في محبة (إحسان عباس )..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة كمال علي الزين(كمال علي الزين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2009, 06:44 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في محبة (إحسان عباس )..!! (Re: الصادق اسماعيل)

    منصور خالد يكتب عن إحسان عباس (2)

    Quote: في جُل ذلك الشعر لم يتناول الشاعر المناسبات الاجتماعية إلا في النادر القليل، بل اتجه بكليته إلى التعبير عن أوجاعه ومواجده بصورة تغلب عليها الرومانسية. طغى أيضاً على ذلك الشعر المُنتقى إعجاب سافر بالرعاة والحياة الرعوية ولذلك حفل الجزء الأول من الديوان بقصائد أدرجها الشاعر تحت عنوان: "في مسارح الرعاة". ويرد إحسان إعجابه بالرعاة إلى "عين غزال وموقعها الجميل على ربوة من جبل الكرمل تطل على سهل ساحلي يمتد حتى البحر" ... وإلى طبيعة "الترحيب والإكرام والحفاوة" التي كان يجدها من أهلها الرعاة كلما عاد من المدينة في اجازاته السنوية" (أزهار برية، 11ـ12). على أن الشاعر يقر في تلك المقدمة بأثر الشعر الرعوي (pastoral) الروماني (فيرجيل)، والانجليزي (ملتون)، إلى جانب أثر الرومانسيين الإنجليز (كيتس، شيلي، كولردج، وردز ويرث، بايرون) في الاتجاه به إلى الوجهة الرعوية الرومنطيقية في الشعر.
    قد يقول قائل أن إحسانَ العليم بأسرار الديانات واللُغى لم يلجأ للوهم والتجريد إلا ليفتعل له عالماً مثالياً يُقدر الرعاة على مثله، ويصرف عن غيرهم هواه
    رعاتي سأصرف عن غيركم
    هواي وأمنحكم خالصه
    فما الذي تلقاه إحسان في الرعاة من كمال موهوم؟ قال: " مثلما توشح نيسان (بداية الربيع) بالكمال في نظري، بلغ الرعاة لديَّ المستوى المثالي وكان ذلك كله استحضاراً لبيئة مثالية على الرغم من معرفتي بأن "الرعاة" الذين أحببتهم ينطوون على نقائص كثيرة وأنه ليس في الآدميين مثاليون، لا أنا ولا غيري، وأن الفقر وخشونة العيش وخشونة المعاملة هى التي تسيطر على حياتهم، وأن سذاجتهم هى وحدها التي تلتبس بطبيعة القلب ولكنها إن زادت على حدها تحولت إلى بله أو "عباطة". لكني كنت في حاجة نفسية إلى العثور على مجتمع مثالي يريحني من الخداع والغش والنفاق لدى الآخرين" (أزهار برية، 12). من الجلي أن الشاعر ـ في المستوى الوجداني على الأقل ـ كان يُغَلِّب أفضال الريف، رغم سذاجة أهله، لطهره ولبيئته الحرة الطليقة، على الحاضرة المتمدينة لضلالها وعماياتها ونفاق أهلها.
    وتلك السذاجة ياليتني
    جَبَلتُ بطينتها خاطري
    وعشت لحريتي والجمال
    ومتعة قلبيَ والناظر
    ولم يُصْبِ قلبيَ جُو الضلال
    ووحل العمايات في الحاضر
    هل هذه أوهام وخيالات اصطنعها الشاعر؟ أم هى، كما اعترف تجارب مستحيلة يصدق عليها وصف القرآن الكريم للشعراء "أنهم يقولون ما لا يفعلون"، وأضاف ساخراً أن ذلك الوصف القرآني قد يكون هو نصيبه الوحيد مما يتميز به الشعراء". لا نظن، فما أكثر ما يبتدعه الشعراء المجيدون من خيالات هي، في واقع الأمر، كشف لإبعاد خفية مستترة في حياة الناس.
