الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: محراب الذكريات {6} *********** هلا ذكرت زمانا ظل يسعدنا {6} ===================== بعد أن وصلت الأخبار من وزارة الأطر ، أن فاس سوف تكون قبلة الجميع ، أصيب بعض الذين كانت رغباتهم البقاء في الرباط والدار البيضاء بشئ من الحسرة ..ومعهم الحق ، فالاول هي العاصمة الإدارية ، والثانية هي العاصمة الاقتصادية والتجارية ، وكلاهما في غاية الجمال والروعة .كما أن معلوماتنا عن العاصمة العلمية فاس كانت قليلة ، فهي فقط عاصمة لأحد المحافظات ، أو هكذا خيل الى بعضنا { يعني زي دنقلا ا وكسلا أو الأبيض أو الفاشر ، أوفي احسن الحالات مدني } . وسألني احد الزملاء:اوع تكون في قطوعات كهرباء هنالك { لأن الخرطوم كانت مدمنة لقطوعات الكهرباء في تلك الأيام }..ولكن بعد وصولنا اختلفت الصورة التي كانت في مخيلة كثير منا ، وأدركنا خطأ تصورنا فإذا المدينة عصرية بكل معنى الكلمة ، في مظهرها وأناقتها ونظافتها وحدائقها الغناء ، وأشجارها الوارفة ، وعمرانها الرائع الجميل وفنادقها السياحية ، وشوارعها المسفلتة جيدا ..ويكفيك منها فقط شارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس ، ومابهما من بهجة الخضرة والماء والوجه الحسن { كفيل بهن أن يذهبن مابك من حزن } فهدأت النفوس واستقرت . وفي خريف ذلك العام – عام 1978تحولت فاس بين عشية وضحاها إلى اكبر قاعدة طلابية للسودانيين بالمغرب ، وتجاوز العدد المائة بقليل ، بعدان كان العدد لا يتعدى السبعتين { أو بالأصح قمر سبعتين } } لان نورهم هو الذي أضاء لنا الطريق . وقبل وصولنا كان الحي الجامعي بظهر المهراز قد أخذ كفايته وكانت هنالك فرصة ضئيلة بحي عين قادوس ، ولكنه كان بعيدا بعض الشي عن الجامعة والمدرجات .وبعد أن قضينا بعض الأيام بفندق الستيام وسافوي وانتقلنا الى عين قادوس والديكورات { المنزل الأخضر رقم 47 } وتبقى بعض الأخوة في فندق سافوي وهم الذين تحدث عنهم الأخ عمر في أحدى مقالاته . وبعد معرفة البلد والمواقع تفرق جمعنا في أحياء المدينة لاننا قررنا منذ البدء أن يكون منزل الديكورات مقرا مؤقت لحين التقاط الأنفاس ..ولكن كان خلال تلك الفترة المركز الرئيسي للتجمع ..وكانت لتلك الفترة اثر كبير في التآخي والتعاطف والمودة وقد انعكس ذلك ايجابيا في حياتنا الطلابية وصلاتنا ونحن بتلك المدينة ..وتلك الصلات مازالت تشدنا من تلك السنين الخوالي إلى تلك البقاع الجميلة . بعد أن أكملنا إجراءات التسجيل في الجامعة وبدأنا حضور المحاضرات ، شعرنا بالاستقرار النسبي وبدأنا في تنظيم حياتنا ، واذكر أن حصيلتنا من { الهدرة } المغربية كانت متواضعة جدا خاصة خلال الأيام الأولى وإن لم تكن معدومة ..تلك عقبة خاصة عند التعامل مع أصحاب الدكاكين ، ولذلك كانت معظم مشترياتنا من المأكولات مكررة وهو ماعرفنا { كنفتير ، مطيشة ، وخبز لزوم السخينة { وهي كانت أكلة زميلنا التوم البشير المفضلة } ساردين ..ولزمن طويل لم نعثر على الشاي الأسود ، وكنا نشرب الشاي الأخضر { الأتاي } مع حليب نستلي الذي أدمنا استعماله لأننا اشترينا اللبن وأتضح أنه غير اللبن الذي نعرفه ..وعرفنا فيما مابعد أنهم يميزون بين اللبن والحليب { طبعا هما كلاهما في السودان أحمد والثاني حاج أحمد } . لقد تعلمنا أخي عمر الكثير منذ خروجنا من السودان ، وفي فترة وجيزة ، وسوف يظل هناك تاريح وذكريات كثيرة لتلك الفترة في انتظار كتابتها وتوثيقها من الخلان ، وستكون إضافة مقدرة في كتاب ذكرياتنا في المغرب . ولقد سررت لإتاحة الفرصة لاستقبال أعداد جديدة من شباب السودان ببلاد المغرب ..ويجب أن تظل البواب مفتوحة للترحال خارج الوطن فقد قيل أن في الأسفار عدة فوائد منها : علم وآداب وصحبة ماجد ، واكتساب معيشة ، فالعلم ليس في المدرجات وحدها ، ومايتعلمه المرء من خارج المدرجات ومن الحياة ومن الاحتكاك بالشعوب والثقافات الأخرى ، أكثر بكثير من ذلك الذي يتحصل عليه من المدرجات وقاعات الدراسة . والطواف بين البلدان ، زيادة في العلم وزيادة في النصاب ..أما من لا نصاب له فكيف يخرج الزكاة كمايقولون . ** وحتى نلتقي في الحلقة القادمة ..لكم منى المنى والأمنيات ***** مختار البكري الولايات المتحدة

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 02-12-2009, 07:19 PM)