الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مكتبة د.مجدى احمد الشيخ(Magdi Ahmed Elsheikh)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2008, 09:26 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ (Re: Magdi Ahmed Elsheikh)

    Quote: طه بعشر : في طفولتي گنت اصطاد الثعابين وأهوى الانجليزية

    توثق حياة ....
    ولد بمدينة بورتسودان، الا انه افاد بعلمه كل السودانيين، يقابلك بترحاب وتلقائية، تلحظ في حديثه تواضع العلماء وصفاء المعدن، ذهبت اليه بمكتبه في كلية الطب بجامعة الخرطوم، فهو رئيس القسم ورئيس جمعية الطب النفسي السودانية التي أسسها، انه البروفيسور طه بعشر الذي لم أجد صعوبة في محاورته فسرد لي حقائق كثيره عن زمن مضى.
    توثق له : حنان كشه - «الحلقة الاولى»

    في البداية طلبنا منه أن يذكر لنا اسمه كاملا ويحدثنا عن نشأته فقال:انا طه احمد بعشر ولدت سنه 1923م بمدينة بورتسودان.. كان ابي رجل دين يقرأ ويكتب ويرتل القرآن الكريم كثيرا، وقد سألته في احدالايام لماذا اطلق علي اسم طه، فذكر انه كان يقرأ سورة طه عندما بشر بميلادي فاطلق ذات الاسم عليَّ، ثم بدأ يسرد موقفا له مع والده عندما كان صغيرا فقال: بينما والده رحمة الله عليه يقرأ القرآن الكريم ذات يوم مرّ بجانبه وهو يحمل كتاب انجليزي فسقط الكتاب علي الارض، فنظر اليه والده وقال «يا ولدي انا قايلك بتقرأ في قرآن انت بتقرأ انجليزي!!» واضاف ان والده كان يهتم كثيرا بما يقرأ هو واخوته، هنا سألته هل كنت تهوي اللغة الانجليزية منذا لصغر، فقال طبعا انا احب الانجليزية وقد كانت جزءا من الدراسة منذ المرحلة الاولية وحتي الجامعة. بعد ذلك تساءلت عن اسم بعشر ومن اين جاء؟
    فقال: بعشر اسم مشتق من ابو عشرة. وكان جدودنا في اغلب الاحيان يكون عدد ابنائهم عشرة ووالدي عنده عشرة خمس بنات وخمسة اولاد. وقد كنت رقم «2» في ترتيب اخوتي، قال ذلك وضحك واضاف قولوا ما شاء الله. قلت له: يا بروفيسور انتو اصلا من وين؟ قال أنا سوداني والدي ووالدتي من شرق السودان وجدتي (تجبل) بجاوية واسمها يعني الشئ الطيب، اما جدتي الاخري فاسمها (السارة) وهي شكرية، لكن جدودنا الاوائل هاجروا الي السودان من الجزيرة العربية، سألناه ان يحكي لنا عن مدن الشرق في ذلك الوقت، فذكر ان سواكن كانت هي المدينة الرئيسية وان بيت جدهم الكبير موجود فيها وقد نشأوا هناك. واضاف انهم كانوا يذهبون الي سنكات في الصيف، مبينا ان بها بيئة جيدة لتنشئة الشباب والاطفال.. ثم سرح ببصره بعيدا وبدا وكأنه يستعيد تلك الذكريات. وواصل حديثه قائلا: انهم كانوا يصعدون الجبال ويصطادون السمك عدا القرش. واوضح انهم كانوا لا يأكلون لحمه. وربط بين طفولتهم واحدى رحلاته الى اليابان حيث وجد في احدى المدن يافطة مكتوب عليها «شوربة زعانف القرش» يعني اليابانيون بيأكلوه فضحك وقال: نحن في الشرق عندنا السمك وما عارفين قيمتو!! ثم واصل حديثه عن طفولتهم ذاكرا انهم كانوا يسبحون في البحر ايضا. ولم يتوقف الامر علي ذلك، بل انهم عندما كانوا صغارا كانوا يصطادون الثعابين بواسطة اغصان اشجار الاراك الموجودة هناك بكثرة فيدخلون غصن الاراك الي حفر الثعابين وعندما تخرج تضرب علي رأسها فتموت.
    وسألته عن الحالة المادية في الشرق بصورة عامة في ذلك الوقت.
    فقال: ان الحجيج كانوا يمرون بهذا الطريق. وقد تناول بعض الشعراء الشعبيين ذلك في قصائدهم. وكان السفر في ذلك الوقت بالابل. واضاف ان الحياة كانت جميلة ورخية وتذكر خلال سرده لتلك الذكريات ايام الدراسة بخلوة الفقيهة مريم، مشيرا إلى أن الختمية كانت عندهم مؤسسة تعليمية في سنكات. وواصل قوله فذكر ان مدينة أركويت مدينة جميلة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، ففيها جبال واشجار وحيوانات اكثرها القرود.. هنا سألته هل اتذكر اول مرة قدمت فيها الخرطوم ومتي كانت؟ فقال: انا جئت الخرطوم لدراسة الثانوي العالي زمن كان في مدرسة واحدة بس في السودان دا كلو.. . وكانت في جامعة الخرطوم الحالية الزمن داك كان الطالب بيدفع مصاريف دراسية عشرة جنيهات.. دا كان سنه 1938م كنا نمارس الرياضة في كل الميادين الموجودة هسه، قلت ليه طيب ساعات اليوم تقسيمها كان كيف؟ هنا وكأنه يتمني ان تعود تلك الايام ورجع للتحدث عنها بحنين عميق احسسته بين كلماته: دراستنا كانت منظمة نظاما جميلا.. كنا الصباح نؤدي الصلاة ثم نمشي للجمباز والطابور. وبعد داك الفطور والمحاضرات وفي المساء نمارس الرياضة برضو ونصلي العشاء ثم نتناول طعام العشاء.. قلت له وجبة العشاء كانت بالفول زي هسه؟ فاطلق ضحكة مدوية وقال الفول والبوش في الزمن داك ما كانوا معروفين. وكان عشانا طوالي يكون فاصوليا. وسألته عن ممارسته للرياضة؟ فقال انا كنت لاعبا في فريق الكرة الاول. وكنت افوز كثيرا في مسابقات الجري. اشارك في كل الالعاب الرياضية، قلت له: هل تذكر دفعتكم في كلية الطب؟ وتعجبت كثيرا فرغم طول الفترة الا انه مازال يذكرهم بالاسم وبدأ سردهم دون اي عناء تفكير قائلا: نحن كنا سبعة مختارين في الدفعة د. يحيى جمال ابو سيف من الخرطوم وهو يواصل عمله بالخرطوم، د. عبد المنعم وصفي وقد كان يسكن امدرمان، د. حمدنا الله الامين من كوستي، د. عبد القادر حسن من بري، د. عبد القادر مشعال من شندي، د. موريس سدرة من الخرطوم، بالاضافة لشخصي.. تساءلت عن العلاقة بينهم كيف كانت فهم من اماكن متفرقة؟ وظهر في إجابته ولاء لهذا الشعب العظيم قائلا: نحن كنا من اماكن متفرقة نعم.. لكن جميعنا سودانيون وما في اي فرق بيننا. وقد ساعد في تنمية العلاقات قلة العدد وكنا متفاهمين.. وطلبت اليه ان يحدثني عن اختياره لدراسة الطب النفسي دون غيره من التخصصات، فقال عندما تخرجت كنت اول الدفعة. وقد اعطيت جائزة الجراحة واختارني استاذي الراحل د. التجاني الماحي للتخصص في الطب النفسي وقد كان. وفي هذه النقطة كان الحديث ذا شجون بالنسبة له، فاضاف الكثير عن استاذه د. التجاني الماحي، فذكر انه كان رجلا متطلعا وله دراسات عليا في الثقافة والادب. ويمكن القول انه كان ذا ثقافة متكاملة. وقد عين في مجلس السيادة وهو عضو في منظمة الصحة العالمية.. بعد ذلك سألته عن اوضاعهم المادية بالجامعة؟ فقال وكأنه يتذكر امرا حدث بالامس: كان الطالب يدفع عشر جنيهات كمصاريف دراسية للسنة. وكانت تقسط كل شهر 25 قرشاً ودا كان مبلغ كبير جدا. وبعض الطلاب جابوا شهادة فقر واعفوا منها. واضاف قائلاً ان الدراسة كانت باللغة الانجليزية في الكلية.
    وتوقف برهة من الوقت عن الحديث طلب بعدها من احدى العاملات ان تأتي الينا بعصير الليمون، فقلت له لماذا الليمون دون غيره، فعدد لي ميزاته قائلا شراب الليمون فيه عناصر كيميائية تساعد الجسم على النمو وتعمل على استرخاء الاعصاب وهو مفيد لكل الاعمار. قلت وماذاعن اصناف الاكل؟
    فقال يجب ان يكون وقت تناوله منظماً وقد تعودنا نحن في المجتمع السوداني على ذلك. واكثر الاصناف التي تريح الاعصاب من منتجات الاشجار كالفواكه والبقوليات ومنها الفول طبعا.
    بعد ذلك سألته أن يحدثني عن تخريجهم في الجامعة، فأوضح إنه تخرج سنة 1950م بعدما عمل بالاقاليم، فذهب الي مروي والجنوب. وفي 1953م بعث لانجلترا لعمل الدراسات العليا،
    ثم بدأ يتحدث عن ذهابه لندن، ذاكرا ان الاختيار كان يتم بعد ان يؤدى الخريج فترة عملية ببعض الاقاليم ويقيّم اداؤه ويقدم عددا من الخريجين للدراسات العليا. ويتم اختيار الشخص المناسب. واضاف بقوله ان التخصص في الطب النفسي كان جديدا في ذلك الوقت، وأن اول عيادة أسسها د. التجاني الماحي كانت بحي الاملاك في الخرطوم بحري، بعد ذلك أصبح عضواً في منظمة الصحة العالمية، كما قلت سابقا. وقد كانت فترة دراستي بلندن قد انتهت، فعدت بعد أن اصبحت عضوا في الطب النفسي بالمملكة المتحدة. واوضح انه عندما بدأ يباشر عمله بالعيادة كان عدد المرضي يتزايد، فاتصل بوزير الصحة وقتها محمد نور الدين طالبا منه ايجاد مقر آخر للعيادة يكون اوسع من الاول هنا صمت. وبدأ كأنه يتذكر واضاف انهم اعطوا ارضا لانشاء العيادة الجديدة شمال غرب مستشفي بحري الحالية. وقال إن العيادة اسست عام 1959م وافتتحها المرحوم ابراهيم عبود 1960م. وواصل قوله: بعد ذلك قمنا باستئجار المنزل الذي يقابلها. وكانت تدفع الايجار وزارة الصحة. وأشار الى ان قسم الطب النفسي بمستشفي الخرطوم الحالي قد أسس 1962م.
    وسألناه عن سعته الآن
    فقال القسم فيه 30 سريرا 20 للرجال و10 للنساء. وبه قاعة كبيرة للمحاضرات والتدريب والاجتماعات.
    وعن انواع الامراض في بداية تخصصه واليوم،
    ذكر انه لا اختلاف يذكر. وقال إن المرض في حالات كثيرة يكون نتيجة لمضاعفات امراض اخرى، كأن يكون احدهم قد اصيب بسحائي. وتؤثر بعض العوامل على الجهاز العصبي وعلى المخ. وقد يكون نتيجة للادمان بأخذ عقاقير او كحول او غيرها ودي كلها تؤثر، لكن عموما احتمال الاصابة بمرض نفسي تتوقف على عوامل كثيرة، منها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
    وسألته هنا عن دور التنشئة في محاربة ذلك؟
    فقال طبعا التنشئة دورها كبير جدا. وقد قمنا بعمل دراسات على بعض الاطفال المرضى بالعيادة في الخرطوم بحري وقارناهم مع اطفال طبيعيين بالمرحلة الابتدائية بالكلاكلات، فوجدنا ان اثر التنشئة كان كبيرا.
    وعند تحدثه عن إجراء بعض الدراسات سألته: هل هناك دراسات مهمة اخري قمتم بها ايضاً؟
    فقال: اهم دراسة اجريت علي اهالي حلفا بعد تهجيرهم سنة 1960 وسنة 1961 بسبب بناء السد العالي في مصر فطلبت منه ان يحكي لي فجاء سرده جميلا ولم اشأ ان اقاطعه فذكر قائلاً: اجرينا دراساتنا في قرية اسمها (اشكيت) اخذناها كعينة. وكنا ندخل كل بيوت القرية ونسأل هل لديهم مريض، ثم حكي واقعة حدثت لهم هناك مازال يختزنها في ذاكرته قائلا: مرة دخلنا منزلا وسألنا يا جماعة عندكم مريض؟ قالوا عندنا، فسألوا طيب المرض ده سببو شنو؟ قال اخوه: هو كان بيشتغل في الخرطوم وصدمتو عربية كسرت ليه (كراعو) بقي ما بقدر يشتغل وحالتو بقت ما عادية. وواصل قوله انهم طلبوا من اهل المريض ان يدخلوهم له، فكان ذلك ووجدوه وحيدا في غرفة والقوا عليه السلام، فقال لهم: يا تمرقوا يا أطق رأسي بالحيطة دى!! فاوضحوا له انهم اطباء وعاوزين يساعدوه، بعد داك تجاوب معهم واتعالج.. وأشار الى ان اسلوبهم مع المرضى دائما هو اللين والصبر.. وأوضح ان هذا المريض قد تأثر بتغير حالته الاقتصادية.
    هنا دخلت سكرتيرة بروفيسور طه بعشر وهي تحمل بعض الاوراق في يدها وطلبت منه التوقيع عليها، فاستأذنت وانصرفت بعد أن وعدني بتكملة الحديث في وقت لاحق.


    Quote: طه بعشر : أجريت عملية حصوة لأحد الشباب فوجدتها قرن غزال!!

    توثق حياة ....
    ولد بمدينة بورتسودان، إلا انه افاد بعلمه كل السودانيين، يقابلك بترحاب وتلقائية، تلحظ في حديثه تواضع العلماء وصفاء المعدن، ذهبت اليه بمكتبه في كلية الطب بجامعة الخرطوم، فهو رئيس القسم ورئيس جمعية الطب النفسي السودانية التي أسسها، انه البروفيسور طه بعشر الذي لم أجد صعوبة في محاورته فسرد لي حقائق كثيره عن زمن مضى.
    توثق له : حنان كشه - «الحلقة الثانية»
    نواصل الحديث مع البروفيسور طه بعشر طالبين منه ان يسرد لنا تفاصيل اكثر عن بعض مدن الشرق، فتحدث عن سواكن ثانية قائلاً إنها مدينة تاريخية عظيمة جداً، وانها كانت المدينة الاولى في الشرق، وواصل قوله إن الحقب التاريخية المختلفة قد تركت عليها آثاراً فمثلاً يظهر الاثر التركي في مبانيها الى اليوم، ويقول إن جزيرة سواكن توجد في البحر ومدينة سواكن في البر وقد ربط بينهما جسر يسمى «جسر غردون» وبدأ يسرد عنها حقائق تاريخية، مبيناً انه في فترة المهدية كان هناك سور حول المدينة. سألته ان يحدثني عن بعض المشهورين اليوم من أبناء سواكن فقال: منهم عبد الكريم الكابلي ويقع منزل اسرتهم بالقرب من مدرسة سواكن الاولية التي درست بها «ومن المباني الموجودة في سواكن والتي سمعت بها كثيراً قصر الشناوي»، فقلت له وماذا عن قصر الشناوي؟ فبدأ يتحدث عنه ذاكراً ان علوه حوالى «4- 5» أدوار، وقال إن فيه عدداً من الوحدات السكنية التي تسكنها بعض الاسر وبالقرب منه يوجد المكان الرئيسي لصيد الاسماك وتجارتها، «طبعاً مدينة سواكن مشهورة بالاساطير ولم يفوتي ذلك فقلت له حدثنا عن الجن في سواكن؟ فقال مدينة سواكن فيها هدوء شديد ودا ساعد الناس على نسج القصص الخيالية وأنا لم اشاهد موقفاً بعينه، وواصلت الحديث معه بعد ذلك عن منزلهم في سواكن ونشأته الاولى فذكر ان منزلهم كان مبنىً عتيقاً، واضاف انه لا توجد به كهرباء ، واشار الى صالون كبير كان موجوداً بالمنزل وفيه مروحة، هنا سألته، انت يا بروف قلت مافي كهرباء طيب المروحة بتشتغل بي شنو؟ فضحك وقال: المروحة كانت ثوباً كبيراً بنحركوا في الصالون عشان يجيب الهواء، ثم بدأ يحكي الوضع في الصالون كيف يكون عادة ، فقال منه يوجد مكان لعمل القهوة عشان تكون قريبة من الضيوف واضاف انه لا يوجد مشروبات اخرى في ذلك الزمن. يعني قهوة.. وبس؟ بعد ذلك انتقل للحديث مرة اخرى عن المدينة وآثارها التاريخية فقال: ناس عثمان دقنة في فترة المهدية حاصروا المدينة زي «15» سنة واضاف ان بعض اجداده شاركوا في الثورة المهدية، فقلت له اذكر لي بعضهم؟! فأجاب جدي سعيد كان المستشار المالي لعثمان دقنة ثم بدأ الحديث عن ما قام به جيش عثمان دقنة وأنهم كسروا ما يسمى بالمربع الانجليزي فسألته طيب المربع الانجليزي دا شنو؟! فأوضح أن الانجليز كانوا لما «يجو» الحرب بيكون عندهم مربع مكون من رجال اقوياء منهم يكون بداخله قادتهم الكبار، و ذكر ان سواكن بها سوراً به بوابة يتفرع شارعين واحد «يودي» الناحية الشمالية وبعد ذلك بقى «يودي» لبورتسودان، والثاني «بيودي» للجنوب الغربي ودا لطوكر التي تحدث عنها بعد ذلك موضحاً ان التركيز فيها كان على زراعة القطن بالاضافة للأصناف الاخرى.. فسألته عن كسلا؟! فقال: أنا اعتز جداً بأنني كنت احد مؤسسي جامعة كسلا، وذكر ان مدينة كسلا لا تقل جمالاً عن بقية مدن الشرق، ففيها طبيعة خلاَّبة وفيها جبال التاكا..

    بعد ذلك انتقلت للحديث مع بروفيسور طه بعشر عن اريتريا فسألته هل كان الاريتريون يقدمون للسودان زمان؟ فقال: عشان كسلا قريبة للحدود فكان عدد كبير جداً من الاريتريين «بيجو» طوكر ويعملوا في زراعة القطن وطبعاً الطريق في البداية كان صعب وكان الناس بستغلوا الابل لكن بعد ظهور العربات بقت أسهل. وسألته هل ذهب هو لاريتريا؟ فقال: مشيت مع اخوي عبد الهادي عشان نشوف خالنا اللي قبضوه الايطاليين لما احتلوا اريتريا وسألته: انت اشتغلت في الزراعة؟ فقال: لم اعمل بها لأنني كنت متفرغاً للدراسة فقط.. وطلبت منه ان يحدثني بصورة تفصيلية عن المدرسة الاولية التي درس بها؟ فقال: مؤسس المدرسة هو «عبد القادر أوكير»، وأوكير تعني الخير، واضاف ان بعض ابناء الاسر الكبيرة قد درسوا بها ايضاً امثال اسرة «سحنون» و«الصافي» وقلت له: طيب مدينة بورتسودان بدأت تنمو متين كميناء؟ فأجاب: في أوائل القرن الماضي واضاف انه كان يوجد عدد من الموانئ شمالها لكنها لم تتقدم وبمرور الزمن انتهت.

    ثم عرج للحديث عن الجو في سواكن وبورتسودان وذكر ان الحر شديد في الصيف، وكانت معظم الاسر تسافر لسنكات وتقضي الصيف هناك ثم تعود وطبعاً سألته عن وسيلة السفر فقال كان السفر في البداية بالابل ولكن مع تطور الزمن بقى «بالقطر» الذي ذكر ان بعض اهلهم والاسر الكبيرة كانوا يستغلوا عربية او اثنين منه ويعملوا ستائر في الشبابيك يستر النساء والاطفال، سألته الفترة كانت كم؟ قال: يعني زي شهرين وشويه.

    وسألناه عن سنكات وكيف كانت في ذلك الوقت؟ فذكر انها تطورت ببداية بناء المنازل التي بدأت منذ ذلك الزمن. وسألته عن المناطق التي كان يمر بها القطر في بداية ظهوره في السودان؟ فقال: انه كان يأتي من سواكن ثم يذهب الى سنكات ثم «صمج» ومنها الى عطبرة. وسألته عن الاتصال بين مدن السودان المختلفة كيف كان؟ فأوضح انه كان جيداً جداً، واضاف ان الطريق الرئيسي كان لغرب السودان وذكر انه كان الدرب الذي يسلكه الحجيج من غرب السودان الى الشرق ثم الى الاراضي المقدسة، وذكر ان ببورتسودان كانت هناك اتصالات خارجية وداخلية باعتبارها الميناء، وكانت توزع فيها الاخبار. هنا سألته من الناس القاصدين الحج كان في حجيج بينزلوا معاكم في البيت؟ قال: أيوه وبيتنا كان واسعاً، وأتذكر من الحجيج السيد عبدالرحمن المهدي هنا سألته: طيب الباخرة بتأخذ كم يوم عشان تصل الأراضي المقدسة، فقال بتأخذ زي يومين ثلاثة، وطبعاً كانت بالشراع وما في ماكينة زي البواخر الحديثة.

    سألته: السلع الموجودة في سوق سواكن بتجي من وين؟ وهى شنو؟

    قال «أوسوك» بمعنى سوق بالرطانة كان بتلاقوا، فيه التجار من داخل السودان وخارجه، فالملابس من مصر، والفواكه من وسط وغرب السودان والتجار كانو بيشيلوا القطن وكمان كان في أدوات الصناعة والزراعة.

    هنا رأيت أن أتحدث عن تفاصيل حياته فسألته عن الوالدة كانت بتقوم بعمل شنو في البيت زي بقية النسوة في ذلك الزمن؟ فقال: أنا مابتذكر إنو والدتنا كانت متفرغة لصناعة معينة ونحن لما كنا أطفال كانت بتحجينا وتطلق هى بخور التيمان ويبقى الجو جميلاً. سألتو طيب والقهوة كيف؟ فبدأ وكأنه إفتقد ذلك الجو وقال: طبعاً الجبنة «مدوره» طوال اليوم. سألتوا والبن من وين؟ قال غالباً «بجيبوه» من الحبشة والهند يعني من بره السودان، وقلت له وماذا عن الشاي، فابتسم ثم قال الشاي عندو أهلو في الشمالية لكن في الشرق جبنة وبس! «وعندما تحدث عن أهل الشمالية تحدث بفخر عن سد مروي وأبدى سروره بانعقاد مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي فيه لمناقشة مواضيعه هناك ثم إنتقل بالحديث عن مروي ثانية على الرغم من أنه تحدث عنها في الحلقة الماضية وبدت وكأنها إستلبت جزءاً من كيانه، وذكر ثانية أنه يكن لأهل مروي كل الحب والاحترام، وأنهم ناس كرم أفاضل وفيهم شهامة نادرة ثم ترنم قائلاً: «فيك يا مروي شفت كل جميل». وذكر أنه عندما كان يعمل بها وجد منهم تعاوناً كبيراً وتفهماً. وأضاف أن بها قدراً من الأمن والاستقرار، وذكر أنه لايغلق باب بيته.

    وسألته أن يحكي لي بعض الأشياء التي يتذكرها فقال: مرة جابوا لينا شاب عندوا أعراض حصوة في المثانة وطبعاً في الوكت داك لافي أشعة ولا فحوصات. هنا قلت له وإنت في الوقت داك كنت طبيباً عمومياً مش كدة؟ قال ايوه لكن تدربت كويس، ثم واصل حديثه بعد فحصت عليه عرفت انها حصوة وتحتاج لعملية إزالة، وقال إنه سأله أهل المريض الى أين سيذهبون لاجراء العملية فقالوا له نحن البودينا الخرطوم ولا عطبرة شنو ونحن ناسنا كلهم هنا. ثم طلبوا مني اجراء العملية في مروي وقد كان والحصوة بتاعة الشاب كانت قرن غزال. وسألته هل الحصوات ليها أسماء؟ دي شكلها زي قرن الغزال ومفتوحة من الأمام لهذا قلت «قرن غزال»، وواصل قوله المهم الشاب بقى كويس وأهلوا ماصدقوا وبعدها بفترة جاءه كل الأهالي بكميات كبيرة أمام المستشفى وطبعاً هم بسجيتهم، وأضاف أن تلك كانت أول عملية يجريها في مروي ومازالت عالقة بالذاكرة حتى الآن. بعد ذلك بدا وكأن سرده لتلك الواقعة قد ذكره بأخرى، فقال مرة في مروي كانت بت العمدة تشكو من وجود «خُرَّاج» ببطنها وطلب مني العمدة أن أجرى لها العملية فوافقت وأنا أعلم خطورة الموقف لكن الحمد لله الحظ والظروف ساعدتني ودي كانت دفعة للأمام.

    سألتو الكلام دا كلو كان أوائل الخمسينات مش كده؟ أجاب أيوه وطبعاً البلد كانت بتواجه الاستعمار في الوقت داك قلت ليه طيب: انتو ما شاركتوا الأهالي النضال ضد المستعمر؟

    فأجاب بوطنية صادقة كيف ما شاركنا أنا سبب نقلي من مروي كانت مشاركتي، فطلبت منه أن يحدثني عن ذلك بتفصيل فبدأ يسرد الحكاية قائلاً: بعض الأهالي كانت لهم أراضٍ زراعية وقد أُستلبت منهم بفعل المستعمر وطبعاً هم ناس أمرهم ضعيف فذهبوا مرة الى مدني. وإشتكوا من ذلك الأمر وكان ذلك في حضور أحد أقاربي فما كان منه الا أن طلب منهم أن يأتوا لي مروي وبيّن لهم أنني سأساعدهم فجاءوا، ثم واصل قوله وقد تصادف وكان جاري القاضي مهدي شريف فأخبرته بالموضوع وأعيدت الأراضي الى أصحابها في خلال أسبوع واحد فقط. قلت له وماذا حدث بعد ذلك؟ فقال: طبعاً الانجليز كانوا بيفتكروا إنوا أنا بحرِّض الأهالي ضدهم لكن كان العكس وأنا كنت أخدم بلدي فيما يتاح لي، المهم في الموضوع جاء خطاب بضرورة نقلي الاستوائية بعد الاتصال بوزارة الصحة في الخرطوم للاستوائية جنوب جوبا سألته: وماذا فعلت؟ قال: إنه عندما علم ان القرار بني على مساهماته تلك استقال.. قلت له: هل قبلوا استقالتك؟ اوضح انه عندما جاء الخرطوم وكان مستقيلاً نصحه بعض الزملاء مثل د. عبد الحليم محمد الذي ناقشني في الموضوع فأوضحت له انني لن اذهب الى الاستوائية لانها بعيدة والطيارة لا تصلها.. المهم بعد ذلك رضيت بان اذهب الى ملكال.. التي حدثني عنها قائلاً فترة ذهابي الى ملكال كانت فرصة للتعرف على اخوة جنوبيين وكمان كان معانا دكتور انجليزي اسمو «ميجر كلارك» وكان مسؤولاً عن الجراحة وانا مسؤولاً عن الباطنية ود. بشير عبد الرحيم كان مسؤولاً عن الصحة العامة.. سألته ان يحكي لنا موقفاً لا ينساه بالجنوب فقال كان عندنا باخرة اسمها «بيكر» وانا بيتي كان بالقرب من البحر وشفت بعض الاشخاص في يوم من الايام كانوا بيحضروا الباخرة فسألت المهندس انتو ماشين وين؟ فأجاب: مستر «كلارك» عاوز يشوف المرضى ثم تحدث الىَّ بصوت منخفض ذاكراً انه يريد أن يصطاد في النيل. ثم اوضح لي البروفيسور طه بعشر ان سن الفيل كانت بتجيب قروش كثيرة ممكن تسفر لانجلترا ثم تابع سرد الحكاية قائلاً مشى «ميجر كلارك» للحرم الحيواني واختار ليه فيل وطبعاً لازم يكون ذكر وكبير في السن سألته لماذا؟ اجاب لانه سنو بتكون كبيرة وغالية. ثم واصل الحكاية ذاكراً ان مستر «كلارك» ضرب الفيل ضربة مؤلمة جداً لكنها لم تقتله فما كان من الفيل الا ان هاج وضرب مستر «كلارك» تلقى بعدها العلاج في انجلترا ثم رجع لمواصلة عمله ومن اليوم داك «خلى» الصيد.. ثم اوضح انهم استفادوا من تلك الباخرة بالتعرف على مسافات كبيرة.

    ثم سألته عن بعض الذكريات التي لم تبرح خياله فأجاب ترحيل اهالي حلفا كان فيه قصص عجيبة قلت ليه ممكن تحكي لينا حكاية منها فأوضح ان ثوار المهدية كانوا في سجن الرشيد في شمال مصر وتم تحويلهم لسجن حلفا بعضهم توفي ودفن في حلفا، وكان منهم عثمان دقنة.. وطبعاً تم ترحيل الاهالي بغرض اقامة السد فذكر انه رأى ان بطلاً بقامة عثمان دقنة لا يمكن ان تغمر قبره المياه مثلما ستغمر معظم الاراضي، وواصل قوله مشيراً الى انه اتصل بمفتش المركز في ذلك الوقت كان صلاح النذير فأوضحت له وجهة نظري في الموضوع فطلب مهلة يشاور خلالها المسؤولين في الخرطوم فاختلف الختمية والانصار في المكان الذي سيحوَّل إليه قبر ذلك البطل فعرضت عليهم ان تنقل مقبرته الى اركويت ودي لا منطقة ختمية ولا انصار فكان ذلك ولي هسة مقبرته مدفونة في مدخل المدينة.

    الى هنا شعرت بأن البروفيسور طه بعشر قد بذل مجهوداً في الحديث فقد اتيت الى مكتبه ووجدته يمتحن عدداً من الطلاب فتركته يؤدي بقية مهامه وانصرفت.. ولكني سأواصل في الحلقة القادمة عن تخصصه في الصحة النفسية.. فكونوا معنا.


