هذاالمقال عبارة عن نُقل بتصرف كبير لمقال بنفس العنوان للكاتب اليمني الساخر عبد الكريم الرازحي نشر بجريدة (الشورى) اليمنية العدد رقم (441) الصادر 29/6/2003م .
في عددها الأخير نشرت جريدة (الثقافية) اليمنية الرسائل التي كان يوجهها القاتل على احمد السعواني لأعضاء شبكة القتل التابعة له يحثهم فيها على إكمال مشوار الإغتيالات الذي بدأه باغتيال الصديق المسالم جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني أواخر العام الماضي . ويطلب منهم ان يسيروا على نفس الدرب ويبدأوا بقتل عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين اليمنيين حددهم بالاسم ووضع أمام إسم كل واحد منهم صورة له أو أكثر من صوره ، كما حدد الأماكن التي يتردد عليها المستهدفون مثل مركز الدراسات واتحاد الكتاب ومؤسسة العفيف الثقافية . وسرد القاتل لأفراد شبكته مجموعة ما أسماه الحقائق الشرعية التي تبرر قتل هؤلاء . وقد لاحظت ان القائمة التي أوردها في رسائله تلك تتضمن تقربيا أكثر اليمنيين مسالمة على الاطلاق ، فالمذكورة اسماؤهم فيها يتميزون عن معظم اليمنيين بعدم امتلاكهم أوحملهم للأسلحة النارية والتجول بها في الشوارع والمركبات العامة ومنهم : د.عبد العزيز المقالح ، سمير اليوسفي ، عباس الديلمي ، عبد الكريم الرازحي ، حسن عبد الوراث ، وجدي الأهدل ، رؤوفه حسن ، عبد الله الدهمشي ، د.ابو بكر السقاف ، أحمدالصوفي ، منصور هائل ، أحمد الحبيشي ، ياسين ناصر ، محمد الصبري ، د.حمود العمودي ، قادري احمد حيدر ، ناصر محمد ناصر ، عبد الرحيم محسن ، جمال جبران ، حزام المحبشي ، وأحمد راجح ، بالاضافة الى قادة أحزاب الاشتراكي والبعث والناصري . ويمكن القول باختصار ان هؤلاء المذكورين هم ابرز مثقفي اليمن وكتابها ومبدعيها وحملة لواء التنوير فيها . والقاتل السعواني في رسائله يحرص على ان يقدم نفسه في صورة القاتل المجتهد , ويتضح من تلك الرسائل ان له مذهب في القتل لم يسبقه اليه أحد من القتله . وهو يعترف ضمناً ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا قد فجرت موهبته وفتقت قريحته وكانت مصدر الهام بالنسبة له بعد أن ألهمته وفتحت له باب الاجتهاد ، الذي ظل مغلقاً منذ زمن طويل . ولأن على السعواني قاتل بالفطرة ومتعطش للدم وموهوب في القتل فقد اجتهد بعد احداث سبتمبر ، وبعد ان أغلقت أمريكا في وجهه جميع الأبواب ، وراح يبحث عن مخرج أو مدخل لاشباع حاجته الى القتل .. وكان ان اجتهد فأصاب وانفتحت له الأبواب . فهو يقول في رسالة موجهة الى أحد اتباعه : "بعد أحداث سبتمبر في امريكا اصبح السفر للجهاد في أماكن أخرى من العالم متعذراً ، الا بصورة نادرة وغير كافية وخطرة ، وليس أشباب الاسلام الآن إلا ان يقيموا الجهاد كل في بلـده . بهذا المعني يقول القاتل ان عليهم ان يجاهدوا في الداخل ويقتلوا من أسماهم الباطنيين (يقصد أهل المذهب الاسماعيلي) والعلمانيين من الكتاب والأدباء والمثقفين ، لأن الذي يجب شرعاً وأولاً في الجهاد هو على حد قوله "مواجهة الأقرب إلينا فالأقرب" ، فالاقربون اولى بالقتل وقتلهم أقرب واقصر الطرق الى الجنة . وهو يستدل بقوله تعالى : (يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين) . والملفت في الأمر في رسائل القاتل الى اتباعه هو هذا الراي الاجتهادي الذي لم يسبقه اليه أحد من القتله الطحاطيح ، اذ يقول في رسالته : "ومثل هذا الأمر كمسألة الزكاة والصدقة عندما تخرج من من منطقة معينة ، فان الأولى أن يستخدم هذا المال في القضاء على الفقر في نفس المنطقة" . وهو يعني بذلك انه وطالما لاتجوز الزكاة والصدقة على الفقراء البعيدين الا بعد ان نتأكد من عدم وجود فقراء مستحقين للزكاة والصدقة يعيشون قريبا منا وبجوارنا وفي بلدنا ، كذلك الأمر فيما يتعلق بالقتل ، فلا يجوز ان نتصدق به على كافر خارج بلدنا ، الا بعد ان نكون قد قتلنا الكفار القريبين منا ، لأنهم أحق وأولى بالقتل من غيرهم . وكما قالوا فإن لكل مجتهد نصيب ، وقال الشاعر : ان القاتل مجتهد في رأي البعض يقتل حباً في الله قياما بالفرض فان أخطأ في القتل له اجر وان اجتهد أجاد أصاب القلب فالقتل صواب وله أجران .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة