محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..وداعا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2012, 05:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و (Re: الكيك)






    محضر سرقة «نور العين»!
    الأحد, 01 أبريل 2012
    معاوية يس

    المتسلَِّطُون لا يَطْرِفُ لهم جفن حين يُقْدِمون، من خلال مواعين التنفيذ وآليات البطش التي يسخرونها لمصلحتهم، على سرقة الأنسام والبسمات ونور العين من عباد لله لا يشكَّلون تهديداً يذكر عليهم. وكنت قد رُضْتُ نفسي على التعامل مع كل النازلات التي تستهدفني من عند البشر، باعتبار أن جلدي أضحى «تخيناً»، ولم يعد يؤلمني أن تخرشني أشواك المؤامرات وشَكَّات دبابيس خَبَثِ التسلط.

    لا أريد أن أعترف بأني قد وهن العظم مني، وبأن تكالب المرض عليَّ سيدفعني إلى تغيير المسار الذي أسلكه، لأتبنى هدفاً غير ما قصدته، وأمقت خاطراً يراودني أحياناً بأني أخوض حرباً خاسرة من أجل رفعة وطن أتشرف بأنه أنجبني وفتح لي آفاق العبور من المحلية إلى العالمية من كل بواباتها، وأقنع نفسي بأني ربما خسرت معركة أو معارك عدة، وهي سُنَّة الحياة الماضية في الناس أجمعين، كبارهم وصغارهم، ساداتٍ ورعية، وقد تبلى منهم الأبدان وينتقلون إلى الرفيق الأعلى من دون أن تنمو البذور التي كدوا حياتهم كلها من أجل غرسها وإنباتها. والموت هو مصيرنا جميعاً، وهو عينُ الحق.

    بيد أن ما يثير عجبي ودهشتي ليس الضيق الذي يلحق بي من جراء تصرفات المتسلّطين بحقي، في مسعى تتعدد أساليبه، وتتلوى طرقه، وتتغيّر أدواته لحملي على إعادة سيف القلم إلى غمده. لا أفهم بتاتاً كيف يجدون متسعاً لاستقصادي وقد منحتهم الدنيا وغلظة قلوبهم القدرة على اغتصاب ما يريدون نواله، وكيف تصوِّر لهم عقولهم أن من شأن كلمة، عبارة، جملة، مقالة أن تهدد بقاء حاكم، أو تقصَّر عمر نظام متسلّط؟!أعرف أن ذلك الاستهداف نابع من شعور المتسلِّطين بأن كل جهد فكري إنما يهدف إلى توعية المحكومين بحقوقهم المسلوبة، وهو عمل سيؤدي - في المحصلة - إلى حضهم على الثورة. سمها ما شئت: ثورة، تمرداً، عصياناً. لكنك ستسمعها عند أبواق التسلّط: مروقاً، غدراً، خيانة للوطن، استعداءً للأجانب، واستقواءً بالدخلاء، وهي - في نهاية المطاف - «التوصيفات» القديمة نفسها في علب جديدة: تآمر، عدوان، تخريب، تدمير لمكتسبات الشعب!

    والمعادلة ليست عادلة بتاتاً... رب القلم يشهر هذا السلاح وحده بوجه متسلّطين يستأثرون بالسلطة والمال وترسانة ضخمة من الأسلحة. رب القلم يكافح جورهم وطغيانهم بمقالاته فحسب، ويذهب لينام قرير العين من انعدام همّ وخز الضمير، وسرقة قوت العباد، وتدمير مستقبل الصغار، فيما يجرد له المتسلّطون جيشاً من القوانين الظالمة والقلوب المفطورة على ارتكاب أبشع الجرائم، فهم إن لم يسجنوه أو ينفوه بقوانينهم تلك، لن يرتدعوا عن التخطيط لتصفيته وسحله، إنهم يحشدون كل الموارد المالية والتعبوية لترويج سياساتهم وأكاذيبهم ومخططاتهم وصفقاتهم وجرائمهم الدموية، أما صاحب القلم المستقل الذي لا يسنده حزب ولا طائفة ولا قبيلة فلا يكلّ عن ترديد الآية الكريمة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، وحتى لو كان الموتُ غَدْراً مكتوباً عليه لإخراس قلمه وسرقة نعمة الحياة منه، فإن السيف لن يعود إلى جفيره، لأن أفكار «الشهيد» ستبقى حيّة في نفوس المستضعفين المضطهدين الفقراء الذين ظل طوال حياته، وفي كل مقالاته، يفخر بالانتماء إليهم، ويجهد نفسه في البحث عن مخرج يذيقهم طعم انتفاء الحرمان، وانقطاع الذل، واندياح الحلم بوطن بلا أسوار، وهواء خالٍ من الأضغان والنفوس المريضة.

    صحيح أن كثيرين من رموز جيلنا سلموا الوديعة إلى رب العزة والجلال من دون أن يكلل سعيهم بالنجاح في تحقُّق ما نذروا حياتهم له. وبالأمس القريب رحل الفنان الذي كان «العود» كما دبابة بين يديه، محمد وردي، وتبعه السياسي المفكر المرهف الحس، زعيم الحزب الشيوعي السوداني، محمد إبراهيم نقد، وشاعر الفقراء والبسطاء محمد الحسن سالم حميد... مضوا في سبيل الأولين والآخرين قبل أن تنبت الوردة التي غرسوها في حديقة النضال السوداني من أجل وطن تحكمه الديموقراطية، ويسوده العدل والخُلق السامي النبيل. لكن عزاءنا وعزاءهم أن السودانيين بأطيافهم كافة نهضوا لمواصلة سقيا تربة تلك الأفكار، والاستمرار في استصلاح بقية أرض الحديقة حتى يثمر نضالهم ورداً ونخلاتٍ وأشجاراً، ترتوي جذورها بأفكار أولئك الأعزاء الراحلين، وتطاول أغصانها الأفق حرية ومساواة ووحدة واستلهاماً لتراث العمل الجمعي الجاد من أجل تطوير الوطن وتقدمه.

    المتسلّطون لا يريدون قلماً يفتح مسامات الوعي لدى الجماهير، إنهم يريدون قلماً يكتب فحسب بحبر النميمة، وفساد التلميع، وفضيحة تزوير الحقيقة. يريدون أقلاماً تكتب لهم كل صباح كم هم عادلون ومُنْجِزُون ومُنْصِفُون وجميلون وأتقياء وأنقياء. ليسوا هم بحاجة إلى أقلام تفجعهم بالحقيقة، وبخطل سياساتهم، وببشاعة ما يرتكبونه من انتهاكات وجرائم بحق الوطن وأبنائه، وهم مستعدون لاستخدام كل أدوات المكر والإجرام لإسكات تلك الأقلام... بالمال يعرضون شراءها... بالهبات يسعون لكسر سِنَنِها... باليد الغليظة يحاولون إراقة حبرها على قارعة الطريق. وأصحاب الأقلام الشريفة، وهم كثر، عدد الرمل والحصي والتراب، يرون أنهم إنما سخَّرتهم الإرادة الإلهية لأداء رسالة نبيلة، وأن تحقيقها ليس رهناً بمناصب يُخدَّرون بها، ولا بدراهم تُكْسَر بها أعينهم، ولا بهراوات تُجلد بها إراداتهم. لقد نبعوا أصلاً من صفوف الفقراء ولن يضيرهم أن يموتوا فقراء، بل أغنياء بتعففهم، وبما تبثه كتاباتهم من أفكار وأحلام ورؤى.

