|
Re: قادة تشيلي وقادة الدول العربية ( د. محمد رحــال ) رؤية لا تملك الا ان تحترمهــا (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
فقط المواطن العربي بقي حزينا أمام تلك الصور الإنسانية الخالدة لصور قادة تشيلي وبوليفيا وزوجاتهم ، فقد افتقدت الصورة صورة البساط الأحمر الذي اعتاد عليه الزعيم العربي والذي لا يستطيع المشي إلا عليه مترافقا مع الموسيقى ، ويمشي فوقه كالبطريق المنتفخ ، وافتقدت الصورة صور آلاف الحراس القادمون لحراسة الزعيم العربي ، كما وافتقدت الصورة نفاق الإعلام العربي الذي يصور الزعيم الاها يمشي على الأرض ، لقد كانت الصور المباشرة القادمة من تشيلي صورا ليست من اجل نقل عملية الإنقاذ مباشرة وإنما كانت صورة من اجل أن تعرّي القادة العرب ونظامهم ومدى احتقارهم لمواطنيهم وإنسانية شعوبهم ، وتصور مدى خوفهم من هؤلاء المواطنون ، وصورة الرئيس التشيلي الذي جاء مع زوجته وحيدا دون حراسة تبرهن مدى استخدام الشورى في الحكم والديمقراطية في التعامل الإنساني ، حيث يصبح القائد فردا يأمنه المواطن ، ويأمن معه المواطن بوائقه وشروره ، وصورة الرئيس التشيلي دون حراسة كانت تعبيرا عن مدى الخوف الرهيب للقائد العربي الذي يتفاخر بين زملائه بالإعداد الكبيرة من حوله من الحراس ، ومع ذلك فانه ينام وهو خائف وعيونه نصف مغمضة ، لأنه يعرف انه سارق للشعب ، وسارق للسلطة ، وانه مجرد رئيس عصابة سرقت البلاد وتركت الشعب يرزح تحت خطابات نارية تتهم الصهيونية والامبريالية بالتآمر علينا وهو اكبر المتآمرين .
كانت عيون المواطن العربي وهي ترمق حبال الإنقاذ وكبسولة النجاة تتذكر حاكما عربيا اختبأ في صرم الشيخ بعيدا عن شعبه وفي ظل حماية صهيونية ، ومعها ملايين الصور من القهر والمرض والفقر والجوع ، وتستذكر صورة مواطن فقير حمل رسالة إلى رئيسه أثناء مرور موكبه ، فرماه حراس الموكب بالرصاص وأردوه قتيلا ليتركوا أسرته وأطفاله بلا معيل، واستذكروا مئآت الشهداء من قتلى القطار الذين احترقوا نتيجة الإهمال ، ومعهم استذكروا شهداء سفينة الإهمال(السلام) والذين أكلتهم قروش السلطة قبل أن تأكلهم قروش البحر ، والى جانبهم سؤال مازال يتردد عن بعض المفقودين الذين ظهروا على وسائل الإعلام في إحدى سفن الإنقاذ ثم اختفوا ولم يظهر لهم أثرا حتى اليوم ، ومع عجلة الإنقاذ دار شريط الذكريات وذهب إلى حي الدويقة ليشاهد عشرات الأسر والأطفال قتلى وصرعى دهستهم الصخور المتساقطة التي رمتها وأسقطتها فوق رؤوس الغافلين الإهمال المتعمد لقطعان اللصوص من أتباع الفرعون العربي الحاكم، ومع كل ناج كانت الصور تمشي لتصور عربيا اسمه مجدي حسين حكم عليه بالسجن لسنوات لأنه أراد أن يوصل حبل النجاة إلى إخوة الدم والعروبة والإسلام المحاصرين في غزة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|