البقاري لحفيده المضيف، أن الطعام اللذيذ مازال على الطريق!
    أحياناً كثيرة يستخدم البقارة بعض القصص المفتعلة أو الوهمية لاكتشاف الذين يحتاجون إلى خدمات ضيافة خاصة. قد يقول رجل البقارة للأخرين: هل تعلمون يا رجال، لقد فقدت أغلب أضراسي وأصبحت لا أستطيع مضغ أي لحم به عظام! إذا حدث أن هناك ضيف ليس لديه أسنان أو لديه صعوبة في تناول لحم به عظم، فإنه سوف يقول: "أنا، أيضا، لا يمكن أن أكُد العظام". هذا الرجل يحتاج إلى خدمة ضيافة خاصة بفضل الدهاء البقاري. في ذات يوم، كان رجال البقارة يحفرون قبراً وفجأةً بدأ رجل في أطلاق غازات سامة في المكان. لم يكن أحد يعرف من هو الرجل ولقد أرادوا التعرف عليه. وباستخدام سلوك الدهاء البقاري، قال رجل من بينهم: إذا أخرج الرجل ريحاً في المقبرة فإنه لن يموت قريبا، أليس كذلك؟ أجاب الرجال: نعم، هو كذلك. واضافوا: أن بعد وفاته سوف يذهب إلى الجنة. كان رجال البقارة مع سرعة بديهتهم عرفوا ماذا كان ينوي الرجل من سؤاله، فحاولوا مساعدته بموافقته رأيه، حيث أمنّوا علي أن الله سوف يغفر لمن أطلق الفساء في المقبرة. وكان التأكيد مجرد فازورة بقارية معروفة وليس لكلامهم صدق أو حقيقة على الإطلاق. هناك، تبسّم االرجل الذي أطلق الفساء، ابتسامة تدل علي الرضي بما قاله الرجال، فقال للرجل الذي سأل: أخوك أب صدير ألحقهن أثنين! أيّ فسي ليس مرة واحدة فقط، بل أطلق الفساء مرتين؛ فأجاب الرجل المستفسر بسرعة: وقف الضراط فينا يا رجل!.
    أنواع الفكاهة لدي البقارة تأخذ أشكالاً مختلفة مثل الطرفة في الحديث، والنكات، والحكايات، والحكاوي المسرحية، والحكاية الشعبية، والدراما، والتراجيديا، وتقليد الأصوات، والأساطير والخرافة وغيرها الكثير. كما يسخر البقارة من طرق معاشهم وأساليب حياتهم، ويسخرون من أنفسهم والتقليل من شأنهم لتمرير بعض الأشياء وعلي رؤوس الأشهاد مثلاً يقول الرجل: أنا ضنيب قِط لا أعرف المشي ولكن بعد أن كساني فلان هندام جميل صرت رجل قدّال؛ أي صرت لا أعرف المشي فقط بل أقدل فيه. وتكثر النكات والسخرية عن حياتهم في ظل ظروف التوتر وأثناء هطول الأمطار الغزيرة مثل "مطرة الأثنين التمعط الروسين". حكاوي البقارة الشعبية هي مصدر غني من مصادر الفكاهة في تراث البقارة. هناك مجموعة كبيرة من القصص الشعبية التى تحمل روح الدعابة في تراث البقارة مثلاً قصة رجال البقارة الذين دخلوا سرا قصر الملك وأقاموا علاقات عاطفيهم مع زوجاته ولحقوا حتى أمه. وشاءت الأقدار أن من بين الرجال رجلاً شاعراً؛ فأراد الشاعر أن يسجل صوت شكر في نساء الملك، علماً أن الملك يقطع مذاكير كل من يفعل سوءً مع زوجاته وأمه. فصار رجال البقارة يستجدون شاعرهم بالكف عن مسعاه لكن بلا جدوي؛ فقد ركب شاعرهم رأسه وأنشد الأشعار بصوت عال يشكّر زوجات الملك. ففي الحال دخل القصر في حالة إستنفار وصار عسعس القصر يبحثون عن غرباء يختبئون داخل ردهات القصر... وأستمرت الدراما سوف تطالعون القصة كاملة لاحقاً في باب الفكاهة في الحاوي الشعبية. ويتضمن هذا الكتاب العديد من القصص القصيرة الدرامية والفكاهية، والتي تشكف عن تنوع الفكاهة في التراث البقاري.

    وقد اتخذت أساطير البقارة شكلاً من أشكال الدعابة أو النقد الساخر، حيث أصبح السياسيون والصحفيون السودانيون على حد سواء يستخدمون قصص الأسطورة المستوحاة من تراث البقارة للسخرية من خصومهم. في الرابع عشر من شهر أغسطس / آب 2016، كتب صحافي في الفيسبوك قائلاً: أن البصيرة أم حمد – وهي شخصية بقارية أسطورية - تنفذ حلاً عبقرياً لوقف عربات السكك الحديدية الهاربة! وكتب الصحفي تحت عنوان فرعي "يحدث فقط في السودان" قائلاً، لقد أنتشرت الأنباء عن أن عربات من السكك الحديدية وهى مليئة بالوقود، قد أنفصلت بطريقة ما من بقية قطار سريع الحركة وإنطلقت العربات في الإتجاه المعاكس وبنفس سرعة القطار. ثم أضاف، لا شيء يمكن أن يوقف العربات الهاربة. أرسلت الحكومة السودانية - البصيرة أم حمد - قطاراً آخراً للأصطدام مع عربات السكك الحديدية الهاربة. وقد تحطم القطار وعربات السكك الحديدية بعنف في بعضهما البعض مطلقتين كرة ضخمة من الدخان في السماء ولم يبق شيئ منهما. لقد كان ذلك أمراً مذهلاً يكشف براعة مثالية ل "البصيرة أم حمد" في أتخاذ الحل السليم، الذي أفضي إلي قتل التيس وكسر الجرة قبل أن تخرج رأس التيس من الجرة إرضاءً لصاحب التيس والجرة معاً، أو تساويهم في الغبن علي أقل تقدير! البصيرة أم حمد هي شخصية بقارية أسطورية – وهي جدة البقارة التي يفخرون بها بأنها تعرف كل شيء في الوجود – ويا لسخرية الأقدار، لم تكن البصيرة تعرف شيئا مطلقا، فقد فسرت كل الأحداث التى مرت بها بسخف رهيب وغباء محكم، ومع ذلك يعتقد أسلاف البقارة في مقدرتها علي قراءة الأحداث ويؤمِنون بحكمتها - ومن العدل أن نقول إنها سيئة الحكمة وإن لم نقل إنها لا حكمة لها أصلاً. في فصل لاحق من الكتاب، سوف تقرأون للبصيرة أم حمد تفسيرات مضحكة للأحداث متي ما دعيت من قبل البقارة لفك طلاسم شيئ محير بالنسبة لهم، كل ذلك يشهد علي روح الدعابة الفريدة في تراث البقارة إلي الحد الذي وصلت فيه حتي أساطيرهم وخرافاتهم البقارية لتصبح جزء من تراث الفكاهة.
    اليوم، لقد أصبحت الفكاهة جزءاً جوهريا من الحياة اليومية لشعب البقارة، يتسلون بها مقائلهم ويرفهون بها عن أنفسهم من عناء المعيشة ووعثاء أسفارهم متى ما جاد لهم الزمان.
    في هذا الكتاب، الفكاهة والحكايات الشعبية في تراث البقارة، كالمعتاد، سوف تجدون أن معظم القصص والسرد والحكاوي التى تم تقدميها قد تمت موازنتها وفحصها وتقييمها علي خلفية ذاكرة المؤلف - وهو نفسه رجل بقاري، شهد تراث الفكاهة البقارية وتربي عليه. إن هذا الكتاب يعتبر سرد حقيقي لتراث البقارة في الفكاهة والحكاوي الشعبية والأسطورة.


    خلفية الكتاب ..
    .


    بريمة محمد آدم بلل - ريستون، ولاية فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية
    09/30/2017
    [email protected].

    هنا مقدمة تمهيدية للكتاب




















                  

العنوان الكاتب Date
في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة والجمال وحب الحياة. Biraima M Adam03-25-18, 05:13 AM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 05:40 AM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد عبد الله الحسين03-25-18, 05:55 AM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-25-18, 06:23 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 11:45 AM
          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 12:44 PM
            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:05 PM
              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:11 PM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:36 PM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 02:57 PM
                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 03:08 PM
                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 03:18 PM
                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال جمال ود القوز03-25-18, 05:38 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال علي عبدالوهاب عثمان03-25-18, 05:59 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 06:10 PM
                            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 08:28 PM
                              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 09:04 PM
                                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 09:34 PM
                                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 10:01 PM
                                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-25-18, 10:22 PM
                                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال بدوي محمد بدوي03-26-18, 07:22 AM
                                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد عبد الله الحسين03-26-18, 08:02 AM
                                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-26-18, 09:16 AM
                                            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال إسماعيل ببو03-26-18, 02:08 PM
                                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 10:48 PM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال فرحات عباس07-18-18, 07:02 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد محمد قاضي03-26-18, 09:48 PM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 10:03 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 11:17 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-26-18, 11:18 PM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-27-18, 00:11 AM
          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-27-18, 12:04 PM
            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد عبد الله الحسين03-27-18, 06:59 PM
              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar03-28-18, 08:54 AM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-28-18, 06:32 PM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال muntasir03-28-18, 08:08 PM
                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-28-18, 09:01 PM
                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال ادم الهلباوى03-29-18, 01:32 PM
                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-31-18, 01:44 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam03-31-18, 02:31 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد محمد قاضي03-31-18, 02:17 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال محمد محمد قاضي03-31-18, 02:18 PM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-01-18, 01:34 AM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال دفع الله ود الأصيل04-09-18, 11:23 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-14-18, 05:27 AM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال حاتم إبراهيم04-17-18, 11:22 AM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-17-18, 12:52 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال عمر دهب04-17-18, 05:06 PM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-18-18, 12:52 PM
  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال حاتم إبراهيم04-18-18, 07:43 AM
    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam04-18-18, 12:46 PM
      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-18-18, 06:12 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال A.Razek Althalib07-18-18, 07:13 AM
        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال tabaldy07-18-18, 07:23 AM
          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال هاشم الحسن07-19-18, 04:15 AM
            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar07-21-18, 08:11 AM
              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar07-21-18, 09:55 AM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال A.Razek Althalib07-21-18, 10:18 AM
                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Kabar07-21-18, 10:50 AM
                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Ahmed Yassin07-21-18, 01:05 PM
                    Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 04:06 PM
                      Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Ahmed Yassin07-21-18, 04:31 PM
                        Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 04:45 PM
                          Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 06:51 PM
                            Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 07:24 PM
                              Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 08:00 PM
                                Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 08:10 PM
                                  Re: في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة وال Biraima M Adam07-21-18, 08:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de