شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2015, 08:15 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات (Re: بله محمد الفاضل)


    * بول شاوول، هل روح «الفوضى العميقة» هي أساس كل شعرية ذات معنى؟

    ** الشعر هو فوضى الذات، وهو «فوضى العالم» أيضاً. لكنها الفوضى التي تريد بهيوليتها ولاقولبتها، أن تحدث موقفاً حاسماً من كل ما هو مفروض من إيديولوجيات مغلقة، وأعراف محنّطة في كل شيء، وخصوصاً في عالم الشعر والكتابة والإبداع. إلا أنني في المقابل، لست مع نسف التراث بالجملة، أو مع ما يسمى إبادة اللغة، كما صرّح بذلك بعض السورياليين في فرنسا، أو بعض الشعراء العرب في الستينيات من القرن الماضي، ملوّحاً يومها بكلام تهويلي كبير، حول «ضرورة» تدمير التراث، وتدمير اللغة، وتدمير الماضي، وتدمير كل شيء بحجة أنه سابق.. وهذا أمر هرطقي بالتأكيد.

    * من تقصد هنا؟ وماذا تريد أن تقول بوضوح أكثر؟

    ** نعم، بعض الشعراء العرب من جيل الستينيات، قال بالحرف الواحد إنه «سيفجر بالديناميت، ليس التراث العربي وحده، بل الحضارة العربية برمتها». ولا تسألني من هو لأنني لا أريد أن أدخل في سجال مع أحد هذه الأيام، خصوصاً إزاء قضايا مضى عليها أكثر من نصف قرن الآن. وثبت بطلانها وسخفها ومراهقات أصحابها، ممن كانوا يريدون، مثلاً، شطب ابن رشد، وابن سينا والفارابي، ولبيد بن ربيعة وطرفة بن العبد والمتنبي وأبي تمام والجاحظ وأبي العلاء وأبي حيان التوحيدي، وابن خلدون وديك الجن الحمصي، وصولاً إلى جبران خليل جبران، أجمل الفوضويين في الشعر العربي المعاصر. كل هؤلاء، وغيرهم كثر، أراد ويريد، بعض الحداثويين العرب المراهقين شطبهم بالجملة، لينسب إلى نفسه حدث التغيير القاطع، منطلقاً من نقطة الصفر، والصفر كما تعرف، لا ينتج سوى أصفار. لم تصمد نظريتهم التمرّدية المزعومة طويلاً. فهم، كما أرى، ظهّروا صور تمردهم في قصائد بحالها، أو كتاب شعري بحاله، ثم عادوا القهقرى إلى البنية االشعرية عينها التي ثاروا عليها، أو على الأصح إلى الشعر الحداثوي الذي كان موضع نقدهم وثورتهم عليه.

    * لم يعد السكوت ممكناً يا بول.. من تقصد بصراحة؟

    ** أقصد الراحل الكبير أنسي الحاج في ديوانه الأول والأهم: «لن»، فهو قد انطلق بهذه البداية الشعرية الانقلابية الرائعة، لكنه عاد فانكفأ عليها في «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع».. وهو ديوان في عمقه ديني. لغته توراتية ومسيحية، تُذكّر بـ«نشيد الأناشيد».

    أدونيس أيضاً، صاحب النظريات والانقلابات الشعرية الحديثة، عاد بدوره منسحباً إلى التقليد الشعري الغنائي الحداثوي الذي ثار عليه.


    * كيف؟.. أين؟ فأدونيس في بداياته «قالت الأرض»، غيره مثلاً في «المسرح والمرايا»، و«وقت بين الرماد والورد» أو«مفرد بصيغة الجمع»... إلخ؟

    ** بدايات أدونيس الفعلية – حسب رأيي - كانت في «أغاني مهيار الدمشقي»، وقد تأثر فيها بالصوت النيتشوي الفائض التمرد. ومن بعد ذلك لم يكن جديده إلا لغوياً فقط. وعلى أي حال، ليس هذا مثلبةً بحد ذاته، إذ يكفي الشاعر أن يضع ديواناً واحداً متميزاً ليستحق لقب الشاعر إلى الأبد. ثمة ظاهرة شعرية غريبة لاحظتها منذ مدة، تتلخص في أن جلّ شعراء الحداثة العرب الكبار، كان ديوانهم الشعري الأول هو الأهم. محمد الماغوط، في «حزن في ضوء القمر»، وأنسي الحاج في «لن»، وأحمد عبد المعطي حجازي في «مدينة بلا قلب»، وسعيد عقل في «قدموس». وهذه الظاهرة يجب أن تُدرس بتمعن نقدي جدّي، بعيداً عن مرمى القول الاستنتاجي السريع.

    * ما تقوله ليس صحيحاً في الإجمال، فالديوان الأول للسياب مثلاً: «أزهار ذابلة»، ليس مهماً البتة، مقارنةً بـ«أنشودة المطر»، وكذا بالنسبة لخليل حاوي، فديوانه الأول: «نهر الرماد» ليس بأهمية الثاني: «الناي والريح»، وديوان الحيدري الأول: «خفقة الطين»، أقل أهمية بكثير من ديوانه: «حوار عبر الأبعاد الثلاثة»...إلخ. ما تعليقك؟

    ** ربما يصحّ تقييمك هنا على نتاج السياب والحيدري. أما الشعراء الآخرون ممن ذكرت، فبالتأكيد خلافي معك حول تقييم تجاربهم سيظل قائماً. فما أراه أنا مثلاً، قد لا تراه أنت، أو يراه غيرنا.. وهذا طبيعي. أنا أسوّق، في النتيجة، رأياً تقويمياً ذاتياً، بناء على تجربتي القرائية والنقدية المتابعة لنتاج هؤلاء الشعراء، وغيرهم كذلك، في سياق مسار الحداثة في الشعر العربي.

    * مفاجئ لي أن تبدو قاسياً، ولو بعض الشيء، على تجربة أنسي الحاج، الذي اعتبره شخصياً أهم صوت شعري عربي حديث، خصوصاً لجهة أنه «شاعر بلا أسلاف»، ولغته الشعرية كانت فعلاً تأسيسية ومغايرة، أكثر بكثير من لغة أقرانه من رادة الشعر العربي الحديث ومن تلاهم أيضاً؟

    ** وهل تزايد عليّ في تقييم تجربة أنسي ورياديته الشعرية يا أحمد؟! أنسي ولا شك شاعر كبير، وبصماته عالية جداً، بل مفارقة للغاية في فضاء الشعرية العربية الحديثة. وإذا ما سبق لي وقلت بأنه بدأ بداية مغايرة وقوية بتفردها الشعري، من خلال: «لن»، وإنه عاد فتراجع في قلب مسار تجربته، أو خطّ تطور أسلوبيته المغايرة نفسها في ديوانه «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»، فإن هذا التراجع هنا يخصّه هو وحده، وهو وحده يتحمل المسؤولية النقدية والتاريخية الناتجة عنه، والتي لا يفيد معها أي إنكار موازٍ لها كحقيقة أدبية قائمة.

    * وماذا تقول في دواوين أنسي: «الرأس المقطوع»، «ماضي الأيام الآتية»، و«ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة؟»، والأخير في رأيي لا يقل خطورة شعرية عن «لن»، إن لم يكن يتجاوزه؟

    ** ديوان «لن»، أكرر هو الأقوى، وهو الأكثر تمثيلاً لتجربة أنسي الحاج كشاعر عربي ريادي كبير.

    * ما الذي تقصده بالتراجع الشعري لدى أنسي هنا؟ اشرح لي أكثر؟

    ** دعني أوضح بأنني لا أقصد هنا أنسي الحاج بمفرده، بل أدونيس أيضاً وغيرهما من شعراء تعرفهم أنت، وأعرفهم أنا. التراجع يحصل، لأن الشعراء المعنيين، انقطعوا عن أمرين: الأول، مواكبة مسارات الشعر الجديد في العالمين العربي والأجنبي. والثاني، تخلّيهم هم عمّا يمكن أن أسمّيه بـ«التجريبية الخلاّقة». هكذا، فإن أسوأ ما في شعرائنا هو أنهم تكرّسوا، واكتفوا بـ «تجريبيتهم» المراوحة في مكانها، أو على الأصحّ المتراجعة عما كانت عليه في الواقع.

    التكريس إذاً، واقتناعهم به، هو المشكلة المركزية لدى شعرائنا، أو هو المرض العضال الذي يتخبّطون فيه. والتكريس مشتق من الكرسي، أي القعود والسكون والاقتناع والقناعة.. هذا من جهة. من جهة أخرى، انتفى لدى شعرائنا هذا القلق الخلاّق، أو ذاك السؤال الشعري المفتوح على مفاجآت الذات الشعرية، وما تختزنه من انفجارات إبداعية قادرة على مواجهة دورات هذا العالم الرهيب. لقد استسلموا للدعة والطمأنينة والركون إلى أن كل ما يكتبونه هو الجديد بعينه، وهو المؤسس «الدائم» للآتي الشعري.

    * وما هو مفهومك لمصطلح «التجريبية الخلاقة» كما ذكرت، وهل هي حلّت محلّ النظرية الشعرية لديك؟

    ** مفهوم التجريبية بكل بساطة، هو أن يظل الشاعر الحي يقوم بتطهير تصوره للعالم عبر القصيدة. وأن تظل كل قصيدة يكتبها، مثلاً، أو مجموعة شعرية ينجزها، مختلفة كلياً عن سابقاتها، وذلك عملاً بقوة الاختبار، والنقد الذاتي، وضرور الإتيان باجتراح شعري مغاير، يظل يستوعب حراك الإنسان في الزمان أو الوجود، وتوزعه على حاضر وماض ومستقبل، وكينونة تظل تطرح تحدياتها على البشرية كافة، وما أكثرها بالنسبة إلى الشعراء الكبار في كل شيء.. ومن هنا، نعم، يصح ما تقوله حول أن التجريبية حلّت، وتحلّ باستمرار، محلّ النظرية الشعرية.
                  

العنوان الكاتب Date
شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-19-15, 08:17 AM
  Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-20-15, 08:12 AM
    Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-20-15, 08:14 AM
      Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-20-15, 08:15 AM
        Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-20-15, 08:16 AM
          Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-20-15, 08:17 AM
            Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات Elmosley09-20-15, 01:12 PM
              Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-21-15, 02:37 PM
                Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات osama elkhawad09-21-15, 08:35 PM
                  Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-27-15, 11:49 AM
                    Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات osama elkhawad09-28-15, 02:53 AM
                      Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات أبوبكر عباس09-28-15, 10:32 AM
                        Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-28-15, 12:07 PM
                      Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-28-15, 11:57 AM
                        Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات osama elkhawad09-28-15, 06:14 PM
                          Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات معتصم الطاهر09-29-15, 00:30 AM
                            Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-30-15, 09:15 AM
                          Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل09-30-15, 09:14 AM
                            Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات osama elkhawad09-30-15, 07:55 PM
                              Re: شعراء اليوم بلا آباء ولا مرجعيات بله محمد الفاضل11-03-15, 08:41 AM
                                الشاعر كلب المدينة المفضل-هرمس بله محمد الفاضل11-18-15, 05:25 PM
                                  "الوردية الثانية" osama elkhawad11-19-15, 02:57 AM
                                    لماذا يمارس "الكُتَّاب العرب" الكتابة ك"وردية ثانية" osama elkhawad11-20-15, 05:55 AM
                                      إمتاع النفس بله محمد الفاضل11-21-15, 09:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de