في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 08:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2016, 11:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    في اليوم التالي مباشرة، 2 سبتمبر 2009، نشر الأستاذ قصي همرور هذه المداخلة في الحوار الدائر:
    الأستاذ خالد والاخوان الكرام
    تحية محبة واحترام، وبعد

    أكتب مكتوبي هذا اليوم من باب شعور بالمسؤولية، فبرغم أن الأستاذ خالد يوجه حديثه للأستاذ النعيم، وربما لا يعتد بأي وجهة نظر أخرى مؤيدة لأطروحة النعيم ما دام يخاطب صاحبها بالأصالة (ولا أدري إن كان قرأ مداخلاتي هنا أم لا)، لكني على العموم مشمول في مسؤولية الرد، لأني اخترت موقفي ومن ثم فإن دفاعي عنه مسؤولية مباشرة لا وكالة فيها (كما أن الأستاذ خالد أكد مشكورا أن الحوار ليس مقفولا عليه والأستاذ النعيم فقط).. على العموم أعتقد أني فعلا قد وضحت موقفي، من ناحية المحتوى، بصفة كافية، ولم أجد في كتابة الأستاذ خالد (رغم حرصي على متابعتها) ما يدعوني لجديد قول في المحتوى، لكن ربما (مرة أخرى) جديد صياغة.

    لست قلقا جدا من كون الأستاذ خالد لا يتفق مع هذه الأطروحة، إذ من الواضح لي أني أفهمها بصورة مختلفة جدا عن فهمه لها، ولو كنت أفهمها كما يفهمها لما أيدتها.. أعتقد أن لي الحق في أن أزعم أن فهمي لمقصود النعيم أقرب من الأستاذ خالد، ما دمت جاهزا للدفاع عن زعمي هذا بموضوعية، ولا أرى في ذلك أي طرف من اتهام الأستاذ خالد بالغباء أو الغرض، كصفات لم أجد مبررا لأن يستخدمها الأستاذ خالد -وقد أشار النعيم لموضوع الفهم المغاير هذا باحترام بالغ للأستاذ خالد- فسوء الفهم أمر يجري من أدنى المستويات لأعلاها، وقد يزول مع استمرار الحوار أو قد لا يزول إلى أجل مسمى.

    أصابني بعض القلق من طريقة حديث الأستاذ خالد مع النعيم، وقوله للنعيم "واضح أن طرحك هذا عزيز عليك، حتى إنك لتضحي في سبيله بأغلى شيء" وما شابه ذلك من بقية حديثه أعلاه، وفيما قبله من الرسائل التي تحوي تقريرات كبيرة لا داعي لها ولا داعم، في نظري، لكني خلصت لأن مثل هذا القول محسوب على صاحبه، أيا كان صاحبه، في نهاية المطاف، وأيا كانت مكانته بيننا.. لهذا فإني الآن فقط أسجل اعتراضي على أسلوب الأستاذ خالد في مخاطبة الاستاذ النعيم، في قولته المقتبسة أعلاه وماشابهها (كتسجيل موقف، كقارئ وأخ صغير له الحق في التعبير عن قلقه تجاه أسلوب حوار يرى فيه طرفا من الإرهاب الديني، ويرى فيه ظاهرة لا بد أن يسجل موقفا بشأنها، وهو رأي أنا مسؤول عنه)، ومن ثم أمضي لتناول بعض الجوانب الموضوعية التي أريد أن أتناولها، ولا مانع عندي من العودة لدعم اعتراضي هذا بالحجة إذا طولبتُ بها مستقبلا.

    أولا: التأسيس المفاهيمي
    هناك اتهامات أوردها الأستاذ خالد بخصوص أطروحة النعيم، هي اتهامات في مبنى الأطروحة ومنهجها نفسه، قبل الحديث عن محتواها، وهي اتهامات عندي لا أساس لها من الصحة، وقد قررها الأستاذ خالد تقريرا:

    (1)
    زعم الاستاذ خالد أن الأستاذ النعيم لا يؤسس لأطروحته وتعاريفها من مرجعية مفاهيمية او واقعية واضحة، بل يسكبها سكبا بدون قواعد مفاهيمية أو ارتكاز على واقع، هذا لنكتشف بعد ذلك أن الاستاذ خالد، كما قال عن نفسه، لم يطلع على كتاب النعيم الذي أهداه له حتى الآن، كما أنه لم يقرأ من النسخة العربية (وهي أكثر من مجرد ترجمة بالمناسبة) غير الفصل الأول والخلاصة (وربما التقديم).. هذه التهمة غير مؤسسة ببساطة لأننا لو قرأنا كتاب النعيم (بخلاف اللقاءت الصحفية والندوات التي لا مراجع فيها، والتي ليس الغرض منها أن تحول محل الكتاب، بل لتؤدي للمزيد من الاطلاع عليه) لوجدنا اهتمام النعيم بالتأسيس المفاهيمي والتاريخي، قانونيا ومن التراث التشريعي الإسلامي، وإيراده للعدد المقدر من المراجع، النوعية والكمية، التي بنى عليها تأسيسه المفاهيمي لما هو أصيل في أطروحته، ولرأينا إشارته لأن أطروحته ليست قائمة بذاتها، إنما هي مستقاة عنده من المنهجية الدينية التي ينتمي لها (الفكرة) وتسعى لتعبيد الطريق لها في الميدان العام، لكن بدون احتكاره للرأي بخصوص ذلك الميدان (كمبدأ ديمقراطي)، وبدون ترك مسؤولية الأطروحة على غيره.. بطبيعة الحال إيراد المراجع والتأسيس المفاهيمي والتاريخي لا يعني بالضرورة صحة الأطروحة، لكن يعني أن تهمة الأستاذ خالد لا أساس لها في أرض الواقع.. التهمة أن النعيم لا يتعاطى مع الواقع في أطروحته، في حين أن حديثه التاريخي الموثق عن دينامية العلاقة بين الدين والدولة والسياسة في التاريخ الإسلامي، في الكتاب، هي مما لم يطلع عليه الأستاذ خالد حتى الآن (حسب قوله).

