|
قامت قيامة السودان فهل تجدي الصلاة الآن
|
01:48 PM Nov, 08 2015 سودانيز اون لاين بشرى محمد حامد الفكي-استراليا مكتبتى
لا شيئ يدعو للتفاؤل فقد استفحلت الأزمة ووصلت مداها، الجميع مثل دوراً في تراجيديا الفشل، أكثر الناس تفاؤلاً يتمنى ألا تزيد الأحوال سوءاً، ينخفض سقف التطلعات يوماً بعد يوم، فهل من سبيل الى النجاة من هذا المصير؟ لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب، كنت قبلاً قد طرحت أن يقوم تحالفاً للقوى الديمقراطية والعلمانية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وإيجاد البديل الديمقراطي، ومرت مياه كثيرة تحت الجسر، وكتبت أيضاً عن خيار العمل المسلح وعدم جدواه وتنكيصه لمشروع الثورة السودانية، وناديت بمؤتمرات شعبية تعمم لرتق النسيج الاجتماعي يكون فيها صوت الجماهير عالياً ليطغى على ضجيج النخبة، والآن الواقع الماثل أعياني في انتاج الفكرة. لم يعد الأمر قاصراً على التغيير، أو صيغة للتداول السلمي للسلطة، تتواضع عليها قوى الثورة، ولم يعد توزيعا عادلاً للثروة ومشاريع التنمية، ولا حق الحياة الكريمة التي تتوفر فيها سبل التعليم والصحة وتتطور مع تتطور المجتمع، ولا بنية تحتية وثقافة سودانية متنوعة ومتعددة المنابر دون اقصاء، ولا كل الذي كنا ننشده عبر مشاريعنا السياسية لسودان يسع الجميع خيّر ديمقراطي، يسير في ثقة وثبات نحو التقدم والسؤدد. الأمر الآن أصبح في حق الحياة نفسه، الحياة الآمنة المطمئنة، كيف يصبح هذا البلد آمناً ويشرب أطفاله الحليب، كيف يعم السلام ربوعه، كيف ينعم بالاستقرار بعد أن زعزعته الحروب والتصفيات العرقية. منذا الذي يستطيع أن يهدئ روع أطفال ولدو في المعسكرات ونامو على قعقعة السلاح بدلاً عن ترانيم الأمهات، والآن أصبحوا في مقتبل الشباب يمتشقون سلاحاً يدافعون به عن حقهم في الحياة، جيل أنجبته الحروب وقست عليه الشوفينية، جيل لم يعرف الأسرة، ولم يقتدي بالأبوين، لم يتلقى التعليم ولم يخضع لسلطان النظام، لا يعرف شيخ القرية ولا العمدة ولا الشرتاي. جيل المعاناة الحقيقة التي لا تعبر عنها مساجلات القادة ولا خطبهم الحماسية. منذا الذي يستطيع أن ينزع السلاح من هؤلاء ويضمن لهم أمانهم الشخصي، وبأي لغة يستطيع أن يقنعهم بها وهم تعلمو منذ نعومة أظفارهم لغة السلاح، شباب ينازعون من أجل حق أن تعيش وتتنفس، وتغالب الظروف لترى شمس يوم غد وأنت فوق التراب تمشي على قدمين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|