في عالمنا هذا تتعدد الأشياء التي يبحث عنها الناس و قد تختلف من شخصٍ لآخر، وتظل الكلمة الأولى والآخرة لما تسطره لنا الأقدار، إن القصة الخيالية يجب أن تحاكي الواقع بنسبة ما .! على أي حال فان وجد أي تشابه بين الشخصيات الواردة في هذه القصة وأي شخصية على أرض الواقع هو محض صدفه! *ترانيم المعبد * اخرج " ستيفاني " ما تبقى من حقائب عائلة " آل بوربون " ثم قام بوضعها داخل عربة السيد " جان دي لافالي" التي كانت واقفة أمام البوابة الخارجية . في غرفة في الطابق العلوي انشغلت السيدة " فيونيكا " بترتيب حقيبتها الصغيرة بمساعدة ابنتها " ميلاندا " . في هذه الأثناء كان السيد "جان دي لافالي" منهمكا في إعادة ترتيب أوراق داخل ظرف يبدو انه يحوي الأوراق الخاصة بانتدابه إلى إحدى الدول الإفريقية . ولما كان السيد "جان دي لافالي " من القلائل الذين تمتعوا بخبرة واسعة في مجال عمله كان لابد للشركة التي يعمل بها من أن تقوم بانتدابه مرارا ٌوتكراراٌ . غير أن وجهته هذه المرة ستكون إلى عالم أفريقيا المجهول ..! لم يسبق للسيد "جان " من قبل أن زار هذه القارة السمراء . ولكن بعض الكتب التي قرأها كانت كافية لترسم في مخيلته صورة لا بأس بها عن واقع تلك الدولة التي ينوي المكوث بها برفقة أسرته المكونة من زوجته " فيونكا " وابنته ذات الستة عشر عاما " ميلاندا " . سبعة أشهر هي فترة انتدابه ..! أو هكذا ما اخبروه في مقر عمله ..! في الطابق السفلي كان السائق " ستيفاني " يقف بانتظارهم بعد أن أنهى وضع الحقائب داخل العربة . مرت بضع دقائق حتى سمع صوت خطوات السيد "جان دي لافالي" بصحبة زوجته وهم ينزلون من الطابق العلوي عبر الدرج ، ثم تلتهم "ميلاندا " وقد اعتادت أن تنزل الأدراج بسرعة ، كانت نضرة ومعطرة مفعمة حيوية ونشاط , أشواقها تسابق خطواتها ، حيث أنها المرة الأولى التي تسافر فيها بصحبة والديها . يبدوا أن ساعة المغادرة إلى المطار قد آنت .! أسرع " ستيفاني" في التوجه نحو ألسيده " فيونكا" ثم قام بتناول حقيبتها وبينما كان يهم بالتقاط حقيبة السيد "جان دي " جاءه أمر منه بان لا داعي ..! فقد اعتاد السيد "جان " بان يحمل حقيبته الشخصية بنفسه في جميع رحلاته وخلال أوقات عمله وإثناء اجتماعاته .! أسرع السائق بوضع حقيبة السيدة "فيونكا " بجانب الحقائب داخل ألعربه . وقفت السيدة "فيونيكا" برهة من الوقت ترمق المنزل وتتفحصه بنظرات أخيرة قبل مغادرته . أدار "ستيفاني" محرك العربه ثم انطلق متوجها بهم ناحية شارع " افينو فوتش " . كان الوقت مبكرا جدا حيث لم تكن قد آنت ساعة الذروة وازدحام العربات ، مما أعطى "ستيفاني" مزيداُ من الحرية في أن يزيد من سرعة محرك العربة وما هي إلا بضع دقائق حتى أوصلهم إلى مطار "شارل ديغول " .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة