لاهوت الوردة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2006, 12:49 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لاهوت الوردة (Re: osama elkhawad)

    سبق ان تحدثنا عن محمد عبدالحي في مواضع عدة في هذا البوست،
    كما سنواصل الحديث عنه في محاور أخرى قادمات
    أدناه مقال نشره الشاعر السوداني :

    جميل أحمد محمد
    في العدد الأخير من السفير الثقافي الذي يشرف عليه الشاعر اللبناني المعروف:
    عباس بيضون
    ****
    قراءة في تجربة الشاعر السوداني الراحل محمد عبد الحي
    السَّمَنْدل يُغَّني
    جميل أحمد محمد



    فتحت الحداثة الشعرية في السودان، خلال الستينيات، آفاقا شكل فيها سؤال الهوية الضاغط من برزح العروبة والافريقانية، أو الافريقانية المحضة، أطيافا تواشجت مع حركة الحداثة في الشعر العربي. عبر النزوع إلى صياغة جديدة بلغ منها هدير الخطاب الآيدلوجي؛ ما كان كافيا لتذويب الإبداع بتآكل راهنية الأحداث، وأفول أقطابها الرافدة. وبصورة جففت كثيرا ما يشتغل عليه الشعر الذي يتوسل أنسنة الرؤيا من أفق الفن. وتخليص لحظات التوهج من تاريخانية الحدث، مع الاحتفاظ بإشارات تفتح عليه وجه التأويل.
    وإذا كانت هذه السمة الأسلوبية متحت من محيطها المشحون آنذاك بتحولات رجرجت ما سكن من حالات الثقافة العربية بجديد من الفكر، والأفق، والرؤيا، شملت الشعر قلبا وقالبا. فإن أخطر المعالجات الشعرية كانت تلك التي تتعرض لإشكالات الهوية والخصوصية من خلال أفق إبداعي يفصل، جماليا، تخومَ الفن، عن حدود الآيدلوجيا. أي بطلاق بائن، بين ما هو إنساني وكوني مشّفر بمرايا لاقطة للتفاصيل المؤنسنة، وبين ما هو عادي ورتيب يمنع الرؤيا من وراء الأفق الشعري.
    ربما كان الشاعر السوداني الراحل محمد عبد الحي في ذلك الوقت، أي ستينيات القرن الماضي، تمثيلا لأفق آخر، وصوتا فارق طبول الايدلوجيا، بهسيس يرتّم أناشيد الشعر همسا يتكشف فيه الرمز بمنأى عن الزمن المشروط فيزيائيا (ولهذا السبب، ربما، خلت القصائد في دواوينه من تواريخها. باستثناء قصيدة <الفصول الأربعة> التي كتبها أثناء الدكتوراه في أوكسفورد عام .1973
    ليخلق بذلك فضاء شعريا أرجحت فيه رحلة العناء في البحث عن الرمز المفقود، حالات إبداعية متوهجة، صحب فيها العذاب دهشة الكتابة الشعرية:
    الشعر فقر
    والفقر إشراق
    والإشراق معرفة لا تُدرك
    إلا بين النطع والسيف
    (من قصيدة سماء الكلام)
    ومن ذلك الأفق خلق محمد عبد الحي نسيجا متفردا بمنوال صبغت تيماته ألوان أسطورية من منابع غريبة وكاملة الجِّدة. مكّن منها تجوال صهر روحه بمختلف تضاريس السودان وحساسياته الإثنية والحضارية. ودوّن في نفسه أسئلة مصيرية ظلت تتوارد عليه من مطارح شديدة الاختلاف والتمايز، تعالقت فيها صراحة اللغة بالجذر الأنطلوجي للسودانوية الناشئة في المنزلة بين المنزلتين من التكوين الديموغرافي السوداني: (العرب والزنج). حتى مَرَد نفسه على عناء كبير في مسار إبداعي شعر بداياته إحساسا ضاغطا وواعدا بأعماق أكثر دهشة وتجريبا ومغامرة حقق فيها (معادلة الرماد). تلك التي عجزت عن استيعابها مانوية الخطاب الشعري السوداني بين الأبيض والأسود في زمانه. وبالرغم من أن تجربة (جيمس جويس) في (يولسيس/ عوليس) ألهمته الأفق النوعي الخاص لتجربته في خلق الهوية بحسبانها روحا متعالية صهرت ذاتها في شعبها أو شعبها في ذاتها، خصوصا في ديوانه المهم (العودة إلى سِنّار) <قصيدة طويلة من خمسة أناشيد>. إلا أن تجربة محمد عبد الحي، التي زاوجت دلالتها على أقنوم ثنائي برز في ذات تاريخية واحدة تمثّلت في (السلطنة الزرقاء) <التي هي أول كيان تاريخي قام على حلف صهر العرب والزنج في بوتقة واحدة في