|
Re: الملك أفاديج .. (Re: كمال علي الزين)
|
(*) 2
عبدالله بن محمد القاسمي .. كان في الحادية و العشرين من عمره , حين غزا الفرس مضارب عشيرته على الساحل الشرقي للخليج العربي و قتلوا والده و إخوته الذكور , كان والده زعيم عشيرة القواسمة يسيطر هو و قبيلته على الساحل الشرقي لجزيرة العرب منذ الفتح العربي الإسلامي لبلاد فارس الذي أنهى قرون طويلة من سيطرة الفرس على قبائل شرق الجزيرة العربية و تحولت فارس إلى ولاية من ولايات الإمبراطورية الإسلامية العربية .
ترك وراءه كل شئ , من تبقى من عائلته على قيد الحياة , و ذكريات قبيلته و عزها الذي آل إلى زوال بين ليلة و ضحاها , و أتجه إلى الساحل الغربي لبحر القلزم , قضى عبدالله بن محمد القاسمي عاماً كاملاً متخفياً و متنقلاً بين ساحل جدة و مرفأها الصغير و القرى المتفرقة حولها , حتى سنحت له الفرصة و وجد مركباً صغيراً كانت وجهته سواكن على الساحل الشرقي من بلاد السودان أو ما كانت تعرف حينها بمملكة سوبا , دفع ما تبقى لديه من دراهم عباسية إلى صاحب المركب و صار أحد المسافرين إلى سواكن , كان أهل جدة في ذلك الزمان يتنقلون بينها و بين سواكن بغرض التجارة , كانوا يجلبون من سواكن بضائع كثيرة و مختلفة , مثل العاج و ريش النعام و جلود الحيوانات الوحشية و بعض العطور و المواشي و الأقمشة و أدوات الزراعة و الصناعة البدائية .
تلاعبت ألأمواج بالمركب الصغير , كما تتلاعب الريح بريشة صغيرة لاحول لها و لاقوة , موجة تصعد بهم و أخرى تهبط بهم , و هم في رحلة الخطر هذه , ليس لهم أمنية سوى أن يلوح لهم ساحل سواكن , أو تنفتح الأفق أمامهم على صورة بعض طيور النورس , التي تكون أصواتها بمثابة البشارة , و أعلاناً للنجاة .
|
|
|
|
|
|