د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 06:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة احداث امدرمان 10 مايو 2008
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-18-2008, 07:13 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟

    ماذا يريد دكتور خليل؟

    د. الطيب زين العابدين

    محاولة حركة العدل والمساواة المتهورة لاقتحام العاصمة القومية فى نهار العاشر من مايو الماضى تثير تساؤلات عدة ولكن أهمها هو: ماذا كان يريد د. خليل أن يحقق من تلك المغامرة باهظة التكاليف بالنسبة لحركته وجنوده وللمواطنين الأبرياء فى العاصمة؟ الاجابة تدور فى واحد من ثلاثة احتمالات. أول هذه الاحتمالات أنه قصد احداث "فرقعة اعلامية" بين يدى عملية التفاوض السياسى التى يتبناها الاتحاد الافريقى والأمم المتحدة حتى تنال حركته فى تلك المفاوضات الموقع اللائق بها لأنها حسب تقدير خليل الفصيل الأكبر بين المليشيات المسلحة الذى يحارب الحكومة فى دارفور. وقد سبق لخليل أن اعترض على تمثيل المجموعات الكثيرة فى مؤتمر سرت وهى التى انسلخت من الفصائل الثلاثة الرئيسة التى بدأت "الثورة"، وذلك بحجة قلة عددها وعدم سيطرتها على مواقع فى الميدان وضعف تأييدها بين أهل دارفور وأنها مجرد صنائع لحكومة الخرطوم. ومثلما يعطى المجتمع الدولى وزنا خاصا لعبد الواحد محمد نور بصفته ممثلا لطموحات قبيلة الفور ذات الأغلبية العددية فى الاقليم، ينبغى أن تعطى حركة العدل والمساواة الوزن المناسب بحسبانها الأقوى عسكريا الى درجة تهدد امن العاصمة القومية.

    الاحتمال الثانى هو ابلاغ رسالة عنيفة لأهل الشمال (ناس البحر) الذين لم يظهروا حتى الآن التعاطف المرجو منهم مع مآساة أهل دارفور الذين سامتهم الحكومة الخسف وشردت بهم فى بقاع الأرض داخل السودان وخارجه وسلطت عليهم مرتزقة "الجنجويد" الذين لا يعرفون إلاً ولا ذمة لحق الله أو حقوق الانسان. اذن آن لأهل الشمال أن يتذوقوا قدرا يسيرا من معاناة أهل دارفور التى طال أمدها دون أن تجد تعاطفهم أو تجد الحل الناجع من "حكومتهم"! وهى أيضا رسالة للحكومة أنها لن تنعم بالأمن فى الخرطوم فى حين يقتل أهل دارفور وتحرق قراهم ويشردون من ديارهم، وذلك أدعى أن تكون أكثر جدية فى المفاوضات القادمة وتستجيب لمطالبهم العادلة والا فقد عرف ثوار دارفور الطريق الى الخرطوم وهم على استعداد لمعاودة الكرة ان دعا الحال.

    الاحتمال الثالث أن د. خليل وصل الى النتيجة التى وصل اليها جون قرنق قبل أكثر من عشرين سنة وهى أن الذى يريد أن يحل مشكلة الظلم والتهميش الواقع على الأقاليم عليه ان يحكم الخرطوم لا أن يطلب حكم "الأقليم المهمش"، فالثروة تتجمع فى الخرطوم والسلطة الحقيقية توجد حيثما توجد الثروة فالصلاحيات الدستورية لا معنى لها بلا مقدرات مالية تعين على ممارستها. ومن ثم يريد خليل أن يحكم السودان من داخل القصر الجمهورى فى الخرطوم حتى ينصف الأقاليم المهمشة ومن بينها دارفور. وان جاز لجون قرنق أن يحارب حتى يصل الى حكم اقليمه فى الجنوب منفردا ويصبح الرجل الثانى فى القصر الجمهورى فما الذى يمنع خليل أن يحذو حذوه؟ فهو ابن الحركة الاسلامية نفسها التى تحكم اليوم، وهو قد جاهد فى صفوفها منذ عهد الطلب بأكثر ما فعل بعض المتنفذين اليوم على قمة السلطة، وهو ابن أكبر أقاليم السودان مساحة ويزيد عدد سكانه على عشرين فى المئة من سكان البلاد، وهم أكثر أبناء الأقاليم انخراطا فى القوات المسلحة على مستوى الجنود وصف الضباط فى حين يتحاشاها الآخرون وعليه فهم أكثر المدافعين عن بيضة السودان، وهم الذين يمدون البلاد بمعظم ثروتها الحيوانية. ومع ذلك فهم أقل الأقاليم تمثيلا فى السلطة، وأقلهم حظا فى التنمية والتعليم والصحة والطرق المعبدة. وخليل فى شخصه يتمتع بالكفاءة العسكرية والعلمية التى تجعله قائدا مقنعا للبلاد، وله مؤيدون كثر داخل الخرطوم من أبناء دارفور ومن أعضاء الحركة الاسلامية (المرحومة)، ويجد تعاطفا وسندا من بعض دول الجوار مثل ليبيا وتشاد وارتريا. ثم ان النظام الحاكم فى الخرطوم لا يتمتع بسند جماهيرى كبير يدافع عنه فى "الحارة"، وربما انحاز الى خصمه ان أثبت الخصم جدارته. فلماذا لا يجرب خليل حظه فى الوصول الى القمة مباشرة دون واسطة؟