القرن الخامس عشر الميلادي بمدينة سنار، وأنتج ديمغرافيا السودان المعاصرة>، كانت هي المصهر الوحيد لشعبه كفضاء رمزي تاريخي. لذلك ظل عبد الحي يتأول الدلالة الرمزية المزدوجة في ثنائيات مترادفة ومعبرة عن ذلك المصهر: (العرب / الزنج) (النخل / الأبنوس) (الطبل / والربابة ) ( الغابة / الصحراء)، ومستصحبا تيماتها الجمالية في حدي التجربة، من أعماق التاريخ العربي إلى أحراج الجغرافيا الاستوائية بجنوب السودان. ومن أقدار أبي العلاء المعري، إلى طقوس قبيلة (الدينكا) النيلية (التي ينحدر منها المناضل السوداني الراحل جون قرنق). ليكتشف بذلك صيرورة شعرية جديدة ارتكزت على هوية ضاع عنها طويلا دون أن ينتبه إليها، لقربها الشديد واللصيق من روحه وقدره، وتاريخه. وليعود إليها كما عاد (أبو يزيد البُسطامي) الذي ترك الحق وراءه ببسطام، وهو يبحث عنه. فلا عجب أن يصدّر عبد الحي ديوانه المهم (العودة إلى سنار) بهذا المقطع من كتاب (الفتوحات المكية) لمحي الدين بن عربي:
    (قال يا أبا يزيد ما أخرجك عن وطنك؟ قال طلب الحق. قال: الذي تطلبه قد تركته ببسطام. فتنبه أبو يزيد، ورجع إلى بسطام، ولزم الخدمة حتى فُتِحَ له).
    لقد أعاد محمد عبد الحي تجربة أبي يزيد البسطامي بعد متاه صهر في نفسه عذابات هائلة بحثا عن قرارة الروح، ونشيد الإنشاد في قيثارة أرضه العظيمة. لينام بعد ذلك العناء والكشف مطمئنا:
    (مثلما ينام في الحصى المبلول طفل الماءْ
    والطير في أعشاشه
    والسمك الصغير في أنهاره
    وفي غصونها الثمار
    والنجوم في مشيمة السماء)
    <قصيدة العودة إلى سنار>
    الرؤيا
    والنص عند عبد الحي خلال تلك التجربة يتميز بالرؤيا وهي في شعره أفق شديد الدهشة والغموض الذي يستبطن مشهدية تزيح ستارها ببطء عن عالمه الخاص والعميق، والمصقول بحساسية تستدعي قارئا نوعيا ليستكشف جماليات النص وتأويلاته. ذلك أن حدي الرؤيا في شعره أشبه بشفرة تخفي معاني مكنونة في منجم عميق يخترق الغوص فيه الأسطورة والحلم والرمز. ويستدير فيه الزمان بدوائر من غير بداية ولا نهاية. فالزمن في نصه هو زمن الرؤيا والأسطورة. فحين يتكلم عبد الحي عن بداية الخليقة عبر شهود الشاعر، باعتباره روحا أسطورية، يتعرى الزمان مشاهدَ تنحسر عن عالم غريق موحش، تنوس فيه مخلوقات البراءة الأولى، التي توحي بالسكون، والابتداء، والأزلية. بحيث يكون المكان في الرؤيا قناعا لزمانه الغريق. وهذه القدرة على ابتداع الرؤيا الكونية تؤسطر الشعر والشاعر ذاتا طليقة تكتشف الكون وتاريخه من كوة الروح.
    نص واحد
    يقول عبد الحي في نصه الطويل بعنوان (الشيخ إسماعيل يشهد بدء الخليقة) مشيرا بذلك للشيخ إبراهيم صاحب الربابة الذي عاش أيام السلطنة الزرقاء في القرن الخامس عشر. <وكان يفعل فعلا عجيبا بالأنغام التي تصدر عن ربابته في الناس والحيوانات بحيث يفيق لها المجنون وتطرب لها الحيوانات والجمادات > .1 يقول:
    (وفجأة رأينا الفهد مسترخيا في ظلمة الأوراق الخضراء
    الغابة في سفح الجبل
    نساء الشجر تعري نفسها
    السماء تدق طبلها الأزرق
    سيف الضوء في الصخرة القديمة التي نما عليها الطحلب
    وكتبت تحتها الحشرات لغتها السرية وحوارها مع الطقس والأرض)
    إنه الكون معبرا عن بداياته بإشارات لا تغفل رمز الرؤيا. وهذا معنى مشفر في النص تعسر دلالته إلا من خلال العنوان، وتأويل الرؤيا الحاكمة لنص عبد الحي. بحيث يمكننا أن نؤكد أن شعر عبد الحي أشبه بنص واحد يحيل على دلالات تتداعى من مطارح عديدة في ذلك الشعر. فالشيخ إسماعيل الذي هو عنوان النص السابق، ذات أسطورية للشاعر السوداني، تتجدد عبر الأزمنة. لكن ابتداءها نبع من مجاز السلطنة الزرقاء. أي حدود الفضاء الزماني والمكاني للرؤيا.
    وإشارات الرموز في النص توحي البداية فيها بالعدم الوجودي، إن صح التعبير، أي أن الفهد والغابة هنا رموز زنجية، يوحي ذكرهما بعوالم قبلية سابقة لبداية عالم (الغابة والصحراء / السلطنة الزرقاء) الذي يحيل على الذات السودانوية الراهنة. يتضح ذلك أكثر عندما يكتمل هذا المعنى الرئيس في قصيدة (العودة إلى سنار) حيث يقول الشاعر فيها:
    ( الليلة يستقبلني أهلي
    من عتمات الجبل الصامت والأحراج
    حراس اللغة المملكة الزرقاءْ
    ذلك يخطر في جلد الفهد
    وهذا يسطع في قمصان الماء)
    <نشيد البحر من قصيدة العودة إلى سنار>
    وعبد الحي هنا يتأول الطرف العربي للرؤيا من بيت أبي العراء المعري:
    على أمم إني رأيتك لابسا
    قميصا يحاكي الماء إن لم يساوه
    وليركب من هذا البيت مع إشارته لجلد الفهد (الذي رمز القداسة عند قبيلة الدينكا الجنوبية) حدي الرؤيا لأقنوم / أي مفهوم الغابة والصحراء.
    وعلى هذا التركيب يعيد قراءة الرؤيا في ديوانه (السمندل يغنّي). بيد أن التركيب هنا دلالة على الذات التي تدل على فرادة العنصر المكون من الأقنوم الثنائي. وهذا المعنى الرمزي يحايث طبيعة (السمندل) الأسطورية. فهذا الحيوان الخرافي /المائي/ الهوائي، مثّلت حياته المنقولة من التراث العربي (كتاب حياة الحيوان للدميري) عند عبد الحي روحا مانوية متعالية. تستبطن في ذاتها الأسطورية حالات مركبة تحيل إلى عوالم عبد الحي التي تحتفل بأرخبيل موحش تتناظر فيه حدود الزمان عبر خرائب الأمكنة، وتهدر فيه فوضى الأشياء بأصداء مالحة، وفنتازيا للحزن المتنقل والعابر في مرايا الموت بخيال يتمدد على التاريخ والجغرافيا:
    (أنا السمندل
    يعرفني الغابر والحاضرُ والمستقبلُ
    مُغنيّا مستهترا بين مغاني العالم المُندثرة
    وزهرة دامية في بطن أنثى في الدجى منتظرة
    وكم عبرتُ والدروع الحُمْرُ حولي
    والخيول المُعْلمَة
    أسوار ممفيس، وطروادة، والأندلس المُهَدّمة)
    هكذا تتمسرح هذه المطارح عبر الزمان والمكان في تمثلات الروح العابرة بغرائبية لا تخلو من أسطرة.
    وبالرغم من صراحة اللغة (العربية) باعتبارها لغة الكتابة للتعبير عن روح الهوية المزدوجة، إلا أن عبد الحي استطاع أن يجسد دلالة الأقنوم (ربما كان هذا المفهوم أليق تعبير عن الذات السودانية المزدوجة والواحدة في نفس الوقت) في شفافية تطوع بنية اللغة لمفردات المعني الأفريقي والسوداني الخاص. فاللغة في نصه هوية مستغلقة تفتح معناها على النص من طبيعة العبارة الشعرية.
    (وحمل الهواء
    رائحة الأرض
    ولونا غير لون غير لون هذه الهاوية الخضراء
    وحشرجات اللغة المالحة الأصداء)
    هذه اللغة التائهة والمتقطعة عبر أفق يرى المكان من البحر بحثا عن القرار في أرض واعدة، لغة أسيدية بخلاف لغة الينابيع في هذا القطعة من (نشيد المدينة):
    (لغتي أنت وينبوعي الذي يؤوي نجومي
    وعِرق الذهب المُبرق في صخرتي الزرقاء)
    هذا التغاير الذي يحمل دلالة اللغة عبر اللغة ويعيد إنتاجها في صيرورة النص بصور تخلق معناها، هو جزء من كثافة تعبيرية تكشف عن رحابة الأفق الرمزي المتعدد لجهة اللغة وأسمائها (اللغة القديمة / اللغة الأولى/ لغة مالحة الأصداء / لغة على جسد المياه... الخ) فالكشف عن تعدد الأسماء هنا كشف عن دالة تعبيرية تحايث النص بمعان متعددة. فهي لا ترتهن للتكرار. إذ إن تعديد أسماء اللغة عند عبد الحي ينطوي على فضاءات جديدة تختزنها هذه اللغة وتعبر عنها. بحيث تبدو اللغة الواحدة وهي تعبر عن الحساسيات المتعددة في الهوية أشبه بلغة تعبر عن فسيفساء بابلية لجهة المعنى والمضمون.
    وكما يكثف عبد الحي الصمت والسكون والبياض عبر الزمن الأسطوري المطلق، كذلك يتوسل التجريد والترميز والإشارة، حتى وهو يتحدث عن الأشخاص. فهو يخرج من التاريخ إلى الأزل، ومن التجسيد إلى التجريد، ومن المحدود إلى المطلق عاكسا بذلك الصور الرمزية لحقائق الأشياء، ومتجاوزا التنميط إلى شفافية غامضة وانزياح يقلب منطق الخطاب. بحيث لا يمكن معرفة موضوعة النص إلا من العنوان، دون أن يعني ذلك قطيعة كلية بين النص وعنوانه. وإنما يعني أن المعنى مشفر في رؤية كونية إنسانية تحيل على علاقة العنوان بالنص من خلال شريط شفاف غير مرئي. ولكنه غير منقطع أيضا، يؤيد ما ذهبنا إليه من تلك المعرفة المشروطة لقارئ عبد الحي. فعبد الحي حين يتكلم عن (توفيق صايغ) أو (أبي نؤاس) أو (كريستوفر أكيكبو) لا يتكلم عنهم بمعنى زمني فيزيقي. بل عبر تأويل تجاربهم الإبداعية كقناع لمأزق الوعي والشعر. وبحساسية تحايث شرطهم المتذرر في عناء الأسئلة الأنطلوجية الكبرى.
    يقول عبد الحي في قصيدة (مقتل الكركدن) التي هي <سونيت إلى توفيق صايغ>:
    (أجمل من في الغابة يصهل قرب النبع يغني
    ظل الشمس على أشجار التفاح
    جرح ربيع الروح تلألأ أجمل من كل جراح)
    (...)
    سونيتة حب أم حيوان يجهش تحت النصل المسنون
    كوميدي يتقشر بعد العرض قناعا وقناعا
    أم طفل غنى خلف الأرغن في وطن ضاعا
    أم صوت البلبل في حقل الورد يغني
    ينزف في ألم مفتون)
    إن التعبير مردوف بغنائية تتجاور فيها مفارقات المأساة بإشارات تعبر عنها دون أن تفسرها. وفي قصيدة (أورفيوس الأسود) التي هي أيضا <سونيت إلى كريستوفر أكيكبو> يقول عبد الحي:
    (مهرجان الطبول وأجراسنا الخشبية
    في فصول الحديد
    بين نجم قديم ونجم جديد
    تتأرجح موحشة وهي تهبط أدراجها اللولبية
    لهب دون رؤيا
    ولا شيء غير القناع الحديدي يرقص عبر المدى)
    لغةأفريقية
    والقصيدة لغة استوائية مؤسطرة تحيل عبر مفرداتها الأفريقية وإشاراتها الطقوسية إلى لغة عبد الحي العارفة بطبيعة الروح الأفريقية. وعبد الحي ينزع إلى تناص معنوي يتناسخ في عوالم افتراضية تعبر تماما عن الحالات المكتوبة. مثل العالم الخمري لأبي نؤاس الذي يتجلى عبر الرمز الطبيعي والنهايات المتجددة. في تأويل يخلق الحياة من العدم، واللذة من الألم. يقول عبد الحي في قصيدة (التفاحة) التي أهداها ل(أبي نؤاس):
    (فرغت كأسك وانهار النديم
    واختفى الخمار والخمرة في الليل البهيم
    عبر أنفاق الجحيم
    عادت التفاحة الأولى إلى الغصن القديم)
    هكذا تتجدد الحياة ورموزها في نص عبد الحي كما لو كانت إكسيرا ينوس في ذلك النص. على أن ذلك التجريد والترميز لم يمنع عبد الحي من الغوص في شعرية التفاصيل الصغيرة، واليومية. فنصوص عبد الحي أشبه بفسيفساء صغيرة تلمع بالمعاني الإنسانية الكبرى عبر معاناة مرهفة. أي أن تلك التفاصيل كُوة لعالم فسيح يتكشف عبرها، دون أن تقع في المجانية والتسطيح.
    يقول الشاعر في قصيدة (أحلام العانس):
    ( المرأة العانس في الأحلام
    يوجعها المخاض، ثم تلد الأطفال
    ترضعهم، وتسهر الليل تربيهم
    فرسان في أحصنة مُطهمات
    وأميرات لِست ساعات
    لأنهم لو طلع الصباح
    باتوا بين أموات)
    فحين يصبح الهم حلما للسعادة، تتجدد الحياة عبر تحقيق الرغبات الصغيرة.
    وعبد الحي يوقِّع موسيقى الكون، ويهمس للوجود بمعان شعرية تحسها الروح
    (بحسب عبارة الجاحظ الشهيرة عن شعر أبي العتاهية).
    يقول عبد الحي من قصيدة (النخلة):
    (في الفجر تفتح الشمس بلاد الشجرة
    وتطلق العصافير
    في الليل يقفلها القمر
    ويطلق الأرواح
    (...)
    الطفل ترهقه الأسرار الصغيرة
    يا لعبء الخلود على الطفل الصغير)
    الإيقاع الداخلي
    إن الرتم الداخلي في شعر عبد الحي يتصادى بشفافية حتى وهو يبدع في مواضيع تقليدية. فيتناولها برؤيا جديدة، ولغة صوفية صافية تستأنس الرمز، وتوعز بالإشارة (ربما كان هذا من تأثير كتابات أبن عربي، وعبد الجبار النِّفَري)
    يقول عبد الحي في قصيدته الطويلة (معلقة الإشارات) <وهي قصيدة نبوية في مقام الشعر والتاريخ> يقول في مقطع <إشارة عيسوية> عن المسيح عليه السلام:
    (هذا رنين قدم الفجر على التلال والأشجار
    يخبر كيف مرت الريح على القيثار
    (...)
    وبدأت أغنية الدم التي تضيء حنجرة العصفور)
    فهو هنا يرسم شفافية المسيح عليه السلام في إشارات رقيقة عابرة تفيض الجمال وترسم السلام على الحياة والوجود.
    ويجسّر عبد الحي هوة الوجود والعدم بخواتيم تأتي امتدادا للألق والاكتمال. فالموت في شعره نضج متجدد كثمار تسقط من أشجارها بعد الاكتمال لتمنح الحياة براعم جديدة، وليس نهاية مأساوية. بل الموت عند فسحة من وراء الغيب. أي أن بين الوجود والعدم في شعره تناسخ جدلي، وصيرورة دائمة.
    يقول الشاعر عن الموت من قصيدة (قِمار):
    ( هنا أنا والموت جالسان
    في حانة الزمان
    وبيننا المائدة الخضراء
    والنردُ والخمرة والدخانْ
    من مثلنا هذا المساءْ)
    فالموت انكسار لأيقونة الجسد وانطلاق للروح تدخل به تخوما أخرى في ملكوت أكبر:
    (هو الموت يسعى إلينا بلا قدم في الدجى والنهار
    خُلقنا له ناضجين
    استدرنا له
    فلماذا البكاء)
    هكذا أبدع عبد الحي الأفق الفني لجدلية الوجود والعدم عبر أناشيد خالدة تورث الحزن النبيل (وهو معنى إنساني كوني ناظم للإبداع). وصدح بها عبر مختلف مزاهر الشعر : العمودي، والتفعيلة، وقصيدة النثر. دون أي قطيعة مفترضة.
    فهو كما يكثف قصيدة النثر تمثيلا لجوهر الشعر الواحد، كان يحذف الحشوَ من التفعيلة، والنظمَ من القافية.
    فعبد الحي الذي بدأ كتابة قصيدته (العودة إلى سنار) وعمره 17 عاما، ظل يصقلها بتفرد حتى رضي عنها قال عن شعره:
    كلمات شعري لم يجئ يوما بها أنبيقُ ساحر
    تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر
    وعبّر عن شعره أيضا متأولا أرق (ذي الُّرمة) قائلا في أبيات (على نسق غيلان):
    وشعر قد أرقت له غريب تملأ بالكواكب في الظلام
    والعشق عند عبد الحي (وحدة وجود) كاملة، أو عدم محض. إحساس مانوي يقابل الفناء بالإلغاء، والمحو بالإثبات. ذلك أن كيانية التعبير الحاد عن حالة الحب تحتل القلب تماما مثل الحب العرفاني عند الصوفية.
    وسُجنتُ فيك معانقا حَّريتي في ليل سجني
    وقُتلتُ فيك مغنيا للموت ما جهل المغَّني
    جهلوا فما يدرون أنا ملتقى وتر ولحن
    ???
    وأراك دوني محض وهم مشرق فوق الزمان
    وأراك دون قصائدي لغة تفتشُ عن لسان
    هكذا أبدع محمد عبد الحي (الذي توفي في مستشفى سَوبا بالخرطوم عام 1989 عن 45عاما) شعرا جميلا في حياة قصيرة. من أفق آخر جانف هتاف الايدلوجيا، واستوحى التجريب من ذاته وتراثه (كتابات أبن عربي النفري ود. ضيف الله)، وجمع بين التنظير والإبداع ليؤسس بذلك (تيار الغابة والصحراء) في الشعر السوداني، في الستينيات، مع صديقيه: محمد المكي إبراهيم، والنور عثمان أبَّكر وآخرين. وهو تيار أسس وعيا جديدا في الشعر السوداني برؤية شعرية استلهمت الهوية السودانية تحت أسم ( الغابة والصحراء) كترميز دلالي لطرفي التكوين الديمغرافي في السودان (العرب والزنج).
    ولقد ظل عبد الحي وفيا لمشروعه الشعري والنقدي في اجتراح أفق ملهم للهوية السودانية بشكلها الاستثنائي في المحيط العربي والأفريقي. وشحذ لذلك ثقافته العالية وتخصصه الأكاديمي المرموق عبر الترجمة والتدريس في جامعة الخرطوم. وأنتج أعمالا نقدية بالإضافة إلى مسرحية شعرية واحدة.
    وبالرغم من الريادة المبكرة لعبد الحي في إبداع نص مختلف جاور التجارب العربية الرائدة في قصيدة النثر (أدونيس أنسي الحاج توفيق صايغ) إلا أنه لم تتوفر عليه دراسات نقدية تليق بقامته الشعرية باستثناء بعض الكتابات النقدية العربية النادرة. ربما كان قدر المبدع السوداني أن ينوس بين الجسد المهجور، وشرط الذاكرة العربية، تلك الذاكرة التي وصفها الطيب صالح ذات يوم بأنها ذاكرة فقيرة فيما خص السودان من إبداع.
    (?) شاعر سوداني مقيم في السعودية


    http://assafir.com/iso/today/weekly_culture/719.html[/B]
                  

العنوان الكاتب Date
لاهوت الوردة osama elkhawad08-03-05, 06:36 AM
  Re: لاهوت الوردة أبو أحمد08-03-05, 06:46 AM
    نصي الشعري هذا ليس نص مناسبات-ارجو ان تراجع نفسك osama elkhawad08-03-05, 06:59 AM
    Re: لاهوت الوردة mutwakil toum08-03-05, 06:59 AM
      Re: لاهوت الوردة osama elkhawad08-03-05, 07:09 AM
      Re: لاهوت الوردة Osman M Salih08-03-05, 07:11 AM
        Re: لاهوت الوردة mutwakil toum08-03-05, 07:29 AM
      Re: لاهوت الوردة حاتم الياس08-03-05, 07:22 AM
        Re: لاهوت الوردة-محاولات تجتهد ان تبقى نافعة للناس osama elkhawad08-03-05, 07:28 AM
          Re: لاهوت الوردة-محاولات تجتهد ان تبقى نافعة للناس Osman M Salih08-03-05, 07:32 AM
          بين البستاني والوردة-المحبة واحدة osama elkhawad08-03-05, 07:37 AM
            هل تتذكر "ايفان خايدجسكي" اول سوسيولوجي ما ركسي بلغاري??? osama elkhawad08-03-05, 08:14 AM
              Re: هل تتذكر "ايفان خايدجسكي" اول سوسيولوجي ما ركسي بلغاري??? Osman M Salih08-03-05, 08:19 AM
              لست من كتاب ادب المناسبات-نص عن المحبة بين رجل وامراة osama elkhawad08-03-05, 08:32 AM
                افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة osama elkhawad08-03-05, 08:43 AM
                  Re: افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة osama elkhawad08-03-05, 02:57 PM
                    Re: افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة Omer Abdalla Omer08-03-05, 03:10 PM
                      عزيزي عمر osama elkhawad08-03-05, 03:38 PM
                        اسف .. انه سحر النص .. ودرملية08-03-05, 04:47 PM
                          ارجو معك ان يكون "لاهوت الوردة" هو "لاهوت الانسانية القادمة" osama elkhawad08-03-05, 08:39 PM
                            Re: ارجو معك ان يكون "لاهوت الوردة" هو "لاهوت الانسانية القادمة" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-03-05, 10:19 PM
                              هذا النص الشعري لا علاقة له برحيل قرنق,فهو قصيدة في المحبة بين رجل وامراة osama elkhawad08-03-05, 10:59 PM
                                Re: هذا النص الشعري لا علاقة له برحيل قرنق,فهو قصيدة في المحبة بين رجل وامراة عبد المنعم ابراهيم الحاج08-03-05, 11:23 PM
                  Re: افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة عبدالماجد فرح يوسف08-10-05, 02:43 PM
    Re: لاهوت الوردة حسن الطيب يس11-07-05, 07:19 PM
  Re: لاهوت الوردة نادر08-03-05, 11:31 PM
    Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-04-05, 02:25 AM
      Re: لاهوت الوردة عبد المنعم ابراهيم الحاج08-04-05, 09:08 AM
        Re: لاهوت الوردة عبد الحميد البرنس08-04-05, 11:11 AM
          Re: لاهوت الوردة osama elkhawad08-04-05, 12:47 PM
  Re: لاهوت الوردة Luay Elhashimi08-04-05, 11:42 PM
    مجابدات المبدعين الذين يعتمدون فقط على القوة العمياء للموهبة-الحوار الذي يفتح اسئلة osama elkhawad08-05-05, 00:36 AM
  Re: لاهوت الوردة عبدالماجد فرح يوسف08-05-05, 08:23 AM
    Re: لاهوت الوردة osama elkhawad08-05-05, 01:13 PM
      Re: لاهوت الوردة حاتم الياس08-05-05, 01:33 PM
        Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-07-05, 00:07 AM
          Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-07-05, 00:42 AM
            Re: لاهوت الوردة salah elamin08-07-05, 01:44 AM
  Re: لاهوت الوردة أيزابيلا08-07-05, 02:10 AM
    Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-08-05, 01:06 AM
      صلاح وحاتم وايزابيلا ومازن osama elkhawad08-08-05, 02:36 AM
        Re: صلاح وحاتم وايزابيلا ومازن أيزابيلا08-08-05, 05:32 AM
          الأساطير المؤسسة لسيرة العائلة الخواضية-اعادة كتابة ميثولوجيا الخواض الكبير osama elkhawad08-08-05, 10:34 AM
            Re: الأساطير المؤسسة لسيرة العائلة الخواضية-اعادة كتابة ميثولوجيا الخواض الكبير osama elkhawad08-09-05, 05:29 AM
              عزيزتي ايزابيلا جئت -الى سقف الوردة- "مشاءة" osama elkhawad08-09-05, 05:44 AM
                Re: عزيزتي ايزابيلا جئت -الى سقف الوردة- "مشاءة" على عجب08-09-05, 07:58 AM
                  عزيزي على عجب osama elkhawad08-09-05, 12:15 PM
                    الصديق مازن osama elkhawad08-09-05, 11:44 PM
                      Re: الصديق مازن osama elkhawad08-10-05, 00:32 AM
                        Re: الصديق مازن newbie08-10-05, 01:05 AM
                          مرحبا بك تحت "سقف الوردة" osama elkhawad08-10-05, 02:24 AM
                          Re: الصديق مازن mazin mustafa08-10-05, 02:55 AM
                            Re: الصديق مازن mazin mustafa08-10-05, 03:27 AM
                              Re: الصديق مازن حاتم الياس08-10-05, 06:16 AM
                                عبد الماجد فرح: "ما لي أراه من الغائبين"؟ osama elkhawad08-10-05, 09:25 PM
                                  أنا هنا أشارك الفراشات* رحيق الوردة عبدالماجد فرح يوسف08-11-05, 07:54 AM
                                    اسرار الصنعة الاسفيرية التعتيلية osama elkhawad08-11-05, 01:00 PM
                                      المتنبّي أكثر حداثة منكم جميعاً-break Shazali08-11-05, 11:14 PM
                                        Re: المتنبّي أكثر حداثة منكم جميعاً-break osama elkhawad08-12-05, 00:00 AM
                                          الامتاع والمؤانسة تحت سقف الوردة--موتان وحياتان-الاديب\الكاتب-المتأكدم\المجسر osama elkhawad08-12-05, 11:17 PM
                                            Re: الامتاع والمؤانسة تحت سقف الوردة--موتان وحياتان-الاديب\الكاتب-المتأكدم\المجسر mazin mustafa08-13-05, 02:27 AM
                                              "خاتف لونين" osama elkhawad08-13-05, 11:43 AM
  Re: لاهوت الوردة Adil Osman08-13-05, 12:06 PM
    Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-14-05, 04:26 AM
  احد الكتبة عن تنسيق جديد للصفحة الشعرية osama elkhawad08-15-05, 06:13 AM
    الكويتب:خاتف لونين؟؟؟الاتفاق في الذهنية وفي الانتماء الى نفس القطيع osama elkhawad08-15-05, 03:33 PM
