الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: تجليات الدهشة التي تسافر بنا الى آفاق ألفناها وأحببناها جميعا، أحببناها في اطار المكان والزمان ، واستقرت في ذاكرتنا تطل بين الفينة والأخرى حين تشتط بنا الحياة ونشتاق الى دهاليز الجمال في براحات تلك الأيام. < جئنا إلى فاس ( قرفانين) من حكومة مايو ..ووجدنا المغاربة متيمين في ( ابوعاج ) . ****************************************************************************** أيام قليلة وتحل الذكرى 38 للإنقلاب 25 مايو الذى قاده جعفر محمد نميري فى سنة .1969 تذكرت كيف أن نهاية السبعينات من القرن الماضى ، شهدت بداية العكسى لحكم النميري وبدا الكثير مما شيده ينهار ..ودخل النميري وقتها الى عالم الغيبيات و ( الدروشة ) جعلته أضحوكة في الداخل والخارج . فى ظل تلك الأجواء ، غادرنا السودان للمغرب ، وكنا ( ممتلئين ) للآخرإستياءا من ( ابوعاج) ونظامه المتهاوي وبمجرد ما وضعنا اقدامنا في ارض المغرب ..أصابتنا دهشة عظيمة ..المغاربة ( مبسوطين ) لآخر من النميري أوهكذا راينا الأمور ، فقد كانت الدولة المغربية ، من الشرطة في مطار الدار البيضاء الى كافة المسؤولين في االإدارات المغربية ( متيمين ) حبا في شخصية النميري..كنا ممتلئين غضبا منه .. والمواطن المغربي يحدثك بفرح عن ( حظكم ) الكبير برئيسكم جعفر نميري بالطبع بدانا نكتشف أسرار هذا ( الحب ) النقيض لمشاعر السودانيين وقتها . البداية كانت في مطلع السبعينات حين قام نميري خلالها بثلاثة زيارات للمغرب من ضمنها حضور مؤتمر قمة عربي فى الدار البيضاء أعجب المغاربة خلالها بشخص النميرى ..بساطته وعفويته وببشاشته وحيويته . ويحدثك المغاربة عن شجاعة النميري حينما ذهب الى عمان في الأردن وسط النيران لإنقاذ الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات وكان الملك الراحل الحسن الثاني ، قد اطلق في ذلك الوقت مشروع ( المسيرة الخضراء ) بعد انسحاب الإسبان من الصحراء وكان نميري من أكثر رؤساء العالم دعما لمشروع الحسن الثاني في هذه القضية ، وارسل نميري متطوعين وكمية هائلة من الأبقار اوالخراف لدعم الزاحفين في المسيرة نحو الصحراء . هذا الموقف الذى قام به النميرى وجد تقديرا لايوصف رسميا وشعبيا حيث كان المغاربة ملتفين جمعين حول قضية الصحراء . ثم تزامن ذلك مع تفجر صراع الصحراء بين المغرب وجبهة البلساريو التى وجدت دعما كبيرا من ( القذافى ) الذي دخل وقتها مع النميري في خصومة دموية . ورفع تحدي نميري للقذافى من اسهمه في الشارع المغربي المستاء من وقوف القذافى ضد توحيد بلاد المغرب و حينما حللنا بجامعة فاس ، وجدنا انطباعات متفاوتة حول شخص النميري ، الطلبة اليساريين بالطبع ، كانوا يصنفون النميري ، ضمن حكام الأنظمة الرجعية المستبدة ، وخاصة أنهم لاينسون مجازر نميري ضد الشيوعيين في مطلع السبعينات . ولكن كان هناك اجماع وأعجاب خفى ( بكارزيما ) شخصية نميري من الطرائف المغاربة ، كانوا يظنون أن كل الطلبة السودانيين الذين وفدوا لجامعة فاس، هم صفوة نظام نميري ، او على الأقل من مؤيديه فكانوا يتهامسون فيما بينهم حين يرون على سبيل المثال مجموعة من الطالبات السودانيات يعبرن داخل حرم الجامعة .. يقولون : ( النميريات ..الجعفريات ..قادمات ) إشارة الى أنهن ينتمين الى البلاد التى يحكمها جعفر النميري.. وذلك لتميزهن عن طالبات الدول الأخرى . مهما كان الخلاف حول شخص النميري ..لاأحد ينكر فضله على الأقل والفنان الراحل سيد خليفة الذي خلف شهرة واسعة في المغرب في مطلع السبعينات بعد حفلات شهيرة له في المغرب ، فقد وضعا معا لبنة ايجابية عن السودان والسودانيين. لمسناها على ارض الواقع بمجرد دخولنا للمغرب .. فقد ساهم ذلك في خلق وضعية مريحة وسهلة لعيش كل سودانى استقر فى المغرب .