    زعم الاستاذ خالد أيضا أن الاستاذ النعيم يختلق التعاريف من عنده، وأن منهجه في تعريف المسائل غير علمي، لأنه يضع التعريف الذي يوافق رأيه للقضايا.. يقول الأستاذ خالد إن التعريف الصحيح يجب أن يعرّف طبيعة الأشياء ومن ثم بعد ذلك يمكن للمرء أن يوضح رأيه بخصوصها.. الأستاذ خالد طبعا لم يذكر أن "طبيعة الأشياء" هذه نفسها تعتمد على رأي المرء في قضايا "الطبيعة" و"الأشياء" نفسها، برغم أن هذه النقطة بالذات من أكثر ما يحب الأستاذ خالد الكتابة عنه، في ميادين اخرى (مثل كتابه الأخير "المعرفة وطبيعة الوجود").. هذه التهمة أيضا لا أساس لها، فالواقع أن معظم القضايا الإنسانية، اجتماعية كانت أو تقنية أو ضمن العلوم الطبيعية، الخ، تحوي تعريفات متعددة لنفس الشيء، وكثيرا ما يختار الناس التعريف الذي يناسب قناعاتهم ومجالات بحثهم ويدافعون عنه، والموضوعية العلمية فقط تتطلب عدم إيهام الناس بأن التعريف الذي يتبناه الشخص، او تتبناه مؤسسة ما، هو التعريف الأوحد الذي لا خلاف عليه، وهو أمر معروف ومتداول في الأوساط الفكرية العامة في كل المعمورة.. الأستاذ النعيم كان علميا وموضوعيا في تعريفه للقضايا التي تناولها ضمن أطروحته، ولم يأل جهدا في توضيح اختياره للتعريف ولماذا اختاره.

    مثلا، نقد الأستاذ خالد لتعريف النعيم للجهاد.. النعيم كان واضحا في اختياره للتعريف، وهو وضّح منذ البداية أن هناك تعريفات أخرى للجهاد، أما الأستاذ خالد، وهو يحاول تصحيح تعريف النعيم، فإني أقرأ له وأقرأ قول الأستاذ محمود، بالبنط العريض، في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام: "الجهاد ليس أصلا في الإسلام"، فلا أملك سوى أن أشاهد معركة الأستاذ خالد في غير معترك ليثبت على النعيم تهمة لا أساس لها.

    (2)
    الأستاذ خالد اتهم النعيم بالغموض واللبس (المتعمد؟) في أطروحته، وأورد بعض النصوص البسيطة، من مقابلة صحفية مع النعيم (لا أدري إن كانت مترجمة أم مباشرة بالعربية)، وقرر بعدها أنها الغموض واللبس بعينه.. أنا شخصيا لم أجد أي غموض أو لبس في تلك النصوص المقتبسة، وأزعم أني فهمتها بصورة واضحة وبدون تعب، وأزعم أن أطروحة النعيم فيها حرص كبير على التوضيح المطوّل، لان النعيم حريص على أن لا يخلط الناس بين أطروحته وأطروحات أخرى تتشابه معها في بعض النقاط وتختلف في بعض، كما تتشابه معها في بعض المسميات وتختلف في بعض، لهذا ركّز على أن يوضح أي مفهوم أو تعريف مهم لأطروحته، وكل هذا مبذول في كتابه (والكتاب هو محل التفصيل، لمن ابتغى التفصيل، أما اللقاءات الصحفية والمقالات القصيرة والندوات العامة فليست دوما كذلك).

    (3)
    يصر الأستاذ خالد على أن النعيم نعت دولة المدينة (بما فيها عهد حكم النبي عليه الصلاة والسلام) بأنها سياسية، وحين يظهر جليا من حديث النعيم أنه يستثني زمن حكم النبي استثناء واضحا (بل إن الفصل الثاني بكامله في الكتاب مخصص لتوضيح هذه النقطة)، لا يقبل الأستاذ خالد بهذا الاستثناء، ويصر على اتهام النعيم بأنه قال قولا خطيرا في حق النبي.. من حق الأستاذ خالد أن لا يقبل حجة النعيم بأن دولة المدينة، بعد النبي، كانت سياسية، لكن ليس من حقه أن يصر على تقويل النعيم ما لم يقل.. النعيم يرى أن دولة النبي كانت استثناء تاريخيا نادرا جدا وغير قابل للتكرار أو الاستنساخ، ولا يمكن الاحتذاء بمثالها اليوم عمليا ولا مفاهيميا، خصوصا في حدود فهمنا الموضوعي المعاصر، لأنها دولة تتطلب وجود نبي مرسل، صاحب رسالة جديدة، حي يمشي بين ظهرانينا، وهو ما ليس متوفرا اليوم.. يوفي النعيم هذه القضية حقها في كتابه بالتفصيل، ويورد الأدلة التحليلية التاريخية على أن دولة الخلفاء الراشدين لم تكن دولة دينية (كما كانت دولة النبي) لأن عنصرا جوهريا مفقود فيها، هو سلطة النبي الدينية التي لا تراجع، وهو في نفس الوقت رأس الدولة ومصدرها التشريعي الأصيل، وهو أمر افتقدته سلطة الخلفاء الراشدين بصورة واضحة (والأدلة على هذا كثيرة، منذ انتقال النبي للرفيق الأعلى إلى نهاية دولة المدينة).. والنعيم لم يقل إن الحكومة نفسها في دولة الخلفاء كانت حكومة سياسية، بل هي فعلا كانت حكومة دينية (والتمييز بين الدولة والحكومة ضروري عند أطروحة النعيم، وإن كان البعض لا يتفقون معه في ذلك فعلى الأقل يجب أن يقرؤوا حجته من خلال تمييزه هذا ثم بعد ذلك يقبلوها أو يرفضوها، لكن ليس من الإنصاف أن يتجاهلوها لمصلحة افتراضاتهم المسبقة).. هذا مع اعتبار ان النعيم يشير لاهمية النظر لمدى الفرق الكبير جدا، الذي يكاد يكون نوعيا، بين شكل الدولة ووظائفها في ذلك الزمان وشكلها ووظائفها في حقبة ما بعد الاستعمار الأوروبي، حتى ان تسمية تلك دولة وهذه دولة فيه بعض التجاوز الاصطلاحي لمصلحة الجدل والمقارنة.. كل هذا تحليل أورده النعيم وحرص على توضيحه، وللجميع الحق في أن يختلفوا معه أو يتفقوا معه إن شاؤوا، لكن من شروط الموضوعية أن لا نحتج على الشخص بما لم يقله.

    ثانيا: اختلاف الفهم
    هناك قضايا أربع، أرى أن فهمي لها من أطروحة النعيم مغاير جدا لفهم الأستاذ خالد لها، كما أرى أن النعيم وضّح نظرته لتلك القضايا بصورة لا غموض فيها، بالنسبة لي، وقد تناولنا هذه القضايا في هذا الخيط من قبل (وغيرها كثير، في كتابات الأستاذ خالد وفي كتاباتنا السابقة هنا، لكن ننحصر في هذه الآن لأنها أساسية):

    (1) مفهوم الدولة الدينية وعلاقته بالواقع
    الأستاذ خالد يقول إن النعيم يتحدث عن مفهوم الدولة الدينية (كدولة متدينة، أي تعتنق دينا) لا وجود له في الواقع، ولا توجد جماعة تدعو للدولة الدينية وتعرّفها بهذا الشكل، وبالتالي فإن النعيم غير موضوعي وغير واقعي.. الإشكال ببساطة هنا هو أن الاستاذ خالد يفهم أن النعيم ينتقد ممارسات ومحاولات تطبيق الدولة الدينية جميعها على هذا الأساس، وهو أمر غير صحيح لأن النعيم لم يغفل عن انتقاد محاولات تطبيق الدولة الدينية عبر التاريخ الإسلامي، ولم يغفل عن متى كانت بدايات مصطلح "الدولة الإسلامية" في تاريخ الفكر الإسلامي (فالمصطلح وجميع تعاريفه اليوم حديثة لا قديمة، ظهرت أوائلها مع نهايات حقبة الاستعمار الأوروبي) كما انه لم يقل إن هذه المحاولات تعرّف الدولة الدينية بهذا الشكل.. النعيم ببساطة واجه مسألة الدولة الدينية على مستويين: المستوى الأول يتعلق باستحالة اجتماع المسلمين على صيغة يتفقون عليها للدولة الإسلامية، لأن فهمهم لنصوص وتعاليم الدين وتشاريعه مختلف، كمّا ونوعا، وبالتالي فإن أي دولة تدعي تمثيل الإسلام إنما هي تمثل وجهة نظر القائمين عليها -اقرأ الحكومة- للإسلام، وهناك مسلمون غيرهم لا يوافقون على الشرعية الدينية لهذه الدولة؛ هذا بالإضافة لإشكالات قانونية عديدة تظهر بمجرد محاولة إضفاء القداسة على العملية السياسية في الحكم، وهي عملية دينامية بطبيعتها وبالتالي دائمة التحول والتشكل، في حين أن النص المقدس غير ذلك؛ وبالتالي فإن نفس الطائفة التي تزعم تطبيقها للدولة الإسلامية تجد نفسها تخالف مبادئها التي رسمتها لنفسها مع سيرورة الأيام.. هذا في المستوى الأول (والمقام ليس مقام تفصيل)، أما المستوى الثاني فبه النعيم واضح في أنه يسعى به لقطع الطريق على جميع مدعي تطبيق الدولة الدينية في المستقبل، حتى نتجنب مغبة كل المغامرات السمجة التي على بال الكثير من المسلمين السذج والمهووسين اليوم (فالكثير منهم يقولون "لم يفلح من أتى قبلنا في تحقيق الدولة الإسلامية، أما نحن فسنفلح")، ولهذا فهو يحاربها في المستوى المفهومي ليقول إنها مغلوطة أساسا، وليس هناك سبب لربط الدين بالدولة إلا لو كان هناك سبب لربط السفينة، كآلة ومرفق، بديانة ركابها، فنقول إنها "سفينة إسلامية" لأن ركابها مسلمين (أو أغلبهم مسلمين).. مؤسسات الدولة آلات سياسية يرتفق بها الناس لتنظيم بعض شؤونهم الحياتية ضمن ظروف زمكانية معيّنة، وليس هناك سبب منطقي لربطها المباشر بأي دين كفكر ومنهج شامل وأكثر عمقا وحياة من وظائف تلك الآلات.

