الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: وداعا أيها الطيبون ..وداعا أيتها الطيبات لقد فتق الحزن أكمام شاعرية الشاعر الراحل اسماعيل حسن في قصيدته الحزينة [ حد الزين ] والتي كتبها في لحظات حزن عميق بعد لحاق أمه بأخته إلى الرفيق الأعلى خلال عام واحد، فنطق بشعر هو نفثات صدر متألم فقال من ضمن قال : فراق واحد يقتل الزول وكيف يامة أنتو إتنين وواصل حزنه خلال قصيدته تلك إلى : عليكم الله ..تشيلوا سلامي كتير تصروه في أطراف كفيناتكم تودوه لحد الزين بنية شيخنا اسماعين فما أصعب الفراق ، وماكان لنفس بالفراق تطيب ، وهانحن فقدنا مايربو على الأربعين من خليل وصديق وحبيب ورفيق ..وهو عدد هائل وكبير فمن حق العين أن تدمع ، ومن حق القلب أن يحزن فإنها دموع الرحمة كما وصفها المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم . وقد قال العلماء أن الحزن يولد كبيرا كالجبال ولكن من فضل الله على عباده يضمحل حتى حجم الحبة الصغيرة ، وذلك حتى لايموت الناس حزنا وكمدا ، ولتجري سنة الله في خلقه ، وتتداول الأيام بين الحزن والفرح والضحك والبكاء والعسر واليسر ، وتبقى في النهاية الذكرى حية متقدة مابقيت الحياة . لقد جدد رحيل الأخ صلاح التوم الأحزان ، وأطل الحزن من جديد ورأيت أنه من الوفاء أن أرفق مع هذه الكلمات مختطفات من رسالتي التى بعثت بها للأخوة في جمعية خريجي الجامعات والمعاهد المغربية ، بمناسبة { ليلة الوفاء } تلك التى اقاموها وفاء وعرفانا للذين فقدنا ، وقصدت بهذا أن نعزي انفسنا ونعزي بعضنا البعض ، كما نعزي أسرهم واحبابهم ، ولنؤكد أن الراحلين هم في ذاكرتنا مابقي لقلب خفقان ، فهم جزء من تاريخ حياتنا في هذه الدنيا ، وكانوا خلاننا في سنوات الرفقة التى لاتنسى....فقلت يومها : استطيع أن أقول صادقا أننا فقدنا برحيلهم نجوما ساطعة وبدورا غابت قبل تمامها ...وما أبلغ قول الشاعر حين قال : ماكنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تغور كان لكل واحد منهم شخصيته المميزة المحبوبة ، أثروا نصيبنا من الصداقة ، وكانوا لنا نعم النصيب ..التقت دروبنا في أرض المغرب المعطاه فمنحونا حياتنا وودادا وألفة وجمالا وعمقا .وكانوا من أعز حصادنا وأفضل أيامنا الراقية . وسوف تظل ذكراهم في وجداننا وفي نفس كل واحد منا ..ولأسرهم وأحبائهم وأصدقائهم ومعارفهم نقول : نحن شركاء في الحزن والفقد وألم الفراق ، واصبروا إن الله مع الصابرين . اللهم أنهم سبقونا للقائك وهو حكمك المثبت في أم الكتاب ، وحلوا بجوارك وأنت أهل الرحمة والمغفرة ، وأنت ارحم الراحمين ، فتولاهم يارحمن يارحيم مع زمرة الأخيار { دعواهم فيها سبحانك اللهم ، وتحيتهم فيها سلام ، وآخر دعواهم أن الحمدالله رب العالمين } ولايفوتني أيها الإخوة ، قبل أن أختم موضوعي هذا ، وقد مضت السنوات ، وفصلت المسافات بيننا وبين رفقاء الدرب ، أصدقاء المغرب ، وخلال هذه الفترة فقد بعضهم نفر كريم من الأقارب والأحباب والأهل ، لا يفوتني أن أعزيهم وأعزي كل من فقد عزيزا أو صديقا أو حميما ، ونسأ ل الله لهم الرحمة وجنات الخلد ، وسلام عليهم وهم في مراقد الجنان . مختار البكري ولاية نورث كارولاينا .. الولايات المتحدة