الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: محراب الذكريات {5} ************ هلا ذكرت زمانا ظل يسعدنا {5} ******************* بعد إكمال الإجراءات من العلاقات الثقافية بالخرطوم ، وتأشيرات الخروج والتذاكر والتي كلفت الفرد الواحد منا { خمسون جنيها }تأهبنا بكل الشوق ليوم المغادرة والرحيل ..وكان الفرح طاغيا ..وكان الجو معتدلا وعليلا في الخرطوم ..ومن شدة الفرح لم نسترجع أو نتذكر ماتعلمناه من دروس الجغرافيا عن المناخات ، ومناخ البحر البيض المتوسط على وجه الخصوص في ذلك الوقت من السنة . فوصلنا روما وكان البرد باردا ... جدا في ذلك المساء وصعب على أجسامنا النحيلة تحمله...فارتجفنا . ..وكان ذلك أول الدروس العملية ونحن في بداية المشوار الطويل ...ورغم ذلك كانت لنا ذكريات جميلة تلك الأمسية في روما وفي ذلك الفندق الجميل الدافئ . وفي اليوم التالي ذهبنا للمطار لاستغلال الطائرة المغربية للدار البيضاء . وعندما اكتشفنا أن الطائرة سوف تنزل في الرباط قبل الدار البيضاء { كازا } ،قررنا انتهاز الفرصة والاتفاق مع جهات الاختصاص لشحن كل العفش إلى الرباط والنزول بمطار بالرباط ، فنزلنا في الرباط مع ذكريات أخرى جميلة ..ولعل هنالك من الأخوة من هو اقدر مني على وصف ذكريات رحلة روما – الرباط..فهلا فعل ؟ وفي الرباط ..وما أدراك ماالرباط ..بالروعة ..المشهد والشمس قد توارت خلف الحجاب ، كنا نظن أن الرباط من مدن العالم الثالث ..ولكن المفاجأة أنها كانت فوق تصورنا ، من حيث العمران والجمال والخضرة والبهاء ..وأنها لاتقل عن المدن الأوروبية ..وكم كانت فرحتنا عظيمة ، عندما علمنا أن المحيط على بعد أمتار من الفندق الذي نزلنا فيه ، فأسرعنا في اتجاهه ، فظهر لنا بشكله الرهيب ، ومنظره البديع ..فبدأت عقولنا تتزود بمعارف جديدة ..وحقيقة من رأى ليس كمن سمع . ومنذ تلك اللحظات بدأنا نزيد مع كل يوم جديد، لحصيلتنا ومعرفتنا ومعارفنا ، وقضينا أياما قليلة في الرباط مابين الدهشة والحقيقة ..ولكنها كانت جميلة أكملنا فيها الإجراءات بوزارة الأطر بعد توثيق الشهادات بواسطة الأستاذ جعفر محمد عثمان ،المستشار الثقافي السوداني آنذاك . وعندما طلب منا تحديد الرغبات ، لم تكن هنالك أمامي مشكلة في الاختيار ..فقد كانت فاس هي قبلتي من قبل أن أغادر السودان ..وحزنت عندما أخطرني الأخ/ التوم البشير أنه سمع أن هنالك طالبين فقط اختارا فاس ، ورغم أنني بفاس الآ أن مصدر حزني هو مفارقة تلك الرفقة الطيبة ..وعندما جاءت النتيجة بتوجه كل الرفاق إلى فاس ، اكتملت سعادتي وبفضل وجودهم في فاس تحصلنا على تلك الأيام الطيبة والذكريات الخالدة . وفي الرباط وخلال تلك الأيام لنا ذكريات كثيرة آمل أن يتناولها أحد الأخوة بالشرح..كما أرجو أن أتعرف على أسم ذلك الصديق الذي اختار فاس ..ولماذا اختارها ..على أن يضيف بشرحه مزيدا لحلاوة تلك الأيام . والى الحلقة القادمة ..ونحن بفاس الماوراها ناس ****** مختار البكري الولايات المتحدة