|
Re: إلى استاذي مع حبي رغم...... (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
- هل تري كمفكر سياسي أدوارا مؤثرة للاعبين دوليين في تغيير وتوجيه بوصلة الأحداث في مصر رغبة في إعادة توزيع خارطة توازن القوي الإقليمية؟ توجد أدوار دولية وإقليمية لأطراف مؤثرة يتوزع بين أمريكا وإسرائيل ودول الخليج وإيران وتركيا.. ولكن بريطانيا من وجهة نظري هي الأهم والأخطر فالعلاقة بين بريطانيا وأمريكا ليست كما يردد البعض بأن بريطانيا ذيل لأمريكا بل هي عقلها !!.. وهناك مقولة شهيرة لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق "كنت أرسل بتقارير الأمن القومي إلي لندن قبل إرسالها لوزارة الخارجية الأمريكية".. وتشرشل له عبارة شهيرة بعد الحرب العالمية الثانية تقول "لا تتركوا أمريكا وحدها حتي لا تسيء التصرف ".. وتوني بلير بعد ثورة 25 يناير في مصر قال "لن نعترض طريق ثورة 25 يناير ولكننا سوف نديرها".. فالمشهد الإقليمي في حالة اكتمال نجاح ثورة 25 يناير واستعادة مصر قوتها في المنطقة سيتغير لأن مصر ستطالب باستحقاقاتها خلال قرن قادم من الزمان.. إذن سيكون هناك 4 قوي إقليمية كبري في المنطقة إيران وتركيا وإسرائيل ومصر.. وفي هذه الحالة تستطيع مصر أن تلعب بطريقة (3 ضد 1) وذلك بالترتيب مع إيران وتركيا وهذا الأمر يضعف من هامش المناورة الإسرائيلي.. أما إسرائيل فهي لا تمتلك في أقصي تقدير أكثر من اللعب بطريقة (2 ضد 2 ).. وبالتالي فإن هامش إسرائيل تقلص إذا جاءت مصر كقوي إقليمية مؤثرة.. وهذا يفسر ويؤكد أن بعض الأطراف ترغب في ظهور مصر كقوي كبري كتركيا للاستفادة من البترول وحقول الغاز البحرية في المتوسط القريبة من قبرص.. ولكن في المقابل هناك قوي أخري لا ترغب في أن تستعيد مصر قوتها المؤثرة وتعمل من أجل "تقزيمها" دائما .. القصة في التاريخ المصري هكذا كانت وستبقي .. فمصر نستطيع أن نشبهها كالطالب الذي لا تجده في لوحة النتائج بتقدير جيد أبداً.. "فمصر أن لم تجدها بين الحاصلين علي ممتاز فتجدها حاصلة علي مقبول" .. ولكنها لا تحتل المراتب الوسيطة بطبيعة تكوين التاريخ المصري .. وبالتالي فإن الدفع بمصر عند أسفل قاع الضعف لصالح إسرائيل إقليميا.. ولصالح ترتيبات دولية لاستمرار مصر تحت الوصاية وهذا يبدو أفضل للاعبين الدوليين .. فهذا يساعدهم كثيرا علي إعادة ترتيب المنطقة والإقليم..فإذا أردت أن تفصل المشرق العربي عن المغرب العربي وإذا أردت أن تستقل بدول الخليج كوحدة سياسية منفصلة.. فإن عليك أولا أن تزيح مصر من المعادلة الإقليمية.. فوضع مصر تحت الوصاية الدولية الإقليمية أري شواهده الآن أمامي..
|
|
|
|
|
|
|
|
|