كانت "ميلاندا " كعادتها متباطئة في مشيتها تشع بهجة ً بثوبها الأزرق الذي يغطي بشرتها اللبنية اللون ، وشعرها الأشقر خلف قبعتها المقَوًرة ، وشفتيها المحمرتين ، وفي عينيها قطرة بحر البؤبؤ .! كانت تجول بنظراتها صالة المطار والأجواء المحيطة بها ، وتتفحص جموع المسافرين وقد اكتست السمرة اغلب ملامحهم . توجه الجميع نحو مخرج الصالة باتجاه المواقف حيث كان "ساديو " يركن سيارة من نوع "لاندرو فر" صممت للتعايش مع الطرق الوعرة ذات الطبيعة المطرية وكأن إطاراتها العريضة خصصت لخوض محيط من الأراضي الطينية الموحلة ..! أدار " ساديو " محرك العربة بعد أن ركب الجميع بداخلها متوجها بهم في طريق يمتد دون اكتراث بالمسافرين كشريطين ضيقين على الجهتين ، الأراضي العارية تحدها في بعض الأمكنة أسيجة نحيلة وبضع قرى الضواحي وبعض من الأحياء السكنية . كانت السيارة تهتز على الاسفلت المحدودب ، وتقفز بهم في بعض الأحيان اثر سوء الطريق وكان يبدو واضحاً أن الطريق المؤدي إلى المطار لم تتم صيانته منذ أمد بعيد .! في طريقه ساديو كان يتحاشا ان يمر بالاحياء الفقيرة ذات البيوت المصنوعة من القش والصفائح ، حتى يعطي انطباعا جيدا ويعكس صورة جميلة لضيوفه ، ولكن حي " كولوباني " العريق يأبى الا ان يقف في طريقه سداً منيعاً يتحدى كل عوامل العولمة ، حيث ان الطريق المؤدي الى منزل ضيافة عائلة السيد جان لابد ان يمر به ، ولما كانت العربة تشق طريقها وسط ذلك الحي الذي كانت تفوح منه روائح السمك المجفف ومناظر الباعة المتجولون يجوبون ازقته الضيقه ، توقف ساديو اثر اشارة من رجل شرطة كان يقف بجانب الطريق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة