تعالوا نغني تعالوا نتحاور تعالوا نؤسس لمشروع ثقافي لم يكتمل

لك التحية يا استاذ سيف
أعجبني طرحك الهادئ والبناء لرأيك وللموضوع كله، باسلوب راقي ومهذب ومتواضع
كما اتفق معك في النظرة الواسعة للأمور على عكس ما يفعل السياسيون في تحجيم الناس في قوالب ضيقة، رغم ان المبدع والمفكر ليسو من هؤلاء الذين يمكن وضعهم في اطار محدود وقالب جامد والا ما كانوا لا مفكرين ولا مبدعين
قد اختلف معك في رأيك أو موقفك ولكن لا أرى غضاضة في اتخاذك ما تشاء من مواقف، يؤسفني ان أرى البعض يفرض نوعا من الوصاية على الآخرين ، فهو اما معهم مائة بالمائة والا جردوه من كل صفة طيبة، والعكس، فعين الرضا عندهم عن كل عيب كليلة. انت مثقف وبالتالي لا بد لك من ذهن مفتوح وافق واسع، وصبر كبير على مجالدة الأفكار وعلى البحث عن الحقائق. أرى بعض الناس لا يكلف نفسه حتى مشقة القراءة بتمعن وتفهم، ويتسرع الى اطلاق الأحكام جزافا
وهذا من عيوب السودانيين المعروفة، استعجال كل شئ، الا العمل الإيجابي، هذا للأسف نتباطأ فيه ونتواكل. ولكننا نستعجل اصدار الأحكام واستخلاص النتائج النهائية قبل حتى قراءة الحيثيات، نضيق الواسع ونحصر كل شئ في حدود معرفتنا المحدودة

المذهب الذي تدعو اليه اخي سيف بداية جيدة. مذهب حصر موضوع النقاش في البند المطروح، ومذهب سماع الآراء المختلفة المتنوعة، مذهب الحرية والسعة وتحمل الآخر والراي الآخر، مذهب محاولة ايقاد شمعة بدلا من لعن الظلام وعدم انتظار الظروف المثالية التي لن تأتي أبدا، كمبرر لتأخير وتمويه ما هو واجب، ومذهب احترام خيارات الآخرين وتوقع ان يحترموا هم خياراتنا أيضا دون اتهامات واحكام

بخلفيتك التربوية أرجو ان تستمر في هذا النهج لأنه مهم جدا لتعليمنا جميعا بعض الأسس البسيطة ولكن ضرورية جدا، في المجتمعات الحديثة، وفي كل امور الفكر والفن والثقافة والحياة عموما

لنناقش بهدوء وبصبر وبنظام. لنحدد الموضوع ونتناوله بعمق ثم نخلص منه لفهم وجهات نظر بعضنا، لا لإصدار الأحكام التقييمية ولا لإقناع الآخر بخطئه كي يتبعنا
ولنلتقي ثم نفترق على الإحترام والتقدير للآخر كانسان وصاحب رأي وحق وموقف، مهما كان مختلفا

والسلام والود للجميع