الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: رمضان فاس بين الأمس واليوم لاشك ان مدينة فاس اليوم قد افتقدت الى الكثير من المظاهر الرمضانية التى عاشها جيل من الطلاب السودانيين في سنوات السبعينات والثمانينات خاصة في إحياء فاس الشعبية ومدينتها القديمة، وذلك بسبب التوسع العمراني والعصرنة التى عرفتها المدينة في السنوات الأخيرة ، والنزوح السكاني إلى المدينة من مناطق كثيرة من المغرب ، مما افقدها الكثير من حيويتها وغياب العديد من العادات الرمضانية الخاصة التي اشتهرت بها تلك المدينة الروحية . في ذلك الزمان كانت النسوة يجتمعن على سطوح المنازل بالمدينة العتيقة حيث القرويين والمدارس القديمة والخلاوي القرآنية والزواية التيجانية ، في انتظار رؤية الهلال ليطلقن زغاريد الفرح والترحيب بالضيف المحبوب ، وعند بدء شهررمضان ، يبدأ المسحراتي { النفار } مهمته الجميلة بالتجوال في شوارع المدينة إلى وقت السحر يطرق على الطبل أو يستعمل المزمار . مائدة إفطار أهل فاس خلال شهر رمضان تبدو اشبه بلوحة فنية ، يبدعن فيها ربات البيوت ، فكم سعدنا في ذلك الزمان بدعوات الأسر المغربية{ من الجيران وأهل معارفنا من أصدقائنا الطلاب } لنا معشر الطلاب السودانيين ، فتجد في المائدة ، السلو ، والشباكية ، والزميته والفراشل ، والتمر المحشو باللوز والغريبة وكعب الغزال والحريرة والعصائر بأنواعها المختلفة ، ومن ثم تأتي الوجبة الرئيسة من لحوم ودجاج والبسطيلة . وكانت وجبة السحور مميزة في مدينة فاس ، فهي وجبة خفيفة من الخبز المقلي والبيض والرايب والجبن والحليب والملاوي . وكان هناك تقليد جميل للأسر المغربية في فاس ، حيث يتم تناول الفطور الأول في بيت كبير العائلة جماعيا وذلك بقصد تمتين العلاقات الأسرية ، وكانت الأسر تستغل ليالي رمضان الطويلة ، لتبادل الزيارات بين الأسر ، كما كنا نفعل نحن الطلاب السودانيون بالقيام بزيارة بعضنا بعض وقضاء لحظات جميلة من السمر السوداني ، فقد تعودنا ألا نذهب الى النوم إلا مع اقتراب آذان الفجر ، وكانت شوارع المدينة أشبه بالمهرجان ، فقد كنا نتجول في أنحاء المدينة لحضور السهرات في المقاهي والمطاعم ، والتنزه في حدائق المدينة الجميلة . بالتأكيد ان كل من درس في فاس أو زارها في شهر رمضان يحمل في ذاكرته لحظات رائعة ومشاهد لاتنسى ميزت فاس دون غيرها .

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 09-13-2008, 01:36 PM)