|
Re: انطباعاتي عن السودان (Re: معاذ حسن)
|
شكراً معاذ على المرور ..ونواصل :- إلى الجزيرة لم تكن الجزيرة غائبة عني ، فيها مهد الطفولة ومرتع الصبا حيث أهلي وعشيرتي وقبيلتي ، كانت أول رحلة في معية ابن عم لي كان ينتظرني بالميناء البري ( جزافاً ) ، بل محطة تحصيل وحكر لتقييد ومعرفة المسافرين من وإلى العاصمة ( العاصفة ) ، دخلنا من باب صغير تتبعني نظرات حارسه بعد دفع ( ألف ) جنيه للعبور للحافلات ومن ثم إلى شباك صغير يقبع خلفه ثلاث من كاتب يقيد أسماء المسافرين ومن ثم الحصول على تذكرة إلى الحافلة ، في الحافلة أخذت مقعداً بجانب النافذة حتى أطالع متستجدات الحياة في العمران والإنارة والزراعة والأشجار، كنت أحلم أن أرى شارعاً مسفلتاً ذو أربع حارات تتوسطه الإضاءة وأشجار النخيل تقف شامخة منساب كالنيل الأزرق من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال مراعاً فيه كابلات الكهرباء والاتصالات وتصريف المياه ، مزيناً بلوحات إرشادية تبين السرعة المسموحة والمسافات والمطبات وأماكن عبور الماشية والمشاة ، وبعيداً قليلاً عن الطريق استراحات للمسافرين ودور العبادة والحمامات والرادرات موزعة باتقان لاصطياد الطائشبن والمتهورين من مستخدمي الطريق !!! فجأة أفقت من هذا الحلم بمنعرج اللوى بين الدخول ، فحومل ، فحومانة الدراج ، فالمتثلم .. الشارع مظلم ، كئيب ، يتعرض لضغط شديد من الشاحنات الثقيلة وسيارات المرور السريع وسيارات ( الإسعاف الكاذبة ) ‘ فهي لا تسعف أحداً بل تستخدم صفاراتها ليوسع لها في الطريف وهو أشبه بلسان الضب ، وصلنا إلى قنب نزلنا فوجدنا أربع سيارات عتيقات يرجع تاريخ صنعهن إلى ثمان وسبعين وهو موديل نال حظه من الإعلام حتى أصبح عقيدة كل راغب في شراء بيك آب أن يشتريه لأنه لا يعلى عليه وأن عقلية اليابانين قد تحجرت من بعده !! ، ركبنا إلى مناقزة سمعت بشارع سمي باسم الشهيد ابن العم الهادي الشفيع ولم أر إلا تراب قد ردم دون أن يليه أي مكون آخر ليصبح شارعاً ، عبرنا ( قنِّب ) تسمى القرى باستخدام الفعل ( قنِّب ، انجضوا ( انضجوا ) : فعل الأمر ، ثم الفعل الماضي ( استرحنا ) وكذا ( هببنا ، جابك أجلك ) وهاهم الزغاوة القاطنين في هذا الكمبو العتيق ( هببنا ) قد تأثروا بلهجة طي ( الحلاويين ) ، ثم عبرنا من قنب أول ترعة وهنا بدأ صراع البيك آب ( البوكسي ) والشارع ذو العثرات وفي ذلك الظلام البهيم تتقاذف وجوهنا حشرات من كل صنف وجنس ، حتى إذا وصلنا مناقزة ونزل الركاب بدأنا في مفاوضات جديدة أشبه بمفاوضات مدريد حتى نصل أطراف أبوسير الشمالية عند جنينة المرحوم إبراهيم مساعد ، نجح التفاوض وسرنا سيراً بطيئاً يتقدم السيارة ورلاً وآكلة الدجاج ( نسيت اسمها ) حتى وصلنا المكان المتفق عليه ومن ثم بدأت رحلة السير في الطرقايت المليئة بماء الأمطار ومخلفات الحمامات خوضاً وإنزلاقاً في طرق أشبه بلعبة السلم والثعبان كأنما القرية خططها ثعبان ماهر في الزحلقة والزوغان !! ... نواصل _________________
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 08-30-07, 05:28 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | هاشم أحمد خلف الله | 08-30-07, 06:54 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | وصال عالم | 08-30-07, 07:17 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-02-07, 08:04 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-02-07, 07:57 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | Nasr | 08-30-07, 07:30 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-02-07, 08:12 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | معاذ حسن | 09-02-07, 09:22 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-03-07, 05:11 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-03-07, 05:12 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-03-07, 05:12 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | salma subhi | 09-03-07, 05:40 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-03-07, 05:54 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | عبدالرحمن الحلاوي | 09-04-07, 05:54 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | Nasr | 09-05-07, 07:48 AM |
Re: انطباعاتي عن السودان | Elsheikh Mohd Aboidris | 09-05-07, 08:12 AM |
|
|
|