أو لم يسمع تنابلة السلطان في السودان برهبان بورما الثوار في مواجهة الطغيان او بلاهوت التحرير في اميريكا اللاتينية في السبعينيات عندما التحم القساوسة الكاثوليك وطنيا بالثوار اليساريين في اعظم ملاحم النضال الوطني ضد الطغيان الاقطاعي الظالم هناك وهي اول مرة يتحرر فيها قساوسة الكنيسة الكاثوليكية من ارتباطهم التاريخي والسلبي بالمؤسسات الاقطاعية الحاكمة الظالمة بعد ان كانوا سندا روحيا تاريخيا لها منذ حقب طويلة وهم يشرعنون بقاءها وطغيانها ولكنهم بهذا الموقف الثوري المستجد استعادوا دورهم الديني الارشادي الاصلاحي المناط بهم متصالحين مع منظومة القيم الدينية والاخلاقية التي ينطلقون منها وهي قيم دينية تدعو لترسيخ العدل والمساواة ونصرة الضعفاء ومناهضة الظلم والظالمين وهو ما ينبغي ان يكون عليه كل رجالات الدين في الدنيا اي اكثر الفئات البشرية صرامة في التصالح مع محمولاتهم العقدية التي تعزز وترسخ القيم الاخلاقية العليا في اي مجتمع لان الاديان في فلسفتها هي حالة تاطير للقيم والاخلاق العليا وفق مناهج محددة تلزم معتنقيها باتباعها بطقوس معلومة ومن هنا ينبغي علي رجل الدين ان يكون ثائرا دائما وصارما بحكم النهج العقدي الذي يتبعه وكذلك جاءت رسالة الاسلام رحمة للعالمين متممة لمكارم الاخلاق اي معززة في الانسان المسلم كل القيم الاخلاقية العليا كي يتصف بها ويلتزم بها لا ان يقبل ما دونها...وهكذا مقاصد الاديان في الدنيا كلها تتجه الي خلق الانسان الروحاني الغيور ذي النخوة والشهامة والشرف و الثائر علي الظلم والناصر للمظلومين والمرسخ لقيم العدالة وليس الانسان الخانع الراكع الخاضع ( المفنقس) للحاكم المسلم الظالم الفاسد الذي يمكن ان يفعل به كما يشاء ولا يمكن لهذا الشخص المظلوم المذلول المهان الاعتراض او الخروج عليه بدعوي ان الخروج عليه امر محرم وفق منهج السلف ( الصالح) والسلف الصالح كان فيهم انذاك بعض الجبناء من تنابلة السلطان وهم معلومون عبر تاريخنا الاسلام السياسي( الاموي والعباسي) المليء بالدسائس والمؤامرات والتي كان ضحاياها كثير من العلماء والفقهاء الثوار جزاء مواقفهم المناهضة لخلفاء وامراء الاسلام الظالمين وللاسف انتقلت ذات العدوي الرذيلة حتي عصرنا الحالي متمثلة في بطانات معلومة باسم الدين لازالت متوافرة ومتكاثرة حول عروش الطغيان و هي اس خراب بلدنا وبعض البلدان المجاورة لانها هي التي تشرعن اثام واجرام وفساد الحاكم الظالم و الاهم انها تحرم علي ضحاياه الخروج عليه باسم الدين والدين منها براء لانها تهاب سيفه وايضا طامعة في عطاياه.. واولئك هم المنافقون الذين بشرهم رب العزة بعذاب عظيم لانهم يسيئون بمثل هذه الاخلاق الوضيعة للدين الاسلامي الذي جاء كي يعز ويكرم الانسان وينصره علي ظالميه وبالتالي لا يمكن ان يهينه ويذله تحت اقدامهم راضخا وخاضعا للظلم والفساد لانه امر مجاف لمقاصد الشرع العظيم وما ربك بظلام للعبيد!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام هباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست