فهناك منظومة فساد مقنن في كل أركان الدولة .. اللادولة.
فهي ليست دولة لكل السودانيين بل هي دولة محصورة في (أهل السودان) فحسب... فمصالحهم فوق مصالح الأغلبية الساحقة المسحوقة.
فقد انهارت الدولة في كل أركانها.. وحلت محلها (عصابة) مشؤومة لئيمة لا دين لها ولا أخلاق.. لا تلتف إلا إلى (المعارض القوي).
فهؤلاء .. هذه العصابة الساقطة دينياً وأخلاقياً.. المكونة من (أهل السودان) والمسيرة أمريكياً..ترتكب كل الموبقات ولا تعرف حدوداً للحرام أو الحلال.. المنصوص عليه في الإسلام الذي به وصلت وبه هتفت ... تستخدم الإسلام وشعاراته لتخدير ما تبقى من شعب السودان...أكلاً للدنيا بالدين.. حتى جزم الشيوعيون بأن (الدين أفيون الشعوب)!
والحالة هذه ..
وبعد مضي ربع قرن من الزمان ونيف .. جاء وقت الحقيقة ..
فعصابة اللؤوم والشؤوم..ما جاءت إلى الحكم في السودان إلا من أجل (التمكين) للحركة الشعبية – المعارض الحقيقي والقوي للمؤتمر الوطني الممثل لأهل الشمال رغم أنفهم ...وتسليمها شمال السودان بأمر الحاكم العالمي ..المسمى المجتمع الدولي ..الغرب وحلفائه المحليين والعالميين.. كما سملته جنوب السودان من قبل.. وقد قبضت الثمن: سلطة وجاه ..مال ونساء.. وثروات هاربة إلى شرق آسيا... حيث سيهربون.. إن استطاعوا إلى الهروب سبيلاً.
فالحركة الشعبية لديها خططها الخاصة بها والتي لا تتقاطع مع أي حزب أو جماعة شمالية من (أهل السودان).. رغم التحالفات المرحلية والمؤقتة (سلالم الصعود) للحركة على أكتاف هذه الأحزاب والجماعات لتصل في نهاية المطاف إلى اتفاقيات انفرادية مع المؤتمر الوطني الذي يمثل (أهل السودان) _ بحكم الأمر الواقع والمفروض فرضاً من المجتمع الدولي_ ليستمر النظام الحاكم في طريق التنازلات والتسليم والتسلم للحركة الشعبية ..
وهكذا ستفعل الحركة الشعبية في هذه المرة أيضاً .. لن تقاتل من أجل (أهل السودان).. لن تخرج في المظاهرات من أجلهم ..لن تكون الحركة الشعبية في خدمة (أهل السودان) = الشماليين.. بمختلف أحزابهم وجماعاتهم بما فيها المؤتمر الوطني.. لن تهز الحركة شجرة (المركز) ليأكل ثمارها (أهل السودان)..
سيبقى النظام وإن تظاهر المتظاهرون وهتف الهاتفون وتحاور المتحاورون..
فالغرب يريد استمرار هذا النظام.. فهو نظامه ومن شابه أباه فما ظلم.. فهو أفضل نظام يحقق (التمكين) للحركة الشعبية عبر اتفاقية نيفاشا (2) لتسلك طريقها إلى السلطة والثروة .. رغم أنف (أهل السودان)... حتى ولادة السودان الجديد المتسق والمنسجم مع دول الجوار الأفريقي والخالي من العنصرية والاستعلاء العرقي.. الذي يمارسه (أهل السودان).
فرغم كل ما تمور به الساحة الآن من تظاهرات وضغوطات وحروبات.. سيتم إبرام اتفاقية نيفاشا الثانية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية – شمال .. بأمر المجتمع الدولي نفسه .. وعما قريب.. وما يجري الآن في شمال السودان من ضيق ونعيق ما هو إلا فرفرة مذبوح من (أهل السودان) .. جعجعة ولا طحين... فهذا نظام لا تغيره المظاهرات أو الهتافات أو الاضرابات أو الاعتصامات...
لن يكون أي حزب من أحزاب (أهل السودان) مشاركاً في هكذا اتفاقية ولو بتمثل ديكوري..سيعترف المجتمع الدولي نفسه بالمؤتمر الوطني (ممثلاً لأهل السودان) رغم أنف معارضتهم.. ستكون اتفاقية ثنائية فحسب كما كان في نيفاشا الأولى..
سيظل عمر البشير رئيساً لفترة انتقالية في شمال السودان بحكومة الحوار الوطني (حكومة التوافق الوطني) تبدأ من 2017 وحتى 2020 وبموافقة الحركة الشعبية - شمال (المعارضة الحقيقية) وبمباركة الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي نفسه ..من أجل إبرام (نيفاشا الثانية) و(تمكين) الحركة الشعبية لتحرير السودان .. من السلطة والثروة في شمال السودان .. على قدم المساواة مع المؤتمر الوطني (الممثل بحكم الأمر الواقع لأهل السودان).. في هذه الاتفاقية كما مثلهم من قبل نيفاشا الأولى...
في الاتفاقية القادمة هذه سيكون المؤتمر الوطني (فحسب) هو الممثل لأهل الشمال _رغم أنه لا يمثلهم بالفعل _ ولكنه حكم الأمر الواقع بإرادة الحاكم العالمي – المجتمع الدولي – والاتحاد الافريقي والحركة الشعبية الممثل لأهل (جنوب الشمال)... لتتسع مساحة جنوب السودان وتمدده إلى الشمال شاء من شاء وأبى من أبى.. زحفاً نحو وحدة السودان مرة أخرى (تحت) الحركة الشعبية..ربما في حدود سنوات قليلة 2019 ربما.
العنوان
الكاتب
Date
يدعمون استمرار هذا النظام فهو نظامهم؛ أفضل نظام يحقق(التمكين)للحركة الشعبية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيف الدين بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست