|
|
 Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! (Re: osama elkhawad)
|
الحبيب اسامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعني استرسل معززا زعمي الطارف في ماهية الشعر/ الآبداع ..
فقد قلت فيما قلت آنفا:
Quote: عليه فالشعر هو مايحرك نظام الاستقبال بطريقة غير محددة وغير متوقعة ليتغير اثر ذلك حال المستقبل.
مثل هذا التعريف كما ترى يا اسامة يجعل الشعر غير معروف . وهذا هو عين الانصاف.
هكذا اقول انه لا ينبغي تحديد نمط او تعيين صيغة تشكل مرادنا من قولنا : شعرية الشعر.
|
اريد ان اضيف ما فاتني ذكره
فلقد بدأت اشعر ( ولست قاطعا الشك بعد) أن الشعر/ الابداع هو العلم أو مواجهتنا للعلم! .
وكما تعلم فان العلم خشوم بيوت : العلم اللدني الغيبي، الفقهي الديني ( شرائع واحكام وتأويل)، العلم الشعوري الوجداني، الفلسفة،العلم الاجتماعي، التجريبي كالاحياء والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والتطبيقي كالرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، وهذه جميعا تتفرع لتنتج علوما لها استقلاليتها.
وأهم علم هو علم الله .
لا اقصد اللاهوت : العلم بالله وهو مهم، ولكني اقصد ما يعلمه الله ذاته ( ما كان وما سيكون ومالم يكن لو كان كيف كان سيكون).
(( تخيل يا اسامة ان الله تعالى يعلم علم اطلاقا " مالم ولن يكون وبالتفصيل"!!!.))
دعني امعن التفكر .. لأتساءل: ترى من اين جاءت مقولة ان الله خلقنا من العدم؟
أنا لم اجد في القرآن ما يفيد ان الانسان مخلوق من العدم ، بل اظن ان العدم ليس شيئا يخلق منه شئ آخر، كما ان العدم لم يكن موجودا اصلا قبل الله ، ولكن المعنى الصحيح للعدم هو اللالذة أو الللاشعرية ، هو اللاشئ واللامعرفة لأنه اللاوجود، وما وجدته في القرآن هو هذا( قال كذلك قال ربك هو علي هين و قد خلقتك من قبل و لم تك شيئا)مريم 9
ياللذة الآمتاع العرفاني الديني!
احيانا يبدو لي ان الانسان شئ وخلقه شئ آخر !
فالانسان هو : نفس احياهاالله بما نفخ فيها من روحه ، وأما جسده - الذي اودعت فيه تلك النفس وفيها الروح - فهو المخلوق، بمعنى المشكّل ، أو المسوى بقدرة الله الابداعية الخلاقة ( فعلا وحقا لا نصبا واحتيالا) مثل تمثال جميل من الفخار. ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) 28-30 الحجر.
سجدوا للأبداع يا اسامة؟ الأبداع الحقيقي ؟ لشعرية النص؟ لاحتشاد العلامات / تقاطعات الدال والمدلول رأسيا وأفقيا كبعد في الزمان والمكان معا، فالسجود هنا هو نوع من التصفيق لحظة المفاجأة والانبهار حينما سرت الروح في التمثال حتى بلغت مبلغها من رأسه فعطس آدم وقال أول جملة بكل محمولاتها وخطورتها وشعريتها : الحمد لله ! . فشمته ربه عز وجل : يرحمك الله ! . ففقعوا له ساجدين .. فقعوا له يا اسامة فقعوا .. تخيل والمشهد في السماء !
الآن فقط اتساءل عن مدى وعمق اللذة ( الشعرية) التي استشعرها أبونا آدم هنالك ، هل هي لذة الشعور بالوجود عبر سريان الروح في اوصاله؟ أم لذة رؤية نور الله بغتة ، وهل رآه أم سمعه فقط؟ أم لذة اكتشاف انه موجود فكان تصفيقه او سجوده هو هذا التعبير/ الذكر الذي علمه اياه ربه : الحمد لله !.
ثم اي التجارب ألذ وأمتع وأكثر ادهاشا لأدم عليه السلام : تذوق تلك الثمرة المحرمة ، أم ما ذكرناه آنفا ، أم لحظة دخول الجنة لأول مرة؟ أم لحظة خلق أمنا حواء من جسده ووقوفها عارية بين يديه( شعور أبوة وذكورة واخوة ورفقة معا دفعة واحدة)؟ أم لحظة العلم بالاشياء( وعلم آدم الأسماء كلها ) !؟ .
في ظني ان لذة العلم هي الأخطر والاهم . لماذا؟
لأنها تجربة بديعة ومستمرة مدى الحياة ، فينبوع العلم الذي اودعه المولى عز وجل في (قلب) آدم حينما علمه ظل متفجرا سيالا منذ لحظة العطس وحتى مماته مرورا بعلاقته بالملائكة وابليس والجنة وحواء والهبوط الى الارض ، فبدون العلم ما كان لآدم أن يلتذ ، لا بفرادة وأهمية خلقه ولا بمعرفة حواء ولا معرفة الشجرة المحرمة ولا كان عرف شيئا عن مكنونات الارض ولا عرف الله سبحانه وتعالى وهذه أس وأم اللذات جميعا
ابن عباس فسر قوله تعالى ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )قال أي ليعرفوني.
فاللذة هي وهلة العلم بالشئ عبر جارحة من الجوارح ، ومن قبل قلنا ان الشعر هو اللذة .
قل هو الله احد .. يقتضي تلقيها شيئا من هذا القبيل ، لأنها ليست طلب ايمان فقط وانما هي وحي بالعلم كذلك، وهذا مصدر لذتها وفجاءتها بالنسبة للأنسان ، فالناس كانوا يظنون ان لكل مسألة ربا خاصا ( اله المطر، اله الصحة والعافية ، اله الجمال والنسل والحرب الخ ) ولكن الله قال انما هو اله واحد لا اله هو فقالوا ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ، وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ، مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ) 5-7 ص . الصدمة كانت كبيرة فلم يصدقوها فبدأ جهاد الرسل لأفهامهم.
هكذا يبدو لي أن الشعرية هي فجاءة العلم أو صدمته، فلحظة العلم ، هي لحظة الاكتشاف ، هي لحظة تحول الشئ فجأة من العدم الى الوجود بالنسبة لك أو في مخزون خبرتك ، اذ ان كل ما تجهله هو في حكم العدم بالنسبة اليك حتى تعلمه ، ففي تلك اللحظة الفاصلة الميلادية تتعرف اليه للمرة الأولى فاضحا الظلام الذي كان يستوطن نفس مكانه في عقلك ، وهذا هو الخروج من الظلمات الى النور ، فيا لها من لحظة دهشة ويالها من شعرية .
فاذا اتفقت معي يا اسامة حول ان كل مخلوق هو كتلة علم مكنون ينطوي على شعريته ولذته القابلة للأكتشاف وأن لحظة العلم انماهي دائما ابلغ شعرية من اي قصيدة ، بل ان القصائد هي مجرد صدى يحاول تأريخ تلك اللحظة الضخمة، فبالتالي يكون كل اثر فني بشري انما هو حاوية علم فقيرة(شكلا ومضمونا وبصورة متفاوتة حسب موهبة الله لكل نصاب فخاخ/ مبدع) فهكذا سنخلص الى ان الله هو الذي يعلم الانسان الابداع نسبيا ( علم الانسان مالم يعلم ) و( وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) فلو علم الله تبارك وتعالى عبده محمدا صلى الله عليه وسلم ( يعنى وهبه من علمه ) الشعر، كما علمه نسبيا لغيره من الشعراء الذين هم محدودي الموهبة لبشريتهم ونسبيتهم، لكان محمدا كحال كل الشعراء الآخرين الذين ينصبون ، بلا جدوى حقيقية ، فخاخهم لأصطياد الشعر هائمين في اودية الوهم( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ) 224-226 الشعراء. هذه الآية دليل آخر على انهم نصابون فاشلون.
ساسارع الى توضيح بسيط هنا حتى لا يختلط الأمر ..
فزعمي هو ان لكل مخلوق لذته الناجمة عما به من علم يجري اكتشافه ، ولكن لحظة تلقي هذا المخلوق ومواجهته هي في حد ذاتها تجربة لها لذتها المستقلة عن لذة ما يحتويه من علم مكنونات. بمعنى انك حينما ترى مثلا زهرة للمرة الأولى تلتذ وتفاجأ ، وتزداد متعتك بتعرفك التدريجي واللانهائي لمضمونها وشعريتها الكامنة في تفاصيلها ونسقها.
ختما اود ان اضيف شيئا حيال ثراء وشعرية آلية تلقي ( قل هو الله أحد ) بوصفها شغلي الشاغل الآن فأقول:
انك كمتلق للنص تجد نفسك فجأة ، مسؤولا عنه كخطاب، مسؤولا عن قول مضمونه بثقة كاملة كخليفة، فالمطلوب منك في سياق التلقي هنا ان تتبنى النص فتتحول من مستمع الى قائل له( قل .. ) من مرسل اليه الى خانة أخرى ، ليست خانة المرسل ( بكسر السين ) وانما خانة الداعي اليه ، وان لم تفعل فانك لم تحسن التلقي ومن لم يحسن التلقي فانه لا يعلم من المضمون الا أقل مما يتيحه فعلا للمعرفة ، وهكذا تقل لذته وشعريته بسبب سوء التلقي.
النص القرآني لا يمكن فهم الكثير من محموله الا من خلال نسبته الى الغيب من جهة وتصديق واقعيته وحضوره( الايمان) فضلا عن نقله ( الدعوة والتبليغ) الى واقع اجرائي والى الآخر من جهة أخرى. ثم التأكد من تحقق كل ذلك ( الجهاد)!. اضف الى تقديس ما تقدم ذكره!.
هكذا قلت لك ما ازال اسير تلقي آية واحدة من القرآن( قل هو الله احد).
فأنا حينما اخرج في سبيل الله مجاهدا نفسي أفعل ذلك على سبيل تلقى النص جيدا والى أقصى حد يمكنني بلوغه.
( اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا ، انك انت العليم الحكيم)
_______________
رب اشرح لي صدري
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-26-06, 03:11 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-27-06, 02:55 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-28-06, 01:33 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | nassar elhaj | 08-28-06, 11:57 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-29-06, 03:20 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 08-29-06, 09:23 PM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-30-06, 02:39 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | abuguta | 08-30-06, 07:42 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 08-31-06, 00:13 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 08-31-06, 04:07 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 08-31-06, 08:42 PM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | عبد المنعم عمر إبراهيم | 08-31-06, 10:17 PM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-01-06, 00:52 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 09-02-06, 04:11 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-02-06, 04:34 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-02-06, 04:40 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 09-02-06, 06:21 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-02-06, 06:29 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 09-12-06, 02:24 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-12-06, 11:54 PM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-13-06, 01:14 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 09-13-06, 03:05 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 09-13-06, 03:33 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | bayan | 09-13-06, 08:05 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | محمد عبدالقادر سبيل | 09-14-06, 02:23 AM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | osama elkhawad | 09-14-06, 02:07 PM |
| Re: الحجر على أعصابه .. قد يضيء يا اسامة الخواض! | nassar elhaj | 10-07-06, 12:49 PM |
|
| |
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست