|
Re: ***كافور ألإخشيدي*** (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)
|
اخونا البروف عبد الرحمن ابراهيم محمد لك عاطر التحيات و السلام ومشكور على رفع معنويات البوست ,,,
معضلتنا الرئيسية في مسألة العنصرية و الاستعلاء العرقي هي: عدم قبول الآخر ,, تجد الكثيرين من مثيري غبار الدفاع عن الحريات العامة لا يستحملون تفاعل النوبي الآتي من اقصى شمال البلاد بتراثه ولغته ,, وذات الامر يحدث مع القادمين من اقاصي غرب البلاد وشرقها ,,, الى وقت قريب يعتبر الحديث باي لغة غير اللغة العربية في مركز السودان نوع من العنصرية و التخلف وعدم المواكبة ,,, الى ان جائت ثورة محرر الشعوب الكوشية الدكتور جون قرنق ديمبايور الذي اثبت هشاشة المدعّون زيفاً انتمائهم الى العباس العربي عم الرسول (ص) ,,, فحرّك الساكن في قوى الهامش السوداني في دارفور وكردفان و شرق السودان ,,, الكثيرون من مثقفي وكتاب الوسط و المركز يعتبرون انطلاقة ثورة دارفور بدافع الكتاب الاسود ,,, و لا يعرفون حقيقة دوافع الكوشيين من غرب و شرق البلاد الحقيقية ,, هل تعلمون ان الدافع الاساسي هو انكشاف زيف الادعاء المركزي ,, وذلك بالانهزام امام اطروحات البطل الكوشي في القرن العشرين ,,, جون قرنق ,, هل تعلم ان الذي حرّك ثوار دارفور هو الانبطاحلة التاريحية الكبيرة لقادة حكومة المركز المستلب الممثلين في علي عثمان و البشير ورهطهم في مفاوضات نيفاشا و ماشاكوس ,,, فنيفاشا لم تكن اتفاقية فقط بل كانت انبطاحة وانهزام امام اصحاب الحقوق الاصليين , من امثال قرنق ,,, كانت تلك هي الحقيقة التي جعلت كل الكوشيين في الشرق و الغرب الى استدراك حقيقة واحدة ,,, وهي ان الذين يمثلون منظومات ومؤسسات الحكم المركزية الثقافية و الفكرية هم مجرد كومبارس يؤدون دور بالنيابة عن مركزية الثقافة العربية الصحراوية القادمة الينا من شرق اسيا ,,,
لي صديق دائماً ما يسألني عن تعقيدات ازمة الهوية التي يثيرها الكثير من كتابنا ومثقفينا و توهانه في هذا الطريق الشائك ,,, فكنت دائماً ما اقدر بساطته و طيبته التي هي ميزة كل انسانس سوداني اصيل , وليعلم السودانيون ان الاصالة التي يتغنون بها في حقيقتها قادمة من جذر كوش الضارب في قدم التاريخ ,,, وليست هبة ولا منحة من مدارس الهوس الديني التي جائتنا من غرب آسيا ,,, وهذه حقيقة لكل من اراد التحليل الواقعي للازمة السودانية ,,,
اعود الى ذلك الصديق الذي تاه في تعقيدات الاطروحات الفكرية و جدليات الثقافة وشئون العرق و التارايخ ,, فقلت له يا صديقي ان موضوع الهوية و الاهتمام بها يأتي من منطلق واحد وهو ان تعريف كل امر يعتبر المفتاح و المدخل الى ذلك الامر او ذلك الشيء ,,,, تماماً مثل قراءة الكمبيوتر للقرص المدخل اليه حديثاً من شاكلة ال(سي دي) و ال(يو اس بي) ,,, فاذا لم يستطع جهاز الكمبيوتر قرائته فانه سيكون شيئاً مبهماً وغير ذي قيمة ,,, اما اذا قراه فسوف يتعرف عليه بكل سهولة ووضوح و سيتم التعامل مع المعطيات بسهولة ويسر و سوف تكون النتائج طيبة مثمرة مريحة للنفس ,,,
هذا ما حدث معنا في السودان ,,, لقد خاننا العنوان التعريفي برغم رمزية الاسم الواضحة و الصريحة (ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودان) ,,, هل هنالك حقيقة اكثر وضوحاً من عنواننا الذي اخترناه بمحض ارادتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
وكما تفضلت يا بروف ان الثقة بالنفس و الاعتداد بها هو مربط فرس الانطلاق الى سماوات التحرر و الانعتاق ,,, الكثيرون من اهلنا القادمين من اقاصي اطراف السودان يواجهون بالازدراء وعدم القبول في مركز دويلة كتشنر المصرية العربية ,, لا لشيء سوى لانهم يتحدثون لغة غير اللغة العربية ,,, و هؤلاء المركزيون لا يعلمون ان البقعة التي يقيمون فيها اصل سكانها لا صلة لهم باللغة العربية اطلاقاً ,,, لا احد من جيل اليوم يعرف شيئاً عن إلياذة هوميروس ولا ديدوروس ,, ومن سخرية الاستلاب الحضاري ان بعض من احفاد هوميروس لايعرفونها ولم يقرءوا حرفاً واحداً في كتب تاريخ السودان عنها للأسف ,, هذا التاريخ الخائب الذي يبدأ افتتاحيته بدخول العرب السودان ........... يا للعار ,,,, اين تراهقا و كوش و شبتاكا ,,,
إتخيل يا بروف أرض السودان كانت تسمى ارض الآلهة ونحن اليوم راكضون وراء الحضارة الصحراوية التي ما تزال تحاضرنا في نوعية و كيفية اللبس و الزي و طريقة المشي ,,, يا للعنة ,,, معركة تاماي و ابو طليح و قوة عزيمة وشكيمة الجندي السوداني الكوشي لا يمكن ان يقيمها المستلبون ,, الذين يلعبون دور قادة العمل الرسمي لمؤسسات الدولة السودانية جميعهم مستلبون وتائهون ولا يرجى منهم ,,,
صدقني يا بروف ان كل كاره لذاته و ساب للوطن و التراب الاسود الذي تربى ونشأ عليه ما هو الا واحد مستلب لا تنتظر منه ان يعبر عن قيمة هذا التراب بايجابية ,,, وكل من يقول (ملعون ابوكي يا بلد) في الواقع هو الملعون ولعنته هي التي جائت بخراب السودان ارض الكوشيين ,,,
معركتنا مع المشوهين لا تنتهي ,,, وسوف ينتصر من له جذر ضارب في قدم هذه الارض السوداء ,,
ولا نامت اعين المهزوزين ,,,
نفتقد المستنير بشاشا في مثل هذه البوستات ,,,
طبعاً في ناس مزيفين مركبين مكنة مستنير وهم ابعد ما يكونون عن الاستنارة ,,,,,
|
|
|
|
|
|