محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..وداعا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2012, 05:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و (Re: الكيك)


    عندما عزفت الجماهير ...لحن الخلود

    د. الشفيع خضر سعيد

    مرت حوافر الزمن على صدره، فرسمت توقيعاتها ألقا وفكرا وحكمة. كان يعرف هدفه في هذه الحياة، يسعى نحوه بثبات وثقة، تدفعه قوة داخلية عظيمة ودفاقة، سر عظمتها وقوتها يكمن في قدرته على العطاء نحو الآخرين، وفي وعيه وقناعته المطلقة بمهمته التاريخية. تلك القناعة التي ظلت تحرره من أي مخاوف، والتي رسخت في دواخله نفورا من كل ما يتعلق بالمطامع الذاتية. كانت عشرة الناس من ضمن أكثر ما ظل يسعى إليه، لذلك بنى خطابه الفذ العميق السلس مستندا عليها، ومستمدا معانيه من أحوال البسطاء وحكاويهم وأحلامهم. رجل كان يؤمن بأن طريق الشعب هو أوسع طريق يسعى إليه أصحاب القضايا الكبرى، فكابد وجاهد لمد أوسع وأقصر الطرق لعلاج أنين الغلابة. رجل له إلتزام شاسع الأطراف، فهو ملتزم تجاه رفع الضيم عن أي سوداني، وملتزم تجاه رفع مستوى الحياة لكل كادحي البلاد، وملتزم تجاه جذوة الفكر، وتجاه العالم، مدافعا، بالفكر والعمل، عن قضايا المهمشين والمقهورين، وضد رأس المال المتوحش العابر للقارات.

    كان يدرك أن الزلازل والمنعطفات الحادة، بالضرورة، ستطرح تحديات فكرية جدية، لا يجدي معها التوليف أو الإستنساخ الفكري، أو البحث عن حلول في خزانة ما. فكان يتصدى لها بقلق المفكر وحنكة القائد السياسي، متجنبا الوقوع في فخ عبادة النص وتقديسه. وكان بذلك يفشي سر عبقرية متناهية الدقة، لها قوة أجنحة تدفعها للتحليق بعيدا في أجواء الفكر، ولها رهافة جذور لا تمنعها أوصالها الرقيقة من الإنغراس عميقا في جوف الأرض. دائما وأبدا، كان يرفض تقديم الأجوبة النهائية القاطعة، أو المعدة سلفا، بل كان يراها حاجزة ومانعة لإندفاع الأفكار. وعندما تقرأ أو تستمع للمناضل محمد إبراهيم نقد، ستكتشف أنك لا تحتاج لبذل أي جهد يذكر، ما دمت متجنبا التسطيح والتبسيط الذي يبتزل عملية المعرفة، لتنتبه، كما إنتبه المفكر المصري الراحل محمود أمين العالم، لتحذيرات نقد الواضحة والصريحة بضرورة التمييز بين ما هو آيديولوجي وما هو علمي،

    ووظيفة كل منها في المجال المعرفي. فالأستاذ نقد، كما أشار أمين العالم عن حق، قام بمتابعة تاريخية تحليلية لمفهوم الآيديولوجيا منذ بداية نشأة المفهوم حتى معالجته الدقيقة عند ماركس وأنجلز اللذين ميزا بوضوح بينه وبين التحديد العلمي، ثم قام بكشف ما وقع من خلط بين الآيديولوجيا والعلم وتأثر الأدبيات السوفييتية عامة بهذا الخلط..(نقد، “في حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية“، دار الفارابي، ص 9، ). في توسيعه للرؤية ومساعدة الناس وأعضاء الحزب على الإبصار، كان الرجل وكأنه يجدد مخاض (نبي) جبران خليل جبران:” إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر. وإذا كنت قد لعنت ذاك الحجر الذي عثرت به في حمى عماوتك، فهل تلعن النجم لو أن رأسك إرتفع حتى إصطدم به في السماء؟ ولكن اليوم الذي تجمع به الحجارة والنجوم على نحو ما يجني الولد زنابق الوادي، آت فريبا، وعند ذاك ستعلم إن جميع هذه الأشياء مفعمة بالطيب والحياة” (جبران، “حديقة النبي“، المكتبة الثقافية، ص 21).

    كنت مقتنعا تماما بأن خطوط المعرفة عند نقد، تتقاطع ليقود بعضها البعض الى النهايات اللائقة بدماغ لا يكف عن التفكير، وبمفكر لا يهاب الطريق الذى يؤدى اليه تفكيره المبنى على منهج متفاعل مع

    كليات العصر وتفاصيله، حتى ولو كانت المحطة الأخيرة في هذا الطريق تدعوه لتغيير شكل محطة البداية. فالأستاذ نقد كان متمسكا، أو مستمسكا كما يفضل هو، بالتجديد. وكانت قناعته، والتي ظل يصرح بها قولا وكتابة، إن “النظرية تبقى علمية ومرشدا، بقدر تقيدها بأصول وقواعد مناهج العلم، فتبادر لاخضاع استنتاجاتها للتجربة، كيما تتجاوز ذاتها، ولا تتعصب لخلاصة ونتيجة ضحدها محك الممارسة أو تجاوزها الواقع، وتفتح ذهنها لمنجزات العلوم الاخرى، ولا تصدر احكاما مطلقة لا تقبل التعديد، وتتضامن مع العقل البشرى بأسلوب الاقناع، لا بسلطان المطلقات” (نقد، المصدر السابق، ص 43-44). وعندما يبحر بك المفكر نقد، سابحا في بحور الجدل، أو محلقا في فضاءاته، يلخص لك سر العلاقة بين المنهج والحقيقة: ” المنهج اداة فى خدمة عقول بشرية، لا مفارقة ولا متسامية، تتفاوت ملكاتها وسعة أفقها وعمق تجربتها ومخزون معرفتها وشفافية حسها فى إستيعاب معطيات عصرها، وتاريخ و مستقبل تلك المعطيات. ولكونه أداة، فالتجديد والتجويد سمة جوهرية ملازمة له، والزام وشرط للعقول التى تستعين به فى بحثها عن الحقيقة، وعن حل لتناقض، وفض لاشكالية. ورغم كل هذا، الحقيقة ليست حكرا على منهج بعينه، فقد تفلت من أمة بأسرها ويكتشفها فرد!” (نقد، المصدر السابق، ص 43).

    أوضاع المناضلين من أعضاء الحزب كانت في صدر أولويات سلم الإهتمامات عند نقد، يهتم بتفاصيل حياتهم الخاصة والعامة، ويبذل جهدا مضاعفا لتقديم كل الممكن لصالح تطوير قدراتهم والرقي بها، ولصالح إستقرار معيشتهم. وكان يغتنم أي فرصة ليسرب تعليقاته الذكية على مشاهد السياسى اليومى، حتى ولو من خلال نافذة تبدو بعيدة، مثلما فعل فى مقدمة حواره الممتع مع المفكر حسين مروة حول بحثه العميق الثري “النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية”، والتي يبث فيها القارئ رغبته في مثاقفة حرة وحوار مفتوح، فيأتي صوت القائد المفكر عاليا، ولكن في تواضع العلماء، محددا ما يريد لمشروعه الثقافي الفكري: “إن فات هذه الصفحات ان تكون مادة حوار مع مروة، فلتكن مشروع صفعة على العقلية المريضة الاثمة التى استهدفت دماغه…” (نقد، المصدر السابق، ص 16). في تقديمه لذلك الحوار، أشار نقد إلى أن أحداث الحياة السياسية السودانية ظلت تمسك برقاب بعضها البعض، لتجعل القراءة المنتظمة الجادة منالا عزيزا. ومباشرة إنطلق من هذه الإشارة ليخاطب، منبها، شريحة المتفرغين السياسيين: “فمن مناقب المشتغلين بالسياسة فى السودان، إن لم يكن من مؤهلاتهم، أن يتغذى الواحد منهم من سنامه الثقافى الذى بناه قبل التفرغ لتعاطى شئون السياسة..” (نقد، المصدر السابق، ص 14). وليلسع أدمة الثقافة والمثقفين بوخذة خفيفة، لكنه يخفف أكثر من ألمها، بتبرير وعذر لهم: “وللمرة الثالثة توفر الوقت، إضطرارا، للمطالعة لولا ان المراجع شحت، والمطابع جفت، والمكتبات أجدبت، وغاض الفكر، وإستبدل المثقفون المغتربون، إن عادوا، الكتاب فى أمتعتهم بالضروريات المنقذة للحياة”! (نقد، المصدر السابق، ص 14).

    لم نجلس على مقهى، وطاولة النرد بيننا! ولم تستضفنا المجادلات الخاوية من رهق النتائج! لكن، هي الشوارع غطتنا بقداسة سرها المكشوف، وإستعضنا بالمشي عن كل ما يقعد عن التفكير. ليس عبثيا أن يكون ميدان عبد المنعم بالخرطوم 3، هو محل تلك اللقاءات الراتبة لفترة ما، قبل الإنتقال لموقع آخر. ندور حول الميدان ليدور معنا النقاش في أي من المهام اليومية لحزب بني أساسا على الحركة السريعة وسط الناس لتغيير شكل الحياة ومنازلة الواقع بإعمال الذهن والتفكير. نمشي ويستمع…نمشي ويتكلم…، وعند الجولة الثانية أو الثالثة، يكون اللقاء قد انتهى. الفضاءات المفتوحة على كل الاحتمالات، وحدها كانت قادرة على حماية روح الرفيق الباسل الودود محمد إبراهيم نقد.

    أبلغ أثره علي إستجابته السريعة للحظة، دواعيها وإمكانية تطويعها.. في العام 1988، إتصل بي شخص كان يتبوأ منصبا هاما، وحساسا، في نظام مايو. وقال إنه يملك معلومات هامة لن يبوح بها إلا إلى الاستاذ نقد. أتصلت بنقد، فوافق سريعا، وكان مكان اللقاء منزلي. أبتدأ اللقاء بالمقدمات الأولى، وقبل أن نغرق في التفاصيل غرقنا في الماء! فقد إنهمر المطر غزيرا، وتدافعت المياه إلى داخل صالون المنزل…لنصبح، نحن والمكان، تحت رحمة السيل المندفع من كل الاتجاهات…فقطع السكرتير العام الحديث الهام منزعجا ومنبها إلى خطورة الوضع وضرورة إنقاذ البيت. إتجهنا، الضيف وشخصي، لبحث كيفية تصريف المياه خارج المنزل. لم ينتظرنا نقد، بل ربط جلبابه في وسطه وإنخرط، دون إبطاء، في إخراج المياه من البيت بالجردل متجاهلا كل محاولاتنا، الضيف وشخصي والأسرة، إثنائه عن ذلك!

    ثم…، إمتلأت الشوارع والساحات وفناء المقبرة بالجماهير، لا لتنوح أو لتهتف فحسب، وإنما لترسم لوحة تجمع بين الجماليات البشرية الكاملة، كما كان يراها قدماء اليونان في الآلهة، ولنرى فيها مع هيجل ذلك الجني الأنيس الذي نصادفه في كل مكان، وليمتزج فيها المضمون العقلي مع المجال الإدراكي حتى يصعب علينا، مثلما صعب على ولتر ستيس، أن نميز أحدهما على الآخر…، لوحة رسمت فيها يد الشعب الفنان خطوطاً وأشكالاً، وسكبت فيها روحه وعواطفه ألواناً، وضمنّها عقله قيماً وأفكاراً وأهدافاً، لوحة مرئية مسموعة محسوسة…، تمتزج فيها رايات ومشاعر كل ألوان الطيف السياسي برايات ومشاعر الختمية والأنصار والطرق الصوفية والناس البسطاء اللذين أتوا من كل فج عميق، ليحتضن هذا المزيج المهيب رايات وهتافات وشعارت الشيوعيين ويغسل أحزانهم…..! خرج صوته من فك ذاك الهدوء الأبدي، وإرتفع فوق صوت الأغنية التي صدحت بها جوقة منسجمة تتناغم فيها أهازيج الذكر والمولد والراتب ونداءات التوحيد بلا “إلاه إلا الله” ووفاءات “ماك الوليد العاق لا خنت لا سراق”، فملأت رئتي ترانيم صوته، صداحة وضّاحة: ” فكروا الآن، أيها الرفاق الأحباء، في قلب يحوي قلوبكم جمعاء، في حب يحيط بكل حب يخالجكم، في روح تغلف أرواحكم كلها، في صوت ينطوي على أصواتكم جميعها، في صمت أعمق من كل صمت تمرون به…فكروا في هذا الشعب…في هذا الوطن…في السودان”.

    -------------

    رحيل (نقد)….والواجب المرحلي!
    Wednesday, March 28th, 2012
    مجدي الجزولي ـ السويد

    عمل الاستاذ (محمد ابراهيم نقد) والرعيل الاول من مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني، طوال حياتهم، علي وضع منهجين، فكري وعملي، لتنزيل وغرس بذرة الماركسية اللينينية والاشتراكية في السودان، وذلك من خلال تعامل الحزب مع واقع المجتمع السوداني، مراعين في ذلك عادات وتقاليد البلاد والشعب البسيطة. افني الاستاذ (نقد)، من اجل ذلك ثمرة حياتة في عفه، وطهارة، ونقاء سريرة، وصدق منقطع النظير، ولم يطلب من وراء ذلك اي عائدٍ مادي!، جاه كان ام ولد، ويشهد له بذلك جميع معارفة واصدقائه وحتي خصومة السياسين التقليدين والفكريين. اما نجاح هذ الغرس، فقد ظهر دون مواربة، يوم تشيع الزعيم الراحل.. “فالشعب وحده يعرف قادته”!، ومن؟، من بين هؤلاء القادة من يحس بمعاناة هذا الشعب، ويعمل بجد وصدق لرفع الضيم، والهم، والمعاناة عن كاهله، “فلم يشارك في جلده بالسياط كما لم ياكل ماله بالفساد”، بل تفاعل مع قضاياه ومطالبه اليومية فكراً ووجداناً وروحا.ً

    إن الارث الذي تركه الاستاذ (محمد ابراهيم نقد)، كتركة ثقيلة، للحزب الشيوعي السوداني، يتمثل في هول هذا الحزن العميق، الذي يعتصر قلب وتفكير عضويتة، لفقدانهم زعيم وقائد، هم في امس الحاجة لرجاحة عقله وحكمته، “لحلحلة الامور”، خاصةً في هذه اللحظات المفصلية الحرجة في تاريخ الحزب الشيوعي والشعب السوداني، للخروج بالبلاد من مأزقها التاريخي، الذي ادخلته فيها الجبهة الاسلامية، حين اطاح انقلابها العسكري بالحكم الديمقراطي ووئده في عام 1989م، واستولت علي الحكم أكثر من عقدين من الزمان، ادخلت خلالهما البلاد والعباد في “غضب الله”، قسمت البلاد الي دولتين، واشعلت الحروب في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الازرق وجنوب كردفان، وهُجِّر وشُرِّد العباد في أمري، وكجبار، وشرق السودان، و ضرب التهميش حتي تخوم العاصمة القومية.

    الحزب الشيوعي السوداني، مطالب الان، وفي الاساس، بالسيرعلي نفس النهج الذي ابتدعة الاستاذ (نقد) في التعامل مع قضايا الجماهير. “فالجماهير هي التي امرت بذلك يوم خرجت لتوديع قائدها” بذلك الحشد التاريخي الرهيب. فقد عبرت هذه الجماهير، بصدق، عن مدي قبولها لهذا المنهج، الملائم لطبيعتها، والذي قاده الاستاذ (نقد)، بل وابدع فيه بتعاملة مع الجماهير، بتواضع وبساطة وادب عند مخاطبته لها. وبالضرورة لتنفيذ هذا المنهج والسير عليه، يتطلب ايجاد القيادة البديلة. ويجب ان لايكون الهم “من” ولكن “كيفية” تنفيذ المنهج! وليس بالضرورة، بالطبع، ان يكون هذا البديل صورة طبق الاصل، ولكن يجب ان يكون مؤمناً بالمنهج، ومقتنعاً بانه الخيار الافضل في التعامل مع الجماهير والطبقة العاملة السودانية، لتنفيذ مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، وما تقتضيه هذه المرحلة من تنفيذ لشعارات المؤتمر الخامس “تنمية متوازنة، سلم وطيد وديمقراطية راسخة” وهذا مايقود الي وحدة الحزب وتماسكه، الذي يجب ان لا نخاف او نتوجس من تماسكه، فالذي مطلوب من جميع العضوية العمل والاقتناع بالتماسك والوحدة. ومن اجل ذلك يجب العمل والدفع قدما وبكل جدية علي قيام المؤتمر السادس في موعده….ونعم للدعوة بالصوت العالي لبناء الحزب، والعمل علي عودة المبعدين من جسده، كما تقتضي الضرورة المرحلية ايضا، من توسيع، وتعدد مواعين التحالفات الجبهوية لاسقاط النظام وانفاذ مرحلة التغيير، خاصة في اواسط الشباب.

    الا رحم الله الاستاذ (نقد) بقدر ما اعطي دون مقابل. وخلد سيرة ناصعة البياض في تاريخ والسودان.

    عاش نضال الشعب السوداني
    في سرادق عزاء زعيم المناضلين
    Wednesday, March 28th, 2012
    الجماهير:ماك الوليك العاق لاخنت لا سراق

    يوسف حسين ..أمثال نقد لا يموتون ومضى مثلما يمضي أي شيوعي في أداء مهامه صعودا للمنابر أوالمشانق .

    ادوك :ليس هناك رجل قضي كل حياته في النضال والتضحيات مثل أبونا وأستاذنا(نقد)ويجب ان نحول حزننا برجيله الي أعياد.

    إبراهيم الشيخ :نقد رمزنا كما العلم قاتل وناضل من أجل السودان، عاش مطاردا ومختبئا لم يساوم ولم يهادن ولم يكن ابنا عاقا ولاخائن ولا سارق ولا فاسد.

    الخرطوم:حسين سعد

    لم يكن سرادق عزاء السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد بحي الفردوس بالخرطوم يوم الأحد الماضي (حدثا عاديا) وأنما كان حدثا فريدا وتاريخيا وجسدت خيمة العزاء السودان المتعدد والمتنوع حيث كانت هناك العمائم والجلابيب واللبسات الافرنجية وكانت هناك النساء يتقدمن الصفوف ويخاطبن الحضوروالشباب يهتفون عاليا (عاش نضال الحزب الشيوعي وعاش كفاح الطبقة العاملة) وخاطب زعماء الاحزاب وممثلو الهيئات ورجال الدين الإسلامي والمسيحي الحضور معددين مناقب الراحل ومثمنين ادواره الوطنية ومواقفه السياسية في مختلف المراحل التي مرت عليها البلاد،وضاقت (جنبات)الخيمة التي وضعت علي أطرافها مكيفات هواء ضخمة ضاقت بالحضور.الرايات الحمراء كانت ترفرف عاليا وكذلك صوت النحاس .

    وقال الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الأستاذ يوسف حسين

    أن أمثال نقد لا يموتون وقد مضى مثلما يمضي أي شيوعي في أداء مهامه صعودا للمنابر أو المشانق أو توزيع قصيدة فهي مهمة.

    ووصف حسين رفيق دربه وقائده في مدرسة الدفاع عن العمال والمزارعين والكادحين بإنه (عبقري متسامح). وقطع باستمرارية توحد الحزب الشيوعي في النهج الثوري.



    واعتبريوسف حسين الشعارات التي رددتها الجماهير في موكب التشييع والقائلة(حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) و(وماك الوليك العاق ..لاخنت لاسراق )هي طريق الشعب للخلاص من النظام وإسقاطه.

    النضال مستمر:

    الرسالة الثانية التي أكدها سرادق رحيل نقد كانت قادمة من جنوبنا الحبيب الذي قادته سياسات الانقاذ العرجاء والفاشلة للانفصال وذلك في مشاركة وفد رفيع المستوي من حكومة دولة جنوب السودان برئاسة الدكتور بيتر أدوك وزير التعليم العالي بحكومة الجنوب

    ودعا ادوك الذي هتف عاليا (عاش كفاح الطبقة العاملة )و(عاش نضال الحزب الشيوعي ) دعا جماهير الحزب الشيوعي بتحويل الحزن بفقدان (نقد) الى اعياد لأن نقد في حياته كلها كانت مليئة بالتضحيات وقال انه لا يعتقد أن يكون هناك رجل قضى كل حياته في النضال والتضحيات مثل أبونا وأستاذنا ( نقد). وأزاح أدوك الستار عن حياته السياسية وقال إنه انضم للحزب الشيوعي السوداني عقب احداث 1971، وأوضح الدكتور بيتر ادوك الذي قاطعته الجماهير بالتصفيق الداوي لحديثه أنه لم يخرج من الحزب الشيوعي واعلان انضمامه للحركة الشعبية في الثمانينات من القرن الماضي إلا لرفع النضال من النضال السلمي إلى المسلح، وقال انه لم يخرج من الحزب بل يعتبر نفسه (في إجازة وفي أي وقت نرجع). وقال إن انفصال الجنوب لم يكن من أولوياتنا إلا أن هناك من دفعنا دفعا حتى اختار شعب جنوب السودان الانفصال.

    زعيمنا وقائدنا:

    وعندما قدمت المنصة الخالة فاطمة محجوب عثمان شقيقة الراحل الشهيد عبد الخالق محجوب هتف الحضور (ماشين في السكة نمد ايدينا للجاين) التي ابتدرت حديثها قائلة دمعة حرى في وداع المناضل نقد إلى زعيمنا ومثلنا الأعلى وهو يودعنا في رحلة اللاعودة إننا لفراقك لمحزونون، تظلل على مشاعرنا سحابة قاتمة لكنها لا تحجب رؤيانا عما تركت فينا

    رمز كالعلم:

    وفي الأثناءقال رئيس حزب المؤتمر السوداني الأستاذ إبراهيم الشيخ موجها حديثه للحضور قائلا يا أهل السودان المحتشدين في هذا الصيوان نقد رمزكم كما العلم حمل العبء وقاتل وناضل من أجل السودان، وفدى هذه البلاد مرات ومرات قدم لها أغلى ما يملك انضر سنين عمره وحياته عاش عمره كله مطاردا ومختبئا ومختفيا هنا وهناك لا هم له إلا السودان وأهل السودان

    التغيير قادم :

    الكلمات في تأبين الراحل نقد لم تكن حصرا علي قيادات القوي السياسية وزملاء ورفاق حزبه بل شاركت كافة منظمات المجتمع المدني والطوائف الدينية حيث قال المنسق العام للهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات الدكتور فاروق محمد ابراهيم لا أظن أنني أستطيع أضافة شيئا عن شخص الصديق الرقيق الراحل محمد إبراهيم نقد بأكثر من مشهد استقبال جثمانه في المطار والمسيرة الى داره هنا والى مركز الحزب الشيوعي ثم الى مقابر فاروق وهذا الجمع الحاشد،



    تعازي الجنوب:

    ووسط الأشعار الحماسية والثورية القائلة (بكرة الشمس تسطع والكان بعيد يرجع ونوحد السودان القالوا اتقطع) قدمت المنصة الاستاذجوزيف موديستو القيادي بالحزب الشيوعي بجنوب السودان الذي قال انه قدم حاملا مع تعزية من المواطنين ومن الزملاءفي جنوب السودان الذين اسسوا تنظيما جديدا اسمه الحزب الشيوعي بجنوب السودان تعزية لعائلة الفقيد المناضل الجسور قائدنا حتى الآن محمد إبراهيم نقد، ولأعضاء واصدقاء الحزب الشيوعي السوداني ونقول لكم ان نقد لم يمت لأن النضال لا يموت،

    نقد في قلوبنا:

    وقالت سارة نقد الله في حديثها (نساء ورجال لن ينجبر كسرنا وخاطرنا على رحيل محمد ابراهيم نقد الا بازاحة الطغاة من سدة الحكم)، واضافت ان نقد ضحى بحياته وكل مايملك فى سبيل تحقيق الكرامة والحريات للشعب السودانى

    تضحيات جسام :

    الحركة النقابية كانت حاضرة في تابين قائد وزعيم حزب الطبقة العاملة والعمال والكادحين وقال ممثل التضامن النقابي ورئيس نقابة أساتذة جامعة الخرطوم الدكتوربابكر محمد الحسن إن (نقد) بدأ النضال قبل أن يبلغ العشرين وكان في عمر مبكر مناضلا ملتزما منضويا لتنظيم شديد الانضباط، وأنه كان مشاركا بفعالية تامة في نشاطات الاستنارة والتغيير، وتعرض لأنواع من العنت والعذاب وتعايش مع ثلاثة أنظمة شمولية، تعرض لعذابات الاعتقال والسجن والاختفاء تحت ظروف بالغة التعقيد.