    Quote: الجمعة,آذار 14, 2008

    عن فن الجنون في السودان:البروفيسور طه بعشر يحكى

    بقلم: أمير الشعرانى

    علاقة حميمة تربط الدكتور طه بعشر برفيقة دربه ونصفه الحلو، الدكتورة سيدة محمد بشار، حفيدة البطل يونس الدكيم، أستاذة طب الاطفال والوزيرة السابقة.
    قال بعشر إنها كانت واحدة من تلميذاته النجيبات، ثم قال ساخراً:
    ــ لازم تكون تلميذتي، تفتكر واحد إتخرج من الطب سنة 49 ما حيكون أستاذ الدكاترة اللاّفين ديل كلهم؟!
    ــ هل تزوجتها عن حب؟
    ــ والله ما حب زي البتقول فيهو..!
    ــ كيف؟
    ــ انتو بتاعين جرجرة.. أها، حب شديد ومتفاهمين خالص، هسع دكتورة سيدة بتسوق العربية وأنا بركب جنبها..عندنا عربية واحدة وبنركب فيها سوا ونتونّس.
    ــ والاولاد؟
    ــ الابنة البكر، هي الدكتورة رحاب، تزوجت على طريقتي من الدكتور عبد القادر، إبن الخليفة عبد الرحيم، ولديهما من الاطفال: فارس وباسل، مقيمين في أمريكا الآن. والابنة الثانية هي المهندسة راوية، متزوجة حلفاوي من (عنديكم)، ولديهما من الاطفال: حسان وحلا ومروان وبشّار.
    ــ طيب ديل أحفادك واللاّ اولاد حافظ الاسد؟
    ــ ومالو.. دي أسامي حلوة، وبعدين ما تنسوا ولدي رشيد، درس في بلغاريا وبيعمل هناك.
    طه بعشر قال ساخراً بطريقته:
    ــ تصدقوا المهندسة راوية بتي دي بتفهم في الطب كويس؟
    ــ كيف؟
    ــ ياخي البيت كلو دكاترة، وهي بتسمع من هنا وهناك.
    (2)
    الدكتور طه بعشر يعتبر من رواد العلاج بالموسيقى في السودان، إقترح في الخمسينات على الممرض أحمد حميد الذي كان ماهراً في العزف على آلة العود، ان يبدأوا سوياً جلسات العلاج بالموسيقى على نزلاء مصحة كوبر.
    في مستهل الجلسة، سأل طه بعشر أحدى المريضات عن أغنيتها المفضلة فقالت:
    ــ حبيبي جنني..!
    ولم ينس بعشر ان يذكرنا ضاحكاً:
    ــ ما قلت ليكم؟!
    (3)
    سألنا الدكتور طه بعشر، أحد أشهر رواد الطب النفسي في الوطن، عن مسببات الجنون في السودان، فقال:
    ــ هي في معظمها أسباب إجتماعية، أو حميّات إضافة للمخدرات مثل البنقو أو تصادم التقاليد بإنتقالها في بيئات متباينة، كذلك الفقر.
    واردف الرجل الساخر مقرباً المعنى:
    ــ الفلس عمل ليهو هوس..ما سمعتو بالكلام ده؟!
    * حسناً يا دكتور، كيف يحمي الانسان نفسه من الجنون؟
    ــ بالتعليم الجيد وقراءة القرآن والتصالح من نفسه وربه ومجتمعه.
    * طيب، ماهي أكثر مجموعة سكانية في السودان قابلة للجنون؟
    ــ والله السؤال ده صعب.. حيعمل ليكم مشاكل يا أولاد..!
    * هل هناك بعض الامراض النفسية المرتبطة ببعض الانظمة السياسية؟
    ــ طبعاً..حالات كتيرة، خليك من المصالح السياسية، الزول العندو عقيدة في شيخ مات، حتلقاهو متعلق في قبرو ويبكي..!
    * ما هو تفسيرك للمجنون العاري من الصحة والعقل والملابس، يمشي بلا هدى، وحين يقترب من الاسفلت، يتلفت جيداً قبل عبوره الشارع، فهل يتجزأ إدراك العقل، عدم الحياء من التعري والاحساس بالخوف من الموت دهساً؟!
    ــ يا بوي دي خبرات مكتسبة.
    ــ ولماذا يكون التعري أول مراحل الجنون؟
    ــ دي درجة معقدة من فقدان الاحساس.
    * ولماذا يرتبط بعض المجانيين بقطع الحديد والدلاقين؟
    ــ والله ده يتوقف على تاريخ الاسرة.
    * الجن بيداوى كعب الاندراوة..هل عالجت مرضى بالجن وماذا عن الاندراوة؟
    ــ علاج الجن بينداوى فعلاً.. والاندراوة ممكن، بس يتوقف على ظروف الزول العيان.
    * دكتور بعشر، كنت شاهداً في محكمة القاضي عبد العزيز شدو للمتهم أبو جنزير في عطبرة، ما تفسيرك لحالة ابو جنزير؟
    ــ حسب إعتقاده النفسي، كان أبو جنزير يريد ان يخضع الناس تحته أمرته.
    * من المعروف ان طه بعشر أجرى مسحاً نفسياً لمواطني وادي حلفا قبل التهجير، لماذا، وماهي النتائج التي خرجت بها؟
    ــ أنا كنت مهتم بمشكلة حلفا لاسباب كثيرة، منها ان أحد القادة المشاهير ــ أمسك عن ذكر إسمه ــ مات في سجن وادي حلفا من فرط التعذيب.
    ومن الاشياء التي لاحظتها في حلفا، ان المياه ستغمر مقبرة البطل عثمان دقنة فطلبت من المفتش حسن دفع الله، نقل جثمانه الى سنكات.
    * تفتكر يا دكتور بعشر ده ما إنحياز لبلدياتك عثمان دقنة؟
    ــ أبداً والله، الحلفاويين ذاتم نقلوا جثمان سيدي إيراهيم الدسوقي معاهم.
    * ونتيجة التحليل النفسي شنو؟
    ــ الحلفاويين عندهم خبرة في فن الحياة واعتداد بالذات وخلفية حضارية واسعة مكنتهم من إمتصاص الصدمة. أنا أخذت قرية (إشكيت) نموذجاً ودخلت كل بيت في القرية، وسألتهم ان كانت لديهم مشكلة، قالوا لا، لكنهم أشاروا لبيت أحدهم كان مصاباً في حادث.
    زرت المريض في بيته وعلمت ان رجله مكسورة، وحين عرضت عليه المساعدة قال:
    يا زول حتطلع من هنا واللاّ أضرب رأسي في الحيطة؟
    ــ ليه؟
    ــ ده إرتباك نفسي، زول كان ماشي شغلو كويس وجا راجع البيت مكسور الوجدان والكراع..!
    ــ طيب وين الخلفية الحضارية عندو؟
    ــ يازول ما تلخبط، ده كان زهجان ساكت..!
    (4)
    من الصعوبة بمكان إختصار سيرة رجل في قامة الدكتور طه بعشر في مساحة ورقية لا تسمن من جوع ذكرياته المتراكمة ولا تغني عن فقر المواعين التي لم توثق لخبير في تاريخ علم النفس السوداني.
    طه بعشر وهو يتجاوز الثمانين من عمر مديد انشاء الله، يفخر بذاكرة متقدة وعلم غزير وروح شابة ساخرة ضاحكة، حمل لواء الطب النفسي بعد الدكتور التجاني الماحي، وتقاسم همه مع أصحابه الراحلين، الدكتور حسبو سليمان والدكتور عبد العال الادريسي. حري بالدولة ان تطوق جيده بأرفع الاوسمة، فكم تألمنا حين أخرج لنا الرجل وسام الرئيس المصري أنور السادات وحكومتنا تدس عنه قطعة قماش لن تزيده طولاً ولا فخاراً.
    نخشى الاّ تكون للدولة علم بأن الدكتور طه بعشر حي يمشي بيننا مثله مثل رفيقه الراحل الدكتور موريس سدرة، وكلاهما كان وزيراً للصحة زاد عليه بعشر بوزارة العمل.
    هل نكرم الرجل الذي أكرمنا بعلمه؟


                  

العنوان الكاتب Date
الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 07:27 AM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ البحيراوي06-16-08, 07:35 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ كمال علي الزين06-16-08, 07:39 AM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 08:36 AM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ بجاوى06-16-08, 08:43 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 11:17 AM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ امير مصطفى احمد06-16-08, 10:54 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ munswor almophtah06-16-08, 10:58 AM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 12:50 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 11:28 AM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ ماجدة عوض خوجلى06-16-08, 10:57 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ الطيب شيقوق06-16-08, 11:05 AM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 07:50 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-16-08, 06:47 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ هضيبي علي سعيد06-16-08, 11:15 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-17-08, 08:43 AM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ ناهد بشير الطيب06-16-08, 11:44 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-17-08, 09:02 AM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Solafa Alagib06-17-08, 11:45 AM
        Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-17-08, 03:06 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Haytham Abdulaziz06-16-08, 11:49 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ معتصم محمد صالح06-16-08, 02:54 PM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 01:02 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عمر صديق06-16-08, 03:15 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عمر صديق06-16-08, 03:15 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 01:28 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عبدالله داش06-16-08, 03:32 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عادل التجانى06-16-08, 03:36 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 03:14 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Amjed06-16-08, 04:06 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 07:24 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ لؤى06-16-08, 06:08 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ تولوس06-16-08, 06:16 PM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ محمد فضل الله المكى06-16-08, 06:58 PM
        Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Algorashi06-16-08, 07:19 PM
          Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ كمال الدين بخيت اسماعيل06-16-08, 07:56 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ طه كروم06-16-08, 08:44 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ mohamed kabbar06-16-08, 09:30 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عبدالله الشقليني06-16-08, 09:37 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Dr Abdelazim Abdelrahman06-17-08, 00:17 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عبدالله الشقليني06-22-08, 05:38 PM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-22-08, 10:48 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Huda AbdelMoniem06-17-08, 00:48 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ ود محجوب06-17-08, 09:39 AM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-19-08, 06:08 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Adil Osman06-17-08, 09:26 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ وجدي الكردي06-17-08, 03:51 PM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ هند محمد06-17-08, 03:55 PM
        Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-17-08, 06:22 PM
          Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 03:29 AM
            Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 12:38 PM
              Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ خالد العطا06-18-08, 02:32 PM
                Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ abdulhalim altilib06-18-08, 08:11 PM
                  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ الطيب شيقوق06-18-08, 09:05 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ زهير الزناتي06-18-08, 09:51 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-18-08, 11:34 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ عمر ادريس محمد06-19-08, 02:46 AM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-19-08, 11:48 AM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-19-08, 01:42 PM
  Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-20-08, 08:17 PM
    Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Abdul Monim Khaleefa06-20-08, 10:08 PM
      Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-21-08, 11:33 PM
        Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-23-08, 09:49 PM
          Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-23-08, 10:00 PM
          Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-23-08, 10:03 PM
            Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-23-08, 10:05 PM
              Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-23-08, 10:08 PM
                Re: الي جنات الخلد استاذنا واستاذ اساتذتنا بروف طه بعشر........ Magdi Ahmed Elsheikh06-24-08, 07:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de