الترابي: شاهد على العصر الحلقة الحادية عشرة

Quote: تحياتي أخي الحليلة والضيوف - يبدو ان الترابي منذ البداية لم يكن يثق في العسكريين - فقد كان مصرا كما قال على بقاء أمن التنظيم وعدم دمجه مع أمن الدولة - وبالتالي لا يود أن يخسر أهم ادواته في البقاء واحكام السيطرة على زمام الأمور. - يقول الترابي أن أمن التنظيم بلغت به القوه درجة ان غير اشياء اساسية في عقيدة الجيش (مسألة أسلمة القوات المسلحة التي نعرف مظاهرها جميعا) ولكنه يناقض هذا القول عندما يتحدث عن ان العسكريين هم بدأ الفساد لأنهم "قليلي تربية"! كيف يمكن للعسكريين ان يفرضو الفساد وقد كان أمن التنظيم يسيطر على كل الامور (حتى أمور الجيش الدقيقة) - رأينا جميعا الرائد شمس الدين يقود الذين أعلى منه رتبة في الجيش! ورأينا المدنيين يأمرون العسكريين! - مرة أخرى يقسو الترابي بشدة على مجذوب الخليفة عندما اشار اليه بـ "المجذوب هذا" - في اعتقادي ان الترابي يكن "سخطاً" خاصا لمجذوب الخليفة !، ومجذوب لمن لا يعرف كان رأس رمح عظيم في مسألة "بزنس التنظيم" واستغلال موارد الدولة للمصالح الخاصة. - الترابي رغم اعترافه الصريح باستشراء التعذيب فترة وجوده على رأس الامور الا انه حاول بشكل يائس التقليل من فظاعته بالقول ان فترة نميري كانت اسوأ. - كان مستفزا عندما قال: الشعب يعرف أن يهدم ولا يعرف أن يبني عندما حاول التقليل من من قيمة ثورتي الشعب السوداني باعتبارهما عمليتي هدم! - في نظري هذا الجملة تلخص العقلية التي حكم بها الترابي وتلاميذه الدولة، وهي السبب الرئيسي لفشل تنظيم الاخوان المسلمين في بناء دولة، وهي العقلية التي بنيت على أساسها أهم كوارث عهد الانقاذ وأعنى مسألة اقصاء الآخرين عن كل شيء، وهنا الامثلة لا تعد ولاتحصى ابتداءا من قرار "تسفيه" خيار الشعب في المرحلة الديمقراطية وذلك بالانقلاب على الحكومة المنتخبة و مرورا بتصفيات الصالح العام والى ما لا يعد ويحصى من الممراسات الاقصائية الاستعلائية (يمكن مشاهدة نماذج كاراكاتيرية عن مشاهد أمين حسن عمر) ! في المجمل الترابي اعترف بفشل مشروعه/م في اقامة "الدولة الاسلامية" واستشراء الفساد والتعذيب في عهده وتحت بصره ومسؤوليته التضامنية مع البقية، وعزا ذلك للجهل بأمور الحكم وفساد جماعة الاخوان الاخوان المسلمين في السودان فرادى وافواج وفساد الجيش!