|
Re: قادة تشيلي وقادة الدول العربية ( د. محمد رحــال ) رؤية لا تملك الا ان تحترمهــا (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
المواطن العربي تابع تلك اللحظات ولكن عيونه كانت مركّزة ليس على من نجا من العمال ، وإنما كانت مركزة على الرئيس التشيلي الذي لاحظته العيون العربية وعرفت انه لم ينم على مدى يومين متتالين ، ومعه وزير التعدين والرئيس البوليفي ، والى جانب الرئيس التشيلي كانت زوجته وقد ارتدى الجميع لباس الإنقاذ البرتقالي وكأنهم يقولون للعالم إنهم بعض رجال طاقم الإنقاذ ، وأكثر ما شدّ انتباه الجميع من المواطنين العرب هو تلك اللهفة الكبيرة والعارمة من الرئيس التشيلي لاستقبال كل صاعد عبر الكبسولة التشيلية ، ولم يمنعه مركزه الرئاسي أبدا أن يضم وفي كل مرة من نجا إلى صدره ، ولن أصف أبدا ماذا يعني أن يتقدم رئيس تشيلي إلى عامل بقي لمدة أكثر من شهرين محصورا على عمق أكثر من سبعمائة متر وسط الأوحال والأوساخ ودون استحمام ، ليصعد إلى وجه الكرة الأرضية حاملا تلك الروائح ليجد رئيس بلاده يستقبله ويضمه إلى صدره طويلا وكأنه طفله الوحيد وغير عابىء بطول ساعات الانتظار على قدميه أو بتلك الروائح الخانقة المبتعثة من الناجين ، وهي صورة صعبة في عيون فاقدي الحنان العربي ممن اعتادت أنفسهم على عصا السلطة منذ المرحلة الابتدائية حتى دخولهم القبر ليلاقوا الراحة الأبدية عند ربهم .
دقائق الاستقبال الحانية لم تكن تمثيلا وإنما أحس بها أصحابها الذين فوجئوا بزوجة الرئيس التشيلي إلى جانبه ترتدي لباس الطوارئ ، مودعة نعومة الحياة الرئاسية ، لتشارك زوجها فرحة استقبال المواطنين من أبناء بلدها ، وكانت وهي تضم أبناء بلدها تمثل للمواطن العربي شخصية قيادية لم يعتادوا أبدا على رؤية أنماطها ، فقد اعتادوا على رؤية زوجات القادة العرب وبعضهن متصنعات وأشبه بالعاهرات منهن إلى الصالحات، كما اعتادوا إلى سماع إخبارهن عبر الشركات والسرقات التي يديرها أقارب زوجات الحكام واللواتي لا تُشبع بطونهم كنوز السموات والأرض.
|
|
|
|
|
|
|
|
|