بيان من كيان الشمال

Quote: حاول الإمام المهدي وهو يضرب في أرض السودان أن يجمع قبائل السودان لصد الغزاة وقد فعل وهذا تاريخ معروف بتفاصيله الكثيرة والمعقدة.. جاء الاستعمار في 1998 .. وقاوم أهل السودان كأفراد وكقبائل حتى نشأت كيانات طائفية وحزبية صهرت مجموعات قبلية في أوعية أجتماعية كبر كالطوائف والأحزاب كخطوة جنينية للأمام نحو قيام وطن موحد .. وجاء الاستقلال وحدث ما حدث من استغراق العراك السياسي وضيق الأفق والمصالح الضيقة لخلق حالة النمو غير المتكافيء في البلد وأنفجرت الحرب في جنوب الوطن وقامت بعض الجبهات في مناطق الهامش .. واستمر الوضع خطوة للأمام وأربعة للخلف .. حتى عشنا عصر التشظي الذي بدأت نذره .. فرغم توقف الحرب في الجنوب فمازالت أسباب الانفصال قائمة بل تلوح كالجرح، وشهدنا أحداث الخرطوم بعد وفاة الدكتور جون قرنق .. وإزدادت مآسي أهل دارفور .. وتعقدت مشكلة أهل الشرق .. وانبجست توترات بعض مناطق الشمال .. وارتفعت وتائر تكوين الكيانات (القبلية – الجهوية – العنصرية) بشكل متسارع .. هذا واقع الحال في الأرض .. هذا هو الاتجاه الغالب – للأسف – ليس هذا ما نريد ولكنه الواقع .. ضاع حلم السودان الكبير الواحد الذي يتوحد فيه الغُبش ضد أكلة حقوقهم .. لنحيا في عصر سودانات الحرب والتمزق وتحت قيادة (ملوك طوائف الحرب) ..