|
Re: الحملة الإنتخابية... مارس 1986... و "مشائخ الأحزاب" !! (Re: ابراهيم الكرسنى)
|
تكتيكات إنتخابية
بس أرجو أن لا يفهم أني أقصد فقط تكتيكات الجبهة القومية الإسلامية فلكل حزب "تكتيكاته" الإنتخابية لكنني أكتب من موقع المشاهد بمدينة "طابت" أثناء الحملة الإنتخابية. المعروف تاريخيا بأن مدينة طابت تشكل إحدى معاقل الإتحادي الديموقراطي الحصينة.لذا كان لزاما على كل المنافسين من الأحزاب الأخري أن يجدوا طرقا "مبتكرة" للمنافسة أو لحفظ ماء الوجه.كان المهندس أحمد سليمان إبن طابت هو المرشح الرسمي للجبهة (لاحقا تولى حقيبة وزارة الصناعة في عهد الإنقاذ).وكان المرحوم عطا المنان (زوج أخت البشير ومن أهالي قرية صراصر المجاورة لطابت) هو الممول الرسمي للحملة.كثف الأستاذ عطا من هبات المنظمات الإسلامية التي كانت ترده الي فقراء المنطقة في الفترة التي سبقت الإنتخابات عل ذلك يلين شيئا من أفئدة المتعصبين الإتحاديين.لكن يبدو أن المحاولة باءت بالفشل الذريع حتى وسط أهله من مواطني صراصر.لكسر هذه الحلقة "الشريرة" بدأ العقل "التكتيكاتي" يعمل .بنات الحي من الشابات النشطات يدخلن البيوت ويسألن عماتن العجايز "سجلتو للإنتخابات..؟؟" فإذا كانت الإجابة موجبة فعليها العوض.أما إذا إتضح أن التسجيل لم يتم بعد فالفرصة لا زالت سانحة "خلاص يا عمتي ما في داعي للتعب أنحنا حنسجل عنك".والحمدلله واحد صوت ضاع على مرشح الإتحادي.....زمن طويل لحدي ما يكتشف غافلوا الإتحادي غفلتهم ويرجعوا يسجلوا عماتهم في "الزمن الضائع"...!!! حزب الأمة بيلعب لكن على النضيف شوية....!!! المدينة نفسها لا ناقة لهم فيها ولا جمل "ومافي داعي نضيع وكتنا فيها" لكن هنالك "الكنابي" المحيطة بالمدينة والتي يسكنها فقراء العمال الزراعيين من غرب السودان.وهم موجودون هنالك بإمتداداتهم الطائفية الأنصاروية.أصاب موقف الإتحادي الديموقراطي القوي داخل المدينة أبصار الناشطين في حملة مرشحهم بالعمى فلم ينتبهوا لما ينتظرهم من أبناء الكنابي الذين تم حشدهم بالكامل لصالح مرشح حزب الأمة.عندما أعلنت النتائج النهائية بفوز مرشح حزب الأمة كانت الصدمة قاسية على سكان المدينة بخروج مرشحهم خالي الوفاض من معركة كانت اشبه بالمحسومة.لكنها الحسابات ومدى مفارقتها لدنيا الأحلام وشحذ الإمكانيات حسب المعطيات الواقعية تلك كانت أسس النجاح.
|
|
|
|
|
|