      كويتب قدم من مناطق الموهبة العمياء-الكويتب الذي تعلم الحجامة النقدية في رؤوس النصوص اليتام osama elkhawad08-15-05, 09:03 PM
        Re: تخريمة ونرجع.. mazin mustafa08-16-05, 00:24 AM
          ساعود اليك للرد على "تخريتمك", ب"تخريمة" أحسن منها osama elkhawad08-16-05, 09:36 AM
            التخريب الثقافي الذي تقوم به جماعة "المستجدين" من الادباء:"كويتبنا" نموذجا osama elkhawad08-16-05, 10:10 AM
              Re: التخريب الثقافي الذي تقوم به جماعة "المستجدين" من الادباء:"كويتبنا" نمو عبد الحميد البرنس08-16-05, 10:30 AM
                التقلياسفيريين: حقوق النشر محفوظة لسجيمان osama elkhawad08-16-05, 10:35 AM
                  سيميولوجيا النص الشعري osama elkhawad08-16-05, 05:37 PM
                    Re: سيميولوجيا النص الشعري mazin mustafa08-17-05, 01:29 AM
                    "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين المليك نموذجا osama elkhawad08-17-05, 01:35 AM
                      Re: "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين الملي عبد الحميد البرنس08-17-05, 02:00 AM
                        الادهش منه osama elkhawad08-17-05, 08:22 AM
                          Re: الادهش منه osama elkhawad08-17-05, 11:08 AM
                            منين أجيب أكاديميين؟؟؟المهم ان الذهنية واحدة osama elkhawad08-17-05, 11:57 AM
                        Re: "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين الملي عثمان البشرى09-01-05, 09:09 PM
                        Re: "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين الملي mutwakil toum09-04-05, 11:04 AM
  Re: لاهوت الوردة Adil Osman08-17-05, 11:52 AM
    احمد لك انك اثرت مسالة تنسيق الصفحة الشعرية-مفهوم بعض المتاكدمين السودانيين لسيميولوجيا الصفحة osama elkhawad08-17-05, 01:58 PM
      ما المشترك بين الدكتورين???? osama elkhawad08-17-05, 04:08 PM
        لا في 'العير" النقدي, ولا في "النفير العلمي", osama elkhawad08-17-05, 05:46 PM
          المشترك بين الدكتورين الفاضلين osama elkhawad08-17-05, 08:04 PM
            Re: المشترك بين الدكتورين الفاضلين osama elkhawad08-17-05, 10:22 PM
              Re: المشترك بين الدكتورين الفاضلين mazin mustafa08-18-05, 05:57 AM
                وانت وبقية التشكليين : خالد كودي واحمد المرضي و الباقر موسى مطلوبين بشدة لما نجي نناقش الكويتب osama elkhawad08-18-05, 11:12 AM
                  لست في حاجة لكشف تهافت الدكتور المليلك في حديثه عن سيميولوجيا الصفحة الشعرية عند محمد عبد الحي osama elkhawad08-18-05, 04:13 PM
                    concrete poetry osama elkhawad08-18-05, 04:20 PM
                      Re: concrete poetry newbie08-19-05, 04:57 AM
                        Re: concrete poetry Adil Osman08-19-05, 11:24 AM
                          Re: concrete poetry عبد الحميد البرنس08-19-05, 12:15 PM
                            Re: concrete poetry محمد خليفة محمد جميل08-19-05, 01:48 PM
                              نرحب بصديقنا محمد جميل وهو يتبوأ مقعده تحت سقف الوردة osama elkhawad08-19-05, 02:30 PM
                                "الكويتب في منجرته":ما هو موضوع رسالتيه للماجستير والدكتوراة????? osama elkhawad08-19-05, 03:15 PM
                                  Re: ;الكويتب في منجرته":ما هو موضوع رسالتيه للماجستير والدكتوراة????? osama elkhawad08-19-05, 03:35 PM
                                    Re: ;الكويتب في منجرته":ما هو موضوع رسالتيه للماجستير والدكتوراة????? osama elkhawad08-19-05, 05:24 PM
                                      وهل كان "الكويتب " أوف بوينت؟؟؟؟Off point osama elkhawad08-19-05, 06:44 PM
                                        عداء الموت-تشابه ما بين أمل دنقل ودرويش في علاقتها بالموت osama elkhawad11-24-05, 11:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de