الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: وداع للذي سكب في دواخلنا الفرح ...وداعا أخي صلاح التوم .. بمناسبة أمسية الوفاء تلك التي أقامها الأصدقاء بالسودان وفاء وتخليدا للذين فقدنا ممن التقت بهم دروبنا وجمعتنا بهم تلك الديار الحبيبة ، بعثت ببعض الأسطر للإخوة في السودان تعبيرا عن دواخلي وحزني العميق لذلك الفقد الكبير ، ولم يرد بخلدي يومها أن الأخ صلاح التوم هو الذي يتأهب للقاء المولى عز وجل ..ويسرع الخطى لملاقاة ومعانقة تلك الكوكبة من الأصدقاء والأحباب الذين سبقوه واستقروا في مستقر الرحمة ، حيث لا محيد عنها , ولا زوال لها في جنات النعيم المقيم بإذن الله ، وكان الأخ صلاح يتمثل موقف سيدنا بلال عليه رضوان الله وهو على أعتاب الموت وفي لحظات حياته الأخيرة وأهله وزوجته يغمرهم شعور حزين وأسى دفين ، وهم يرددون : وأسفاه على بلال، وهو يردد بعدهم : وافرحتاه ..واسعداه على بلال ... وغدا نلقى محمد والأحبة . لقد سجل سيدنا بلال، بذلك حقيقة ساطعة ، وهي أن الخلة الصادقة لن تنطوي بانطواء صفحة الحياة في هذه الدنيا ، وأنما تبقى حية متقدة ، وكنز لايفنى . لقد صعد بنا خبر وفاة الأخ / صلاح قمة الحزن مرة أخرى ، ولامس رحيله المفاجئ ذلك الجرح الرطب . فصلاح كان أحد رموزنا التي لا تخطئها العين ، وهو من الذين تعلمنا منهم كيف أن يحيا الإنسان من أجل أخيه الإنسان ...تعلمنا منهم بث الفرح والمسرة وسط الآخرين ..تعلمنا منهم معاني الصمود و الإنجاز ، وكيف أن الناجحين في الحياة استهانوا الصعاب وحققوا آمالهم بالصبر وهزموا المستحيل بالعزيمة والإقدام والتواكل . كلن أخي صلاح صادقا في محبته للآخرين لانه كان يعلم أن المولى قرن المحبة الصادقة بظله يوم لاظل إلا ظله ..فهنيئا لك أخي صلاح بذلك الظل وأنت في رحاب الله ..فاللهم ياصاحب الفضل الذي وسعت رحمتك كل شئ ، نسألك باسمك العظيم ، ثقة بكرمك الفياض ، وطمعا في رحمتك الواسعة ، أن ترحم صلاح التوم ، الذي جاءك صافيا صادقا ودودا . ونسألك لأسرته وأحبابه ومعارفه ، أجر الصابرين الذين وعدتهم في كتابك الكريم ، بان لهم البشرى والهداية والرحمة . ونسألك أن تجزي عنا أفضل الجزاء تلك الرفقة الطيبة من الأصدقاء والأوفياء الذين وفوا الصداقة حقها ، ونابوا عنا وكانوا لها أهلا وخلانا حتى اللحظات الأخيرة من حياته ..كم كانوا من قبل مع صديقنا الراحل عادل الطيب { عادل كوستي } واعني بهم تلك الكوكبة التي خصها الله وكرمها بإقامة في تلك البقاع والتى ورد ذكرها أنها { أقرب الدنيا إلى باب السماء وسقفها المعمر } ..فلهم منا كل الشكر وصادق التقدير . ودعا ا أخي صلاح .... حقا ماأقصر العمر ...فكل ماهو آت قريب ولاخلود إلا للخالق ...وما أبلغ الشاعر حين قال : وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوما أن تردالودائع . ********************* مختار البكري ولاية نورث كارولينا الولايات المتحدة