    ومن بين هذه الاحتمالات الثلاثة أيها يشكل الهدف الحقيقى الذى دفع خليل لاقتحام الخرطوم عسكريا فى العاشر من مايو؟ وفى تقديرى ان احتمال "الفرقعة الاعلامية" مستبعد لأن القوة التى جاء بها خليل ( حوالى ألفى عنصر من الجنود وأكثر من مئتى عربة وسلاح كثيف متقدم وثلاثين حسابا مصرفيا لتمويل العملية وعدد من كبار قيادات حركته يقودهم بنفسه) قوة ضخمة للغاية تشكل معظم قوات حركته الضاربة وامكاناتها المتاحة، ولا يعقل أن من يأتى بمثل هذه القوة يهدف فقط لاحداث فرقعة اعلامية تعطيه مكانة جيدة فى المفاوضات. كما أستبعد أيضا الاحتمال الثانى وهو تلقين "أهل البحر" درسا فى معاناة أهل دارفور لنفس السبب السابق، وهو أن القوة التى دخلت أمدرمان أكبر من أن يكون هدفها احداث تخريب هنا وهناك وازعاج المواطنين الآمنين. ولم يثبت من التقارير الصحفية والشفاهية أن القوة الغازية استهدفت المدنيين قصدا الا من قتل فى الاطلاق المتبادل للنيران، بل ان بعض أفراد القوة أعلن لبعض المتجمهرين من المدنيين أن يبتعدوا عن مواقع المواجهات لأنهم غير مقصودين بالهجوم. وقد يشعر أهل دارفور ومنهم حركة العدل والمساواة بالظلم والتهميش من قبل "ناس البحر" وحكومتهم المتسلطة، ولكن لا يصل ذلك بهم الى درجة الغبن العرقى الذى يجعلهم يعتدون على الآخر بالهوية، فدارفور أكثر مناطق السودان امتزاجا سكانيا رغم تغلغل القبلية ورعاية أعرافها بينهم، وأكثر الأقاليم تسامحا اجتماعيا مع الغرباء الوافدين لبلدهم. ولم يحدث طيلة سنوات الحرب الدائرة منذ فبراير 2003 أن اعتدى أهل دارفور على "ناس البحر" فى مناطقهم المختلفة، ولم يثبت أن حركة واحدة من المليشيات المسلحة استهدفت أهل الشمال، بل ان معظم المواجهات كانت داخلية بين قبائل دارفور نفسها للأسباب الاقتصادية والتاريخية المتعارفة. ثم ان خليل نفسه انتمى الى حركة "شمالية القيادة والفكر" لمعظم سنوات شبابه وجاهد معها سياسيا وعسكريا فى أدغال الجنوب دون أن تصده هواجس العرق أو الاقليم، ولم يستنكف أن يضع نفسه جنديا تحت تلك القيادة. فكيف به أن ينقلب على كل أهل الشمال؟ ومهما قيل فى خطايا الحركة الاسلامية الا أنها كانت عامل مزج عرقى واقليمى فريد بين كل أبنائها، وما سمعنا بداء العرقية البغيض ينخر جسمها الا بعد انقلاب 30 يونيو الذى نزل عليها بالساحق والماحق. ومهما كان غضب خليل ضد تجربة الانقاذ العسكرية فلن ينسى أياما طيبة عاشها فى كنف الحركة الاسلامية وأدبها الراقى فى الاخاء الصافى وتجاوز عصبية القبيلة والجهوية، ولعلها تشكل أجمل أيام حياته كما شكلت أجمل أيام حياتنا! ولا أظنه يرتد الى جاهلية تقتل على هوية العرق أو اللون أو الاقليم ليلقن درسا لأحد ما.

    أما الاحتمال الثالث فهو الأقرب فى تقديرى لأن يكون هدف الاقتحام المسلح فى العاشر من مايو لمدينة أمدرمان، فقد استهدف فى المقام الأول المواقع العسكرية فى قاعدة وادى سيدنا حيث رئاسة السلاح الجوى وسلاح المهندسين وقوات الشرطة والاحتياطى المركزى ورجال الأمن التى يمكن أن تهب لحماية النظام، كما أراد أن يصل الى الاذاعة والتلفزيون حتى يتمكن من مخاطبة الشعب السودانى ليشرح ويوضح أهدافه السياسية، وأن يصل الى القيادة العامة حيث قلب المؤسسة العسكرية والى القصر الجمهورى مقر السلطة التنفيذية، وأن يسيطر على الكبارى بين أمدرمان والخرطوم حتى يقطع الطريق على أى مدد يحاول العبور عليها. لقد أظهر خليل براعة فائقة فى قيادة قواته من أطراف تشاد الى قلب أمدرمان دون أن تتعرض الى مواجهة عسكرية تذكر، فكيف غاب عليه أنه لا يمكن بهذه القوة المحدودة أن يسيطر على السلطة فى العاصمة المثلثة التى بها عشرات الآلاف من الجنود والضباط، دعك من ردة الفعل التى تسببها فى أوساط ملايين السكان فى الخرطوم الذين يسهل استنفارهم ضد قوة غازية مجهولة الأهداف والنوايا؟ وحسب تنوير وزير الدفاع لأعضاء المجلس الوطنى أن خليل أفصح لجنوده عن نيته باحتلال الخرطوم على بعد 174 كيلو متر فقط من دخول أمدرمان، وأن بعضهم نصحه بأن لا يفعل ذلك ربما لصعوبة تحقيق الهدف، لكنه طمأنهم بأن الأمر ممكن "ما يهمكم أنا لدى شغل جاهز فى الخرطوم وعندى ناس أكثر منكم داخل الخرطوم". وقد يكون لديه مؤيدين كثر فى الخرطوم لكن فات عليه أن ثقافة البرجوازية الصغيرة فى الحضر تدعوهم أن لا يخاطروا بالتحرك الا اذا ضمنوا النجاح!

    وأحسب أن ما دفع خليل للمغامرة ليس فقط تقديراته العسكرية الخاطئة ولكن التحريض الشديد له من الرئيس ديبى، وهو ولى نعمته بالتسليح والتدريب والتمويل والمأوى، فالرئيس التشادى يريد أن ينتقم من مساعدة حكومة السودان للمعارضة التشادية التى اندفعت من حدود السودان حتى دقت على أبواب قصره الرئاسى فى انجمينا. وطالما سمع الرئيس التشادى من بعض المتنفذين فى حكومة الخرطوم أن بامكانهم اقتلاعه من السلطة فى تشاد ولكن لا يمكن له مهما فعل أن يقتلعهم من السلطة فى الخرطوم، فأراد أن يبرهن لهم ولو لمرة واحدة أن ذلك ليس مستحيلا كما يظنون! ورغم جرأة المغامرة وبراعة تخطيطها الا أنها لا تملك أدنى مقومات النجاح، وقد فشلت بالرغم من سوء الاعداد فى التصدى لها. واذا لم تنجح مغامرة يوليو 1976 التى قادتها الجبهة الوطنية بأحزابها الثلاثة ضد نظام نميرى المعزول جماهيريا فكيف لحركة خليل أن تنجح منفردة ودون تنسيق مع فصيل فى القوات المسلحة؟ ومن ناحية أخرى فان بيان وزير الدفاع أمام البرلمان الذى شرح فيه استعدادات المواجهة للقوة الغازية لم يكن مقنعا مما جعل بعض أعضاء البرلمان يطالب باستقالته وطالب آخرون بتكوين لجان تحقيق فى ملابسات الاستعداد العسكرى من داخل عضوية الهيئة التشريعية. ونحن نعجب لما جاء فى تنوير الوزير مثلما تعجب منه رئيس تحرير جريدة القوات المسلحة: لم نسمع من قبل باستدراج القوات المعادية الى داخل الارض الحيوية التى يرجى الدفاع عنها!

    وان كانت هناك عظة واحدة تؤخذ من مغامرة العاشر من مايو فهى ضرورة معالجة أزمة دارفور (بأعجل ما تيسر) لأنها ستقف عقبة أمام تحقيق السلام الشامل، وعقد الانتخابات القادمة، واحداث التحول الديمقراطى، وضمان الاستقرار السياسى الذى يجعل الوحدة جاذبة لأهل الجنوب بنهاية الفترة الانتقالية. ولن تعالج أزمة دارفور اذا لم تشترك كل الفصائل المسلحة فى المفاوضات السياسية المتوقعة، وأن يكون من بينها فصيل العدل والمساواة حتى ولو كان على رأسه خليل ابراهيم. ومن الأفضل للحكومة أن تفاوض وهى منتصرة "ومظلومة" بدلا من العكس!
                  

العنوان الكاتب Date
د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟ Muhammad Elamin05-18-08, 07:13 PM
  Re: د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟ أنور أدم05-18-08, 10:24 PM
    Re: د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟ jini05-18-08, 11:12 PM
      Re: د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟ Muhammad Elamin05-19-08, 05:49 PM
    Re: د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟ Muhammad Elamin05-19-08, 05:48 PM
      Re: د. الطيب زين العابدين: ماذا يريد دكتور خليل؟ ياسر احمد محمود05-19-08, 07:26 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de