    والنعيم، كما أفهمه، لا يرى في هذا خلافا مع حديث الفكرة حول دولة الرسالة الثانية من الإسلام، وأنا أوافق على ذلك، فدولة الرسالة الثانية من الإسلام عندي ليست دولة دينية! (ولقد أوردت الكثير من النصوص عن الأستاذ محمود هنا، في هذا الخيط، التي وضحت أني أفهم منها ذلك، فلتراجع في موضعها) وإن كان الأستاذ خالد وغيره يرون غير هذا فهو بيننا اختلاف رأي، لكنه لا يعني أننا ننكر دولة الرسالة الثانية نفسها! أنا شخصيا لم أجد أي نص من الأستاذ محمود حتى الآن يفيدني بان دولة الرسالة الثانية دولة دينية، وقد بحثت عنه (بل وجدت نصوصا كثيرة تفيدني بانها دولة ذات دستور إنساني وحكومة غير دينية ومجتمع متدين -اقرأ متمدين- بمعنى المستوى العلمي من الدين)، ولا مانع عندي من نقاش هذا الأمر باستفاضة أكبر مع أي شخص، إضافة لما تم له من نقاش في هذا الخيط، ما سمح الظرف بذلك، وليس مهمّا جدا عندي أن يقتنع جميع الجمهوريين بهذا التصور قريبا، فلست وكيلا عليهم، لكن ليس لأحد غير الأستاذ محمود نفسه، وغيري، أن يحدد لي مدى انتمائي للفكرة الجمهورية (وهي الفكرة التي اخترتها طائعا كنهج حياة)، لمجرد أن فهمي لها يخالف فهمه.

    ثم إني أرى اهتماما كثيفا، من بعض الاخوان، بالمسمى الديني للدولة، في حين ما أفهمه من تاريخ الفكرة أن الأستاذ كان حريصا على محاربة المسميات الدينية في غير مكانها، وكان يحرص على المحتوى (وقد ذكر في إحدى لقاءاته الصحفية الأخيرة انهم فضلوا الاسم "المدني" للحزب الجمهوري وابتعدوا عن المسميات الإسلامية، مع التركيز على أن يكون المحتوى إسلاميا، بالفهم المختلف جدا للإسلام عما كان شائعا)، بل إنه أكد مرة، وبنص معلن واضح، أنه لا يدعو لحكومة لدينية، فما بالك بالدولة الدينية! كما انه ذكر إن الدستور القائم على أصول القرآن هو الدستور الإسلامي، لكنه أكد أنه لن يسميه كذلك، إنما يسميه دستورا إنسانيا (النصوص موجودة في هذا الخيط، فلتراجع في موضعها).. فوق ذلك فكل هذا متسق مع الفهم المعروف للفكرة بأنها ليست دينا "بالمعنى المألوف للأديان"!

    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تعريف النعيم للدولة على أنها مؤسسات السلطة القائمة على حدود جيوسياسية معلومة، وليست الحكومة ولا الشعب، تعريف معروف ومأخوذ به في مجال الدراسات القانونية حول العالم، والنعيم لم يأت به من عنده، وقد أورد مصادره ووثق لها بصورة واضحة في الكتاب، فلتراجع في موضعها لمن أراد التأكد.. الأستاذ خالد لا يقبل بهذا التعريف، وهذا شأنه، لكن لا يحق له أن يصف النعيم بأنه "يعرف بعض الأشياء بتعريفات ذاتية، لا علاقة لها بالموضوع المراد تعريفه".

    (2) الوصل بين الدين والسياسة
    من العجيب في هذه النقطة أن الأستاذ خالد يقر بأن النعيم يقول بفصل الدين عن الدولة مع وصله بالسياسة، لكنه بعد ذلك يصر على اتهام النعيم بأنه يريد استبعاد الدين من السياسة العامة والقانون وحصره في المجال الفردي! وهو أيضا اتهام تقريري لا أساس له، والأستاذ خالد يكرره كثيرا ويورد عليه النصوص الاستشهادية، بيد أن تلك النصوص التي يستشهد بها من كلام النعيم لا تقول ما يريد لها الأستاذ خالد أن تقول! النعيم تحدث بوضوح جدا عن فصل الدين عن الدولة ولكن ليس عن السياسة، بل أكد على ضرورة وصله بالسياسة، والأستاذ خالد ما زال يصر على أنه فهم أطروحة النعيم جيدا، ومن ثم يقول "فأنت، لأمر ما، تريد أن تبعد الدين عن مجال السياسة العامة للدولة، وعن القانون العام، لتجعله كله، مجرد علاقة فردية بين العبد وربه".. انك يا أستاذ خالد، لأمر ما، ترى النعيم يقول بوضوح ما هو بخلاف ذلك، ولكنك تصر على انتقاده من هذه الزاوية.. أنت مصر على أن تجعل علمانية الدولة التي يتحدث عنها النعيم هي هي العلمانية في صورتها الشائعة، التي روّج لها التنظير الغربي السياسي الحديث واستقبلها المسلمون بمحاذير جاهزة، وكأن النعيم لم يأت بجديد، ولا يشفع له عندك كونه وضح مرارا أن أطروحته بخلاف ذلك، ولا يشفع لنا عندك أننا في هذا الخيط تناولنا هذه القضية بأكثر من صورة ومثال.. أنت مصر على فهمك أن أطروحة هي هي العلمانية الشائعة منقولة فقط، وأن محاولة للنعيم هي مجرد محاولة تجميل لنفس الوجه، وهو فهم لا يدعمك فيه أي نص من النصوص التي استشهدت بها من أقوال النعيم.

    ومسألة استشهاد الأستاذ خالد بنصوص النعيم تستحق وقفة بسيطة.. بالنسبة لي، كقارئ، أقرأ النص وأقرأ تعليق الأستاذ خالد بعده، وقليلا ما أتفق مع فهم الأستاذ خالد لذلك النص.. مثلا، أنا لم أقرأ الكتاب "نحو تطوير التشريع الإسلامي" حتى اليوم قراءة مكتملة (قرأت فقرات منشورة هنا وهناك، وتصفحته بسرعة في يوم من الأيام، وقرأت المقدمة)، لكني حين أقرأ استشهادات الأستاذ خالد من ذلك الكتاب اليوم، أرى فيها عكس ما يراه الأستاذ خالد.. أرى فيها اتساقا كبيرا، حتى الآن، مع أطروحة النعيم المعاصرة، مع بعض تغيير في اللغة وأسلوب الحجة (وبعض التغيير في اللغة أعني به بعض التغيير في المصطلحات، ولا أرى في ذلك عيبا ما دام في كتابه الجديد وضّح ما استقر عليه اليوم من اصطلاحات، بعد سنين بحث وتطوير للأطروحة).

    هذا لا يعني أن فهمي هو دوما الصحيح، بأي حال من الأحوال، فلا أستبعد خلاف ذلك، ولكني ما دمت ممحصا لفهمي اليوم ومقتنعا به فإني مسؤول عنه، وأرى بوضوح أنه يختلف عن فهم الأستاذ خالد.. وليست عندي بمشكلة أن أختلف أو أتفق مع الأستاذ خالد اليوم في هذا الأمر (وهناك الكثير من النقاط التي توسع فيها الأستاذ خالد في كتاباته هنا لا أجد عندي اعتراضا عليها، كما لا أجد علاقة لها بتفنيد أطروحة النعيم! بل إن النعيم كتب عنها أيضا -أي تاريخ التجربة الأمريكية- إضافة لكتابات مماثلة عن تاريخ دول أوروبية عدة، موعدكم معها في النسخة العربية)، لكن الأستاذ خالد يتعامل مع هذه الأطروحة بوصفها مخالفة للفكرة لدرجة الموازاة، بل وذهب ليجعل نفسه ممتحنا للنعيم في عقيدته في الفكرة (الاستشهاد جاهز إن أراد البعض ذلك)، وبذلك فإن الأستاذ خالد قد قدم مثالا حيا لضرورة إبعاد العقيدة من الحوار المدني (المنطق المدني)، إذ على أي أساس يعطي الأستاذ خالد لنفسه الحق في مساءلة النعيم في عقيدته؟ وفي قضية عامة كهذه، تحت نظر جميع الاخوان هنا؟ أكثر من ذلك فالأستاذ خالد لا يقف عند المساءلة، بل يقرر الحكم ولا ينتظر، فيقول في النهاية للنعيم "واضح أن طرحك هذا عزيز عليك، حتى إنك لتضحي في سبيله بأغلى شيء"!

    (3) المنطق المدني كآلية حوار لا كمنهج تفكير
    الأستاذ خالد يقتبس تعريف النعيم له، فهو "منهج في الحوار، في الأمور العامة، وليس أي محتوى محدد من أي منظور فلسفي، دين أو مفهومي معين. والغرض من وراء هذا المنهج هو مقدرة كل منا إقناع الآخرين بالحجج، ووسائل الخطاب التي لا تعتمد على العقيدة دائماً، حتى لدى من يتجاوزون مستوى العقيدة من خلال الاعتماد عليها.. الخ".. يورد الأستاذ خالد هذا النص (موجود بكامله في نص الأستاذ خالد، فليراجع، ويحبذ أن يراجع بالتفصيل في الفصل الثالث من الكتاب)، وبعدها يخلص لأن المنطق المدني يستبعد الدين نفسه من المجال العام، في حين أن الاقتباس واضح في أن المنطق المدني "منهج في الحوار... ليس أي محتوى محدد من أي منظور فلسفي، دين أو مفهومي معين..."، فشروط الحوار بين المواطنين الذين يلتقون على مرجعية المواطنة هنا هي المسألة، وليس فيها تحديد لما يُقبل وما لا يُقبل من مرجعيات الناس الفكرية، ما داموا مستوفين لشروط الحوار المرسومة لتناسب الجميع بدون تفضيل.. أكثر من ذلك فالمنطق المدني ليس مفروضا على "الحياة العامة" في الدولة، هكذا بإطلاق العبارة، إنما هو محصور في المجال السياسي العام الذي يتضمن مخاطبة أجهزة الدولة.

