|
Re: مؤتمر مائدة مستديرة -2 لدارفور وقضايا المستقبل في جوبا (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
فقد جربنا شعار الإقتلاع من الجذور وغيره من الشعارات، وقد خاض التجمع الوطني الديمقراطي نضالا لا يعرف الهوادة وقد وصلت قواته إلى دلتا طوكر من الناحية الشرقية ولكن برغم ذلك لم نستطيع اسقاط النظام فالسودان بلد كبير فاذا كانت دارفور تساوي مساحة فرنسا ، لذلك فعملية الوصول للخرطوم بعمل مسلح تبدو مستحيلة بالمقاييس العسكرية وقد حاولت الحركة وبكل جيشها الجرار في الجنوب وكان لها في الشرق اكثر من عشرة الاف جندي ومعها قوات التجمع الأخرى ولم تسقط الحكومة. لقد حاولنا موضوع الإنتفاضة وكما ذكرت فقد جففت الإنقاذ منابع الإنتفاضة وطرحي هنا ليس يأس ولكن في السياسية تبحث عن الممكن ، فالواضح أن الممكن التوصل إلى اتفاق بمشاركة الجميع وبتقديم الجميع لتنازلات، فلا احد كان يتصور أن يلتقي المشروع اليميني المتطرف الذي تمثله الإنقاذ مع المشروع الآخر في اقصى الشمال الذي تمثله الحركة وانجاز اتفاق سلام، فالتفاوض يتم مع الأعداء وليس مع الأصدقاء، وكما نعلم فالحرب والضغط الشعبي ليست اهداف في حد ذاتها وانما من اجل تحقيق اهداف سياسية ، فالحرب كما يقال سياسة بطريق آخر. ماذا نريد؟ ديمقراطية وسلام وتنمية ، يمكن أن نحصل على ذلك بعدد من الطرق ومن دون اراقة الدماء ، لقد توصلت لقناعة أن الحرب من الأطراف سوف لن تسقط الحكومة وسوف يتضرر اهلنا الغبش. فسياسة الإنتظار التي تمارسها الأحزاب سوف لن تحل المشكلة وسياسة المراوغة التي تمارسها الإنقاذ سوف لن تحل المشكلة والصراع ما بين الحكومة والمجتمع الدولي سوف يبدأ قريبا وسوف يخرج الأمر من يدنا كسودانيين وسوف يتضرر اهلنا في الجنوب لأن الدعم للجنوب مربوط بدارفور ودارفور الحكومة تراوغ في امرها والحركات تحتاج الى عمل الكثير من اجل وحدة الهدف وحل إشكاليتها. اذا فشلنا في ايجاد حل قبل التدخل الدولي الشامل، نصبح قد عجزنا كقوى سياسية وسوف لن نستطيع السيطرة على الوضع ولا ينبغي أن نفرح فالقوات الدولية سوف لن تحقق اجندة اي من الاحزاب وخروج هذه القوات سوف يصبح مشكلة ومعالجة الموضوع سوف تخرج من يدنا.. الإنقاذ تلك الحمارة البليدة يبدو أنها في حالة "زنقة" وربما تقدم تنازلات تلك الغبية المتعجرفة بعد أن اصبح مهرها جلد على الرأس بصوت التوجه الدولي الغليظ وبعد أن شاخت وظهرت تجاعيد الكبر والنهايات على وجهها القميء.
|
|
|
|
|
|
|
|
|