    ü إحسان في السودان
    عَجْزُ احسان عن الإاتحاق بالجامعة العربية قاده إلى السودان، وكان ذلك بمحض الصدفة عندما قرر الأستاذ أحمد أمين ترشيح طالبه النجيب إحسان للالتحاق بقسم اللغة العربية بكلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم)، لينضم إلى طالب له آخر (محمد النويهي) كان قد رشحه ليكون رئيساً لذلك القسم. ويروي إحسان في سخرية لا تغيب على القارئ كيف تعامل وكيل السودان (مندوب حكومة السودان) بالقاهرة، الإداري البريطاني المستر بيل ( السير قوين بيل لاحقاً) مع جواز السفر الذي كان يحمله، وهو الجواز الذي استنكرت الجامعة العربية شرعية الحكومة التي أصدرته. أمر المستر بيل بقبول تلك الوثيقة كجواز للسفر للسودان ريثما يصل صاحبها إلى الخرطوم وتستبدل بأخرى سودانية.
    لم يكن أستاذنا الراحل يعرف السودان ولكنه رغم ذلك استبشر به خيراً، قال "خُيل إلىَّ أن السودانيين صنف مختلف عن سائر العرب الذين قست قلوبهم حتى عادت أشد قسوة من الحجارة. وأحمد الله أنني وجدت مصداق ما خُيل إلىَّ حين استوطنت السودان" (غربة الراعي،192). وعبر عقد كامل من الزمان قضاه في السودان خلف إحسان بصمات واضحات في الساحة الأدبية، وتمهرت على يديه أعداد غفيرة من طلاب العلم، وأجلى على العالم فيوضاً من الأدب السوداني كانت ستظل، لولا جهده، حبيسة الدفاتر. يقول إحسان " وجدت في السودان أدباً غزيراً، وبخاصة في الشعر، وأن الدراسات حوله قليلة أو بدائية فشرعت أُعّرِّف بالأدب السوداني في الكتب والمجلات" (غربة الراعي، 203). أضاف "أخذت أشجع نشر الشعر السوداني والقصة القصيرة السودانية في بيروت. وكان من ثمرة هذا الجهد ظهور ديوان "غابة الآبنوس" لصلاح أحمد إبراهيم ومجموعة قصص لصلاح وصديقه علي المك، ثم "غضبة الهبباي" لصلاح و"ديوان الصمت والرماد لكجراي". وكان إحسان يولي صلاحاً اهتماماً بالغاً ويقول فيه "معزته في معزة أولادي". لا عجب فقد كان صلاح أمير شعراء زمانه في السودان بلا منازع.
    كان لإحسان أيضاً الفضل في دعم وتطوير الجانب العربي من مكتبة الجامعة والتي كانت تعرف باسم جامعة نيوبولد لأنها قامت في الأساس على المكتبة الخاصة التي أهداها السير دوقلاس نيوبولد لكلية غردون التذكارية. تلك المكتبة، كما أورد إحسان في مذكراته، كانت تنقصها مكتبة في الأدب العربي تليق بجامعة مما جعله ينبه أمين المكتبة المستر جوليف بهذا الضعف فكلفه بالقيام بشراء الضروري لدعم المكتبة. تلك مهمة أقبل عليها إحسان بهمة ونشاط.
    علاقة إحسان بالسودان، في وجه من وجوهها، كانت ذات نفع متبادل، فكما ابتنى المعلم إحسان صروحاً من الأدب والعلم في السودان بَلَغ بها بعضُ طلابه الأسباب، أسهم السودان أيضاً في تشكيل اهتمامات العالم الراحل. روى إحسان، مثلاً، في تواضع العالم الرصين وأمانته كيف فجر الطلاب السودانيون اهتمامه بالشعر الحديث، وكيف قاده التحضير لبعض واجباته التعليمية في السودان إلى استكشاف الأدب الأندلسي، وكيف أثرت مناهج التدريس في جامعة الخرطوم في إقباله على النقد الأدبي مما قاده إلى قراءة جديدة للنصوص وإنتاج مستحدث للمعرفة النقدية. من ذلك ما رواه عن كيف أن إلحاف طلابه في جامعة الخرطوم ليحاضرهم حول الشعر الحديث اضطره لطرق باب لم يطرقه من قبل فأعد للمرة الأولى بحثاً عن ذلك الشعر ابتناه على ديوان واحد لشاعر واحد: "أباريق مهشمة" لعبد الوهاب البياتي. ذلك البحث ـ وهو أول ما كتب إحسان عن الشعر الحديث ـ بعث به لصديقه الدكتور محمد يوسف نجم في بيروت، ورأى نجم ـ بحكمته ـ إصدار البحث رغم ما شاب تأليفه من عجلة، بل اختار له عنواناً غلبت على اختياره الرغبة في ترويج الكتاب: "عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث". ومن الطريف أن لم يكن في البحث حرف واحد عن الشعر العراقي الحديث، إلا إذا اختزلنا ذلك الشعر كله في شاعر واحد هو البياتي، وفي ديوان واحد من دواوينه. وكان البياتي يومذاك شاعراً غير معروف على نطاق واسع، وهكذا قُدر لكتاب إحسان عنه، من غير تخطيط وبالصدفة المحضة، أن يكون الكتاب الرائد عن الشعر الحديث. ولا شك في أن البياتي كان سعيداً بذلك الاهتمام ولهذا كتب يقول "إنني مدين لهذا العالم الكبير الذي كانت لكتابته عني فعل السحر أو فعل الحجاب بلغة الصوفية. فلقد منحني وأنا في مقتبل العمر وفي بداية المضمار قوة هائلة لتحدي المستحيل ولمواصلة رحلتي الشعرية".
    إحسان نفسه لم يكن راضياً بأي درجة من الرضى عن الملابسات التي أحاطت بكتابه الذي صدر في عجل في عام 1955 ولهذا ألحقه في عام 1969 بدراسته المتأنية عن بدر شاكر السياب الذي أطلق عليه شيخ الرواد في الشعر الحديث. تلك الدراسة استغرق إعدادها خمس سنوات تمكن فيها الناقد العالم، حسبما روى، من الإحاطة بدواوين شعر السياب الكثيرة. وفي مقارنة له بين الشاعرين قال إحسان " كتابي عن البياتي يرصد عناصر ظاهرة جديدة فهو على هذا ذو منهج ثبوتي(static) ) وكتابي عن السياب يرصد نمو القصيدة الحديثة عند واحد من الشعراء الرواد، فهو دينامي المنهج dynamic)) العميم، 315".
    الخرطوم لم تشحذ فقط اهتمام إحسان بالشعر الحديث بل أيضاً بالأدب الأندلسي الذي أصبح فيما بعد من أكبر مجالات تحقيقه وتأمله الذاتي، كما صار واحداً من خبرائه الثقاة، ونقاده ذوي الفهامة. في ذلك الموضوع نرصد لإحسان قرابة العشرة مؤلفات بعد فترته الخرطومية ( تاريخ الأدب الأندلسي، رسائل ابن حزم الأندلسي، جوامع السيرة لابن حزم الأندلسي، التقريب لحد المنطق والمدخل إليه لابن حزم، ديوان الرصافي البلسني، ديوان الأعمى التُطيلي من مدينة تُطيلة (Todela)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب). ولم يكن قد نشر لإحسان خلال إقامته في الخرطوم غير كتاب واحد: "تحقيق فصل المقال لأبي عبيد البكري" الذي اشترك معه في تحقيقه الدكتور عبد المجيد عابدين، وبسبب طباعته الرديئة أعيد طبع ذلك الكتاب في بيروت.
                  

العنوان الكاتب Date
في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-03-09, 00:37 AM
  Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-03-09, 00:40 AM
    Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-03-09, 00:41 AM
      Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-03-09, 00:58 AM
        Re: في محبة (إحسان عباس )..!! عوض محمد احمد09-03-09, 06:43 AM
          Re: في محبة (إحسان عباس )..!! Al-Mansour Jaafar09-03-09, 09:08 AM
            Re: في محبة (إحسان عباس )..!! عوض محمد احمد09-03-09, 04:20 PM
              Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-03-09, 04:28 PM
                Re: في محبة (إحسان عباس )..!! الصادق اسماعيل09-03-09, 06:41 PM
                  Re: في محبة (إحسان عباس )..!! الصادق اسماعيل09-03-09, 06:44 PM
                    Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-04-09, 00:46 AM
                      Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-09-09, 11:35 PM
          Re: في محبة (إحسان عباس )..!! كمال علي الزين09-15-09, 06:07 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de