في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 02:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2016, 08:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    مشاركة الأخ النور حمد الخامسة بتلك الرسالة جاءت في نفس يوم 31 ديسمبر 2003..

    ـــــــــــــــــــــــــ
    تأملات في مسألة المجتمع الحر:


    في اعتقادي، أن القطار الذي سينطلق بالفكرة، إلى مرحلتها الجديدة، سيخلف على رصيف محطته الراهنة، كثيرا ممن انشغلوا عنه، ساعة انطلاقه، بالشجار، على الرصيف. والشاهد أن العلاقة بين منهج السلوك، كسبب، والترقي الروحي، كنتيجة، تحتاج إلى فحص، وإمعان نظر. فحقيقة الأمر، أنهما ليستا مرتبطتين، ارتباطا شرطيا، كما تبدوان. ترسيخ مثل هذا الفهم، وتعميقه، وإدراك مدلولاته اللطيفة الخفية، هو ما يجعل مجيء المجتمع الحر، الموصوف بأنه، المجتمع "الذي لا يضيق بأنماط السلوك المختلفة"، أمرا ممكنا. الإسلام الكوكبي، لن يتحقق أبدا، ونحن نفكر بالقوالب التقليدية الضيقة، التي تربط ربطا ميكانيكيا، بين السبب والنتيجة. ظللت أفكر كثيرا، في عملية، وإمكانية صب الناس كلهم في قالب واحد. هل هو ممكن فعلا، وهل هو عملي. ثم هل هو مطلوب حقيقة. ثم ماذا نعني بالفردية، إن كنا سنرسم للأفراد قوالب جاهزة، نصبهم فيها صبا، كما المعدن المصهور؟ وما من شك، أن الفردية، أمر مركزي، ومحوري، في الفكرة الجمهورية. لا أقول ذلك، لأقلل من أهمية اتباع الطريق النبوي، وإنما لأدعو إلى التعمق، والتوسع، في فهم سعة الطريق النبوي. وأعني أهمية ألا ننصرف عن جواهر الأمور بمظاهرها. ومن ذلك، ألا نُصرف عن قيمة التفكير الحر، وقيمة الفردية، بالتركيز الأعمى، على الشعائر والطقوس. ولذلك موضوع "التسليك" الذي أصبح شبه محوري، في كثير من كتابات الإخوان، بحاجة إلى فحص.

    أعرف أن كثيرين ربما اعتقدوا، وربما يكونون صادقين في اعتقادهم، أن الأمور "واضحة". وأننا لسنا بحاجة سوى إلى أن نعود إلى "التسليك"، وإلى الدعوة، على نحو ما كنا نفعل في الماضي. هذا لعمر الحق، تبسيط شديد. ويكفي أن أذكر، أن بعض الإخوان والأخوات، كانوا يودون، في اليوم التالي للتنفيذ، أن يخرج الإخوان والأخوات في حملة للكتاب، مواصلة لمعارضة نميري وقوانينه! ولقد حدث ذلك في جلسة الدروشاب المشهورة، وقد كنت أحد حاضريها. وتكرر ذلك في مساء نفس ذاك اليوم، على ما أذكر، في منزل الأخ خيري، بالحارة الأولى بالمهدية، حين أبلغ القياديون بقية الإخوان، ما توصلوا إليه في اجتماع الدروشاب، فيما يختص بأنهم قد اختاروا حل التنظيم. رأى كثير من الإخوان، حل التنظيم منكرا، وقتها. ولا يزال البعض يراه كذلك. والذي أراه، أن حل التنظيم قد كان عملا، لا مناص منه. ولو قدر للتنظيم أن يعود، فهو لن يعود، في اعتقادي، على صورته تلك. تلك مرحلة خاصة جدا. ارتبطت بوجود الأستاذ بيننا. وقد انقضت، تلك المرحلة، وما أرى أنها بعائدة مرة ثانية.