    المنطق المدني ليس بديلا للعقيدة الدينية، ولا يسعى إطلاقا لمنع وجود الدين في الحياة العامة، إنما هو شرط من الشروط الموضوعية للحوار بين أهل عقائد متباينة يشتركون في حقوق ومسؤوليات المواطنة، ولهذا يرجى منهم جميعا (مسلمين وغير مسلمين، متدينين وغير متدينين) أن لا يفرضوا عقائدهم على بقية مواطنيهم في إطار الدولة، فإن أراد المسلمون، مثلا، منع التعامل الربوي في البنوك المحلية بقانون الدولة، لحرمته، لن يقال لهم "هذه عقيدة، ولن يُسمح بها باسم المنطق المدني!"، كلا! بل سيقال لهم "ليس لأحد الحق في التدخل في مرجعيتكم الدينية بهذا الخصوص، لكن عندما تطرحوا هذا الأمر على مواطنيكم، ليصبح قانون دولة، عليكم أن تطرحوه بصورة مقنعة وبغير إرهاب ديني لأي منهم، كتابيا كان أم وثنيا أم ملحدا" (وقد اوردت مثالا في هذا الخيط، في مساهمتي السابقة، عن كيفية تقديم تلك الحجة بدون رفع كرت الحرام والحلال العقيدي).. إن فكرة المنطق المدني بسيطة وواضحة، والمنطق المدني هو هو أسلوب طرح الفكرة الجمهورية لآرائها في المجال العام، كما أراه، خصوصا السياسي والاقتصادي، فالفكرة الجمهورية بالذات لا تسعى لإقناع الناس بوعود ومحاذير العقيدة، إنما بالفهم المقبول لدى المحاور، وهذا ببساطة عين ما يطلبه المنطق المدني، فأين المشكلة؟

    يبدو لي بعض الاخوان يعترضون على موضوع المنطق المدني على أساس أنه يضيّق على الدعوة للفكرة الجمهورية، في حين أراه أنا العكس تماما.. المنطق المدني لا يقول بمنع التبشير الديني والتعبير الديني عموما في المجتمع (على مستوى أفراد أو جماعات أو منظمات ومؤسسات مدنية، غير مؤسسات الدولة التي وظيفتها حماية المواطنين بمختلف عقائدهم وتفعيل القانون، لا التبشير)، لكن حين يريد بعض الناس نقل بعض تعاليم دينهم إلى تجسيد قانوني في الدولة، عليهم حينها أن يقنعوا غيرهم بان تلك الخطوة لا تشكل خطرا على حقوقهم الأساسية ومكتسباتهم المدنية، بل هي طيبة الثمار للجميع (أو غير ضارة على أقل تقدير)، وهم منطقيا لن يستطيعوا أن يقنعوا غيرهم هؤلاء بهذا الأمر لو ارتكزوا على الحجة العقيدية، لانها حجة غير مقبولة عند مرجعية الغير ((كل حزب بما لديهم فرحون)).. التشاريع الإسلامية غير المخالفة للدستور -اقرأ تشاريع الأصول- عندها فرصة أن تنعكس على قوانين الدولة، والمنطق المدني عند النعيم لا يرفض ذلك، بل يؤيده النعيم كمسلم، لكن على وعي أننا بحاجة لإقناع غير المسلمين بحصافة هذه القوانين، كإخوة مواطنين لنا يملكون نفس الحقوق الأساسية في الدولة، ومن ثم أيضا لا نخلع قداسة على أي من تلك القوانين بصورة تجعل مراجعتها المستقبلية -إن شاءت الظروف ذلك- مثارا لفتنة دينية بين المواطنين.

    مرة أخرى.. المنطق المدني ليس ضد العقيدة؛ المنطق المدني ضد أن تصير العقيدة حجة في حد ذاتها في المجال السياسي والتشريعي، لأن في هذا ظلما لبقية المواطنين من غير معتنقي تلك العقيدة.. المنطق المدني لا يقول بإبعاد الدين عن مجال السياسة العامة والقانون، إنما يقول بتنظيم حوار المواطنين، من مختلف الخلفيات الدينية، ليتواضعوا على شروط مفاوضة في المجال السياسي العام مقبولة عندهم جميعا ومنصفة لهم جميعا، وهذا عندي مطلب أولي في تشريع الرسالة الثانية من الإسلام نفسه.

    نلاحظ أيضا أن النعيم لا يضع شروطا كثيرة بخصوص محتوى المنطق المدني في إطار كل دولة، ذلك لأنه يتحدث بوضوح، في كتابه، عن أهمية أن نعي أن شكل وشروط آلية المنطق المدني -رغم الاتفاق حول الشروط البسيطة العامة- ستختلف من دولة لدولة بحكم اختلاف تجارب شعوبها وتكويناتها العقائدية والثقافية.. المنطق المدني آلية مرنة للحوار المنظم المثمر في الميدان السياسي العام، وآخر ما يمكن أن يقال عنه انه استبعادي لأي شخص أو لأي عقيدة.

