الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة كمال علي الزين(كمال علي الزين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2007, 07:22 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية )

    يوسف الشريف يتغلغل في أعماق السودان مع البسطاء

    لم يقنع بالكتابة عن الظرفاء وحدهم!

    هكذا تتجلي شخصية الإنسان السوداني في مرآة الكاتب الكبير
    أم كلثوم تسودن أغانيها والطيب صالح يتحدث دون مواربة


    بقلم: حسن توفيق :

    أعترف بأني حين أقدمت علي قراءة السودان وأهل السودان أحسست أني متردد أو متهيب، وأني لن أكون واثق الخطوة يمشي ملكا علي تعبير ابراهيم ناجي، ولهذا ظللت - في البداية - أردد لنفسي: قدر لرجلك قبل الخطو موضعها أما سبب التردد أو التهيب فيرجع لكوني واحداً من القراء المعجبين بالكاتب الفنان الكبير يوسف الشريف الذي أصدر عدة كتب ممتعة ومفيدة في آن واحد، وكلها تدور حول الظرف والظرفاء، أما كتابه السودان وأهل السودان فقد تصورت انه سيبعدني عن ظرفائه الذين وصفهم بانهم صعاليك الزمن الجميل ولابد لي أن أواجه جغرافياً السودان وتاريخه، خاصة وأن الكتاب ذاته يحمل عنواناً فرعياً هو أسرار السياسة وخفايا المجتمع لكني اكتشفت أن ترددي قد تلاشي وتبخر منذ قراءة الصفحات الاولي، فاندفعت متحمساً للقراءة كما اندفعت - من قبل - خلال قراءتي لكتب يوسف الشريف عن كامل الشناوي وعبدالرحمن الخميسي وزكريا الحجاوي، فضلا عن كتابيه الرائعين صعاليك الزمن الجميل و مما جري في بر مصر .

    من هنا أقول أن يوسف الشريف لم يقنع بالكتابة عن الظرفاء وحدهم، وهم من أبناء مصر، وأنما انطلق إلي السودان، ومتغلغلا في أعماقه ومرتحلاً عبر مساحاته الشاسعة جغرافياً والتي تضم ثقافات متنوعة، كما أنه لم يحصر نفسه في دائرة الساسة وفي مجتمع النخبة، مكتفيا بمن عرفهم وصادقهم من صناع القرار علي اختلاف مشاربهم وتصوراتهم، وانما تحمس لمعايشة السودانيين الطيبين البسطاء، حتي يتسني له أن يرسم لوحة متكاملة ودقيقة التفاصيل لخفايا المجتمع السوداني.

    ولابد لي من القول أن يوسف الشريف ليس واحداً من الكتاب المصريين الذين يحصرون انفسهم ويكثفون كتاباتهم حول الشأن المصري دون سواه، فهو يتجاوز هذا الشأن، دون أن يغفله بالطبع، لتتسع الدائرة عنده علي امتداد الارض العربية، ومن الظريف أن كثيرين من المثقفين اليمنيين الذين أعرفهم يتحدثون عنه باعتباره يمنيا كما أن أصدقائي السودانيين يتواصلون معه وكأنه زول سوداني، يحبونه ويقدرونه، حتي إن اختلف بعضهم معه في رأي، ولسان حالهم قول أمير الشعراء أحمد شوقي اختلاف الرأي لايفسد للود قضية .

    مغامرة أن يكتب كاتب مصري عن السودان، ومغامرة لا تقل خطورة عن سابقتها أن يكتب كاتب سوداني عن مصر، اذ يشعر كل منهما أنه يسير في أرض مملوءة بالألغام، دون ان تكون هناك خريطة ترشده للسير وسطها. لم يكن الأمر كذلك فيما مضي، أما الآن فان الكتابة مغامرة، نتيجة للحساسيات المفرطة التي تجاوزت السياسة بتعرجاتها وبكل تقلباتها إلي الناس بشكل عام.

    يمكننا ان نرصد هذه الحساسيات المفرطة والمتبادلة من خلال تكرار الإشار إليها في ثنايا كتاب السودان

    وأهل السودان- أسرار السياسة وخفايا المجتمع ففي مقدمة الطبعة الثانية التي بين يدي نجد الدكتور حيدر إبراهيم علي رئيس مركز الدراسات السودانية يقول إن كتاب يوسف الشريف يأتي ليكسر الصمت والإهمال الذي لازم تاريخ الكتابة المصرية عن السودان، فقد بقي عدد قليل من الأصدقاء الذين يكتبون عن السودان بحب وفهم... ويشير الدكتور حيدر بعد ذلك إلي أن الكتابة المصرية عن السودان قد وقعت بين ما أسماه معركتي الهيكلين، حيث يقول ... كتب الدكتور محمد حسين هيكل، عقب زيارة للسودان في يناير 1926 كتاباً بعنوان عشرة أيام بالسودان وقد أثار الكتاب غضب السودانيين حتي أن المؤرخ محمد عبدالرحيم ألف كتاباً في الرد عليه عنوانه النداء في دفع الافتراء سنة 1935 ثم جاء الاستاذ محمد حسنين هيكل عقب أكتوبر 1964 وكتب مقالاً بعنوان ثم ماذا بعد في السودان؟ وعدَّه السودانيون- الذين كانوا في خضم ثورة شعبية ضد الحكم العسكري- انتقاصاً وتبخيساً لقدرات الشعب السوداني، ومن وقتها قرر هيكل الصيام عن تناول الشأن السوداني... .

    أما الكاتب الروائي الكبير الطيب صالح، فإنه يتحدث دون مواربة (ص 90) عن العلاقة الأزلية بين مصر والسودان لكنه يري أن هذه العلاقة لاتبدو كذلك الآن، حيث يقول بالحرف الواحد: نعم، إنها علاقة أزلية.. إنما الناس تحت وطأة ضوضاء الحاضر، قد لا يسمعون أصوات الماضي، وإذا سمعوها فقد يتجاهلونها أو يغلقون آذانهم دونها.. ومنذ استقلال السودان، ارتكب السياسيون في شقي وادي النيل أخطاء، لا أقول إنها سوف تغير مجري نهر التاريخ، ولكني أقول إنها قد تعوقه، وقد تحوله إلي مسارب أخري لبعض الوقت، والسودانيون يظنون- إن حقاً وان باطلاً- أن أكثر الأخطاء كانت من مصر، وفي نهاية الأمر، ما جدوي العلاقة الأزلية إن لم تتحول إلي أسلوب حياة، إلي حرية في الحركة بين الشعوب، وحرية في الاستقرار والعيش؟ وهنا يحيي الطيب صالح ما قام به يوسف الشريف في كتابه قائلاً: ... فهذا إذن كتاب حري بالتقدير، لأنه يمثل جهداً أصيلاً لدعم حركة التواصل بين مصر والسودان... وفضلاً عن هذا فإن محمد حسنين هيكل الذي أشار الدكتور حيدر أنه قرار الصيام عن تناول الشأن السوداني هو نفسه الذي قرأ الكتاب في طبعته الأولي، وأبدي اعجابه به، وهذا ما دفع يوسف الشريف لأن يقول - ص 14 من الطبعة الثانية- ... لعل شهادة أستاذنا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل له وعليه كأفضل كتاب عربي قرأه في حينه، وسام أعتز به وأفاخر... وهنا أقول- علي ضوء قراءتي للكتاب- إن الحب والفهم اللذين أشار إليهما الدكتور حيدر إبراهيم علي قد دفعا يوسف الشريف أن يتغلغل في أعماق السودان، وأن يتعايش مع أهله الطيبين البسطاء واثق الخطوة يمشي ملكاً دون خشية من أن يقع في لغم من الألغام المزروعة في الأرض.

    وهنا أقفز قفزة فجائية، توصلني إلي ص 347 وما بعدها، لنتعرف علي قرار أم كلثوم بأن تسودن أغانيها علي ضوء ما قاله يوسف الشريف لها، وأترك الكلام له حيث يقول: ... حين عايشت السيدة أم كلثوم عن قرب علي مدي أسبوع كامل عندما دعتني إلي رفقتها خلال رحلتها الغنائية في السودان في إطار مشروعها القومي لجمع الأموال العربية الخاصة بإعادة بناء الجيش المصري إثر نكسة 1967 قلت لها وهي في طريقنا جواً إلي الخرطوم.. إن أهل السودان لا يحبون أغاني الهجر والصد والفراق ولا يطيقون الاستسلام طويلاً للأحزان والنكد والخصام، لأنهم يعشقون

    المرح والغناء والرقص وأفراح الحب ونشوة اللقاء، وقلت للسيدة أم كلثوم كذلك ان أهلنا في السودان ينتشون طرباً بالغناء، وغالباً ما يمارسون أسلوب الشيل أي ترديد الغناء والتصفيق وراء المطرب وإن وجدانهم مزيج بين العربية والأفريقية... وهكذا حين وقفت أم كلثوم علي المسرح القومي في أم درمان اعتمدت أسلوباً جديداً وغير مسبوق في غنائها، إذ برغم أن أغنياتها طويلة زمنياً وبطيئة الإيقاع إلا أنها نجحت بذكائها وحضورها الطاغي وحسها المرهف في السيطرة علي مشاعر المستمعين وجذبهم إلي تذوق أنغام سلم الموسيقي العربية الخماسي البطيء... بل إنها كانت غاية في السعادة والترحيب بجمهور المستمعين في الترسو عندما اهتزت أجسادهم طرباً ونشوة ورقصاً، ولذلك كتبت عن لياليها الخالدة في الخرطوم تحقيقاً بعنوان أم كلثوم تسودن أغانيها... .

    أعود بعد قفز الفجائية لأواجه ما طرحه يوسف الشريف من أسئلة، وما رواه من مواقف ولقطات إنسانية رائعة، فأما الأسئلة فمنها ما هو مزعج ومقلق، فعلي سبيل المثال هناك سؤال يقول: هل أوشك السودان علي التقسيم والضياع؟.. وهناك سواه.. هل بات الحلم الصهيوني من النيل إلي الفرات ممكناً؟ .. و ماذا لو انفصل الجنوب؟ .. وأما المواقف الطريفة والمثيرة، فمنها ما يرويه يوسف الشريف قال لي سلطان الدينكا: أنت ثور كبير .. وهناك ألاعيب الشيخ محمد .. وكيف توقف موكب الزعيم جمال عبدالناصر، لكي يقول: هاتوا الراجل السوداني ده! .. ومما نتابعه ضمن باب جماليات وفنون أهل السودان حكايات عديدة متنوعة عن الزواج من خارج النوبة- خراب سوبا- الطاووس المدلل- الدكتور الماحي يعالج المجانين والعقلاء- وردي في حفل سماية- الشيالين البنات- عشة الفلاتية.

    وإذا كنا نستمتع حقاً حين نقرأ هذه المواقف الطريفة والمثيرة، فإن عقولنا ما تلبث أن تتنبه وتستيقظ حين نواجه الباب الخامس والأخير من كتاب السودان وأهل السودان .. أما لماذا يريدنا يوسف الشريف أن نتنبه، فهذا ما يحدده لنا عنوان هذا الباب الأخير.. وحدة وادي النيل.. من الإدراك المتبادل تبدأ وفيه نقرأ... نأكل مما نزرع.. اغتيال المصلين في أم درمان.. ندوة واشنطن وفصل الجنوب.. وأخيراً وهو ليس المهم بل الأهم في تقديري: العلاقات المصرية السودانية والغياب المعرفي المتبادل.

    يضم الكتاب في خاتمته مجموعة من الصور التذكارية التي تابعتها بشغف، باستثناء صورة واحدة أصبتني ربما بالاشمئزاز والقرف ودفعتني لأن أنظر إلي بطلها نظرة استهزاء، رغم أنه رحل عن عالمنا، وأعني هنا صورة الصاغ صلاح سالم في جنوب السودان حيث يبدو عارياً أو شبه عريان، متعلق بحبل مربوط في شجرة لكي يتأرجح، وكأنه بهذا السلوك يؤكد- دون أن يقصد- معني الغياب المعرفي الذي ركز عليه كاتبنا الكبير يوسف الشريف والذي استطاع- بكل مهارة- أن يجعل شخصية الإنسان السوداني تتجلي في مرآته المجلوة والدقيقة التي أسماها السودان وأهل السودان- أسرار السياسة وخفايا المجتمع .. فتحية له من القلب وتحية لكل كاتب عربي يستشعر مسؤولية الكلمة، وهو يركز علي كل ما يتيح للإيجابيات أن تنطلق حتي نستطيع التخفف من السلبيات.

    [email protected]

                  

العنوان الكاتب Date
الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 07:22 AM
  Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 07:29 AM
    Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 07:33 AM
      Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 07:37 AM
        Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 07:41 AM
  Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) أبو ساندرا05-30-07, 07:43 AM
    Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 07:48 AM
  Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) أبو ساندرا05-30-07, 08:22 AM
    Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 08:31 AM
      Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 08:44 AM
        Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 09:21 AM
  Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) أبو ساندرا05-30-07, 09:39 AM
    Re: الأديب المصري( يوسف الشريف) يكتب عن (عشة الفلاتية ) كمال علي الزين05-30-07, 09:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de