|
Re: ***كافور ألإخشيدي*** (Re: أبوبكر عباس)
|
الأخ إسماعيل تحياتى
أعتقد أننا عندنا مشكلة أساسية وعميقة فى معالجة مفهوم العنصرية.
فالعنصرية فى أساسها كمفهوم تعنى التعالى العرقى مع إحتقار الأعراق الأخرى وتقزيمها وتتفيه قيمتها ودورها الإنسانى.
فإذا تفاخر إنسان بتاريخ قومه أو تراثهم دون تحقير الآخرين فلا أدرى لماذا نصر فى السودان على نعته بالعنصرية؟ وهذا خطأ بين ومحاولة لإفقاد كل مكون من مكونات الأمة السودانية الثقة بالنفس والإعتداد بالتاريخ. وتساهم العملية التعليمية فى تغييب الوعى القومى حتى صرنا نتفه كل حقبة تاريخية فى تراثنا وكل إسهام لأى قطاع فى أصقاع الوطن. وهذه عملية ممنهجة بدأها الإستعمار إعتمادا على الإستعلاء العرقى للغرب فى نظريات المركزية الأوربية. فى حين أن المنقب فى التاريخ يجد ما يحير من إعتماد تلك المركزية على تراث وثقافة الحضارات الإفريقية خاصة الكوشية. ولأدلل أعطيك مثالين: من فى السودان يعرف شيئا عن الشخصية الأسطورية فى إلياذة هوميروس وديدوروس "ممنون الكوشى" الذى قارع أخيليس وصرع عشرات من فرسان اليونان حتى تم تمجيده فى أوربا. وثانيا هل فكر أى إنسان عاقل فى النظر إلى أساطير أيسوب Aesop's Fables التى تعتبر مركزيا فلوكوريا لأوربا. فمن أين لأوربا قصص عن أفراس البحر والتماسيح والنمور وماشابه من حيوانات لا توجد إلا فى إفريقيا.
فالناظر حتى لآله اليونان سيجد أن هؤلاء الآلهة قادمون من أرض كوش "أرض الآلهة" كما أسماها اليونانيون والرومان والمصريون القدماء.
فيا صديق سنظل نردد أن إسهامنا فى تاريخ البشرية لا يعدله إسهام. ولنفخر بثورات النوبة ودارفور وتلال البحر الأحمر وثورة المهدى والأنواك والشلك والنوير والدينكا والزاندى وكلها ثورات حطت من قدر الإمبراطورية البريطانية إلى درجة أن شعراءها وقياداتها من تشرشل لقلادستون أباحو بأنه لم يشهد العالم عزيمة ومقدرات ونبل وشهامة ورجولة كمثل ما قدم السودانيون للعالم من نماذج لم تحدث أبدا لا من قبل ولامن بعد كمثال كسر مربع الجيش الإنجليزى الذى لم تسطع فرنسا ولا بلجيكا ولا ألمانيا ولا أمريكا كسره. ولكنه كسر فى معركة تاماى ومعركة أبو طليح. إنتصارات تذكرنا بكيف أن جعلت الكنداكة من رأس تمثال القيصر أوغسطس مداسا عند مدخل مهجعها تطأه قداماها حينما تخرج أو تدخل. ولا ندرس فى التاريخ أننا الأمة الوحيدة فى إفريقيا التى جرعت الهزائم تلو الهزائم لبلجيكا والمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا.
فدعونا من كرة الذات والحط من قدر الوطن بأنه "بلد حفرة" و"شعب تافه جبان" و "ملعون أبوكى بلد". فلنعمل على تغييرها مستهديين بعظمة تاريخ مجيد بخس وأهين عن جهل وتجاهل.
ولى عودات بإذن الله فى هذا الشأن مرات ومرات. وشكرا لك لإثارة هذا الموضوع.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
***كافور ألإخشيدي*** | اسماعيل عبد الله محمد | 01-06-18, 02:59 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | اسماعيل عبد الله محمد | 01-07-18, 12:47 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | هشام المجمر | 01-07-18, 12:49 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | هشام المجمر | 01-07-18, 12:56 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | علي عبدالوهاب عثمان | 01-07-18, 01:03 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | Mahjob Abdalla | 01-07-18, 03:14 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | عبدالرحمن إبراهيم محمد | 01-07-18, 09:25 PM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | اسماعيل عبد الله محمد | 01-08-18, 09:59 AM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | أبوبكر عباس | 01-08-18, 11:21 AM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | أبوبكر عباس | 01-08-18, 11:41 AM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | عبدالرحمن إبراهيم محمد | 01-12-18, 07:24 AM |
Re: ***كافور ألإخشيدي*** | اسماعيل عبد الله محمد | 01-12-18, 08:00 PM |
|
|
|