من هو محمد حامد الحمرى ( تبيدى ) الذى نقل مستشارا بسفارة السودان بالدوحة ؟؟؟

Quote: (توثيق التوم النتيفة) المواطن: جعفر بكري من مواليد السجانة بالخرطوم كان رئيساً لنادي العلمين زهاء ربع قرن وسكرتيراً له لاحقاً، من رموز مدينة الخرطوم حكى لي وقائع تعذيبه أدناه: في يوم الأربعاء الموافق 1/12/1989 وحوالي الساعة الواحدة صباحاً أحاطت بي مجموعة من جهاز أمن الجبهة الإسلامية بمنزلنا بحي السجانة وكانوا يرتدون الزي العسكري ... واقتحموا الباب دون إستئذان وهب والدي مذعوراً من النوم وسألوه عني بالاسم واجابهم والدي إن جعفر غير موجود ودفعوا والدي على صدره حتى أوشك أن يسقط على الأرض وهو الرجل الشيخ الذي تجاوز الثمانين من العمر، لم يراعوا حرمة الدار ولم يحفظوا وقاراً للكبار واندفعوا إلى داخل البيت واستيقظت منزعجاً على الجلبة ... وقلت لهم في أيه يا جماعة ... قالوا لي ستذهب معنا وصحبتهم وفي الخارج وجدت عربة بوكس واقفة وبها عدد من جهاز الأمن وبعض المعتقلين علي العوض وعبد المنعم عبدالرحيم وهم من ابناء السجانة ... واستغلينا العربة وبعد تحرك استغرق عشرة دقائق توقفت وتم عصب عيوننا بملابس عسكرية وبعد سير استمر ساعة ونصف توقف البوكس واستقر بنا المقام في بيوت الأشباح سيئة السمعة ... وبدا التعذيب الوحشي في فناء بيت الأشباح ضرب بالسياط والخرطوش في كل أجزاء الجسد كما لو كنا وحوشاً أو حمير وبغال،ضرب مبرح وكرتي في الوجه ... الخ وفي هذه الأثناء نصبوا لي كميناً وقالوا لي تحت أقدامك توجد بئر وسوف ندفعك إلى داخلها وسوف تلقى نهايتك في قرارها السحيق ولن يعلم بك أحد بعد الآن ... أمامك الآن فرصة بأن تؤدي الشهادة وتكتب وصيتك وبدأو يديرون وجهي ذات اليمين وذات اليسار لأؤدي الشهادة واكتب الوصية. وفي هذه اللحظة قررت إلا ألقي هذا المصير وحدي يجب أن يلقاه ومعي واحد منهم وأمسكت بأحدهم وسقطنا على الأرض وكان يحمل سلاحاً وضربني – بالدبشك – على عنقي وفقدت الوعي ولم أقو على الحراك ولم استطع الوقوف وبعد ذلك أنهضني من الأرض وضربني 100 جلدة على أخمص قدماي...!وبعد ذلك تم إدخالي إلى غرفة مساحتها حوالي 2×2 متر وواصلوا تعذيبي في هذه الغرفة الضيقة وتم نقلي إلى غرفة أخرى أكثر ضيقاً 1 ×2 متر وكانت تضم بين جدرانها أحدى عشر معتقلاً أذكر من بينهم علي الماحي السخي ود. حمودة فتح الرحمن وقاسم حمدنا الله وهاشم محمد أحمد مدير السكة حديد الأسبق وعلي العوض وعبد المنعم عبد الرحيم وآخرون لم تسعفني الذاكرة لمعرفتهم... في هذه الغرفة الضيقة كانوا يمارسون معنا أشد واقسى أنواع التعذيب يضربونا يومياً صباحاً ومساء بالسياط والخراطيش ويصبون الماء البارد المثلج على جروحنا ويعرضونناعلى« المكيف »وكانوا يمنعوننا قضاء الحاجة إلا بمزاجهم ... يالهم من ساديين يستمتعون بآلام البشر.أذكر في يوم من الأيام أحضروا لنا وجبة الفطور وكانت عبارة عن – سخينة –وعندما هممت بالأكل وجدت كمية خيالية من الملح ...وقررت أن أكل الرغيفة في لقمتين فرأني أحدهم وقال لي أنت عامل فيها«إبن كلب من أولاد السجانة»وأمرني بان اشرب السخينة عن اخرها وفعلت وكانت كميةالملح كبيرة كما ذكرت مما تسبب لي في تسمم ومغص عنيف واحسست بالرغبة في قضاء الحاجة ولكنهم لم يسمحوا لي بذلك.واضطررت أن فعل ذلك في كيس نايلون داخل تلك الغرفة الضيقة وأمام المعتقلين ...!وبعد ذلك استمروا في الاستفزاز والتلفظ بعبارات نابية حتى الصعاليك يندي جبينهم خجلاً عند سماعها ... ويواصلون الضرب والكرتي ... وفي يوم من الأيام حضر أحدهم واسمه الحركي « بدران » وامسك رأسي وضربني بالحائط عدة ضربات مماأفقد عيني اليمنى الرؤية تماماً ... وبعد إطلاق سراحي ذهبت لعدة اخصائيّ عيوني فقالوا لي لا أمل لي للعلاج إلا خارج السودان. يوميات التعذيب: ليسمح لي القارئ لأسرد عليه لحظات من لحظات التعذيب ومواقف لا إنسانية لجهاز أمن الجبهة الإسلامية ... ليحكم بعد ذلك من أين أتى هؤلاء كما قال الكاتب الكبير الطيب صالح ... وهل ينتمون إلى البشر أصلاً؟! • في ذات يوم شممت رائحة كريهة داخل الغرفةالضيقة 1×2 والتي تضم بين جدرانها أحدى عشر معتقلاً كما ذكرت، وسألت د. حمودة فتح الرحمن عن مصدر هذه الرائحة فأجابني وقال نحن عايشين وضع غير طبيعي يتم منعنا من قضاء الحاجة إلا بمزاج أفراد جهاز الأمن وممنوعين من نظافةالأسنان والحمام ويقدم لنا طعام غير صحي لذلك تخرج بمسامات الجسم هذه الرائحة ولا بد من الصبر على ذلك. • وفي مرة من المرات دخل علينا واحد من جهاز الأمن وقال للشهيد علي الماحي السخي هل أنت شيوعي؟ فرد عليه علي الماحي أنا كنت شيوعي وبعد ما تم حل الأحزاب أنا ما عندي علاقة بأي حزب الآن، وانهال عضو جهاز الأمن على الشهيدعلي الماحي بالصفع على وجهة وعلى خديه اليمين واليسار خمسين صفعة وفي الصفعةالخامسة عشر لم أتمالك نفسي فأنفجرت غاضباً على هذه الإهانة واحتجيت على ذلك، فماكان من رجل الأمن إلا وعالجني بصفعة على وجهي حتى سقطت على المعتقلين الذين كانوا يجلسون على أرض الغرفة.ويمر علينا يومياًأعضاء جهاز أمن الجبهة الإسلامية ويقولون لنا« نتوا ما متوا حتى الآن » ويقولوا لنا قولوا « و» قعونجة« أ» كلب وهذا نوع من الاستفزاز الرخيص الفج ولون من الإهانة البشعة بالعقول ودعوة للجهل والتجهيل بالرغم من أن المعتقلين الموجودين داخل الغرفة رجال لهم باع طويل في العلم والتعلم ومثقفين من الدرجة الأولى وأصحاب تخصصات نادرة وكثيراً ما أفادوا بها شعبهم وأعطوا وأجزلوا العطاء ومازالوا وسيظلو كذلك. • وكان معنا بالغرفة رجل متهم بتهريب الجمال،وامره أفراد جهاز الأمن وفريق التعذيب بأن يتولى ضربنا بالسوط نيابة عنهم، وبهذا أرادوا أن يخلقوا منه مجرماً على مثالهم ... وكان يقوم بالمهمة بقسوة فوق طاقة الحيوانات وسألته بعد أن إنصراف فريق التعذيب ... لماذا تقوم بضربنا بهذه القسوة؟ وماكان منه إلا وقد انخرط في بكاء عنيف وقال لي بين الدموع أنا ما عندي معاكم أي مشكلة ولكني مجبور بان أقوم بهذا الفعل الكريه. وفي مرة أخرى دخل علينا الغرفة المدعو« بدران »، كانت بالغرفة تربيزة وعليها جردل ملئ بالماء البارد والذي كان يصبوه على ظهورنا بعد الجلد بالسياط، وفي أثناء دخوله للغرفة صدم« التربيزة »وجرح قدمه وقال لنا كل يوم أجلدكم مائه جلدة حتى يلتئم هذا الجرح وبالفعل كان يقوم بجلدنا مائه جلدة لعدة أيام حتى إلتئم الجرح.! • وفي أحد المرات دخل علينا أحد جهاز الأمن وأحضر لي « تانك ومعجون وفرشة أسنان »وقال ...