يقول الشاعر ( مبارك حسن خليفة ) أنا حضرت ثورة أكتوبر وأنا في شندي وبعدين بقيت عضو في جبهة الهيئات وجيت منتدب مندوب من شندي للخرطوم وكان في اجتماعات ولقاءات واجتماعات ولقاءات. اليوم الوحيد القلنا نرتاح فيهو، اتجمعنا نحن بعض الأصدقاء كدا،يا داب يوم وحيد ما كان عندنا فيهو اجتماعات، نسمع فاروق أبو عيسى في الراديو يكورك (أحموا الثورة، أحموا الثورة، أحموا الثورة) أنا كنت في بانت. طلعت معاي بعض الأصدقاء وجينا حرسنا كبري النيل الأبيض للصباح. حتى كانت فيهو صيانات، جبنا الكمر وقفلناه. وطلع بيان من الحكومة أنو ما في حاجة جاء عبد الكريم ميرغني وكان وزير، فتحـنا ليهو الطريق، قال: ( أسمعوا أنا جاي من اجتماع مجلس الوزراء، والحكومة طـلـَّـعَـت بيانها، برضو أمشوا أحرسوا الكبري. أحرسوه، ما مضمون). حرسناه للصباح. شفت كيف. بعد كدا قمت أنا ألـَّـفـتَ (المتاريس) ونشرتها في صحيفة الميدان. إطلع عليها مكي السيـِّــد، ولحـنَـها واتصل بي، قال لي: (أنا لحنتها وحأديها لمحمد الأمين) قلت ليهو (أتفضل)، وحضرت معاهو البروفات، واتـغـنَّــت. كان ذلك في يومي 9 و 10 من شهر نوفمبر 1964 والتى عرفت بليلة المتاريس فبعد إذاعة خبر خطر الانقلاب المضاد للثورة كان القرار الجماعي للشعب بالاستيلاء على شوارع المدن الثلاثة واغلاق الرئيسية منها بهياكل العربات والحجارة والبلوكات الخرسانية وغيرها لإعاقة سير المدرعات لم يدع الاستاذ ( محمد الامين ) ليلة ( المتاريس ) دون أن يخلدها بأغنيته الشهيرة ( المتاريس ) والتى كتبها الشاعر ( مبارك حسن خليفة ) ولحنها ( مكي سيد احمد ) وهي الاغنية الوحيدة من بين أغنيات ( محمد الامين ) التى لم يلحنها هو تغنى محمد الامين بالمتاريس في ديسمبر 1964
المتاريس التي شيدتها في ليالي الثورة هاتيك الجموع وبنتها من قلوب وضلوع وسقتها من دماء ودموع سوف تبقى شامخات في بلادي تكـتمُ الانفاس في صدر الاعادي فالمتاريسُ دماءُ الشهداء والمتاريسُ عيونُ الشرفاء والمتاريسُ قلوبُ الكادحين والمتاريسُ ضلوعُ الثائرين والمتاريسُ شـفاهٌ لصغارٍ يلتقون والمتاريسُ أيادٍ لكبارٍ يـهدرون والمتاريسُ حِـدَاءٌ الثائرات فـالمتاريس ستبقى شامخاتٍ في بلادي المتاريس سوف تبقى شامخاتٍ في بلادي تكـتُـمٌ الأنفاسَ في صدرِ الأعادي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة