|
|
 اخر سنوات الزواج الأحادي
|
سألت مجلة الـ "FP" الأمريكية 16 من المفكرين البارزين أن يمدوا بصرهم إلى الأمام ويخبرونا ماذا هناك بعد 35 سنة من الآن، وما هي الأفكار والقيم والمؤسسات التي نعتبرها الآن من المسلمات ولكنها لن تكون موجودة في سنة 2040. وما هي الأنواع المهددة بالانقراض من هذه الأفكار والقيم والمؤسسات التي تعيش بيننا الآن؟
كل من المفكرين الذين تم استطلاعهم رشح فكرة أو قيمة أو مؤسسة للفناء قريبا. وقالوا أنها لن تكون موجودة بعد 35 سنة، وكان ما رشحوه هو: قدسية الحياة، الأحزاب السياسية، اليورو، السلبية اليابانية، الزواج الأحادي، الهرمية الدينية، الحزب الشيوعي الصيني، عوادم السيارات، الملك العام، عيادات الأطباء، ملك انجلترا، الحرب على المخدرات، الإنجاب من دون تدخل، شلل الأطفال، السيادة، الخصوصية.
وخصصت مجلة "FP" ملفاًَ في عددها لشهري سبتمبر وأكتوبر 2005م لنشر مقالات كتبها هؤلاء ليوضح كل واحد منهم ما هو الشيء الذي يعتقد انه سيكون غير موجوداً في سنة 2040 وأسباب اعتقاده هذا. ولأسباب في نفس يعقوب، اخترت أن أنشر هنا رأي المفكر جاك أتالي الذي رأي إن مما سيفني في سنواتنا القادمة: الزواج الأحادي. فإلى مقاله:
SIZE="7">
الزواج الأحادي
قبل 200 عاماً، لم تتنبأ سوى قلة من الناس بتشريع الطلاق، أو بالمثلية الجنسية العلنية، ناهيك عن زواج المثليين جنسياً. وكان الفن التجريدي والجاز أمرين يفوقان التصور. يبدو أن الجمال والقواعد الأخلاقية والعلاقات العــائلية آفة دارسي المستقبل. نتكهن دائماً بشأن مستقبل موازين القوة، والنزاعـات المرتقبة
والتقنيات التالية. ولكننا نتصور أن القواعد الأخلاقية ومفهوم الجمال أمور لا تتغير. لذا ننسى أن نسأل كيف ستتغير مفاهيم الخير والشر، والمقبول وغير المقبول، والجمال والقبح. و لا شك أنها ستتغير.
إن الزواج الأحادي ،الذي ليس سوى عرف اِجتماعي مفيد، لن يعمّر طويلاً، فنادراً ما تم التقيد به عملياً. وقريباً سوف يخسر مكانته، حتى، كمثل أعلى. لا اعتقد أن المجتمع سيعود إلى تعدد الزوجات. بدلاً من ذلك سننتقل إلى مفهوم جديد جذرياً للعلاقات العاطفية وعلاقات الحب. لاشيء يمنع شخصاً من الوقوع في حب أشخاص عدة في الوقت نفسه. إن المجتمع يرفض هذه الإمكانية اليوم لأسباب اقتصادية في المقام الأول – لإتاحة انتقال نظامي للملكية – ولأن الزواج الأحادي يحمي النساء من تجاوزات الرجال.
لكن هذه الأسباب تتلاشئ في وجه نزعات جديدة قوية فالمطالبة المستمرة بالشفافية المدعومة بالديمقراطية والسوق الحرة تُخضع خصوصيات الرجال والنساء لمراقبة أشد.
إن حقيقة الحيوات والشركاء المتعددين ستصبح أكثر وضوحا، وسيُكشف رياء المجتمع. كما أن ازدياد الحرية الفردية بشكل مطرد سيغير إلى الأبد العادات الجنسية، مثلما غيّر معظم المجالات الأخرى. وكذلك فإن ارتفاع قفزات متوسط العمر المتوقع ستجعل من شبه المستحيل أن يمضي المرء حياته بأكملها مع شخص واحد وان لا يحب سواه. وفي غضون ذلك، فإن التقدم التكنولوجي سيزيد من ضعف الروابط بين النشاط الجنسي والحب والتناسل، وهي مفاهيم شديدة الاختلاف. فوسائل الحمل المتوفرة على نطاق واسع أزالت عائقاً كبيراً أمام تعدد الشركاء .
ومثلما تتقبل معظم المجتمعات الآن علاقات الحب المتتالية، فقريبا سنسلم بشرعية ومقبولية حب أشخاص عدة في الوقت نفسه. وسيكون ممكناً للرجال والنساء إقامة علاقات مع أشخاص عدة، سيكون لهم بدورهم شركاء عدة.
وأخيراً، سنقر بأنه من الطبيعي لدى الجنس البشري أن يحب المرء أشخاصاً عدة في الوقت نفسه.
ونهاية الزواج الأحادي لن تتم من دون صراع. سوف تسعى كل الكنائس لحظر ذلك، لاسيما على النساء. ولفترة من الزمن ، سيصمد في وجه التغيير. لكن الحرية الفردية ستنتصر مرة أخرى. وستبدأ الثورة في أوروبا ، وستحذو أمريكا حذوها، وسيتغير رأي بقية العالم في نهاية الأمر. ستكون التداعيات كثيرة، وستكون العلاقات مع الأطفال مختلفة جذرياً، وسوف تدب الفوضى في التدابير المالية، وستتغير طرق عيشنا، والأماكن التي نعيش فيها. طبعاً سيستغرق هذا التغير عقوداً ولكن إذا نظرنا من حولنا ، نرى أنه يحيط بنا الآن. فوراء ريائنا - في الأفلام والروايات والموسيقى – يتضح شكل مستقبلنا.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
تراث
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست