الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: الغرفة 478 قد يبدو هذا العنوان غريبا, ولا يحمل أي دلالة ,ولكنه يلخص و يحمل سر حياة عاشها إخوة من بلاد وأوطان مختلفة . كانت الغرفة في الطابق الرابع بالحي الجامعي بظهر المهراز , لا تتجاوز مساحتها 20 مترا, بها أربعة أسرة. ولكنها لم تكن تضيق عن احتواء جزءا من قارة إفريقيا وآخر من آسيا كنا أربعة : مسلمي الزين موسى من السودان(أول طالب سوداني بفاس) – وطلال العزاوي من العراق (أول طالب عراقي بفاس) – ويوسف من تشاد(أول طالب تشادي بفاس كان بمثالة سفير لبلاده التي لم يكن لها سفير في المغرب وكان زوج أخته السفير بالجزائر يكلفه بصرف المنح للطلبة اتشاديين مع رعاية شؤونهم . كان الأخ طلال يأخذ منه الدولار ليسلمه لأخيه الطبيب بصفرو ويعطيه الدرهم, لأن الطبيب كان يسافر سنويا إلى رومانية ليزور أصهاره فكان يحتاج إلى الدولار الذي كان سببا في طلاقهما في النهاية ) –وعمر حيمري من المغرب نتقاسم الغرفة 478 ونطلق عليها اسم (الأفرو أسياوي ) لم يكن أحدنا يشعر بالغربة الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية . لم يكن لاختلاف الأوطان أثر على تعايشنا وانسجامنا إلى درجة الأخوة في الله , ومن يومها علمت أن الساسة هم الذين يفرقون بين بني البشر لمصالحهم الدنيئة ,ولخبث في سريرتهم جبلوا عليه , كان كل منا يفعل ما يحلو له ,ويدخل متى شاء, ويخرج متى شاء, يقول رأيه بحرية ولا يتلقى من مستمعيه إلا الإعجاب والتقدير لرأيه . كنا في بداية الأمر نختلف فقط حول الشاي إذ كنت أحبذ الشاي الأخضر (هو ما يشرب في المغرب) وكان الإخوة يفضلون الشاي الأسود,(وهذه أيضا من فعل الاستعمار فهو الذي عودنا شرب الشاي ليكسب من وراء ذلك ) ولكن سرعان ما تخليت عن عادة الشاي الأخضر وتشبثت بالشاي الأسود.لم ينه الأخ يوسف السنة معنا لأنه فضل السكن خارج الحي (كان متزوجا وربما التحقت به زوجته ). سكن مكانه الأخ مغراوي يحيى من المغرب . كانت الغرفة 478 تستقبل باستمرار الإخوة من سوريا أذكر منهم الأخ أغا نذير (المؤذن بالحي الجامعي) من سوريا والأخ عدنان والأخ بسام من سوريا ، والأخ فاروق من الأردن كان كلامه كله ابتسامة ومحبة. من أطيب خلق الله, لم نعرف أنه ضابط في المخابرات الأردنية, إلا بعد أن أنهينا الجامعة , وما علمنا عليه من سوءوكم أتشوق إلى أخباره .أما الإخوة السودانيين الوافدين لأول مرة إلى المغرب فكان لابد أن يمروا بالغرفة 478 من أجل الاتصال بالأخ مسلمي وربما الاستفادة من تجربته , لم نسأل يوما أحدهم عن سبب زيارته, بل نضيفهم بالشاي الأسود بالغرفة ونتناول سويا طعامنا بالمطعم الجامعي .كان الأخ مسلمي بتكفل بالتسجيل لمن يريد الدراسة بفاس, وينسق مع إخوة الرباط, حتى يسهل مأمورية الإقامة والتسجيل لمن يريد الذهاب إلى الرباط .بعد مدة سافرت مع الأخ مغراوي إلى الرباط ففوجئنا ببعض بالإخوة السودانيين المقيمين بالرباط (حي المحيط) ولم يكن لنا معهم سابق معرفة , يزوروننا ويضيفوننا , وكانوا يعرفون عنا أكثر مما كنا نتوقعه, ويكنون لنا من الاحترام والمحبة ما لا يمكن أن تصوره , ويطلقون على غرفتنا 478 اسم (سفارة السودان بفاس) (يتبع إن شاء الله)

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 08-12-2007, 11:29 AM)