الصلاة كانت مختلفة عند أهلنا في أرض النوبة .. خاصة في الجزر

Quote: علي أمبيس .. سرن بيكومنو .. هو ذاكـ يا علي .. سمعت هذه الترجمات النوبية .. واستخدامها في الصلوات .. وحين كانت جداتي لأمي وأبي يأتين الى الخرطوم .. كنا نحرص ونحن صغارا وبتوجيه من الوالدين .. على تلقينهن وتحفيظهن الفاتحة وقل هو الله أحد (فقط ) .. حتى يصلين بها .. لأنها سهلة وكافية للصلاة .. ولا زلت أذكر كم عانينا معهن في هذا الأمر .. وكنا نمازحهن ضاحكين (وهن سليطات في ردودهن كالعادة ) .. وقد لاتأمن ردهن بما يجعلكـ تفر هارباً من أمامهن .. ( يا يوووووو .. غنم شنو وبهايم شنو كمان ) .. وكن متمسكات والى أقصى حد بما يعرفنه وألفنه .. طبعاً من الصعب أن تلقن أحد شيء بلسان غير لسانه .. وهذا هو مادفعهم الى ترجمة المعاني والمضامين للغة النوبية والصلاة بها .. لأن اللغة العربية والى وقت قريب كانت قليلة الاستخدام .. وفي بعض القرى النوبية كانت منعدمة تماماً .. واستخدامها صفرا .. وحتى في (البندر ) حين بدأت الهجرات النوبية الحديثة صوب الخرطوم والوسط .. كان استخدام الأجيال التي نشأت بالمنطقة النوبية للغة العربية ضئيلا ومحدوداً وهذا هو سبب استخدام اللغة النوبية لأداء الصلوات .. سبر أغوار منظومة الدين والصلاة ببلاد النوبة قديماً .. بحث جميل وتنقيب ثري وجدير بالمعرفة والاطلاع .. ففيه ارتداد الى ذاكـ الزمان الخصيب البهي .. بكل ألقه وتلقائيته وبساطته وعمقه في آن واحد .. حقاً ما كان يحكم الناس قيم مجتمعية متجذرة وعميقة .. تم توارثها وانتقالها من جيل الى الجيل الذي يليه .. ولا يخفى على أحد الأدوار التي لعبها الدين المسيحي في تلكـ الأصقاع .. فكل القيم الجميلة كانت سائدة في المجتمع النوبي وبثراء جم .. كان المجتمع النوبي ( ولازال ) مجتمعاً معافى ومترع بالقيم حد التخمة .. مجتمع متكاتف ومتعاضد الى أقصى حد .. فكان مضرب مثل في القيم المجتمعية ومدى تكاتف مكوناته وأفراده .. والى يومنا هذا نحن لازلنا ننهل من ذاكـ المعين الثر .. وتلكـ القيم .. فما غرسه فينا آباءنا وأجدادنا باقٍ فينا وننقله لصغارنا .. وكما قال رسولنا الأمين أتيت (لأتمم ) مكارم الأخلاق .. لي ملاحطة فيها تاكيد لحديثكـ عن مدى ارتباط الدين والصلاة بعائلات بعينها .. كلها وفدت من خارج المنطقة النوبية .. للدعوة للدين الاسلامي وتفقيه المجتمع به .. وارتبطت هذه العائلات في المنطقة بالدين .. وكل ما يتعلق به وكذا أداء الصلوات في المساجد فيما بعد .. وتوارث أبناء هذه العائلات دور آباءهم وأجدادهم والى تاريخه .. رغم أن هذه العائلات أصبحت جزء من النسيج النوبي فيما بعد .. بحكم اختلاطها وبقاءها ببلاد النوبة ..