    تلك لمحات فحسب من حكاية الفئة الشريفة من أرباب القلم مع المتسلّطين. تتكرر على مرّ العصور في كل أرجاء العالم، ويبقى الحق والخير والأخلاق، ويبقى حلمهم بالانتصار على الشر والتسلّط والظلم، وتبقى في نفَسِ كل كلمة تكتبها أقلامهم نبرةُ التحدي بمواجهة المتسلّطين، بجيوشهم وأسلحتهم وطواغيتهم الأمنية، بقلم ومحبرة فحسب... لا، بل بفكرة ينزف بها ذلك القلم. صيحة حق تحضُّ من يصيخون السمع على أن يغيّروا ما بأنفسهم حتى يعينهم الله على تغيير ما هم فيه من حال، وهي حكاية لا تنتهي حتى لو وَهَنَ العظم من رب القلم، ولو ذهب إلى دار الخلود.

    * صحافي من أسرة «الحياة».

    --------------------

    رحيل مباغت : ما أعظم الفقد والفاجعة !
    April 24, 2012

    فيصل الباقر

    منذ رحيله المباغت ، ولن أقول المفاجىء ، إعترتنى – ومازالت – حالة شعوريّة يصعب وصفها وتصويرها أو تجسيدها أو شرحها . دعنى أسمّيها مجازاً ” الحالة النقديّة “. لقد شقّ على نفسى النعى وأصابنى فى مقتل خبر ” يوم شكر” نقد !.ضربنى الخبر كالصاعقة – تماماً – فتيبّست فى كبدى أحرف الكتابة النديّة.وكاد دم البيان والإبانة أن يتجمّد فى عروقى من هول الفاجعة و الكارثة . وبالفعل فقد أصبح فعل الكتابة والتبيان – وما زال – عصّى علىً وعلى قلمى وقلبى المكلوم منذ صدمة رحيل أستاذنا التجانى الطيّب ، ليلحقه نقد . فما أعظم الفاجعة !.

    كتب كثيرون يمجّدون سيرته العظيمة الخالدة ، بما يستحق . يذكرون أفضاله وفضائله ومحاسنه و حسناته. ولن أستطيع أن أضيف – وإن أردت – شيئاً فى هذا الباب الوفير .ولكنّنى أشعر أنّ الواجب يحتّم أن أضيف فقرة أو فقرتين فى كتاب سيرة هذا الرجل الوضيىء ، حسن الفعل والقول والمعشر والسيرة والسريرة ، لنتأسّى بها ونتعلّم منها . ولتبقى مآثره بيننا ذكرى عطرة وعظة و ” زاد ” للقادة القادمين من المعلوم ،لا المجهول لمواصلة المشوار فى طريق خدمة الشعب والوطن. ويقينى أنّ “حوّاء” الحزب الشيوعى السودانى ولّادة !.

    ظلّ الأستاذ محمد إبراهيم نقد وهو السكرتير السياسى للحزب – وهو فى قلب صعوبات الإختفاء- مهتمّاً بصحيفة الحزب ( الميدان ) ولسان حاله وأحواله فى السر و العلن. مشاركاً فى تحرير الميدان (السرّية ) و متابعاً دقيقاً وحصيفاً لكل ما يكتب فيها و يصدر عنها . وحريصاً على سلامة خطّها السياسى والإعلامى و التحريرى . ولكم كانت تصلنا بإنتظام – فى فريق الميدان السريّة – تعليقاته اللّماحة وملاحظاته الدقيقة الذكيّة .كان قائداً ديمقراطيّاً يوجّه و يقترح ولا “يأمر “. يرسل الخبر المكتمل والصحيح والتعليق الحصيف . ويصر – دوماً- علينا على معاملة رسائله بذات المنهج الذى تتعامل به هيئة التحرير مع رسائل كافة أعضاء وهيئات الحزب وحلقات قرّاء وأصدقاء الميدان. يقبل (التكليفات ) التى تصله من هيئة التحرير وينفّذها بصرامة وبروح الزمالة الحقّة والسرعة والدّقة المطلوبة . فهو مدرك لدور الصحافة فى التنوير والتثويروالتغيير.وله تقدير خاص للصحافة الملتزمة والمقاتلة والصادقة والمصادمة .ولهذا لم يكن مفاجئاً أن خصّ الصحفيين الشرفاء بالتحيّة فى كلمة إفتاح المؤتمر الخامس بقوله : ” التحيّة للصحافيين الذين إستلّوا أقلامهم دفاعاً عن شرف الكلمة ” .

    مأثرة من مآثره وخصلة من خصائله الوفاء لأهل البذل والعطاء. فقد ظلّ – وبقى – وفيّاً لدم شهداء الحزب و وصاياهم . وحريصاً على رعاية أسرهم ( بقدر المستطاع ) .كما ظلّ وفيّاً و ممتنّاً لكل الأسر والبيوت التى إستضافته واستضافت (الكادر المختفى ) فى كل سنوات ( التخفّى و الإختفاء القسرى ). ويكفى أنّه القائل فى مفتتح المؤتمر الخامس : ” التحيّة للأسر التى فتحت لنا قلوبها قبل دورها ، فآوتنا طيلة سنى الدكتاتوريات “. و لو كان بيننا – اليوم – لجدّد ذات التحية والشكر والثناء لتلك الأسر الباسلة . ولهذا أشعر بمسئولية شخصيّة أن أعزّى فى فقده الكبير كل أهل كل البيوت التى ” إستضافت ” الضيف النبيل ( الخير ) ولاحقاً ( عبدالرحمن ) . فقد عاشرهم و ” مالحهم ” و ظلّ حريصاً على إحترام خصوصيتهم وحرمة منازلهم .وبقى أميناً ومحافظاً على أسرار البيوت التى سكنها. فليتقبّلوا منّا أصدق التعازى والعزاء. وقد رآهم الناس سائرين مكلومين بين الجموع فى موكب التشييع و ظلّوا ” عاصرين البرش ” فى بيت العزاء، يتقبّلون العزاء ، فهم بحق و حقيقة جزء أصيل من أسرته الكبيرة.فالفقد فقدهم وفقدنا أجمعين !.

    غادر الإستاذ محمد إبراهيم نقد – السكرتير السياسى للحزب الشيوعى – تاركاً لنا وللأجيال القادمة أعظم الخصال التى قلّ ما تجتمع فى عقل وقلب وروح إنسان واحد !. ترك لنا تراثاً خيّراً وإرثاً عظيماً فى الوضوح و الشفافية والأدب والتواضع الجم . كما ترك لنا كنزاً كبيراً فى المعرفة والفكر وحسن القيادة والتدبير وسلامة التفكير ..والنبوغ الذى لا يعرف ” الأنا “. ترك لنا فضائلاً جمّة منها الثبات على المبدأ والقدرة على اتّخاذ الموقف الصحيح . والإستعداد للإعتذار عن الخطأ وبالصوت العالى المسموع. كما ترك لنا إرثاً عظيماً فى الشرف والعفّة فى القول والفعل .وإحترام الإختلاف و مشروعيته . والنأى عن الغلو فى الخصومة والعفو عند المقدرة .بفقده يفتقد الوطن الحكمة فى أروع و أنبل معانيها . فما أعظم الفقد و الفاجعة !

    --------------------

    نقد رائد الاعتدال في فكر اليسار السوداني الأحد, 25 مارس 2012 15:37 .قرشي عوض
    كاتب صحفي سوداني
    الموت كما قال د. منصور خالد "الموت حق ويحدث لكل إنسان وفي أية لحظة لكن رحيل إنسان مثل نقد برمزيته ومكانته لاشك أن له أثراً كبيراً على الواقع السياسي في السودان".

    ذلك الأثر يحدده التوم إبراهيم النتيفة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الحاجة إلى نقد في وقت لا تزال فيه جراح الوطن غائرة تسيل منها الدماء، والسودان في لحظة أسوأ من تلك التي نلنا فيها استقلالنا.

    مرونة في السياسة
    فقد مرت كل تلك السنين، بحسب النتيفة، والقوى الرجعية هي ذاتها بنفس سماتها بالرغم من أنها تلبس لكل حالة لبوسها من أجل خداع الشعب، ففي الوقت الذي أخفى فيه الموت (نقد) مازالت البلاد ترزح تحت ظل ديكتاتورية ممسكة بأعنة الحكم، ومسخرة جهاز الدولة لمصالحها، جاعلة من الدين ستاراً.

    لكن العزاء، كما يشير إليه النتيفة، يكمن في أن القوى الوطنية والديمقراطية قد شحذت أسلحتها وأعلنت المقاومة وحددت ميدان المعركة لإسقاط النظام.

    ؛؛؛
    رحيل نقد يأتي خصماً على الاعتدال والمرونة في السياسة السودانية، باعتبار أن تلك الميزات تأتي في الطليعة من تفكير الرجل السياسي
    ؛؛؛
    الكثيرون في سرادق العزاء ينظرون إلى تأثير رحيل نقد من غير الزاوية التي اختارها النتيفة، وإن لم تكن بعيدة عنها، فهم يرون أن رحيله يأتي خصماً على الاعتدال والمرونة في السياسة السودانية، باعتبار أن تلك الميزات تأتي في الطليعة من تفكير الرجل السياسي.

    فمن غير صفة النضال يرى د. بابكر محمد الحسن أن له رؤى فكرية ومن غير تمييع للخط النضالي العام تتسم بالمرونة والفراسة مضافاً إليه أنه رجل مؤمن بسياسة النفس الطويل ولا يستعجل الأشياء بنفس انتحاري إلى جانب أنه يتسم بالقبول من مختلف القوى السياسية.


    ويضيف د. بابكر أن رجلاً بهذه الصفات إضافة إلى تاريخه النضالي المشهود والعذابات التي مر بها منذ صغره وفي شبابه وكهولته لاشك أن رحيله سيترك فراغاً محسوساً وملموساً. وبما أن الحياة سننها مبنية على الاستمرارية نأمل أن يتحمل الناس الصدمة الكبيرة ويسيروا على الخط النضالي الهادف إلى استقرار البلاد وإشاعة الديمقراطية وكفالة الحريات.


    نقد المتسامح
    كما يرى الشاعر عبد الله شابو أن أجمل ما عرفه عن الرجل هو تسامحه وظرفه وكان يتعامل مع مخالفيه الرأي ببراح واسع وقد لطّف كثيراً من الأجواء في الصراعات بالنكتة، وكانت له صداقات حتى مع مخالفيه الرأي وهو غير مشتط.

    ويشير شابو الذي تربطه علاقة أسرية بالرجل وهو ابن خالته إلى أن نقد عرف بتلك الصفات الأصيلة في شخصيته حتى داخل محيطه الأسري، وقد عرف بين أهله وذويه بجمال السلوك وطيب الخلق.


    ويقول السر عثمان (بابو) القيادي بالحزب الشيوعي إن (نقد) من القادة المتوازنين وكان يخلق توازناً في السياسة السودانية، وفي الحزب، وهو رجل مباديء كرس كل حياته للحزب والفكر الماركسي ومن الذين ربطوا الماركسية والشيوعية بالواقع السوداني وأثروا تأثيراً كبيراً في السياسة السودانية والفكر السوداني.

    ويلفت (بابو) الانتباه إلى علاقة السمات المذكورة عن الرجل بتفكيره السياسي مما يدل على أنها ليست عابرة أو تأتي عفو الخاطر، فالأستاذ نقد، بحسب السر، يتميز بالصلابة الفكرية وروح الدعابة والنكتة وهو خطيب مفوه وقد أثر في أجيال مختلفة وكسب احترام كل القوى السياسية بمختلف ألوانها.

    وهو من الذين رسخوا مفهوم الديمقراطية ورفض التكتيك الانقلابي في الوصول إلى السلطة منذ دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977م والتي كانت بعنوان الديمقراطية مفتاح الحل للأزمة السياسية ومنذ ذلك الوقت طرح مفهوم الوصول إلى السلطة عبر الديمقراطية والتعددية والنضال الجماهيري.

    اهتمام بالتصوف
    كما أن نقد من الذين ساهموا في تأكيد استقلالية الحزب الشيوعي عن كل الأحزاب الشيوعية في العالم، وأكد أن نظام الحزب الواحد ليس هو النظام الأمثل وأن تجربة الاتحاد السوفيتي التي تم فيها اتخاذ الإلحاد سياسة رسمية للدولة لا تناسب واقع السودان الذي يشكل الدين فيه جزء من التكوين النفسي والثقافي للسوادنيين وطرحت في أدبيات الحزب الشيوعي السوداني حرية الضمير والاعتقاد واحترام الأديان.

    ؛؛؛
    نقد أضاف للمكتبة السودانية على نهج الاعتدال والتوازن كتابه "علاقات الرق في المجتمع السوداني" وكتاب مباديء موجهة لتجديد البرنامج وغيرها
    ؛؛؛

    كما أن نقد من الذين رفضوا نقل التجارب الشيوعية بطريقة عمياء مثل التجربة الصينية وطرح الإضراب السياسي في مواجهة الكفاح المسلح منذ أغسطس 1961م، كما رفض التجربة المصرية بحل الحزب الشيوعي ودمجه في تنظيم السلطة، وهو من الذين دافعوا عن وحدة الحزب وثباته الفكري.

    كما خلف نقد تراثاً فكرياً وسياسياً سيكون ملكاً لكل أهل السودان، فعلى نهج الاعتدال والتوازن أضاف للمكتبة السودانية مثل كتابه (علاقات الرق في المجتمع السوداني)، وحوار حول النزاعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية لحسين مروة وقضية الديمقراطية في السودان وكتاب مباديء موجهة لتجديد البرنامج.

    وكان الراحل مهتماً بالتصوف الإسلامي من الجانب الفلسفي وله مؤلفات في ذلك لم تنشر وقد قام بترجمة كتاب عن الثورة المهدية في السودان للكاتب الروسي (سمير نوف).


    رجل بهذا الالتزام الفكري والسياسي والخلقي بقيمة الاعتدال يرى صالح محمود القيادي بالحزب والناشط في جبهة محامي دارفور أن غيابه يأتي في لحظة يعلم الرأي العام السوداني والإقليمي والدولي أن قضايا السودان تحتاج للحوار عبر الاعتراف بحقائق التنوع والمظالم والتهميش.


    قضايا دارفور
    تلك القضايا التي كان لنقد منها موقف مبدئي وتاريخي منذ مؤتمر المائدة المستديرة وله كتاباته التي تؤكد فكرته المبدئية حول كل ما قيل وكان له رأي حول الحروب الدائرة في كل الاتجاهات وقضايا التهميش في الشمالية والمشاكل التي تحدث في الوسط والجزيرة وحق الشعب في التمتع بالحرية والكرامة الإنسانية وأن تكون المواطنة هي أساس الحقوق.


    وقد ظل نقد يقف مع القضايا العادلة لأهل دارفور وسافر إلى دارفور ودخل المعسكرات وشارك النازحين في محنتهم المتطاولة. ويشير صالح إلى أنه حينما سافر لحضور مؤتمر الدوحة ركب في الكراسي العادية وليس الكراسي الخاصة ونزل في الفندق الذي نزلت فيه وفود دارفور من المجتمع المدني والناس وقد رفض طلب وزارة الخارجية القطرية بالنزول في فندق ريتس الذي أعطوه فيه جناحاً خاصاً لأنه اختار أن يكون مع وفود دارفور وقد قدم رؤية مستنيرة في المؤتمر.


    وبرحيله يرى صالح فقد الشعب السوداني أحد أبرز القادة السياسيين وستفقده منابر الفكر والاستنارة في الداخل وفي المحيط الإقليمي والدولي.


    ويبدو أن صفة التواضع تأتي في المقدمة من طريقة ممارسته للسياسة وللحياة العادية لدرجة أنه قد لاحظها آخرون مثل صالح محمود حيث يراه د. الطيب ابراهيم كامل أنه رجل متواضع ومتصالح مع نفسه والآخرين، وقد كان سودانياً حتى النخاع ورغم ثقافته الجمة إلا أن بها تلك النكهة السودانية التي تميزها.


    فاجعة للوسط السياسي
    ويقول الطيب إبراهيم إنه كان يزورني في المنزل أيام الاختفاء في عهد الرئيس نميري مع د. محمد سليمان، وكان لا يأكل غير الفول بالشمار والزيت أو بيضة مسلوقة. والحديث عن نقد يتشعب حتى يكاد ينفلت لكنه يجتمع حول القيمة الرئيسية التي يتميز بها ويحتاجها الواقع السوداني بشدة.

    ؛؛؛
    نقد ظل يقف مع القضايا العادلة لأهل دارفور وسافر إلى دارفور ودخل المعسكرات وشارك النازحين في محنتهم المتطاولة
    ؛؛؛
    حيث يرى كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي أن غياب قائد معتدل صاحب فكرة وفاقية عالية القيمة في زمن التشرذم والتعصب لها تأثيرها البالغ لأن مثل هذا الغياب يمكن أن يقود إلى التطرف والتعصب، لكن عمر يعتقد وكما يحلو للزملاء تسميته أن (البابا) ترك إرثاً من المعاني بيننا في تحالف المعارضة لا يمكن أن يندثر في غيابه ولكن تبقى الحقيقة وهي أن رحيل (نقد) يعد فاجعة للوسط السياسي قاطبة ويثير تساؤلاً كبيراً إلى متى سيظل هذا الجرح الغائر ينزف.

    ويجيب عمر بأن الحل يكمن في السير على المباديء والهوادي التي ظلت عاملاً مشتركاً في حركتنا السياسية نحو التغيير الشامل.


    لكن رغم أن الحاجة لنقد مازالت ماسة شاءت إرادة الله أن يستريح الجسد المنهك من طول المعاناة أو كما يقول هو نفسه من "السك والجري عبر رحلة من النضال موغلة في الزمن".


    تاريخ نضالي عريق
    وبحسب السر عثمان أن الرجل فصل عام 1952م من جامعة الخرطوم لنشاطه وأكمل تعليمه في صوفيا بدولة بلغاريا وتخرج من جامعاتها بدرجة الماجستير في الفلسفة، وعاد إلى السودان عام 1958م وكان من المفترض أن يعمل أستاذاً للفلسفة بجامعة الخرطوم لكنه آثر التفرغ للعمل السياسي واختفى منذ انقلاب عبود بعد إطلاق سراحه مع الشهيد قاسم أمين وآخرين وظل مختفياً لفترة (6) سنوات.


    وفي عام 1960م تم تصعيده للجنة المركزية للحزب وأمسك بمسؤولية العمل الثقافي ثم اللجنة الاقتصادية والعلاقات الخارجية وكان مسؤولاً عن مجلة الشيوعي والشباب والطلاب وكان المسؤول السياسي لمديرية الخرطوم في الستينيات كما عمل مسؤولاً سياسياً لمنطقة الجزيرة.

    وفي المؤتمر الرابع في أكتوبر عام 1967م تم انتخابه عضواً في اللجنة المركزية وواصل نشاطه في عضوية اللجنة المركزية حتى يوليو 1971م وبعد إعدام عبد الخالق تم اختياره سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي خلفاً للشهيد عبد الخالق وظل مختفياً منذ يوليو 1971م حتى قيام انتفاضة مارس أبريل عام 1985م. وتم انتخابه عام 1965م عن دوائر الخريجين كما تم انتخابه عام 1986م عن دائرة الديم والعمارات الجغرافية. ثم اعتقل في الفترة من 1989م وحتى 1992م ثم اختفى مرة أخرى منذ عام 1994م حتى اتفاقية نيفاشا عام 2005م.


    وظل نقد يعمل في المقاومة المدنية منذ ذاك التاريخ حتى غيبه الموت يوم الخميس في مدينة الضباب العاصمة البريطانية. بعد أن جعل تلك النكهة السودانية التي قدم بها الماركسية والشيوعية كما أشار إلى ذلك كل من السر عثمان ود. الطيب إبراهيم كامل تسري في جسد الحزب الشيوعي لدرجة ضرب النحاس في سرادق العزاء كما تفعل كل المجموعات السكانية حين تدوس المهانة حماها أو تفجع برحيل رجل بقامة نقد.


    النقابي علي عسيلات صاحب فكرة أن يكون للحزب الشيوعي نحاس يضرب عند الشدائد والمحن، كما أخبرني القائد النقابي عبد الوهاب متى وقام بجمع التبرعات، لذلك يقول "عسيلات" إن النحاس ثقافة أفريقية عربية وهو هجين الطبول الأفريقية والنحاس العربي والتركي وهو لغة القبيلة والجماعة تتنادى به للأفراح والأتراح لكن غالباً النحاس لا يضرب إلا لاستقبال أو وداع زعيم في حالة السفر أو الوفاة ونحن نحزن لوفاة رفيقنا العزيز محمد إبراهيم نقد ونستخدم لغة التواصل الحزينة عبر النحاس لنعلن للعالم ولأبناء شعبنا بأنه قد رحل اليوم زعيم.



    شبكة الشروق


    .
                  

العنوان الكاتب Date
محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..وداعا الكيك03-24-12, 07:52 PM
  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-24-12, 08:12 PM
    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-24-12, 09:39 PM
      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-24-12, 09:50 PM
        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 05:17 AM
          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 09:16 AM
            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 10:54 AM
              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و البحيراوي03-25-12, 03:55 PM
                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 04:35 PM
                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و عبدالله الشقليني03-25-12, 06:04 PM
                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و عبدالله الشقليني03-25-12, 06:15 PM
                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 09:42 PM
                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 05:00 AM
                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 05:09 AM
                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و عاطف مكاوى03-26-12, 05:48 AM
                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 08:45 AM
                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 03:42 PM
                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 08:34 PM
                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-27-12, 06:04 AM
                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-27-12, 04:34 PM
                                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-28-12, 04:57 AM
                                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-28-12, 10:11 AM
                                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-28-12, 04:07 PM
                                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-29-12, 05:39 AM
                                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-29-12, 10:58 AM
                                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-29-12, 03:53 PM
                                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-30-12, 11:00 AM
                                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-30-12, 07:16 PM
                                                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-30-12, 08:18 PM
                                                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-01-12, 09:00 AM
                                                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-01-12, 08:32 PM
                                                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-02-12, 03:46 PM
                                                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-04-12, 08:52 PM
                                                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-06-12, 10:06 AM
                                                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-07-12, 11:37 AM
                                                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-08-12, 09:50 PM
                                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-11-12, 10:22 AM
                                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-12-12, 07:38 AM
                                                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-15-12, 04:36 AM
                                                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-17-12, 09:42 AM
                                                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-22-12, 04:33 AM
                                                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-26-12, 05:48 AM
                                                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-30-12, 10:14 AM
                                                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك05-03-12, 04:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de