    امتحان عسير:

    من جهته قال الأستاذ عصام عبد الماجد أبو حسبو من الحزب الاتحادي الموحد، هذه مناسبة حزينة تستدعي منا الوقوف اجلالا لرحيل رجل عظيم غاب عنا في وقت نحن أحوج ما نكون إليه،

    الدفاع عن البؤساء

    وبدوره اعتبر السيد ميرغني عبد الرحمن من الحزب الاتحادي الديمقراطي الفقيد نقد بانه السوداني ود البلد البسيط حسن السيرة والسريرة الشجاع المقدام (ركل) زينة الدنيا (المال والبنون) من اجل الوطن والبؤساء والمحرومين



    وفي ذات السياق تحدث الأستاذ سيد أحمد سر الختم عن الحزب الاتحاي الديمقراطي الأصل مندوبا عن السيد محمد عثمان الميرغني، قائلاً :نقف اليوم لتأبين فقيد السودان بأسره وليس الحزب الشيوعي نشهد للفقيد بالعفة في اللسان والفعل والقول والنضال والصمود في وجه التحديات الكبار، وقاد الحزب في أحلك الظروف في مايو وبعده.

    استفتاء شعبي

    وفي المقابل قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الوطني المهندس يوسف محمد زين هذا اليوم (استفتاء)وأن الحرية التي نضال ومات من اجلها نقد هي (نحن) هذا الحضور النبيل يمثل شرفاء السودان ولا ينبغي له أن ينكسر.

    المزارعون الذين طالما تصدي للدفاع عنهم الفقيد نقد وحمل همومهم في حياته السياسية والفكرية والتنظيمة كانوا حاضرين أيضا في يوم شكره وفي سرادق عزائه وفي تشييعه وقال عبد السلام محمد صالح للمناضل الجسور الراحل محمد ابراهيم نقد اسهامات في العمل وسط المزارعين وطاف على 90% من قرى الجزيرة، وجددصالح مطالبتهم بالغاء قانون سنة 2005

    وفي ذات الاتجاه ذهب القيادي بحزب البعث السوداني، يحيى الحسين قائلا ان الفقيد ليس فقدا للحزب الشيوعي وانما فقد للشعب السوداني ككل، واضاف انه من الرعيل الاول تعامل مع السياسة بجدية وكموقف فكري، وانه يربط العمل بالفكر والفكر بالعمل. واضاف ان ميزاته الشخصية ساعدته في قيادة الشيوعي ، وزاد انه التقاه في السنوات المنصرمة كثيرا والتمس منه حسا انسانيا كبيرا وقدرة هائلة على الدعابة والسخرية.

    داعية انساني

    وفي نهاية التأبين الذي اختتم قبل مغيب الشمس تحدث الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي قائلا في النظام العالمي والوطني ضحايا للاستكبار وعلى الناس أن يعملوا لتحرير أنفسهم من الاستكبار أولا ثم التحرر والحرية، وقد كنت ونقد في شمال السودان جمعتنا المدرسة السودانية التي قدر لها البريطانيون أن تكون بعيدة عن المدن ويعلمون الطلاب بلسانهم الإنجليزي وتقليدهم حتى في الملبس لإخراج جيل جديد واندثار الأجيال القديمة وقدر الله أن أكون ونقد ممن رفض ذلك التطبيع وقد جمعنا هذا الإطار رفضا لإطار الإنجليز الضيق وذهب إلى الشرق من أجل تأسيس إطار جيد يحفظ التوازن في العالم. والتقينا في الجامعة في السنة الأولى ولكنه تعرض لما تعرض له وخرج من جامعة الخرطوم واتجه شرقا وبالرغم من أنني تعلمت غربا فكان بعدنا من أول يوم ليس بالبعد التقليدي. . وجمعتنا مرة أخرى الجمعية التأسيسية لكن فرقتنا مرة أخرى حكومة مايو التي جمعتنا مرة اخري في غرفة واحدة بالسجن كنا نتحاور حوارا عميقا نبدي من خلاله تطورا، الفكر اليساري نفسه بدأ يتطور وتتجلى فيه هذه التطورات وكذلك الفكر الإسلامي الذي ينتسب فيه للسلف المتخلف بدأ كذلك يتطور.
    كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في تأبين فقيد الوطن والشعب والحزب
    Wednesday, March 28th, 2012
    ( ألقاها الزميل يوسف حسين الناطق الرسمي )

    *بداية أقول لك يا رفيقنا العزيز:-

    قد كنت أوثر إن تقول رثائي

    يا منصف الموتي من الأحياء

    لكن قضيت وكل طول سلامة

    قدر وكل منية بقضاء

    *رغم الفقد الجلل، والمصيبة العظيمة، نقول اللهم ألهمنا الصبر. اللهم اجعلنا في زمرة الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.

    *وإذا كان الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، الذي كان الفقيد معجباً بأشعاره ،يقول في إحدى قصائده:-

    إذا الشمس غرقت في بحر الغمام

    ومدت على الدنيا موجة ظلام

    وضاع البصر في العيون والبصائر

    وراح الطريق في الخطوط والدوائر

    يا ساير يا داير

    يا أبو المفهوميه، ما عندكش مخرج غير عيون الكلام

    ويقول أيضاً على سبيل توضيح ما يعنيه بعيون الكلام:-

    العمر ماشي وكل ماشي وله مداه

    وكل شئ له بدايته ومنتهاه

    الشعب هو الباقي حيْ

    هو اللكان هو اللجيْ

    طوفان شديد، لكن رشيد، يقدر يعيد صنع الحياة

    والشعب لما يقول يا أصحاب العقول

    لازم نقيف ونحترم صوت الإله

    حقاً لازم نقيف ونحترم صوت الإله، فإرادة الشعب من إرادة الله.

    فما الذي قاله الشعب السوداني ويتطلب استجلاء “مفهوميته” رغم الظلام وطشاش العيون.

    ماهي دلالة الحضور الكثيف، وغير المسبوق بالملايين في سرادق العزاء؟ وفي استقبال الجثمان في المطار؟ وفي تشييع الجثمان لمثواه الأخير بمقابر فاروق بالخرطوم؟

    ما هي الدلالة لهذه المشاركة الواسعة؟

    إن هذا تعبير مكثف لا تخطئه العين عن رفض الجماهير القاطع للأوضاع القائمة في البلاد على مدى 22 عاماً من الإرهاب والفساد والاستبداد. إنه رفض للشمولية ودولة الحزب الواحد . إنه رفض للسياسات الحربية. إنه رفض لدعاوي التكفير والهوس الديني الخارج من تحت عباءة النظام. إنه رفض للدستور الإسلامي الذي خبر الشعب مراميه في عهد الطاغية نميري وفي عهد الإنقاذ. إنه مباركة ودعم وتأييد لتحالف المعارضة وأجندته الوطنية. وحقاً كما تواتر وساد الهتاف في موكب التشييع المهيب:- “الثورة خيار الشعب حرية، سلام، وعدالة”.

    ومن ناحية الحزب الشيوعي، فإن ما سجله الشعب من حضور كثيف في تشييع القائد الخالد نقد، وهو الرمز للحزب الشيوعي ولليسار عموماً، يعبر في جوهره عن انعطاف جماهيري نحو اليسار، إنه موسم الهجرة إلى اليسار. لقد طبت حياً وميتاً يا رفيقنا وقائدنا الملهَم والملهِم.

    *إن ما حدث من حضور مليوني لجماهير الشعب ، يدل على تمسك الشعب بروحه الثورية الوثابة التي تمجد قيم النضال والصمود والتضحية ونكران الذات في خدمة قضايا الوطن والمواطنين. وما شغفت جماهير الشعب والتفت حول القائد نقد إلا لتميزه بهذه الروح الثورية التي تعبر عن ما يجيش في وجدانها وتطلعاتها. إن قناعات شعبنا راسخة بالضرورة الموضوعية للحزب الشيوعي في مسار العمل السياسي والاجتماعي في السودان ،وخاصة ما يتعلق منه بنصرة قضايا الكادحين والمهمشين والذود عنها في هذا المسار.

    صحيح إن الحزب الشيوعي تحكمه المؤسسية في تنظيمه. ولكن جماهير الشعب في العادة تربط المؤسسة بربانها وحادي ركبها. القائد بالنسبة للجماهير هو الرمز والعنوان. الجماهير تقول الحزب الشيوعي وتعني محمد إبراهيم نقد، وتقول محمد إبراهيم نقد ونعني الحزب الشيوعي.

    والواقع إن هذه ليست المرة الأولي التي تمنح فيها روح الشعب الوثابة المصادمة، شهادة الميلاد والبطاقة الشخصية وكل الأوراق الثبوتيه النضالية للحزب الشيوعي. فمنذ ما قبل الاستقلال ألقى الحزب الشيوعي بثقله في معارك تكوين الحركة النقابية للعمال والمزارعين، ووقف إلى جانب مزارعي جودة في معركتهم ضد أصحاب المشاريع الزراعية الخاصة ودولتهم. وبأثر ذلك تواترت الأشعار والهتافات التي تعبر عن المضمون الطبقي لرسالة الحزب الشيوعي، على شاكلة:-

    يا عمال هللّوا ، ويا زراع كبروا ، في جودة تاني ما في خطر ، الحزب الشيوعي ظهر.

    وطل الحزب الشيوعي مثابراً على الدوام في الدفاع عن حقوق الكاحين والأهالي الغبش والمهمشين في كل أنحاء الوطن.

    *نم هادئاً يا رفيقنا العزيز وقائدنا محمد إبراهيم نقد فان المبادئ السامية التي بشرت بها ، وإن الراية التي رفعت لواءها ستظل عالية خفاقة ترفرف في سماوات السودان ترشد الأجيال جيلاً بعد جيل، وتلهم شباب وشابات السودان إلى طريق النضال السوي من أجل رفعة وتقدم وإزدهار السودان.

    *إن شعب السودان قد اقتنع ، استناداً إلى تجاربه الخاصة عبر السنوات، بجدوى وفائدة ما ظللت تبشر به يا رفيقنا العزيز مع رفاقك في الحزب الشيوعي، وبخاصة:-

    *الديمقراطية مفتاح الحل

    *دولة المواطنة المدنية والدستور الديمقراطي وهو العقد الاجتماعي الذي يجب إن يتوافق عليه كل أهل السودان.

    *الإقرار بواقع التعدد والتنوع القائم في السودان عرقياً ودينياً وثقافياً

    *الأقلية والأغلبية معيار سياسي لا ينسحب على قضايا العقيدة والفكر والتوجه الحضاري.

    *الاستفادة من المقاصد الكلية للأديان في دعوتها للحق والعدل والحرية.

    *التمسك بوحدة قوي المعارضة وجبهاتها النضالية الواسعة، وفق ما يتطلبه واقع التعدد. وقد ظل هذا هو السر الدفين وراء استجلاب النصر لأهداف وقضايا شعب السودان منذ خراب سوبا وقيام السلطنة الزرقاء بعد تحالف الفونج والعبدلاب. وكذلك انتصار الثورة المهدية التي حافظ قائدها الإمام العظيم محمد أحمد المهدي على استقلالية كل راياتها في إطار تحالف جبهوي عريض يوَحد القبائل والطرق الصوفية وقدماء المحاربين في الجيوش شبة النظامية.

    كما ظل التحالف الجبهوي الواسع طريق شعب السودان وقواه السياسية في معارك الاستقلال وثورة أكتوبر والانتفاضة ومقاومة شمولية الإنقاذ.

    *كان فقيدنا يؤكد دائماً أن حزبنا يهتدي بالمنهج الجدلي الماركسي، وأنه حزب يرفض الجمود والانغلاق، وأنه منفتح على مختلف المدارس الفكرية والاتجاهات الأخرى، وأنه يؤصل لطروحاته من واقع السودان وتراثه، وأنه حزب سياسي بين أحزاب السودان يقوم على أساس برنامج سياسي للتغيير الاجتماعي والنهضة الوطنية الديمقراطية، وأنه يناضل ضد الإرهاب كفكر وكممارسة ويلتزم بالتداول الديمقراطي للسلطة.

    *وعلى المستوى الشخصي يا رفيقنا وقائدنا، سجَّل لك شعب السودان ثباتك على المبدأ رغم البطش والملاحقة على أيدي أعداء الشعب والأنظمة الشمولية.

    وقد شمل هذا الفصل من الدراسة الجامعية، وإسقاط عضويتك كنائب في البرلمان مع رفاقك الآخرين، ولجوءك الاضطراري بقرار من الحزب للاختفاء طويل الأمد لمواصلة المسيرة.

    *وكان تواتر الاضطهاد والعسف على الشيوعيين قد دفع الصحفي الاتحادي المرموق، علي حامد، للمطالبة بوضع حد لملاحقة الشيوعيين، فهم أهل فكر ورأي ولهم تأثيرهم الواضح بين الجماهير. وأكد علي حامد أن طريق الملاحقة لن يجدي فتيلاً معهم. فهم لو كانوا جبلاً لكان قد أنهد بعد قوانين النشاط الهدام والجمعيات المحظورة ومؤامرة حل الحزب الشيوعي والمحاكم العسكرية والسجون والمعتقلات. ماذا تريدون منهم بعد كل هذا. ولعل لسان حال الصحفي علي حامد كان يكرر ما قاله من قبل خليل فرح الذي غنى لعِزة السودان وعَزة السودان:

    أكلوا حقوقنا، وزردوا حلوقنا، ديل عايزين دمانا تسيل!

    *لقد واصل فقيد البلاد على مدى 60 عاماً مسيرته النضالية ولم يحد أبداً عن الالتزام جانب الشعب والكادحين بصفة خاصة. كان عطاؤه ممتداً على كافة المستويات : فكرياً وسياسياً وتنظيمياً. ومن بين أعماله البارزة:-

    - الديمقراطية وإنقاذ الوطن

    - الدولة المدنية

    - علاقات الرق في السودان

    - علاقات الأرض في السودان

    *وإذا كان من يواصل النضال بتجرد ونكران ذات، لعدة سنوات يوصف بالصامد والمثابر والثابت على المبدأ، فما بالك بمن يناضل على مدى 60 عاماً وفي كل الجبهات والميادين حتى آخر أيام حياته دون أن تلين له قناة.

    إن هذه هي العبقرية في أسمى معانيها وتجلياتها.

    وإذا كان الشاعر أحمد محمد صالح قد قال في إحدى قصائده:-

    العبقرية لن تحلق في السماء بغير عِمد

    العبقرية لن تنال المجد عفواً دون قصد

    فما أكثر العِمد والمقاصد في السيرة الذاتية لخالد الذكر محمد إبراهيم نقد. لقد كان الفقيد بحق تجسيداً لروح الشعب السوداني العبقرية التي تحف بها الحكمة وسداد الرأي والتسامح وقبول الآخر المختلف من كل جانب. وهذا هو السر وراء ارتباط الفقيد بوشائج قوية وعرى وثقى مع مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني. لقد كانت خطوط اتصالاته مفتوحة دائماً. وظل تواصله الإنساني مع الجميع في كل الظروف حتى عندما يكون مختفياً. وقد كان كل هذا كسباً ورصيداً للحزب الشيوعي يفخر ويعتز به.

    *ومن أبرز جوانب عطاء فقيد الوطن والشعب والحزب، إعادة تجميع وتنظيم صفوف الحزب بعد ردة يوليو 1971 الدموية. وقد ساهم الحزب الشيوعي استناداً إلى ذلك في مسار التراكم النضالي الذي أفضى لانتفاضة مارس/ أبريل 1985 ونهاية حكم الفرد واستعادة الديمقراطية.

    *وأسهم الفقيد مع رفاقه في أن يظل الحزب الشيوعي موحداً ومواظباً على نهجه الثوري، بما رفع من درجة إسهامه في خدمة قضايا الوطن والشعب والكادحين.

    كما أسهم الفقيد في التحضير لمؤتمرات الحزب بما في ذلك المؤتمر الخامس قبل ثلاثة أعوام.

    *يا أرض الوطن، يا أمه العزيزة، بالروح العزيزة، ختالك ركيزة، دايماً باقية ليك:-

    الحزب الشيوعي.

    نعلن الآن أمامكم ، وبالصوت العالي الجهير، أن الحزب الشيوعي سيظل باقياً وموحداً ومترسماً خطى ذات النهج الثوري لسكرتيره الراحل محمدإبراهيم نقد وهذه هي الرسالة التي كرس لها الزعيم نقد كل حياته.

    لقد قالها الفقيد مراراً وتكراراً في وجه الطغاة ، كل الطغاة:-

    نحن لا نعرف درباً غير هذا في الحياة، ومضي مثلما يمضي شيوعي لتنفيذ مهمة

    إنها دوماً مهمة

    ربما كانت لتوزيع بيان أو جريدة

    ربما كانت قصيدة

    إنها دوماً مهمة

    ربما كانت صموداً في الخنادق

    ربما كانت صعوداً للمشانق

    إنها دوماً مهمة.

    *نم هادئاً يا رفيقنا العزيز، فأمثالك لا يموتون.

    فهم البذرة والزهرة في أرض الفداء

    وهم الساحل والبحر وشعر الشعراء

    كلما أظلم ليل فجر السودان في محنته نهر ضياء

    كلما طل دمٌ أينع بستان وثار الفقراء

    وطن حر وشعب صامد في كبرياء

    لم يلن في قبضة الجلاد

    أو أيدي الوحوش الجبناء

    علم الفاشست في تاريخه

    كيف يموتون ويمضون هباء

    العصابات التي تطفو على السطح فقاعات هواء ستولى مثلما جاءت ويبقى الكادحون الأمناء يبذرون الأرض بالورد ويبنون منارات هناء

    *ليت من يبكي عيه ويواسي الثائرين

    مد للحزب يديه لنبيد الغاصبين

    فقد سقطت الرايات الزائفة للشمولية والاستبداد والفساد والتوجه الحضاري الأحادي. وبقيت عالية ترفرف راية الشعب، راية تحالف المعارضة، وراية الحزب الشيوعي بألوانها الطبقية المميزة.

    والثورة خيار الشعب

    حرية سلام وعدالة


    -----------------

    في موكب مهيب.. الجماهير: شيوعيين شيوعيات ..لن ننساك يا نقد؟
    Updated On Mar 25th, 2012

    ** عرمان: نقد زاهد وناسك ومتصوف في محراب الإنسانية أزمنة طويلة عمل وتمنى الخير للفقراء والمحرومين والغلابى من بنات وابناء شعبنا ودخل الى الدنيا فقيرا وخرج منها فقيرا كما يقول المتصوفة..



    ** الأطفال الذين كانوا حضوراً في ذاك اليوم لم (ينوموا قط ولم يغشاهم النعاس) وإنما كانوا يهتفون أيضاً وهم يركضون خلف السيارات التي أغلقت شارع المطار قبالة النادي الكاثوليكي



    الخرطوم: حسين سعد

    قبيل بزوغ فجر أمس الأحد موعد ملامسة الطائرة التي كانت تحمل في جوفها جثمان (زعيم المناضلين) والسكرتير العام للحزب الشيوعي الأستاذ محمد إبراهيم نقد ،كانت حركة الطيران والمودعين والمستقبلين عادية (مثل كل يوم) لكن التدافع الجماهيري (التاريخي) لقيادات الحزب الشيوعي ولجنته المركزية والنساء والكوادر الوسيطة والشبابية والأطفال بجانب جماهير القوي السياسية الأخرى. كان محل أعجاب لكثير من الحضور الذين لم يخفوا سرورهم بالتدافع الشبابي والنوعي لمناشط وفعاليات حزب حاربته الشمولية والطغاة بلا هوادة واغتالت قياداته وشردتهم وأعدمتهم وأغلقت دوره، لكنه خرج حزبا عصيا علي الانكسار والخضوع وتصدت قيادته التي يمثل القائد الفقيد (نقد) رأس الرمح في إعادة تنظيم الحزب عقب مجزرة الشجرة في السبعينات من القرن الماضي أبان حكومة الديكتاتور نميري، التي واجه شهداء الحزب الشيوعي رصاصها بصدور عارية وببسالة لم تعرف الخيانة والانهزام حتي قال شاعر الشعب محجوب شريف (ماشفتوا ود الزين الكان وحيد أمو/ قالولو ناسك وين/ قالولو ناسك كم ورينا شان تسلم).. ثم محجوب شريف أيضا في رثاء القائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ (الشفيع يا فاطمه حي سكتيها القالت أحي).. وأيضاً الشريف المحجوب في الشهيد والمفكر عبدالخالق محجوب: (صدقنى أنا لقيتو امبارح/ لا بحلم كنت ولا سارح/ كان باسم وشامخ كالعادة/ نفس الخطوات البمشيها/ نفس الكلمات الوقادة/ الى ان تنتهي بقوله/ اعدامنا بتقصد اعدام؟/ الموت لو شنقا حتى الموت/ ما هو الموت/ الشعب بقرر مين الميت والعايش مين/ ما ني الوليد العاق.. لا خنتّ لا سراق/ والعسكري الفراق … بين قلبك الساساق/ وبيني هو البندم.. والدايرو ما بنتم).


    نمد أيدينا للجايين:

    أما الباحة الخارجية لمطار الخرطوم شهدت دوي صوت النحاس ورفرفت في سمائه بيارق الحزب الشيوعي الحمراء واللافتات التي كتب عليها (ماشين في السكة نمد أيدينا للجايين) و(حنبنيهوالبنحلم بيهو يوماتي) وهتافات أيضا علي شاكلة (حرية سلام وعدالة)، لكن حضور وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان بلافتاتهم وهتافاتهم المعروفة (أسبيلا وياي) كان محل حفاوة قيادات وكوادر الحزب الشيوعي حيث صافح المهندس صديق يوسف والدكتور الشفيع خضر وغيرهم وفد الحركة الشعبية الذي ضم بعض القيادات، والطلاب الحركة الشعبية بالجامعات الذين حضروا باكرا وظلوا متواجدين حتي وصول الجثمان ومغادرته للمطارالي المنزل ثم من هناك الي المركز العام بالخرطوم (2) ومنها الي مقابر فاروق حيث حيا طلاب الحركة الشعبية وقيادتها زعيم الحزب الشيوعي بملصقاتهم ولافتاتهم وهم يقول له: (وداعا أيها القائد الوطني والمفكر والمثقف القومي) و(ستظل أفكارك متقدة من أجل التغيير). أيضا شكل توافد الصحفيين حضوراً لافتا في هذا اليوم التاريخي للمفكر العظيم حيث كانت كاميراتهم وأقلامهم ومكرفوناتهم تدون كل شي في رحيل القائد الضخم (نقد) الذي قدم للشعب السوداني التنوير والثقافة والفكر وحب الوطن والانحياز للمقهورين، وأمام البوابة الرئيسية للدخول الي صالة كبار الزوار تدافع الصحفيين للدخول لكن السلطات المختصة منعت الصحفيين الذين يحملون بطاقة اتحاد الصحفيين من الدخول لكنها عادت _اي_ السلطات المختصة بالسماح للصحفيين بالدخول بعد تسجيل بياناتهم والصحف التي يعملون بها، عدم الاعتراف ببطاقة اتحاد الصحفيين دفعت بعضهم بالقول (علي الاتحاد ان يبل بطاقته ويشرب مويتها) وداخل مدرج المطار ووسط هدير ماكينة الطائرة الضخمة القادمة من بريطانيا والتي كانت تحمل في جوفها (نعش) زعيم حزب الطبقة العاملة عانق عبد الله شقيق الراحل أهله وتلاميذ شقيقه ورفاق دربه بحزن مكتوم وكذلك فعل الدكتورمحمد سليمان لكن المرأة العظيمة والشجاعة فائزة نقد احتضنت المستقبلين بالبكا والنواح وعندما قال لها بعضهم لماذا البكا يا فائزة ردت قائلة (رحيل محمد وجعني وغلبني).



    رحيل فاجع:

    فائزة ليست وحدها من بكت (نقد) بل بكته جموع الشعب السوداني والعمال والمزارعين والشباب والمقهورين والسياسيين وتلاميذه أيضا. ووسط هتافات (عاش نضال الحزب الشيوعي وحزب الطبقة العاملة) و(خالد.. خالد وقائد قائد يا نقد) شقت سيارة النعش التي كنت علي ظهرها مرافقا أهل المفكر الكبير والزميل حسن وراق بالميدان شقت السيارة طريقها وسط بصعوبة حيث كان سائقها يتوقف أحيانا من شدة الازدحام والجماهير وهتافاتهم الثورية التي شقت صمت ليل الخرطوم الحزين علي رحيل زعيم المناضلين.

    الأطفال الذين كانوا حضورا في ذاك اليوم لم (ينوموا قط ولم يغشاهم النعاس) وإنما كانوا يهتفون أيضا وهم يركضون خلف السيارات التي أغلقت شارع المطار قبالة النادي الكاثلوكي وصبغته باللون الأحمر للافتات والرايات وسط هتافات (شيوعيين.. شيوعيين) حيث ظلت الجماهير تهتف حتي وصول الموكب المهيب الي حي الفردوس، وهناك التقط الحضور أنفاسهم وتناول بعضهم كوبا دافئا من الشاي، أستعداد لاستصحاب (المفكر) الي المركز العام لكن هذه الرحلة هي الأخيرة لـ(نقد) حيث حضر الي المركز العام لكنه لم يتمكن من حضور اجتماع طاري للمكتب السياسي اواللجنة المركزية (جسديا) لكنه سيكون موجودا مع الرفاق (روحاً وفكراً ونضالاً)، ومن المركز العام للحزب الشيوعي خرجت الجماهير التي انضمت لها جموع أخري قادمة من مناطق مختلفة من العاصمة والأقاليم خاصة الجزيرة التي قابلت بعض قيادات تحالف المزارعين الذين ذكروا في حديثهم معي أمس أنهم (قدموا) هذا الصباح من الجزيرة للمشاركة في ألقاء النظرة الأخيرة لكنهم هذه المرة كانوا راجلين من المركز العام الي مقابر فاروق وفي شارع محمد نجيب أغلقته الجماهير تماما وهي تواصل ذات الهتافات لكنها بأكثر قوة وبالها المواطنون والموظفون الذين اطل بعضهم من شرفات مكاتبهم . وهم يلوحون بعلاما ت النصر وبعضهم بالدموع الغزيرة علي رحيل المفكر وزعيم حزب الطبقة العاملة. وفي مقابر فاروق حيث وري الجسد الطاهر وزعيم المناضلين ونصير الكادحين والغلابة انضمت الطرق الصوفية بنوباتها وإعلامها وهم يرددون(الله.. الله.. الله) حيث كان هناك الختمية والأنصار والأقباط والكاثوليك وأنصار السنة المحمدية وغيرهم من الطوائف.وبمثلما وصف غالبية السياسيين والصحفيين (نقد) بأنه مفكر ضخم وقائد وطني غيور وصادق ومناضل ومتواضع قالوا انه أيضا يمتلك روح الدعابة والنكتة وخفة الدم والمرح والتسامح والاستماع الي الآخر.

    رحيل (نقد) الداوي دفع احدي المنقبات وهي حضرت متأخرة عقب انفضاض الموكب وتوجه الجماهير الي الفردوس حضرت الي مباني صحيفة الميدان وقدمت التعازي الي أسرة الصحيفة والي الشعب السوداني وأعضاء وقيادات الحزب الشيوعي في رحيل الزعيم.

    محراب الشعب:

    وفي نعي له بعنوان(نقد:الفناء في محراب الشعب وسباق المسافات الطويلة) قال الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان: رحلوا تباعاً، محمد وردي، محمد الحسن سالم حميد، ومحمد ابراهيم نقد، القادمون من الشمس مملكة الضياء، والنور والخير في الاصل ياتى من عيون الأوفياء، رحلوا وكاني بهم على موعد مشترك نحو رحلة أخرى عند مليك رحيم . ثلاثتهم (محمد ومحمد ومحمد) احبوا السودان مليون ميل بالتمام والكمال وبالاخوة الشريفة، واتت الرياح بعكس ما اشتهت أنفسهم وسفنهم، وكانوا أبناء سرحته الذين غنوا له ولشعوبه جميعا وقد خلقوا من اجل التعارف . أحبوا السودان بأقوى يقين وأزهى حماس وخدموه بكل ما ملكوا من مواهب وحواس، وطاقات وقد عرف ملاك الموت كيف ينتقي أقمار باهرات ونفوس عامرة وزاخرة بحب السودان.

    وتابع (نحن مانزال نكابد رحيل (حميد) ونخوض في بحر فجيعته ويعتصرنا الم غياب صديقنا وأخانا الذي لم تلده امنا محمد الحسن سالم مع ضوء النهار واذا بالاستاذ محمد ابراهيم نقد يتوارى عند مدن الضباب). ووصف عرمان محمد ابراهيم نقد بانه زاهد وناسك ومتصوف في محراب الإنسانية أزمنة طويلة عمل وتمنى الخير للفقراء والمحرومين والغلابة من بنات وابناء شعبنا ودخل الى الدنيا فقيرا وخرج منها فقيرا كما يقول المتصوفة الا من محبة شعبه وعارفي فضله وكان مدرسة خرجت أجيال عديدة ومتواضعا حد التواضع وسريع البديهة خفيف الظل حاضر النكتة.

    وقال ان محمد ابراهيم نقد مفكر خلف بصماته الخاصة واسهاماته في نضال حركة التقدم الاجتماعي في السودان وهو من عصر مجموعة نادرة من المناضلين في سباق المسافات الطويلة لم يتسرب اليأس لنفوسهم منذ أن تسرب الوعي لعقولهم على الرغم من طول المسافة والطريق، ولم يبدلوا تبديلا، في بدايات نضالهم كانوا غرباء وطوبى للغرباء، اعطوا زهرة شبابهم وكامل حياتهم على وجه البسيطة واهدوها لشعبنا دون من او أذى وبذا استحقوا احترام كل المناضلين من مختلف المدارس الوطنية. والاجيال القادمة ستجد في نموذجهم درسا ممتازا في معاني التضحية والفداء والوفاء والانحياز الى صف الفقراء، ودوما فان رايات العدالة الاجتماعية هى انبل الرايات ظلا وتستحق البسالة والتضحية، كما ان الحياة دون قضية لعنة. وان عمر الانسان فسحة قصيرة وعلينا ان نترك الحياة افضل مما وجدناها، مهما طالت المسافات وتباعدت الطرق.

    يمكن القول بكل ثقة واطمئنان ان الاستاذ محمد ابراهيم نقد لم يشارك في جلد الشعب بالسياط كما لم ياكل مال الشعب بالفساد، وحظي بالاعجاب وحقق رصيد عند سودانين كثر لايتفقون مع حزبه ولكن كانت له القدرة على مد حبال الوصل معهم وتلك والله مهارة.

    وردد في البدء والختام أصالة عن نفسي ونيابة عن الحركة الشعبية ورئيسها مالك عقار ونائب الرئيس عبدالعزيز ادم الحلو نتوجه بالتعازي الحارة لأهله ونخص أسرته التى لم تبخل عليه بالمؤازرة طوال حياته نساء ورجال وتعازينا لحزبه الشيوعي والى أصدقائه ولنعمل معا من اجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية والسلام الدائم والتنمية المستدامة، وحق الآخرين في أن يكونوا آخرين، وتوحيد السودان شمالا وجنوبا وحدة بين دولتين مستقلتين . ولنعمل معا من اجل سودان جديد.


    -------------

    للبلد المزيد…
    فقدان الساحة السودانية لمناضل جسور من أجل الديمقراطية
    Wednesday, March 28th, 2012
    بقلم: همد كل (*)

    ما أقسى أن تناضل من أجل الديمقراطية وتجد نفسك مطاردا وهاربا في المنافي أو مختفيا ومنفيا داخل الوطن. كان هذا قدر القوى الوطنية الديمقراطية السودانية وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي السوداني.

    ناضل مع كل القوى الوطنية من أجل استقلال السودان من الاستعمار البريطاني. الحزب الشيوعي السوداني جزءا من النسيج الوطني لا يمكن أن يكابر عليه أحد، ناضل بعد الاستقلال من أجل إرساء الديمقراطية، ووقف ضد القبلية والجهوية، سعى من أجل إشعار المواطن أن مصلحته ليس في نزعات واقع التخلف، بل الانتماء إلى طبقته ليحقق من خلالها مصالحه، فبنى اتحاد عمال قوي وراسخ، الاتحاد النسائي السوداني، اتحاد الشباب، اتحاد المزارعين، نقابات لكل أصحاب المهن الفئوية وغيرها، وفي المجال الثقافي ساهم في المسرح والموسيقى. وفي وقت مبكر ومع القوى الوطنية الديمقراطية نادى في مؤتمر المائدة المستديرة بقيام حكم لا مركزي وحتى لا تتهمش الأطراف ويُمزق السودان.

    مآسي السودان تنبع وباستمرار من الانقلابات العسكرية، كان العسكر يجهضون التطور الديمقراطي،

    ناضل الحزب الشيوعي مع القوى الأخرى من أجل إسقاط حكم (عبود) وكان أكتوبر المجيد.

    جاء انقلاب جعفر نميري حاملا شعارات تقدمية، ونادى بقيام الاتحاد الاشتراكي، وحاول أن يغري الحزب الشيوعي السوداني، لكن موقف المغفور له عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي كان واضحا وعرض على نميري قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية تشارك فيها كل القوى الوطنية الديمقراطية السودانية، وقال لجعفر نميري إن الحزب ليس على استعداد للذوبان في الاتحاد الاشتراكي، ليس هذا فحسب بل أن الحزب الشيوعي في الأصل كان ضد الانقلابات العسكرية، حتى هاشم العطا وانقلابه ورط فيه الحزب الشيوعي بدليل أن عبد الخالق محجوب قبل انقلاب هاشم العطا بشهور قليلة كان قد إلتقى بعضوين من القيادة العامة لجبهة التحرير الارترية وهما المغفور له عبد الله إدريس وتسفاي تخلي، كان اللقاء في حي (بيت المال) بامدرمان تحدث معهما كثيرا، لكن ما يهم أنه أكد أن أي انقلاب قادم لن يكون في مصلحة القوى الديمقراطية في السودان، بل كان يؤمن إسقاط نظام نميري عبر الشارع السوداني.

    عبد الخالق محجوب قال لعضوي القيادة العامة: إننا بصدد تقييم موقفنا السابق من جبهة التحرير الارترية، وإننا الآن ننظر لهذا التنظيم إنه تنظيما وطنيا وسنسانده. لكنه قال:( نخشى إن قوى وتيارات عديدة داخل الجيش السوداني تسعى للإطاحة بنظام نميري، ونحن لسنا مع الانقلابات العسكرية) كان هذا اللقاء قبل انقلاب هاشم العطا بشهرين تقريبا في العام 1971م.

    الحزب الشيوعي السوداني واجه انقساما عموديا في العام 1970م في بدايات انقلاب جعفر نميري، ثم جاءت الطامة الكبرى مع انقلاب هاشم العطا حيث اعدم عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب، الشفيع أحمد الشيخ رئيس اتحاد نقابات العمال وجوزيف قرنق عضو اللجنة المركزية، اعتقلت بعضا من قياداته ولجأ البعض الآخر، وظلت مخابرات جعفر نميري تطارد أعضاء الحزب، كانت تلك ضربة قوية وموجعة وجهت للحزب لكن قواعده وبعض من قياداته ظلت متماسكة وعملت في حدود ما هو متوفر من أجل بقاء وصمود هذا الحزب، هنا في هذا الظرف الصعب تأكدت قيادة محمد إبراهيم نقد للحزب، عمل في الخفاء في ظل ظروف يصعب وصفها، كان قائدا صلبا تحدى نظام جعفر نميري بذكاء وبسالة. العسكر أعداء للديمقراطية، يحدثون انقلابا على النظام الديمقراطي ويعلنون عبر الإذاعة والتلفاز بيان رقم (1) متضمن تعابير براقة وينكلون بالقوى الديمقراطية، وأول ما يمتازون به هو تطوير أجهزة المخابرات والأمن لتحصى أنفاس الناس وتفتح السجون أبوابها لتلتهم كل من يعارضهم، ثم يتراجعون تحت تبريرات تثبت زيف انقلابهم ويتعاملون مع القوى التي انقلبوا عليها والتي وصفوها وأدانوها بأبشع التهم.

    سهل أن تنقلب وتجمع من حولك حاشية تبرر لك كل ما تفعله، ليس صعبا أن تبني أجهزة أمن ومخابرات لتحمي نظامك، لكن من الصعب إدارة دولة، بناء الدولة ليست شعارات براقة هو بناء أمة وبناء اقتصاد، ليس بالعسكر يطور البلد ولا الأمن، بل بالعلم والمعرفة، بخبراء وطنين يسهرون من أجل الارتقاء بالوطن في دولة القانون في ظل الديمقراطية وفي ظل احترام الرأي والرأي الآخر.

    رأيت أول مرة الفقيد محمد إبراهيم نقد في الربع الخير من العام 1967م في مكتب المحامي مرغني النصري في المبنى المقابل لمبنى البرلمان السوداني السابق.

    لم التقي به ثانية، لكني كنت أعرف من سماع لبعض العارفين إن الرجل رفض الخروج من السودان وأصر أن يناضل من داخله.

    في حديث جرى بيني وبين المغفور له السيد محمد سعيد ناود حكى لي قصة طريفة عن هذا المناضل قال لي:( في إحدى الأيام وأنا في الخرطوم وحكم الانقاذ في أشده ـ والحديث لمحمد سعيد ـ جاءني شخص أعرفه من الحزب الشيوعي وقال لي: إن السيد محمد إبراهيم نقد يطلب مقابلتك، فقلت له متى قال لي غدا وحدد لي الزمان والمكان، وبالفعل حضرت وفي ذهني إني ساقابل محمد إبراهيم نقد تحت الأرض كما كان يشاع، وبالفعل جاءني الشخص وأخذني بعربته، وبعد مشوار ليس طويلا للغاية توقف بي وقال: انزل هنا. وتركني وذهب بعربته، كان المكان سوق للماشية وهو مغبر، ودخلت السوق وبدأت أسير بين المواشي وصراخها وأنا في حيرة من أمري جاءني شخص مغبر، وقال لي أنت تريد شراء ماشية؟ وأضاف تعال معي أنا انتقي لك أحسن الماشية، وأنا في حيرتي وهو ممسك بيدي تحركت معه إلى أن وصلنا طرف السوق، وهنا دخل بي في بيت عادي جدا، وقفل وراءه الباب وقال لي أهلا يا أخونا محمد سعيد، وهنا تنبهت وركزت في وجهه وعرفته إنه محمد إبراهيم نقد.

    ربما أطلت الوصف على القارئ لكننا أمام شخصية قيادية صلبة عاش متخفيا فترة حكم عبود، وحكم جعفر نميرى وجزء من حكم نظام الانقاذ.

    مثقف واسع الاطلاع قرأت له باعجاب كتابه:( حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) وهو يعلق على كتاب الكاتب اللبناني حسين مروة بنفس العنوان. حتى فترة الانفراج ظل هذا الرجل يعيش عيشة البسطاء ووهب كل عمره من أجل السودان مدافعا عن الديمقراطية وحرية الإنسان السوداني. رحم الله المناضل محمد إبراهيم نقد.

    أتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لقيادة وقواعد الحزب الشيوعي السوداني، خاصة والشعب السوداني عامة.

    لندن- 24 مارس 2012م

    (*) دبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي اريتري مقيم في بريطانيا.


    الميدان
                  

العنوان الكاتب Date
محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..وداعا الكيك03-24-12, 07:52 PM
  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-24-12, 08:12 PM
    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-24-12, 09:39 PM
      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-24-12, 09:50 PM
        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 05:17 AM
          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 09:16 AM
            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 10:54 AM
              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و البحيراوي03-25-12, 03:55 PM
                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 04:35 PM
                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و عبدالله الشقليني03-25-12, 06:04 PM
                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و عبدالله الشقليني03-25-12, 06:15 PM
                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-25-12, 09:42 PM
                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 05:00 AM
                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 05:09 AM
                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و عاطف مكاوى03-26-12, 05:48 AM
                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 08:45 AM
                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 03:42 PM
                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-26-12, 08:34 PM
                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-27-12, 06:04 AM
                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-27-12, 04:34 PM
                                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-28-12, 04:57 AM
                                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-28-12, 10:11 AM
                                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-28-12, 04:07 PM
                                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-29-12, 05:39 AM
                                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-29-12, 10:58 AM
                                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-29-12, 03:53 PM
                                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-30-12, 11:00 AM
                                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-30-12, 07:16 PM
                                                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك03-30-12, 08:18 PM
                                                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-01-12, 09:00 AM
                                                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-01-12, 08:32 PM
                                                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-02-12, 03:46 PM
                                                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-04-12, 08:52 PM
                                                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-06-12, 10:06 AM
                                                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-07-12, 11:37 AM
                                                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-08-12, 09:50 PM
                                                  Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-11-12, 10:22 AM
                                                    Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-12-12, 07:38 AM
                                                      Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-15-12, 04:36 AM
                                                        Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-17-12, 09:42 AM
                                                          Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-22-12, 04:33 AM
                                                            Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-26-12, 05:48 AM
                                                              Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك04-30-12, 10:14 AM
                                                                Re: محمد ابراهيم نقد ..ابوالوطنية السودانية ..الرجل العفيف النظيف ..و الكيك05-03-12, 04:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de