    وهل كنا نملك غير حل التنظيم؟

    القول بأن الأمور "واضحة" يثير عجبي كثيرا، وحقيقة الأمر، أن المرء ربما لا يملك إزاء من ينحون مثل ذلك المنحى، الذي أرى فيه شيئا من التطرف، سوى الصمت. على العاقل أن يعرف مع من يتحاور، ومن هم المستعدين حقيقة، للتحاور بذهن مفتوح. مجادلة الناس من طرف، وبلا تمييز، لا تنطوي على أية حكمة. ومن الحكمة أيضا، ألا يفسد المرء حبل الود مع البعض، ممن لا تتسع مواعينهم للخلاف، بسبب رأي يتعسر توصيله. أو قل، على الأحرى، رأي يصعب جدا، أو يتعذر كلية، توصيله، على وجهه الصحيح. ولربما كان الزعم، بأن الأمور "واضحة"، عند بعضنا، وعدم الاستعداد للحيرة، عند البعض الآخر، بعض مما جعلني، لا أميل إلى المشاركة في حوارات الصالون. وعلى سبيل المثال فقط، فقد اتفق لي أن قلت لأحد الإخوان في أمريكا، أنني فوجئت بالتنفيذ، مفاجأة تامة. وأنه لم يكن في حسباني، أن شيئا مثل ذاك سوف يحدث. فقد كان احتمال ذهاب الأستاذ إلى حبل المشنقة، يقع وراء، أسوأ حالات الظن بالله لدي. وقد دهشت جدا، عندما ذكر لي ذلك الأخ، أنه كان يتوقع التنفيذ! أليس في هذا وحده، دلالة قوية على أننا، رغم كل الزمن الذي أمضيناه معا، نرى الأمور بشكل مختلف، ونفهم أدب الحركة الجمهورية المتواتر، فهما مختلفا؟ أقول ذلك، وفي ذهني مقارنة بين ما ذكره لي الأخ سابق الذكر، وما سمعته بأذني من سعيد، في اجتماع الدروشاب، عقب يوم التنفيذ. كان سعيد محتارا مثلنا، وقد عبر سعيد عن تلك الحيرة، بلغة جسده، وهو يدير ذلك الاجتماع، أكثر مما عبر عنها بلسانه. وقد كانت حالته تحكي حالتي، وحالة أكثرية من كانوا حوله في ذلك اليوم الكئيب. لا أذكر عبارات سعيد بالضبط، ولكنه قال، ما فهمت منه، أنه لم يعد يفهم ما يجري. وأن ما تم، يقع وراء مقدرته على الاستيعاب. ولعله قال شيئا شبيها بعبارة، (رأسي مشطوب). كانت تلك هي الحال لدى أكبر قياديي التنظيم. فمن أين جاء الآخرون بذلك التوقع، بأن الأستاذ سوف يُغتال ذات ضحى، على يدي جعفر نميري، وعلى رؤوس الأشهاد؟

    لقد بدأت الآن أشك في كثير مما كنت أسمعه طيلة سنوات الحركة. أعني، كوني قد سمعت بعض الأشياء التي كانت جزءا من العقائد الداخلية للمجتمع الجمهوري. أصبح ينتابني الشك أحيانا، رغم يقيني الراسخ في أنني قد سمعت تلك الأقوال، مرات ومرات. ويبدو لي أن كثيرا من التاريخ الإنساني، قد ضاع بسبب من مثل هذا النوع من الشك. أعنى، أن النزاعات التي تعقب الدعوات الروحية الكبيرة، تخلف وراءها جوا من الإرهاب الفكري، يجعل البعض يشك فيما كان يعتقد، لصعوبة التعبير عما كان يعتقد، في الظرف الذي استجد. لقد سمعت كثيرا من الأقوال التي تؤكد اعتقاد الإخوان، في أن الأستاذ لن يموت. ولقد تسربت تلك العقيدة، وهي عقيدة تقع ضمن نطاق ما هو متكتم عنه، من أدب الفكرة، إلى المجتمع الخارجي. وربما كان ذلك، بسبب الإخوان الذين خرجوا على الفكرة، في مختلف مراحلها مما نسميهم "المنقطعين". المهم وصلت تلك العقيدة، صحيحة كانت أم غير صحيحة، إلى بعض دوائر المعارضة. وأصبحنا نُواجه بها في الأركان. وكان المعارضون يضيقون بها علينا تضييقا شديدا. وكانت هناك إجابة "حكيمة" نموذجية، ظللنا نسمعها، وظللنا نرددها كلما ووجهنا بذلك السؤال، من معارضينا. ومفاد تلك الإجابة "الحكيمة"، أن الفكرة التي يموت عنها صاحبها، يجب أن تراجع. وأغلب ظني، أننا لم نكن حين كنا نردد ذلك، نظن أن الأمر سوف ينطبق علينا يوما ما. بالعكس تماما، كنا نقول ذلك، لنؤكد أن دعوات مثل دعوة حسن البنا، وغيرها من الدعوات الإسلامية، التي رحل أصحابها قبل انتصارها، بحاجة إلى المراجعة. وذلك بناء على القاعدة المتقدمة الذكر.

    ما أريد توكيده هنا، هو أنه من الصعب، بل ومن المتعذر، على من ظل يفهم، على مدى عقود طوال، أن صاحب الفكرة باق معها، حتى تظهر - صعب، بل ومتعذر، على من كانت هذه هي عقيدته - أن يتحرك في الدعوة للفكرة، بعد أن يفاجأ، ويصعق، برحيل صاحبها، وفي اليوم التالي لرحيله! نقطتي هي، أن الحيرة بعد رحيل الأستاذ مشروعة جدا، بل ومطلوبة، في نظري! ولا حجة لمحتج بالتأويلات التي نشأت بعد التنفيذ. أكثر من ذلك، الشك في الفكرة ذاتها، بناء على ما تقدم، مبرر أيضا. ولا يجب أن يجد استنكارا، أو تشنيعا من أحد منا. ذكرت كل ما تقدم، لأدلل على مبلغ اختلافنا، في رؤية الأمور. في ذلك اليوم الذي عبر فيه سعيد عن حيرته فيما تم، وما من شك أن ما تم قد صعقنا جميعا، ونسف كثيرا من عقائدنا، صالحة كانت أم فاسدة. رغم كل تلك الصدمة، رأى بعضنا أننا لسنا بحاجة للجلوس للتفاكر كثيرا. بل رأوا، أن علينا الخروج في اليوم التالي بالكتب على الناس! وكأن وجود الأستاذ بيننا، وعدم وجوده بيننا لا يغيران في الأمر شيئا! الشاهد الآن، أن ستة عشر عاما قد مرت على التنفيذ، ولا يزال كثير منا يحاول فهم ما تم، وما سيترتب عليه، ولا أظن أننا أصبنا نجاحا كبيرا في ذلك!

    اليقين الذي كان يملؤنا هو، أن الأستاذ باق معنا، حتى أوان انتصار الفكرة. على الأقل، كان ذلك يقيني الشخصي. ولا أحب أن يفهمني من يقرأ ما تقدم فهما خاطئا. فحتى هذه اللحظة ـ رغم أنني ظللت أنام وأصحو على إمعان التفكير، في أمرنا هذا لعقد ونصف ـ لم أر أن هناك ما يدعو إلى مراجعة أساسيات الفكرة. بل على العكس تماما، فقد ازداد يقيني بقوة الفكرة، وسموق حجتها، أكثر من قبل. كما أن إنسانيتها، وعالميتها، أوضح في ذهني، مما كان عليه الأمر في الماضي. يضاف إلى ذلك، أن تقديري لشخص الأستاذ، ولسيرته، قد أصبح أكثر عمقا، وتنورا، واتساعا، مما كان عليه في الماضي أيضا. ولكني أصبحت أرى المسالة كلها بشكل يختلف، عما قبل. إحساسي الشخصي هو أننا كنا منومين مغناطيسيا، طيلة الفترة التي أمضيناها مع الأستاذ. وقد كان ذلك التنويم، لخيرنا، وصالحنا. وقد صحونا يوم التنفيذ، واستمرت حالة الفوقان تطرد إلى يومنا هذا بيننا، على تفاوت، بين فرد وآخر. وقد أشار الأخ خالد الحاج إلى ما يشبه هذا، في كتاباته. الشاهد، أننا، ربما احتجنا إلى إعادة قراءة كل التجربة، و قراءة كل النصوص التي ظللنا نقرأها لعقود طوال، ولكن دون فتح مبين فيما هو مستغلق منها، على ضوء كثير من المعطيات الجديدة. وعلى ضوء الظرف التبشيري الجديد. وهو ظرف أراه قد اختلف. ولسوف يطرد، ويوغل في الاختلاف، والتباين عما ألفناه، وعما حلا لنا الركون إليه. كلما تباعد بيننا الزمن وبين معيتنا للأستاذ. سيقترب الواقع من الفكرة كل صبح جديد. فهل نحن، على طريق تقريب الفكرة من الواقع، بنفس القدر، أم أننا فقدنا القدرة على المواكبة، فيما يتعلق بقراءة الواقع، والتصرف وفق ما يقتضيه الظرف الجديد؟ هل نحن مفكرون حقيقيون، أم حفظة نصوص، وكُهّان عقيدة تجمدت، وتحجرت، وعميت عن رؤية شجرة الحياة الوريقة الخضراء النامية؟ علينا أن نمعن النظر في التجربة الماضية. وأنا لا أعنى إطلاقا بأننا بحاجة إلى مراجعة النسق المعرفي الذي جاءت به الفكرة. فذاك نسق عال. فالفكرة فكرة إنسانية عميقة، توشك أن تخرج عن إطار ما اصطلح الناس على تسميته بـ "الدين". ولكن علينا أن نطور قدرتنا على قراءة الفكرة، وقراءة الواقع معا. نصوص الفكرة عندي، "نصوص مقدسة" scripture)) ولذلك فإن معانيها تقع في طبقات، وتلتمس في التأويل، لا في حرفية النص. وحركة الواقع، وتغيراته، واحدة من العناصر المعينة على إفراد ما ظل مطويا منها.

    في تقليب أمرَيْ الشريعة والحقيقة:

    علينا أن نفكر في الكيفية التي سوف تظهر بها الفكرة الجمهورية. لقد كنت أحمل في ذهني صورة ضبابية للكيفية التي سوف تنتصر بها الفكرة طيلة فترة الحركة. ويبدو أن عامل الحقيقة، قد كان العامل المسيطر في ذلك التصور. أي أنها سوف تنتصر فجأة. وبالطبع هذا ما تعطيه كثير من النصوص القرآنية، وكثير من عبارات الأستاذ التي ظللنا نسمعها باستمرار. هذه هي الصورة التي لازمتني أيام الحركة. بعد التنفيذ، تغيرت الصورة، وانفتحت المسالة كلها على فضاء غامض، شاسع، ومهول. الآن بدأ تصوري يختلف. والآن، بعد عقد ونصف من التنفيذ، أصبحت أحس بأن الفكرة الجمهورية لن تنتصر في السودان، وفي المحيط الإسلامي، قبل أن يكون لها، على الأقل، حضور في دوائر الفكر الغربي، وآلياته المنتجة للمعرفة، في عالم اليوم. لن تنتصر الفكرة الجمهورية في جيب منعزل كالسودان، بظروفه الراهنة. ولو افترضنا جدلا أن كل الناس في السودان قد اعتنقوها، وانتصرت فيه بظروفه الراهنة، لما صنعت منه شيئا، أفضل مما صنعته المهدية بالسودان، في القرن قبل الماضي، مع فارق طفيف. أعني سودان القرن التاسع عشر، مقارنا، بغيره من مراكز التحضر الأخرى التي عاصرته.

    المسالة ليست وقفا على القطر السوداني وحده. والقطر السوداني قطر غير مؤثر، ليس في العالم فحسب، وإنما حتى في محيطه الإقليمي، العربي، والإفريقي. انتشار الفكر في عالم اليوم، مربوط بالقوة الاقتصادية، وبامتلاك آليات بعينها. ولو انتصرت الفكرة في السودان، وأسست فيه دولة لها، فمن يقبل بهذه الدولة في المجتمع الدولي. وهل سيتركها كبار التماسيح وشأنها، خاصة إذا رفعت شعارات الاشتراكية! إن العالم متخلف فكريا، وأخلاقيا تخلفا مزريا. تجربة العيش في أمريكا فتحت ذهني على حقائق مذهلة، فيما يتعلق بالتخلف الفكري، والأخلاقي الذي يوجه مسارات هذا العصر. لقد عرفت الآن، كيف أن النظام الرأسمالي الغربي، نظام موغل في الشمولية، خاصة في نسخته الأمريكية. هذه قوة غاشمة، لا عقل لها. ولا تتردد لحظة، في سحق أي جيب تشتم منه رائحة ما يهدد مصالحها. في تقديري المتواضع، أنه لا فرصة إطلاقا إلى قيام نظام بإزاء النظام الرأسمالي الحالي. نعم، لقد نشأ الإسلام في القرن السابع، بين الإمبراطورية الرومانية، والإمبراطورية الفارسية. انتصر الإسلام في شبه الجزيرة العربية أولا، ثم زحف على تلكما الإمبراطوريتين، وقوضهما في سنوات قليلة. ولقد انهارت الشيوعية في نهاية القرن الماضي، في ليلة واحدة، وهي تمثل إحدى القطبين، لكن انهيارها، قوى من القطب الآخر، وأعطاه الغلبة. الشاهد، وباختصار شديد، أن النظام الغربي الرأسمالي سوف ينهار من داخله. أعني أنه سوف يتغير عن طريق الإصلاح الوئيد، الذي ينتج عن اطراد الوعي الروحي بين ساكني نصف الكرة الشمالي. وهذا سوف يحدث في الزمن. لن تقوم أية قوة ذات بال، بإزاء قوة الرأسمالية المسيطرة الآن. قال الأستاذ أن اسم ثورة الإسلام الثانية هو "التطور". ومعلوم أن التطور يحدث في الزمن. ألم نقل، إن الله لم يخلق العالم فجأة؟ علينا أن نفكر في الكيفية التي سيلاقي بها العالم الفكرة الجمهورية. فهو لابد ملاقيها. ولكن ليس بالطريقة التي نتصورها، ولا بالتنظيم المسيطر، القابض، الذي نود إنشاءه!.

