الداخلة بمصاحفها محروسة بروفسيرِ. هشام محمد عباس أعود مرة أخرى إلى وطني الصغير الداخلة والسيالة وهما يمثلان الشريط الأخضر علي النيل علي امتداد عطبرة .. وفي هذه المنطقة تختزن مدينة عطبرة بذكرياتها وأعود لاحكي ذكريات الحرب العالمية الثانية بمدينة حيث قررت الدول المتحاربة " بريطانيا والحلفاء " نقل الحرب الي الدول المغلوبة على أمرها التي تحتلها حتى يحافظوا علي شعوبهم وجنودهم وعمرانهم من الدمار .. وقد كانت مدينة عطبرة محطة إهتمام خاصة في هذه الحرب لأنها تمثل الموقع الإستراتيجي هذا إضافة الي وجود رئاسة السكة حديد بها .. وتقول الروايات أن السلطات كلفت القائد السوداني عبد الله خليل بنقل الجنود والسلاح والآليات والعربات الحربية إلي السيالة والداخلة تختفي وسط غابات النخيل والأشجار الكبيرة والحدائق التي تميز المنطقة وقد تم نصب أكبر مدفع علي ديوان ( أحمد أبشورة ) وعلي الرغم من أن الحرب لها أضرارها الواضحة علي الدول المحتلة إلا أنها أكسبت الجنود السودانيين الكثير من الخبرات العسكرية حتي المجتمع تحول الي مجتمع عسكري حيث أصبح الناس البسطاء يميزون بين الطائرة الإنجليزية والألمانية والايطالية وأصبحوا يعرفون ( صافرة ) الانزار التي تعني التحفظ ودخول الخنادق .. كما يعرفون الفرق بينها وبين ( صافرة ) الجنود السودانيين الذي كانوا يسمون ب( عسكر الخدير ) أى أنهم سمر ، وما تزال آثار ( الخنادق ) توجد في الكثير من ( حيشان ) أهالي الداخلة والسيالة .. ومثلت جزيرة ( نواوي ) الواقعة بين الداخلة والفاضلاب مكاناً لجأ الية الكثير من الأهالي عند إزديات هجمات الحرب .. لقد ألغت الحرب العالمية الثانية بظلالها على أهالي السيالة والداخلة حيث أبرزوا شجاعة نادرة فكان الطفال والنساء يعيشون حياتهم العادية بجانب العساكر وقد دون الآدب الشعبي هذه الحرب التي كان يطلق عليها ( سنة القنابل ) .. وفي أحد المرات جاء سرب من الطائرات عبر مدينة (بربر) متجهاً الي عطبرة التي كان يطلق عليها في ذلكم الوقت ( الداخلة ) فقال أحد شعراء ( بربر ) موسلين الصعب ... علم سلاحو وجانا راح الداخلة ... كايس مكتبها ودكانا قولو الداخلة ... ما بتقدر علي نسوانا بي سر الله ... طبقولو الضرب جبخانه وقال أحد شعراء السيالة :- هتلر يا بليد ... وأبلد من الناموسة جيت الداخلة ... كايس عسكرها وجيوشها والله الداخلة ... جد بي مصاحفها محروسة والله الداخلة ... جد بي بركتها مفروشه والله الداخلة ... بي سر الله فوق معروشة إن الحديث عن الداخلة والسيالة هو حديث عن تأريخ عطبرة وأعد إنشاء الله في المواصلة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د. هشام عباس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست