الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: رحلة العمر ..وحلم السنيين {3} ********************* جولة في دروب فاس =========== كنت مصرا على السير مترجلا من البطحاء في المدينة القديمة الى ظهر المهرازحيث الحي الجامعي .وقد تحقق ذلك خلال ثلاثة |أيام ..أنتهى بي المطاف في اليوم الأول عند هوتيل فاس ، وفي اليوم التالي عند حي الليدو واليوم الثالث عند ظهر المهراز .مررت بالملاح حيث الأزقة الضيقة وزحمة الناس والأسواق الجميلة وبعد تجاوز قصر الملك ، وقبل أن أطرق الباب عند3 شارع البحرين ..مربمخيلتي شريط طويل لأيام خلت حيث كان يقيم الأخ الصديق / مصطفى أحمد عبدالرحمن ، والأخ العزيز كمال ميرغنى، طوال سنوات اقامتهما في فاس . فأستقبلني اللأخ / عبدالله حسين واحسن أستقبالي ، وأخبرني أنه خلف الأخ / أمين عبيد في ذلك الموقع ..وتحدثت له عن بعض ذكرياتنا بين جدران ذاك المنزل الصغير ، واخطرني أن العنوان تغير إلى 35 شارع للاحسناء – لافياط – فاس . ثم توقفت قليلا عند سينما إمبير المطلة على شارع الحسن الثاني ، ودخلت المكتبة التي كان الأخ مصطفى يشتري منها جريدة الشرق الأوسط بانتظام. ووقفت أمام جزارة الافياط المطلة على ساحة فلورنسا والتي تغير وجهها بعض الشئ . ومن هناك توجهت لدار استأذنا ، اسـتأذ ألأجيال العالم العلامة الدكتور عبدالله الطيب والاستاذة كريزلدا ، والأخ ادريس مصطفى وشقيقته فادية مصطفى ، تذكرت الكثير والذي يستحق المناولة والكتابة في مقبل الزمن . وعدت لأواصل مشواري الى هوتيل فاس ،وقد رافقتني الكاميرا خلال هذه المشاوير وسجلت تلك اللحظات والمواقع . وفي اليوم التالي بعد أخذ الصور المناسبة أمام هوتيل صوفيا ، توجهت الى المركز الثقافي الاسباني ...ذلك الموقع الذي أقامت فيه جريزلدا عددا من المعارض الفنية التشكيلية ثم واصلت مشواري عبر شارع محمد الخامس . وشربت حليبا باللوز في ذلك الموقع الذي كان الأخ الحبيب بدوي السباعي يتردد عليه كثيرا . وكان من الزبائن الدائمين . ثم عرجت على مقهى ال 24 ساعة ، المشهور لدى الطلبة السودانيين . وبعد المارشي وهو السوق المركزي للخضر والفاكهة ، مررت تحت عمارة الدكتور حمدي الصباخي ، ثم جلست في مقهى محمد الخامس المطل على ساحة محمد الخامس ، وتناولت كوبا من الأتاي قبل الوصول إلى فندق ومحطة الستيام . وهنا في هذا الموقع وطأت أقدامنا أول مرة أرض فاس . وفي ساحة الأطلس والتى طرأ عليها قليلا من اللمسات الفنية ، حرصت أن آخذ صورا لموقع الطاكسى الصغير ، كما يسمونه ، ولموقع عربات الكارو والتي لها قصة ظريفة سوف اسردها عندما تسمح الظروف . ومن ذلك الموقع أطل هوتيل الأطلس حيث كان يقيم لبعض الوقت الأخوة الأعزاء : مزمل بخيت ، ومحمد عثمان الشايقي .. ومن هنالك تعرجت لالقي نظرة على الغرفة التي كان يقيم فيها الخليل / سيف الدين عبدالله – ابو العائلة – والأخ اسماعيل على عباس . وكان للأخ سيف ذكريات جميلة بين مثلث حي الزهور ومحطة الغالي ومنطقة سوق نمرة 2 ..طغت بظلالها على ذلك الموقع . ومن هنالك عبرت طريق صفرو الى حي الليدو . وكما تعلمون مع كل خطوة أخطوها وكل موقع قدم ذكرى وذكرى حبيب . وفي الليدو كان الملتقى ..تفقدته طولا وعرضا ..المقاهي ، الدكاكين .. الجزار ، الخضرجي ، الهاشمي ..استديو عمر . ، شارع المقبرة الأوروبية .. الجيران .. منزلنا بالليدو ، ومقابلة عبدالرحيم ودحبوبة ، اما بدرالدين فقد سافر لأوروبا ..وحبوبة سافرت للناظور قبل وصولي بفترة بسيطة .وقد كنت أحسكم وأتخيلكم معي أيها الأحباب فردا فردا . وفي منزل شقيق حبوبة ، احتفل بمقدمي ، عبدالحكيم ابن أخت حبوبة ، وحشد لذلك أبناء وبنات الحي ، وقضينا لحظات حلوة وأخذنا الصور التذكارية . وقد حضر معي ذلك اللقاء الأخ الكريم المناضل الجسور / عبدالخالق طه الملك . وقبل التوجه الى ظهر المهراز ، توقفت على أعتاب الدار التي كان يقيم فيها الأحباب : الشيخ قسم الله ، ومصطفى ابو ادريس ، وكامل ، والمرحوم نوح محمد حسن ، والأخ محمد اسماعيل حمدون الذي يعمل حاليا بالأمم المتحدة في مدينة نيو يورك . ثم توقفت في مقهى الشريف الهاشمي – وفيه تقابلت مع أحد الطلبة السودانيين وهو أحمد الرضى جادالله – وهو المقهى الذي كنت أقضي فيه بعض الوقت أيام الامتحانات . ومن هنالك سلكت الطريق المؤدي للجامعة والذي مشيناه مئات المرات ذهابا وإيابا قبل عقد من الزمان . وقدمي تطأ الطريق يتخيل إلي أنها وطأت ذات المكان بالأمس القريب . وشعرت وكأنني لم أغادر المدينة طوال كل تلك السنوات ...حتى الوجوه هي نفس الوجوه ..وأنا لست بالضيف ولا المغترب ..ولا نشعر بالغربة ونحن في أحضان فاس ..فهي مدينة ليست ككل المدن .. وفي الحي الجامعي تذكرت تلك الوجوه الفاضلة التي استقبلتنا هنالك ونحن في بداية أيامنا الأولى ، الأعزاء : سيف الدين عيسى مختار ، عادل الزين ، الطيب محمد نور ، محمد عثمان الأمين ، انس الشيخ ، عز الدين المهدي، وشاهدنا هنالك المسلمي الزين ..وتذكرت في ذلك الموقع دفعتي ، دفعة 1978 بكل حجمها الكبير وتأثيرها الواضح في شتى المجالات الجامعية ، تلك الدفعة التي أنجبت اليوم : قضاة ، ومحاميين ، ومستشارين ، وأطباء ودكاترة ، ومهندين ، ودبلوماسيين ، وعلماء نفس ، ورأسمالية وطنية ، ومزارعين ، واقتصاديين ، وصحافيين ، وشعراء وأدباء ، وإداريين ، وهلم جرا . تفقدت الحي الجامعي وتوجهت بنظري شرقا حيث كان يسكن الأخوة : الصادق محمدنور { عجورة } وسنادة وزملائهم من وزارة التعاون السودانية ..وليس بعيدا منهم ذلك المنزل الذي يخص الأخت ليلى رفيقة الأخ سيف الدين عيسى وأسرتها ، والذي زاره الدكتور عبدالله الطيب يوما ما ...وزرت الإدارة والمدرجات والمكتبة وكلية الآداب والشريعة وفي المكتبة تقابلت مع بعض الأخوة الطلاب من السودان . وقد سمحت لي الظروف بتسجيل زيارة سريعة لهم في حي زازا ..ومازلت أذكر ماتجود به الذاكرة من الأسماء : الحسين عبدالله عباس ، و الطيب آدم ن محمد ، ومعاوية ابو الفيض ، الشريف على جاد السيد ،وطارق حسن عبدالله ، ومحمد التيجاني محمد الأمين ، وصلاح عباس ، .... والعتبى لمن فاتني ذكر أسمه ، ونسأل الله أن تجمعنا بهم الأيام الطيبة والليالي الجميلة . فقد اسمعوني الفنان مصطفى سيد أحمد واغنيته : كانت الأيام بتمضي حلوة ريانة ومسالمة ......وكأنهم قصدوا تذكيري بتلك الأيام الحلوة الجميلة التي خلت . وفي الرباط قضينا أوقاتا جميلة وطيبة في منازل الأخوة : عمر عبدالسلام ، وعبدالله صالح ...وسالت عن الأخت جلاء محمد عبدالرحيم ،وأخطروني بأنها ذهبت مع صديقتها للريف . ومن الرباط توجهنا إلى الدار البيضاء ، ومنها غادر الوالد الدار البيضاء إلى السودان ، وغادرت أنا بعده إلى أمريكا . ولقد كانت الرحلة في نظر الوالد ، تحفة من الله سر بها كل السرور. وأتمنى أن تجمعنا معكم الأيام القادمات بأرض المغرب المعطاة ، ويسعدني أن أهدي شذى تلك الرحلة لكم جميعا ، وفاء وعرفانا لصداقة حقة ولأيام خالدات ..وأملي أن تكونوا محفوفين بالخير ..وأن تكون أيامكم رفاء سخاء ولميراث الحضارات الوفرة ، والأمن والأمان...ولكم صدق حبي والوداد . مختار البكري ولاية نورث كارولينا الولايات المتحدة