لي أنتم ناس مثقفين استعمل هذه الأشياء، ولم تمضِ ثوانٍ حتى دخل علي أحد فريق التعذيب وقال لي: هات التانك والمعجون والفرشة يا شيوعي يا تافه يا معفن ونزع مني تلك الأشياء.!ومكثنا في بيوت الأشباح زهاء 27 يوماً وبعد ذلك المارثون الطويل من التعذيب والإهانة والآلم وفي حوالي الساعة الثالثة صباحاً - في ذات يوم – تم نقلنا إلى سجن كوبر وأدخلونا الزنازين ... وفي اليوم الثاني أحضروا الأستاذ محمد إبراهيم نقد والأستاذ التيجاني الطيب معنا لمدة عشرة أيام وكنت داخل الزنازين أعاني من الألم في ظهري نتيجة التعذيب في بيوت الأشباح وقد إحتج الأستاذ نقد على ذلك وطلب مقابلة المسئولين في وزارة الداخلية وسمحوا له بذلك ... وتم الإفراج عنا من الزنازين وكنا أربعة عشر معتقلاً ومكثنا بسجن كوبر زهاء الأربعة أشهر.وفي ذات يوم وحوالي الساعة الثالثة صباحاً تم استدعاؤنا ونحن 30 معتقل ونشكل الدفعة الأولى ...إلى مكتب الكمندان« مدير السجن » وقال لنا الكمندان بالحرف – ما تعملوا جوطة أوهتافات لأن الجماعة ديل عندهم حبال وسياط وسوف يضربونكم وإنتو معاكم ناس كبار في السن –،وبعد عشرة دقائق تم استدعاؤنا ونقلنا بحافلات إلى القيادة العامة ومن ثم طائرة حربية أقلتنا إلى« شالا » أذكر على سبيل المثال الذين رافقتهم إلى سجن« شالا » منهم : المرحوم سمير جرجس – البروفسير عبد المنعم عطية – علي العوض – هاشم بابكر تلب – د. حمودة فتح الرحمن – د. منصور اسحق – الشهيد الأستاذ عبد المنعم سلمان – الأستاذ الطيب أبو جديري المحامي – المرحوم الدكتور خالد الكد – السر خطاب – كامل عبد الرحمن – د. النجيب نور الدين – كمال عبد الكريم ميرغني – سالنتوت – عبد الله كوبيل وآخرون، وبعد ستة أشهر تقريباً وصلت إلينا دفعة أخرى تتكون من 35 معتقلاً أذكر منهم الاستاذ مصطفى عبد القادر المحامي والأستاذ عبد العظيم سرور المحامي. مكثت سنتين بالسجن وتم إطلاق سراحي وتم فصلي من الخدمة للصالح العام وبعد إطلاق سراحي كتبوني تعهد بأن لا أذهب إلى نادي العلمين الرياضي بالسجانة وأن لا أعبر أي كبري.!وبعد إطلاق سراحي ظل يلاحقني مسلسل الاستدعاءات والمداهمات حتى 1997 . أحب أن أوضح إنني لا أعرف الحقد ... ولكن بالمقابل لا أغفر ولن أسامح، فقد قال لي محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء الأسبق فقد إنتهى عهد التسامح في السودان ويشهد على ذلك الدماء التي سالت أنهراً في عهد حكومة الجبهة القومية وكذلك القبور الجماعية ومما يحل عن الوصف من الآلام التي نتجت عن التعذيب – وأنهى إفادته بالقول –أنا أطالب وبشدة بأن يقدم إلى ساحة العدالة كل من شارك في جرائم التعذيب ومن أقر بها مهما علا مقامه أو وضعه في السلطة وأطالب بالتعويض عن كل ما لحق بي من أذى أو أضراراً نفسية أو جسدية أو معاشية ...