الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: سالوني عن حبي ..لبلاد المغرب {ا} ثقل عبدالله الطيب ******** سألنى صديق عزيز عن سر ذلك الحب المتأصل للسودانيين من خريجي الجامعات المغربية لتلك البلاد ، وعن خصوصية العلاقات الراقية والصلات الطيبة التى تجمعهم ..فكان ردي أن للأمر مسبباته ودوافعه وإن جاز لي أن أحصيها ، أود ذكر بعضها فقد يكون منها الصفات أو أذكر بعضها فقد يكون منها الصفات الحميدة للشعب المغربي ..والبيئة الأكاديمية التى زودتننا بأفضل العلوم والنخبة المنتقاة من الطلاب ثم الموقع الجغرافي لبلاد المغرب . ففي عام 1978 ، عام قدومنا للمغرب ..ابتدعت الدولة نظاما جديدا للتعليم الجامعي ، قصد منه أن يكون منهجا مدروسا وتخطيطا ومركز و نافعا ، يؤهل لمستقبل مشرق وضاء ويربط المنهج بالبيئة ومتطلبات المجتمع والحياة . وقد كان امتدادا لمسيرة المعرفة التي اشتهرت بها المغرب ، فكان حظنا أن نسلك طريق الذين سبقونا على مر الدهور والقرون ، تحصيلا للعلم النافع من ذات الينابيع العذبة التي ارتشفوا منها علومهم ومعارفهم ، وكنا أحد عطايا ذلك البلد الرائع الجميل . وكان من ضمن مقومات النجاح للمنهج التعليمي الجديد إستقطاب وفتح الباب لأستاذة من خارج البلاد ، أتوا من السودان ومصر وإيران والعراق وسوريا وفلسطين وغيرها . فانضموا لزملائهم المغاربة مكونين بذلك المزج قمما في العلم والمعرفة ..فمنحونا من صادق علمهم وجهدهم وخبراتهم مما أنار لنا السبيل . وقد كان ممثل السودان وسط ذلك الجمع من العلماء ، الأستاذ عبدالله الطيب ، وقد وجدت المغرب في شخصه ماتمنت . وقد كنا نشعر بثقل وجوده هنالك حتى من خلال معاملاتنا مع إدارة الجامعة والحي الجامعي ، تقديرا منهم لاصطفائه لجامعتهم من بين عدة جامعات أخر . فالجامعات العريقة تتباهى وتفتخر عندما يكون من بين هيئة علمائها شخصيات مرموقة . فقد كان إبن المبارك يقول : إني لااعرف بعد مقام النبوة أفضل من مقام العلماء . ولاشك مطلقا في أننا سوف نقرأفي تاريخ فاس الحديث ..أن الدكتور العالم العلامة عبدالله الطيب قد أقام في هذه المدينة وخلق فيها اثرا عظيما كما فعل في سالف عهدها التليد فطاحل العلماء . **** أما فيما يتعلق بأبناء السودان الذين جذبتهم السمعة الطيبة للدراسات الجامعية ، والخلق السمح للسابقين من الطلاب ، فقد جاءوا من كل حدب وصوب ..من السودان ومن جامعات تركيا ورومانيا واسبانيا وانجلترا ومصر وليبيا ..فالتقوا جميعا في تلك الربوع حاملين معهم تطلعاتهم وتجاربهم وخبراتهم ومواهبهم ، وكونوا أسرة واحدة متجانسة متكاتفة . وكانت كلمة السر ومفتاح القلوب للصداقات والحب الصادق . ولم يكتف الذين تعاقبوا من الطلاب على المغرب باكتساب العلوم النافعة فحسب ، بل تداخلوا مع أفراد الشعب المغربي أخذا وعطاء . وهذا يقودنا للحديث عن شعب تلك البلاد والذي وجدناه شعبا فاضل الأخلاق ، كريم السجايا ، مثل في الضيافة والترحاب و التسامح والتواضع والتقشف الصوفي الأصيل . ولاعجب فبلادهم منبعا لأعرق الطرق الصوفية ، والتي أقاموا بها جسرا من التعرف والتواصل والمودة بين بلادهم وبقية الدول والشعوب . ونمت بيننا وبين هذ الشعب الطيب علاقات حميمة استضافونا في بيوتهم وفتحوا لنا قلوبهم وأكرمونا ايما إكرام ، توج بعضها بالمصاهرة وإنجاب الذرية الصالحة ، والتي ولله الحمد والفضل أرانا فيها الوعي والبصيرة وأننا لنأمل أن يكون لجيلهم دورا بارزا في التواصل وتقوية العلاقات بين شعبينا في مقبل السنين والدهور . وإننا لنذكر هنا بكل التقدير والعرفان تلك الأفواج من العلماء المغاربة الذين حلوا بأرض بلادنا طوال القرون والعقود الماضية حاملين معهم نور المعرفة والعلم والأخلاق الفاضلة ..فأنتشر بجهدهم وتضحياتهم نور الإسلام الساطع وصفاء الطرق الصوفية والمذهب المالكي . مختار البكري نورث كارولاينا الولايات المتحدة ****** الدكتور الراحل / عبدالله الطيب