    (4) بين القانون والأخلاق
    يتعجب الأستاذ خالد كثيرا من عبارة الأستاذ النعيم: "بعبارة أخرى فإن الدولة العلمانية قادرة على توحيد المجتمعات المتباينة عقائدياً عملياً في مجتمع سياسي واحد لأن متطلباتها الأخلاقية قليلة، ومحدودة، ولذلك هي أقل عرضة لأن تكون مصدر اختلاف رئيسي بين المواطنين"، ويقول في تعليقه عليها، باستنكار: "لقد اضطربت الموازين عند عبد الله اضطراباَ عظيماً، وتبادلت القيم مواضعها.. هل الأهم، لمصلحة الفرد، ولمصلحة الجماعة، أن يتوحد الناس سياسياً، أم أن يتوحدوا اخلاقياً؟!".

    إن سوء الفهم هنا ليبلغ مدى عظيما عند الأستاذ خالد، فالنعيم حين يتحدث عن الدولة إنما يتحدث عن القانون لا عن الأخلاق، وهو لا يقول بعدم ضرورة التوحد الأخلاقي، وأطروحته أساسا ليست بهذا الصدد.. الدولة معنية فقط بالقانون، والقانون، كما هو تعريفه عندنا في الفكرة، الحد الأدنى من الأخلاق.. الأخلاق في مستوياتها العليا فوق منطقة القانون، كما هو عندنا في الفكرة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وكل المطلوب من القانون الدستوري للدولة هو ألا يتناقض مع مقاصد تلك النهايات، لا أن يقنن لها! الأستاذ خالد يظن، لسبب من الأسباب، أن النعيم يعترض على عملية توحيد الناس أخلاقيا، وهو الأصعب، فقط لانه لا يتحدث عن هذا الأمر في أطروحته! الأستاذ خالد يتعامل مع أطروحة النعيم، كما يبدو لي، كأطروحة موازية للفكرة ومستغنية عن الدين، في حين أن مبتغى النعيم أصغر من هذا بكثير (وما عرفت أن له مبتغى غيره من هذه الأطروحة)، فهو لا يرى في أطروحته إلا شيئا من التفصيل حول فهمه للجانب السياسي والتشريعي العام في الفكرة الجمهورية، وهو فهم يعلن مسؤوليته التامة عنه.. النعيم مشغول في أطروحته بمستوى القانون، أولا وأخيرا، والأستاذ خالد مشغول بالأخلاق وما إذا كان النعيم يضحي بها أم لا، فإن لم يكن هذا سوء فهم فماذا يكون؟

    خاتمة:
    إن أطروحة النعيم تسمي نفسها "مفاوضة مستقبل الشريعة"، وتركز كثيرا على آلية "المفاوضة" هذه، وهي دوما تشير لأن المسائل في مستوى التنظير أسهل منها بكثير في مستوى عملية التطبيق، وتصر الأطروحة على ضرورة إشراك الناس في تنزيل النظرية لأرض الواقع، للمقتنعين بها، وأن هذه التطبيقات لن تكون كلها واحد منسجم، بل ستختلف في الشكل والمستوى باختلاف سياقات متعددة في العالم حيث يقطن المسلمون (وحيث يقطن المتدينون عموما)، وهذا أمر إيجابي وليس سلبيا، فتنوع الفهوم ليس دوما مشكلة، ما دامت متعايشة ومتلاقحة.. النعيم يعترف بصورة جلية بصعوبات التطبيق؛ صعوبات الفصل (بين الدين والدولة) وتحديات الوصل (بين الدين والسياسة)، ويدلل على ذلك بتاريخ عالمي متنوع (بعضه من مجتمعات مسلمة وبعضه من غيرها)، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال التوقف عن التفكير في تقديم حل هيكلي/مؤسسي مناسب لسيرورة هذا التطبيق (سيرورة المفاوضة) مع التدليل على أحقيته في الاعتبار الجاد، وهو يدلل على هذه الأحقية من واقع إيجابيات بعض التجارب التاريخية ومن واقع قدرته على فض بعض التناقضات المفاهيمية في أذهان الناس -المسلمين خاصة- بخصوص قضية الدين والدولة.. النعيم لا يطرح تقريرات نهائية ووصفات حاسمة، بل آليات تنظيم لمفاوضة القضايا حتى نصل بها لوصفات مستقرة (وليست نهائية، فالسيرورة تقتضي دوما التطور في آليات الحكم كلما تطور المجتمع وتبدلت الظروف)، وهذا الطابع واضح في أطروحته (خصوصا في الكتاب)، وهو ما يجعلني مقتنعا بها بهذه الصورة، لاني أراها قوية ومرنة في نفس الوقت، ومتسقة مع فهمي للفكرة الجمهورية بمستوى مريح.. لكن الأستاذ خالد، كما أراه، يفضل التعامل مع الطروحات كتقريرات حاسمة وحرفية، ومواقف نهائية وقائمة بذاتها، بلا جذور، فيسهل عليه بعد ذلك وصفها بتقريراته النهائية هو أيضا (وقد كرر في كتابته أعلاه كيف أن حصيلة فهمه لآراء النعيم هي مواقف النعيم "المبدئية والنهائية"، وهو بالإضافة لذلك لا يقبل أن يقال له إنك أسأت الفهم فيها).. الأستاذ خالد يقول عن أطروحة النعيم إنها تستبعد إمكانية حصول تشريع عام مستمد من الإسلام، وتستبعد الفكر الديني، وتستبعد حتى منهج التوحيد(!) وما إلى ذلك من الاستبعادات التي يطول عددها؛ كل ذلك حين أرجع لأصله أجده فقط فهم الأستاذ خالد لأطروحة النعيم، من نصوص أقرؤها شخصيا ولست أدري كيف توصل منها الاستاذ خالد لذلك الفهم!

    إن التعامل الحيوي، الدينامي، مع أطروحة النعيم أقرب لتيارها الذي اختارته من البداية، سواء أكان هذا التعامل بالنقد السلبي أم الإيجابي، لكن التقريرات والاتهامات الحاسمة هي فقط حاسمة بالنسبة لمتبنيها، ولا تقود إلا لقطيعة في التواصل الفكري أو لانتهاء الحوار بحسابات "غالب ومغلوب" و"فريقنا وفريقهم" (لمن يحبون تلك الحسابات، وهي أحيانا ضرورية، لكن لا أظن بين الاخوان)، لكنه لا يقود لدحض أي فكرة مؤسسة وعتيدة البنيان، ومن معرفتي للأستاذ النعيم فهو من أبعد الناس عن هذا الأسلوب الحسمي في الحوار، ومن قراءاتي الطويلة لنقاشات الأستاذ خالد مع العديد من الاخوان هنا في الصالون، في قضايا عدة وبأزمان متفرقة، فهو أغلب الوقت يتبنى هذا الأسلوب في الحوار، ولا أستبعد أن أستقبل قريبا حديثا من الأستاذ خالد بهذه الصورة (إذا لم يتجاهلني تماما)، لكني على العموم مهموم أكثر في حواراتي هنا بأن أكون صادقا مع نفسي، قدر الإمكان، وواقفا بجدية مع ما أنا مقتنع به ومطمئن له، وبأن أكون متأدبا قدر استطاعتي مع الاخوان، وما بقي بعد ذلك هيّن، والله يفعل ما يشاء.

    هذا وللأستاذ خالد، وللأستاذ النعيم، ولجميع الأخوان كثير محبتي واحترامي
    قصي همرور
                  

العنوان الكاتب Date
في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 12:40 PM
  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عاطف عمر04-16-16, 01:07 PM
    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 06:45 PM
      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين فقيرى جاويش طه04-16-16, 08:13 PM
        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 08:59 PM
          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 09:01 PM
            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 10:20 PM
              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-16-16, 10:24 PM
                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Elmoiz Abunura04-16-16, 10:51 PM
                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين أبوبكر بشير الخليفة04-17-16, 03:23 AM
                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-17-16, 09:44 AM
                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-17-16, 11:23 AM
                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-18-16, 10:27 AM
                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-21-16, 09:20 AM
                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-21-16, 09:57 AM
                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Kostawi04-21-16, 05:41 PM
                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-22-16, 09:43 AM
                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-22-16, 10:25 AM
                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين اميرة السيد04-22-16, 10:30 AM
                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-22-16, 11:43 AM
                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Kostawi04-23-16, 10:31 PM
                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:28 PM
                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 10:58 PM
                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:10 PM
                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:15 PM
                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-23-16, 11:25 PM
                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Kostawi04-24-16, 05:03 AM
                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-24-16, 08:57 AM
                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-24-16, 03:56 PM
                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-24-16, 04:51 PM
                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-25-16, 04:20 AM
                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 09:05 AM
                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 11:41 AM
                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 02:24 PM
                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:06 PM
                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:09 PM
                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:11 PM
                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:26 PM
                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 04:48 PM
                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-25-16, 05:42 PM
                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-25-16, 06:58 PM
                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-26-16, 05:42 AM
                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 01:07 PM
                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 09:13 PM
                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 09:23 PM
                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 11:28 PM
                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-26-16, 11:34 PM
                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:32 AM
                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:45 AM
                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:48 AM
                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:51 AM
                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 00:57 AM
                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-27-16, 05:38 AM
                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 10:10 AM
                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-27-16, 09:31 PM
                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-28-16, 10:20 AM
                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني04-29-16, 05:05 PM
                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين الشفيع وراق عبد الرحمن04-29-16, 06:39 PM
                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif04-29-16, 11:21 PM
                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-01-16, 12:48 PM
                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-02-16, 04:17 AM
                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Haydar Badawi Sadig05-02-16, 06:30 AM
                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-02-16, 05:32 PM
                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-03-16, 07:56 AM
                                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-03-16, 09:51 AM
                                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-03-16, 06:52 PM
                                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-03-16, 11:53 PM
                                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-05-16, 11:22 AM
                                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-07-16, 12:44 PM
                                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عاطف عمر05-07-16, 01:50 PM
                                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-09-16, 01:53 PM
                                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين عبدالله الشقليني05-13-16, 08:59 AM
                                                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif05-15-16, 10:03 PM
                                                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-23-16, 10:26 AM
                                                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-23-16, 11:04 AM
                                                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-26-16, 03:00 PM
                                                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif09-26-16, 03:22 PM
                                                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-11-16, 03:56 PM
                                                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-12-16, 05:23 PM
                                                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-15-16, 07:11 AM
                                                                                                                                                  Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-24-16, 11:23 PM
                                                                                                                                                    Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 06:09 AM
                                                                                                                                                      Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 07:02 AM
                                                                                                                                                        Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 07:35 AM
                                                                                                                                                          Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 08:17 AM
                                                                                                                                                            Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 09:38 AM
                                                                                                                                                              Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif10-25-16, 10:09 AM
                                                                                                                                                                Re: في سبيل إصلاح ذات البين بين الجمهوريين Yasir Elsharif11-01-16, 10:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de