الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: محراب الذكريات {7} *************** هلا ذكرت زمانا ظل يسعدنا { 7} =============== في يقيني أن الشكر وجب على كل من سمحت له الظروف لقضاء وقت ببلاد المغرب على تلك الفرصة الذهبية النادرة التي أتيحت للإقامة ولتحصيل العلم من المدن عامة وفاس خاصة .فهي مدينة العلم حقا ، لأنها احتضنت بين جنباتها أول جامعة عالمية عرفت بجامعة القرويين التي أسستها السيدة الفاضلة فاطمة الفهرية قبل أكثر من ألف عام من مالها الخاص ..ويقول التاريخ أن القرويين قد سبق الأزهر الشريف بأكثر من خمسين عاما . بل أن الذين تخرجوا من القرويين ساهموا في تأسيس جامعة الأزهر الشريف . وكانت القرويين ومازالت منارة إشعاع علمي واسع، وقبلة للمستشرقين من أوروبا وغيرها ، وظلت تخرج الأجيال .جيلا اثر جيل من ذلك العهد والى يومنا هذا ..وقد انتفعت بهم بلاد أفريقيا كثيرا من ماضي الدهور كما دخلوا من هنالك بلاد السودان ناشرين العلم والدين، والأخلاق الفاضلة.وقد جذبت فاس في سابق عهدها فحولا من العلماء كابن رشد وابن خلدون وابن الخطيب وابن بطوطة وغيرهم من العباقرة .ولم تتوقف عن فعل ذلك حتى في عصرها الحديث . ودليلنا على ذلك استأذنا العالم العلامة الدكتور / عبدالله الطيب رحمه الله وغيره من العلماء . ومن سكن فاس أو زارها ، لم يشاهد القرويين فقد فاتته رؤية آية من الجمال وتحفة نادرة من المعمار العربي الأندلسي من الرخام الخالص الذي يقوم على ثلاثمائة وستون ركيزة . وكان ثالث اكبر مسجد في العالم من حيث المساحة بعد الحرمين الشريفين..فمن حقنا أيها الأحباب ..أن نفتخر بذلك ، بل يجب علينا أن نفتخر بأننا تلقينا علومنا في ذات المدينة التي تلقى فيها أولئك الفحلاء علومهم ، أو كانوا أساتذة بها . ونشكر الله على ذلك ..فقد قيل ان اقرب الأبواب إلى الله ، باب الشكر ، ومن لم يدخل من هذا الباب فقد باء بالخسران ..وأقسم المولى بقوله { لئن شكرتم لأزيدنكم } وهو قسم أكده بلام القسم ونون التوكيد . فالزيادة واقعة لامحالة لكل من شكر ..فلك الشكر يا الله أن جمعتنا في تلك الديار الجميلة فتعارفنا وتزاملنا وتحابينا وتعلمنا فيها منها الكثير0 ولعل سر وبركة تلك المدينة والتي تسمى في الكتب التاريخية { فاس المحروسة } والتي لم تنقطع منذ نشأتها على يد المولى إدريس الثاني ، وهو بسؤاله المولى عز وجل بضمير صافي نقى في خطبته المشهورة يوم أعلن تأسيسها بين ضفتي نهر فاس بصيانتها وحراستها ، وقد جاء في خطبته تلك : اللهم أنك تعلم أنني ما أردت ببناء هذه المدينة مباهاة ولا مفاخرة ولا رياء ولا سمعة ولا مكابرة ، وإنما أردت أن تعبد فيها ويتلى كتابك فيها ، وتقام فيها حدودك وشرائع دينك وسنة نبيك ورسولك مابقيت الدنيا .اللهم وفق سكانها وقطانها للخير واعنهم عليه وأكفيهم مؤونة أعدائهم وأدرر عليهم الرزق وأغمد عنهم سيف الفتنة وأسباب الشقاق} . نعم أيها الأحباب، أن اله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علم وحتى الحلقة القادمة..لكم الود. **** مختار البكري ولاية نورث كارولاينا الولايات المتحدة

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 02-15-2009, 06:45 PM)