    ما أراه، أن علينا أن نفكر في كثير من المسائل، أكثر مما نفعل الآن. وأن نستمع إلى الآخر، وأن نتبادل الآراء، بعيدا عن إدعاء اليقين. أعني أن نستمع بإخلاص للآخر، شأن من يبحث حقيقة، لا شأن من يريد أن يؤكد لنفسه، أنه على صواب. ما يجري من حوارات وسط الإخوان الآن، حوارات مبتسرة، وتبسيطية، وهي أقرب لما تديره الفرق المتطرفة المنغلقة، (cults)في داخلها، منه إلى ما يديره المفكرون المستنيرون. لو أعطتنا يد الأقدار السودان، الآن على طبق من الكريستال، وجعلتنا حكاما عليه، فماذا نحن فاعلون به؟ ما الذي سوف يجعلنا مختلفين من غيرنا ممن حكموا السودان؟ فهل إعطاء المرأة حقوقها، وإلغاء التمييز ضد غير المسلمين، وخلق مجتمع صوّام قوّام، كافية وحدها لكي تجعل، من مواطنينا، مواطنين سعداء؟ أم أن في الأمر عوامل كثيرة، لابد أن تتضافر، وأن أهم هذه العوامل تقع خارج سيطرتنا؟ وأهمها كلها هو عامل الاقتصاد، والسياسة الخارجية التي تجعلك مقبولا، وقدرتك على أن تكون منفتحا على بقية العالم، ومقدرتك على جذب الاستثمارات العالمية، وأن تكون جزءا لا يتجزأ، من المجتمع الكوكبي الذي بدأ في التشكل الآن. لا تنسوا أننا نادينا بالاشتراكية، وما يتبع ذلك من إلغاء للملكية الخاصة، ولكل أشكال التأمين. كيف ستعيش دولة، هذه هي آيديولوجيتها، في عالم اليوم؟ دولة ترفع مثل هذه الشعارات في عالم اليوم، دولة تحفر قبرها بنفسها. وأرجو ألا يفهم مما قلت أنني غيرت رأيي في مسألة الاشتراكية. بالعكس إيماني بالاشتراكية ازداد قوة، خاصة، بعد أن خبرت بشاعة المجتمع الرأسمالي من الداخل. ما أريد أن ألفت إليه النظر، هو أن الأمر، في صورته الواقعية، أعقد بكثير من الصور التبسيطية التي نرسمها له. هذا أمر لابد أن يستغرق زمنا. كما أنه يقتضي حنكة وحكمة من المبشرين. هذا مشروع لن ننجزه وحدنا. إذ لا بد أن تتضافر لتحقيقه مجهودات عالمية، ويشارك فيه علماء راسخون في العلم، كل في مجال تخصصه. ومعجزة المسيح القادمة، هي جعله للعقول تتوافى طواعية على فكره. دعونا، مثلا، أن نفكر في هذا، ونقلبه، بدلا من مصارعة القياديين.

    لقد قلنا أننا سوف ننجح في تطبيق الاشتراكية، حين فشلت في تطبيقها الشيوعية، لأننا نأتي بالتربية، التي تحل محل حافز الإنتاج الرأسمالي، وهو الربح. فكيف نجيء بالتربية؟ هل سيكون ذلك عن طريق التطور الوئيد، حين يتوافى الناس على نهجنا، ويأخذون به طواعية، أم بنزول المسيح فجأة بيننا؟ ولو نزل المسيح فجأة بيننا، فعلام التعب؟ وقتها سوف يؤمن كل شخص، وسوف تخضع أعناق البشر، والشجر، والحجر، والمدر. فما حاجتنا وقتها إلى التخطيط أو التنفيذ؟. هل أقول لك شيئا، ربما تجده، أو ربما يجده غيرك، ممن سأبعث لهم بهذه الرسالة، غير ملائم بعض الشيء، وهو أنني أصبحت أحس أن الحياة بعد نزول المسيح، بالصورة التي ظللنا نرسمها لها، أو قل، على وجه الدقة، التي ظللت أرسمها لها أنا، حياة مملة جدا، بل وسخيفة. هي، في الحقيقة، أقرب ما تكون إلى حياة الجنة التي كنا نتصورها، ونحن في المدارس الابتدائية. أقوام راقدون على قفاهم، تحت ظلال الأشجار، وتتساقط الفواكه على أفواههم. لابد لنا من إعادة قراءة مسألة نزول المسيح، قراءة أكثر عصرية، وأكثر ملاءمة لروح الوقت الراهن. أجد هذا أليق بالعقل الكبير، وبالوجدان الكبير أيضا.

    قلت لك فيما تقدم، أن علينا أن نشمس خواطرنا مع بعضنا البعض، وها أنا الآن أفعل شيئا من ذاك القبيل. كثيرا ما أميل إلى الاعتقاد بان المسيح قد جاء. وقد بلغ رسالته، وذهب راضيا مرضيا. تجسيد رسالته سوف يحدث في الزمن عن طريق توافي العقول البشرية، على ما بشر به. فالمسيح، كما أراه الآن، أشبه ما يكون، بحقنة إلهية، جرى حقنها في شرايين الحياة المعاصرة، وهي حقنة بطيئة المفعول بقياسات عمر الفرد، ولكنها سريعة المفعول بقياسات عمر الحياة على الكوكب. أفهم "الانتظار" الآن على أنه مراقبة مفعول هذه الحقنة في البشر، وفي أساليب حياتهم. سقوط الشيوعية، شبه المفاجئ، واحد من تأثيرات هذه الحقنة. والمرحلة القادمة، هي مرحلة التحول في الرؤية الغربية للكون وللحياة، من علمانية، إلى روحانية. هذا التحول يسير الآن. وقد رأيته في كثير مما اطلعت عليه، أثناء دراستي بالجامعات الأمريكية، متجسدا في بعض كتابات مفكري ما بعد الحداثة، وكتاب لاهوت التحرر، ومنهم غارودي، ودعاة عودة الروحانية، وحتى ناشطي حماية البيئة، وغيرها ممن أيقنوا أن الحضارة الغربية الراهنة تغذ السير نحو طريق مسدود. حقبة الحداثة العلمانية القائمة على فيزياء نيوتن، وعقلانية إيمانويل كانط، تلفظ أنفاسها الأخيرة، بشهادة المبصرين من أهلها، وليس هذا مجال التوسع في هذه الناحية. المهم هذه واحدة من الإشارات.

    نزلت آية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" في حجة الوداع. وقد عمد الأستاذ، فيما كتب، إلى الإشارة، إلى أن ذلك اليوم، كان يوم جمعة. وقد تم التنفيذ في يوم جمعة. وأرى أن تلك الآية قد نزلت فيه مرة ثانية. إذا لم نمتلك التصور المبدئي لما سوف تسير عليه الأمور بعد التنفيذ، فإن أي حركة، نقوم بها، سوف لن تعدو، أن تكون تخبطا، لا وجهة له. دعونا نتحاور حول التصور الذي نرجح أن الأمور سوف تسير عليه. هذا هو الذي سوف يحدد الكيفية التي سوف نسير عليها. لماذا نريد أن نجمع الناس على غير واضحة؟! هل نحن أصحاب تصور واضح، أم نحن نسعى فقط لحل أزماتنا النفسية الشخصية، عن طريق الاحتماء بقطيع، أي قطيع؟! لو سرنا مدفوعين، فقط بالعاطفة الدينية، فإن أخشى ما أخشاه، أن نصبح مثل أهل الاتجاه الإسلامي في السودان، الذين ظنوا أن إدارة الدولة، ليست سوى صورة مكبرة، قليلا، لإدارة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. وأنّ بوسعهم مناطحة العالم، وإخضاعه لإرادتهم! فما هي أجندة من ينادون بالحركة عندنا، على المدى الطويل؟ ثم ما هو تصورهم للحركة أصلا. أهو السير في ذات المسار القديم؟ وهل الحركة مقصودة لذات الحركة، أم لأمر وراءها؟ هل يردوننا أن نصبح حزبا سياسيا سودانيا، متواليا كان أم معارضا، مثلا؟ ولو عملنا حتى وصلنا إلى السلطة، ماذا نحن فاعلون؟ مرة أخرى، أليس هذا ما كنا ننعيه على أهل ما سمي بالاتجاه الإسلامي في السودان، حين قلنا أنهم لا يحبون مناقشة أي برنامج، ولا يعرفون شكل الدولة التي يسعون إليها، بقدر ما يريدون إحراز السلطة؟

    أعتقد أن على الجمهوريين التبشير بدعوتهم فقط. والتبشير يسبق إدارة الأمور بزمن. هذه قصة كبيرة جدا، وتعمل من أجل تحقيقها عناصر مختلفة، وكثيرة، ومعقدة، من بينها قوى رهيبة، يحركها عقل الوجود الكامن في كل شيء. هذا، في تقديري، ما عناه الأستاذ، حين شبهها بمركبة سائرة، وأن السعيد، هو الذي يضع يده عليها فقط، فهي سائرة بذاتها. والتبشير هو الذي سيحفظ لنا شريعتنا. ولن يكون ما نقوم به أكثر من وضع لليد على مركبة سائرة أصلا. وحفظ الشريعة ليس غاية في ذاته، وإنما هو طريق إلى سعادتنا، وإشباع الوهم المشرج في كل ذات إنسانية، بأننا نفعل في الوجود، وأننا نغير الوجود، فذاك يعطينا إحساسا بالسعادة، وربما، بأننا متحكمين، وممسكين بزمام الأمور، وأننا مختارين. لقد ولد الأستاذ في السودان، وعاش كل حياته في السودان. وخلق تلاميذ من السودانيين. ولكن فكره، كان، وسيظل، فكرا كونيا. وأقصد بكلمة كوني، أنه، أكثر من كوكبي. رؤيته، في تقديري، رؤية غير مسبوقة، في تاريخ الفكر البشري. ولكن من يعرف عنه ذلك؟ أهذه القلة القليلة جدا من السودانيين، المسمون بالجمهوريين المنبوذين في غالب الحال؟. وحتى هذه القلة، فإنها تتفاوت تفاوتا كبيرا، في معرفة عمق ما آمنت به. يضاف إلى ذلك، أنها قلة، ليس لها وزن عددي، ولا اقتصادي، ولا فكري، حتى في السودان، على صغره، بازاء العالم، دع عنك بقية العالم العريض العويص. ألسنا في حاجة إلى إمعان النظر في الأمور قبل أن نخرج إلى الناس، فلا يروننا غير أقوام يهرفون بما لا يعرفون؟

    ربما كان هذا الغموض هو الذي جعل أكثريتنا تجنح نحو مرفأ الحقيقة. فالأمر كما يبدو بحاجة، إلى معجزة، من نوع ما. وانتظار المعجزة بغير عمل، ليس معه ترقٍ بطبيعة الحال. فليس لدى أحد منا عهد من الرب يجلي له به المعجزة في سني بقائه على وجه البسيطة. اعمل ما تستطيع، فإن أراك الله جزاء عملك هنا، فبها، وإن لم يركه هنا، فالطريق طويل، فسوف تراه في مرحلة أخرى، من مراحل ما بعد الموت. وما من شك، ليس بيننا من في وسعه، أن يصنع المعجزات! وبناء على ذلك، ربما رأى البعض أنه لا جدوى من أي عمل. كل ما علينا عمله، هو حفظ المجتمع، مثل أية طريقة صوفية، عن طريق جلسات السلوك، والإنشاد. فتحقيق النصر لفكرة كوكبية كهذه، كما هو واضح، خارج عن نطاق القدرات العادية، والمناهج العادية، والأساليب العادية. في الناحية الأخرى هناك دعاة مواصلة الدعوة، ومواصلة التسليك. ولكن إلى أين سيسير بنا هؤلاء. لنفرض أن السودانيين وافقونا على أن الإسلام رسالتين. وأنهم لزموا معنا الطريق. هل هذا كاف لخلق نموذج كوكبي؟ فمن يا ترى سيستمع إلى أهل قطر غارق في الفقر حتى أذنيه؟ قطر، نبض العصر، وإيقاعه، فيه خافتان، خفوت دبيب النمل. والسؤال الذي سيواجهنا هو، كيف سنتمكن من تنمية بلدنا، ونخرج بمواطنينا من ربقة فقر، بلغ درجة الفحش. وعالم اليوم، كما هو واضح جدا، لم يعد يسمح للفقراء بالخروج من دوائر الفقر، والتخلف. كيف نخلق اقتصادا قويا، به نملك آليات الانتشار، والتأثير؟ كيف سنتعامل مع عالم قام أساسه على الربا، وأفحش أنواع الربا، ونحن اشتراكيون، وأيضا مسلمون، كما أشرت سابقا!؟

    ما أراه، أن علينا أن نبشر فقط. وهذه لا تحتاج إلى تنظيم، وإنما إلى قامات فردية. وقد أشرت أنت إلى ذلك أيضا. وسوف تبدأ هذه القامات في البزوغ، كان على ربك حتما مقضيا. ستجيء هذه القامات منا، أو من خارجنا. ولن تعمل هذه القامات شيئا أكثر من أن تذكر الناس، وذلك بأن تجعل الأمر "في الجو". (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر). الناس أنفسهم، والمؤسسات القابضة، سوف يتوافون جميعا على المفاهيم الروحانية، ولكن بعد أن يصلوا إلى مرحلة العجز، وليس قبلها. والمعجزة الكبيرة هي ألا يأخذ هذا الأمر وقتا كالذي يبدو لنا، حين نفكر فيه، أو نحاول تصوره. سيكون أمرا شبيها بانهيار الشيوعية، بين عشية وضحاها.

    نعم، لقد اكتسحت ثورة الإسلام الأولي، الإمبراطوريتين، الرومانية، والفارسية. فعلت ذلك، رغم تخلفها الحضاري عن كليهما. غير أنها استخدمت السيف، وهو وسيلة لم تمتز، بها عليها، تلكما الإمبراطوريتان، رغم تفوقهما على أعراب جزيرة العرب، برغد العيش، حلاوة وطلاوة. انتصر الإسلام بالسيف، مضافا إليه العقيدة المحرضة على الجهاد. ولكن كيف بنا اليوم، ونحن لسنا دعاة عنف، كما لا نملك اقتصادا بين الأمم، ولا نملك إعلاما، ولا نملك شيئا يذكر. حقيقة الأمر، نحن عاجزون حتى عن إدارة أبسط المرافق، والحفاظ عليها. أكثر من ذلك، نحن عاجزون حتى عن توفير الأكل والشرب، في الحدود الدنيا، لأنفسنا، فأين نحن من الأخذ بالناس إلى سبل الرشاد! الأمر جد محير. وهذا أمر، لا يجدي معه التسييس، ولا الديماغوغية اللفظية، التي تحاول أن تدفع بنا في مسارات تبسيطية، فجة، ومتعجلة. نحن مواجهون بكثير من الأسئلة المحيرة. ولكن يبدو أن بيننا من لا تعرف الحيرة طريقا إلى عقولهم أبدا.


    يتواصل
                  

العنوان الكاتب Date
في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 12:40 PM
  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عاطف عمر04-16-16, 01:07 PM
    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 06:45 PM
      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين فقيرى جاويش طه04-16-16, 08:13 PM
        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 08:59 PM
          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 09:01 PM
            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 10:20 PM
              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 10:24 PM
                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Elmoiz Abunura04-16-16, 10:51 PM
                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين أبوبكر بشير الخليفة04-17-16, 03:23 AM
                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-17-16, 09:44 AM
                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-17-16, 11:23 AM
                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-18-16, 10:27 AM
                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-21-16, 09:20 AM
                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-21-16, 09:57 AM
                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Kostawi04-21-16, 05:41 PM
                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-22-16, 09:43 AM
                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-22-16, 10:25 AM
                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين اميرة السيد04-22-16, 10:30 AM
                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-22-16, 11:43 AM
                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Kostawi04-23-16, 10:31 PM
                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:28 PM
                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 10:58 PM
                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:10 PM
                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:15 PM
                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:25 PM
                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Kostawi04-24-16, 05:03 AM
                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-24-16, 08:57 AM
                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-24-16, 03:56 PM
                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-24-16, 04:51 PM
                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-25-16, 04:20 AM
                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 09:05 AM
                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 11:41 AM
                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 02:24 PM
                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:06 PM
                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:09 PM
                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:11 PM
                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:26 PM
                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:48 PM
                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-25-16, 05:42 PM
                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 06:58 PM
                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-26-16, 05:42 AM
                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 01:07 PM
                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 09:13 PM
                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 09:23 PM
                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 11:28 PM
                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 11:34 PM
                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:32 AM
                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:45 AM
                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:48 AM
                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:51 AM
                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:57 AM
                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-27-16, 05:38 AM
                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 10:10 AM
                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 09:31 PM
                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-28-16, 10:20 AM
                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-29-16, 05:05 PM
                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين الشفيع وراق عبد الرحمن04-29-16, 06:39 PM
                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-29-16, 11:21 PM
                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-01-16, 12:48 PM
                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-02-16, 04:17 AM
                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Haydar Badawi Sadig05-02-16, 06:30 AM
                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-02-16, 05:32 PM
                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-03-16, 07:56 AM
                                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-03-16, 09:51 AM
                                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-03-16, 06:52 PM
                                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-03-16, 11:53 PM
                                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-05-16, 11:22 AM
                                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-07-16, 12:44 PM
                                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عاطف عمر05-07-16, 01:50 PM
                                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-09-16, 01:53 PM
                                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-13-16, 08:59 AM
                                                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-15-16, 10:03 PM
                                                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-23-16, 10:26 AM
                                                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-23-16, 11:04 AM
                                                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-26-16, 03:00 PM
                                                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-26-16, 03:22 PM
                                                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-11-16, 03:56 PM
                                                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-12-16, 05:23 PM
                                                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-15-16, 07:11 AM
                                                                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-24-16, 11:23 PM
                                                                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 06:09 AM
                                                                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 07:02 AM
                                                                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 07:35 AM
                                                                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 08:17 AM
                                                                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 09:38 AM
                                                                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 10:09 AM
                                                                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif11-01-16, 10:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de