لاهوت الوردة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-17-2024, 00:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2005, 04:40 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20363

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقاطع من "حالة حصار" لمحمود درويش (Re: osama elkhawad)

    مقاطع طويلة من حالة حصار

    هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
    قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
    نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
    وما يفعل العاطلون عن العمل:
    نُرَبِّي الأملْ.

    بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
    لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
    لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
    أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
    في حلكة الأَقبية.

    هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...

    سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
    نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.

    أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
    بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
    فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

    هنا، لا أَنا
    هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

    يقولُ على حافَّة الموت:
    لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
    حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
    سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
    وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
    وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

    في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
    بين تذكُّرِ أَوَّلها.
    ونسيانِ آخرِها.

    هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
    لا وَقْتَ للوقت.
    نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
    ننسي الأَلمْ.

    الألمْ
    هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
    صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

    لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
    فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
    لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
    يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
    تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

    يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
    بمنظار دبّابةٍ...

    نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

    أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
    واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
    غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
    أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
    اُخرجوا من صباحاتنا،
    نطمئنَّ إلى أَننا
    بَشَرٌ مثلكُمْ!

    نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
    نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
    في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
    ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
    أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
    لمواليد بُرْجِ الحصار.

    كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
    ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
    وتعالَ غداً !

    أُفكِّر، من دون جدوى:
    بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
    على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
    وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
    فتوجعنُي الخاطرةْ
    وتنتعشُ الذاكرةْ

    عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
    بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
    بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
    الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
    الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
    حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

    الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
    قَيْدَ التَشَابُهِ...
    عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
    هو الوحيُ...
    أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
    مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

    إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
    بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
    يحاصرني في المنام كلامي
    كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
    ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

    شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
    السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
    جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
    والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
    شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

    نحبُّ الحياةَ غداً
    عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
    كما هي، عاديّةً ماكرةْ
    رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
    وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
    فليكن
    خفيفاً على القلب والخاصرةْ
    فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
    من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

    قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
    لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
    لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

    إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
    وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
    الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
    وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

    إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
    إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
    قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
    فيكبر طفلاً معافي،
    ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
    تارِيخَ آسيا القديمَ.
    وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
    وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
    ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
    صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
    والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
    فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
    وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

    لم تكن هذه القافيةْ
    ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
    ولا لاقتصاد الأَلمْ
    إنها زائدةْ
    كذبابٍ على المائدةْ

    الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
    تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

    الحصارُ هُوَ الانتظار
    هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

    وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
    لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

    لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.
    اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
    ثم يقولون في سرِّهم:
    ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
    لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

    خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
    وعَشْرَةُ جرحى.
    وعشرون بيتاً.
    وخمسون زيتونةً...
    بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
    سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

    في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
    أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
    الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
    والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
    والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
    وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
    فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
    إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

    قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
    فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

    إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
    فكُنْ شجراً
    مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
    وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
    فكُنْ حجراً
    مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
    وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
    فكن قمراً
    في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
    هكذا قالت امرأةٌ
    لابنها في جنازته

    أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
    من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
    ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
    أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

    واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
    ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
    ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
    علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
    ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
    ومختلفون علي واجبات النساء
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
    مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
    مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
    ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

    قال لي في الطريق إلى سجنه:
    عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
    كهجاء الوطنْ
    مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

    قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
    يكفي
    لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
    وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

    على الروح أَن تترجَّلْ
    وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
    إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
    قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
    وكأسَ النبيذِ القديم
    لنقطع هذا الطريق معاً
    ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
    أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
    فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ

    إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
    تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
    فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
    و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

    يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
    هاتفي لا يرنُّ
    ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
    فكيف تيقَّنتِ من أَنني
    لم أكن ههنا !

    يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
    في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
    لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
    ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
    في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
    إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
    في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

    يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
    فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
    يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
    تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
    وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

    سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
    أَن الضَجَرْ
    صِفَةٌ من صفات البشرْ.

    لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
    قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
    بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
    قلبي بريء مضيء مليء،
    ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
    لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
    هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
    وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
    لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
    هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
    عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
    ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

    جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
    تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
    أَو في المداخن، أو في الخيام التي
    نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

    على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
    والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
    ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
    بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

    الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
    رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
    ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
    غيرِ مأهولةٍ،
    فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
    ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
    كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
    عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
    فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
    بيضاءُ من غير سوء ...

    إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ.
    لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
    ولا أَلعبُ الجولف.
    لا أَفهمُ التكنولوجيا،
    ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
    أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
    لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
    لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
    أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
    قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

    في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
    تحجَّرَ في أَبَدِهْ
    في الحصار، يصير المكانُ زماناً
    تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

    هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
    أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
    لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
    فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
    جغْرافيةْ !

    أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
    ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
    وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

    الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

    الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
    عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
    علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
    لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
    عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

    الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
    إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
    من أَحَدْ.

    الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
    وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
    كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
    أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

    الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
    وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،
    وهلالاً على إصبعي،
    كي أُخفِّف من وَجَعي !

    سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

    أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
    القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
    داءِ الأملْ.

    وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
    وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

    سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
    نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في
    ليل هذا النَفَقْ.

    سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
    في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
    سلامٌ على شَبَحي.

    إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ
    بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا
    هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

    إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ
    بالرياضة والسُخْريةْ
    وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

    أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
    للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
    وشاهدةً من رخام الزمن
    فأسبقهم دائماً في الجنازة:
    مَنْ مات.. مَنْ ؟

    الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

    الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
    وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
    وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..
    ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
    فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.
    والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
    والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

    هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
    في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
    التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
    البُنّ في دمهم، طازجة.

    هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
    قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
    فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
    عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
    فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
    يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
    فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

    الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
    الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

    فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
    الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
    نحو آخرَ مثل الغزالة.
    والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
    من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
    تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
    وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ
                  

العنوان الكاتب Date
لاهوت الوردة osama elkhawad08-03-05, 06:36 AM
  Re: لاهوت الوردة أبو أحمد08-03-05, 06:46 AM
    نصي الشعري هذا ليس نص مناسبات-ارجو ان تراجع نفسك osama elkhawad08-03-05, 06:59 AM
    Re: لاهوت الوردة mutwakil toum08-03-05, 06:59 AM
      Re: لاهوت الوردة osama elkhawad08-03-05, 07:09 AM
      Re: لاهوت الوردة Osman M Salih08-03-05, 07:11 AM
        Re: لاهوت الوردة mutwakil toum08-03-05, 07:29 AM
      Re: لاهوت الوردة حاتم الياس08-03-05, 07:22 AM
        Re: لاهوت الوردة-محاولات تجتهد ان تبقى نافعة للناس osama elkhawad08-03-05, 07:28 AM
          Re: لاهوت الوردة-محاولات تجتهد ان تبقى نافعة للناس Osman M Salih08-03-05, 07:32 AM
          بين البستاني والوردة-المحبة واحدة osama elkhawad08-03-05, 07:37 AM
            هل تتذكر "ايفان خايدجسكي" اول سوسيولوجي ما ركسي بلغاري??? osama elkhawad08-03-05, 08:14 AM
              Re: هل تتذكر "ايفان خايدجسكي" اول سوسيولوجي ما ركسي بلغاري??? Osman M Salih08-03-05, 08:19 AM
              لست من كتاب ادب المناسبات-نص عن المحبة بين رجل وامراة osama elkhawad08-03-05, 08:32 AM
                افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة osama elkhawad08-03-05, 08:43 AM
                  Re: افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة osama elkhawad08-03-05, 02:57 PM
                    Re: افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة Omer Abdalla Omer08-03-05, 03:10 PM
                      عزيزي عمر osama elkhawad08-03-05, 03:38 PM
                        اسف .. انه سحر النص .. ودرملية08-03-05, 04:47 PM
                          ارجو معك ان يكون "لاهوت الوردة" هو "لاهوت الانسانية القادمة" osama elkhawad08-03-05, 08:39 PM
                            Re: ارجو معك ان يكون "لاهوت الوردة" هو "لاهوت الانسانية القادمة" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-03-05, 10:19 PM
                              هذا النص الشعري لا علاقة له برحيل قرنق,فهو قصيدة في المحبة بين رجل وامراة osama elkhawad08-03-05, 10:59 PM
                                Re: هذا النص الشعري لا علاقة له برحيل قرنق,فهو قصيدة في المحبة بين رجل وامراة عبد المنعم ابراهيم الحاج08-03-05, 11:23 PM
                  Re: افكر في ترجمة ايفان خادجيسكي-قادر بالتاكيد على انجاز ترجمة ممتعة و امينة عبدالماجد فرح يوسف08-10-05, 02:43 PM
    Re: لاهوت الوردة حسن الطيب يس11-07-05, 07:19 PM
  Re: لاهوت الوردة نادر08-03-05, 11:31 PM
    Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-04-05, 02:25 AM
      Re: لاهوت الوردة عبد المنعم ابراهيم الحاج08-04-05, 09:08 AM
        Re: لاهوت الوردة عبد الحميد البرنس08-04-05, 11:11 AM
          Re: لاهوت الوردة osama elkhawad08-04-05, 12:47 PM
  Re: لاهوت الوردة Luay Elhashimi08-04-05, 11:42 PM
    مجابدات المبدعين الذين يعتمدون فقط على القوة العمياء للموهبة-الحوار الذي يفتح اسئلة osama elkhawad08-05-05, 00:36 AM
  Re: لاهوت الوردة عبدالماجد فرح يوسف08-05-05, 08:23 AM
    Re: لاهوت الوردة osama elkhawad08-05-05, 01:13 PM
      Re: لاهوت الوردة حاتم الياس08-05-05, 01:33 PM
        Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-07-05, 00:07 AM
          Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-07-05, 00:42 AM
            Re: لاهوت الوردة salah elamin08-07-05, 01:44 AM
  Re: لاهوت الوردة أيزابيلا08-07-05, 02:10 AM
    Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-08-05, 01:06 AM
      صلاح وحاتم وايزابيلا ومازن osama elkhawad08-08-05, 02:36 AM
        Re: صلاح وحاتم وايزابيلا ومازن أيزابيلا08-08-05, 05:32 AM
          الأساطير المؤسسة لسيرة العائلة الخواضية-اعادة كتابة ميثولوجيا الخواض الكبير osama elkhawad08-08-05, 10:34 AM
            Re: الأساطير المؤسسة لسيرة العائلة الخواضية-اعادة كتابة ميثولوجيا الخواض الكبير osama elkhawad08-09-05, 05:29 AM
              عزيزتي ايزابيلا جئت -الى سقف الوردة- "مشاءة" osama elkhawad08-09-05, 05:44 AM
                Re: عزيزتي ايزابيلا جئت -الى سقف الوردة- "مشاءة" على عجب08-09-05, 07:58 AM
                  عزيزي على عجب osama elkhawad08-09-05, 12:15 PM
                    الصديق مازن osama elkhawad08-09-05, 11:44 PM
                      Re: الصديق مازن osama elkhawad08-10-05, 00:32 AM
                        Re: الصديق مازن newbie08-10-05, 01:05 AM
                          مرحبا بك تحت "سقف الوردة" osama elkhawad08-10-05, 02:24 AM
                          Re: الصديق مازن mazin mustafa08-10-05, 02:55 AM
                            Re: الصديق مازن mazin mustafa08-10-05, 03:27 AM
                              Re: الصديق مازن حاتم الياس08-10-05, 06:16 AM
                                عبد الماجد فرح: "ما لي أراه من الغائبين"؟ osama elkhawad08-10-05, 09:25 PM
                                  أنا هنا أشارك الفراشات* رحيق الوردة عبدالماجد فرح يوسف08-11-05, 07:54 AM
                                    اسرار الصنعة الاسفيرية التعتيلية osama elkhawad08-11-05, 01:00 PM
                                      المتنبّي أكثر حداثة منكم جميعاً-break Shazali08-11-05, 11:14 PM
                                        Re: المتنبّي أكثر حداثة منكم جميعاً-break osama elkhawad08-12-05, 00:00 AM
                                          الامتاع والمؤانسة تحت سقف الوردة--موتان وحياتان-الاديب\الكاتب-المتأكدم\المجسر osama elkhawad08-12-05, 11:17 PM
                                            Re: الامتاع والمؤانسة تحت سقف الوردة--موتان وحياتان-الاديب\الكاتب-المتأكدم\المجسر mazin mustafa08-13-05, 02:27 AM
                                              "خاتف لونين" osama elkhawad08-13-05, 11:43 AM
  Re: لاهوت الوردة Adil Osman08-13-05, 12:06 PM
    Re: لاهوت الوردة mazin mustafa08-14-05, 04:26 AM
  احد الكتبة عن تنسيق جديد للصفحة الشعرية osama elkhawad08-15-05, 06:13 AM
    الكويتب:خاتف لونين؟؟؟الاتفاق في الذهنية وفي الانتماء الى نفس القطيع osama elkhawad08-15-05, 03:33 PM
      كويتب قدم من مناطق الموهبة العمياء-الكويتب الذي تعلم الحجامة النقدية في رؤوس النصوص اليتام osama elkhawad08-15-05, 09:03 PM
        Re: تخريمة ونرجع.. mazin mustafa08-16-05, 00:24 AM
          ساعود اليك للرد على "تخريتمك", ب"تخريمة" أحسن منها osama elkhawad08-16-05, 09:36 AM
            التخريب الثقافي الذي تقوم به جماعة "المستجدين" من الادباء:"كويتبنا" نموذجا osama elkhawad08-16-05, 10:10 AM
              Re: التخريب الثقافي الذي تقوم به جماعة "المستجدين" من الادباء:"كويتبنا" نمو عبد الحميد البرنس08-16-05, 10:30 AM
                التقلياسفيريين: حقوق النشر محفوظة لسجيمان osama elkhawad08-16-05, 10:35 AM
                  سيميولوجيا النص الشعري osama elkhawad08-16-05, 05:37 PM
                    Re: سيميولوجيا النص الشعري mazin mustafa08-17-05, 01:29 AM
                    "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين المليك نموذجا osama elkhawad08-17-05, 01:35 AM
                      Re: "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين الملي عبد الحميد البرنس08-17-05, 02:00 AM
                        الادهش منه osama elkhawad08-17-05, 08:22 AM
                          Re: الادهش منه osama elkhawad08-17-05, 11:08 AM
                            منين أجيب أكاديميين؟؟؟المهم ان الذهنية واحدة osama elkhawad08-17-05, 11:57 AM
                        Re: "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين الملي عثمان البشرى09-01-05, 09:09 PM
                        Re: "العرضة" خارج "الدارة المعرفية":الدكتوران بشرى الفاضل وصلاح الدين الملي mutwakil toum09-04-05, 11:04 AM
  Re: لاهوت الوردة Adil Osman08-17-05, 11:52 AM
    احمد لك انك اثرت مسالة تنسيق الصفحة الشعرية-مفهوم بعض المتاكدمين السودانيين لسيميولوجيا الصفحة osama elkhawad08-17-05, 01:58 PM
      ما المشترك بين الدكتورين???? osama elkhawad08-17-05, 04:08 PM
        لا في 'العير" النقدي, ولا في "النفير العلمي", osama elkhawad08-17-05, 05:46 PM
          المشترك بين الدكتورين الفاضلين osama elkhawad08-17-05, 08:04 PM
            Re: المشترك بين الدكتورين الفاضلين osama elkhawad08-17-05, 10:22 PM
              Re: المشترك بين الدكتورين الفاضلين mazin mustafa08-18-05, 05:57 AM
                وانت وبقية التشكليين : خالد كودي واحمد المرضي و الباقر موسى مطلوبين بشدة لما نجي نناقش الكويتب osama elkhawad08-18-05, 11:12 AM
                  لست في حاجة لكشف تهافت الدكتور المليلك في حديثه عن سيميولوجيا الصفحة الشعرية عند محمد عبد الحي osama elkhawad08-18-05, 04:13 PM
                    concrete poetry osama elkhawad08-18-05, 04:20 PM
                      Re: concrete poetry newbie08-19-05, 04:57 AM
                        Re: concrete poetry Adil Osman08-19-05, 11:24 AM
                          Re: concrete poetry عبد الحميد البرنس08-19-05, 12:15 PM
                            Re: concrete poetry محمد خليفة محمد جميل08-19-05, 01:48 PM
                              نرحب بصديقنا محمد جميل وهو يتبوأ مقعده تحت سقف الوردة osama elkhawad08-19-05, 02:30 PM
                                "الكويتب في منجرته":ما هو موضوع رسالتيه للماجستير والدكتوراة????? osama elkhawad08-19-05, 03:15 PM
                                  Re: ;الكويتب في منجرته":ما هو موضوع رسالتيه للماجستير والدكتوراة????? osama elkhawad08-19-05, 03:35 PM
                                    Re: ;الكويتب في منجرته":ما هو موضوع رسالتيه للماجستير والدكتوراة????? osama elkhawad08-19-05, 05:24 PM
                                      وهل كان "الكويتب " أوف بوينت؟؟؟؟Off point osama elkhawad08-19-05, 06:44 PM
                                        عداء الموت-تشابه ما بين أمل دنقل ودرويش في علاقتها بالموت osama elkhawad11-24-05, 11:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de