مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل د. عماد الأمين(Imad El amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2005, 04:27 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)

    الأستاذ العزيز مرتضى
    شكرا على مساهمتك التي سأعود لها، فقط أود أن أشركك والقراء في قراءة هذا الجزء من كتابي "موسم الهجرة لليمين" والذي كمت أناقش فيه ثورة أكتوبر وإنقلابي مايو ويوليو

    " ان الحقوق الديمقراطية في الديمقراطية الليبرالية ليست نتاج لنضال وتصور البرجوازية وحدها، بل ان اكثر العناصر ليبرالية سعت في بعض الاحيان لتقييد الحقوق المعبر عنها في قوانين ليبرالية، ولم يؤدي ذلك بالقوى الديمقراطية الاخرى ان تسعى لمصادرة الديمقراطية او الحقوق التي يتمتع بها هذا الجناح من الليبرالييين؛ هكذا يمكننا ان ننظر لجوهر الصراع بين 1956 و 1964 وان نفهم محاولة القوى التقليدية الحاكمة نحو تقييد الحريات الاساسية التي اوضح تقرير المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي ان تلك "الحقوق الديمقراطية البرجوازية نفسها اصبحت عاملا في جلب جماهير القطاع التقليدي الى ميدان النشاط السياسي و الأجتماعي" (الماركسية وقضايا الثورة السودانية، ص 134). وهذا بطبيعة الحال يدفع الثوريون للدفاع عن الديمقراطية بدلا عن التامر عليها الا اذا كانوا يعتقدون انهم عن طريق التآمر والاستيلاء على السلطة بليل (او حتى في منتصف النهار، كما فعل الرائد هاشم العطا) يستطيعون ان يقوموا نيابة عن الجماهير بالتغيير الذي يرون انه من مصلحة تلك الجماهير دون ان يقنعوا الجماهير اولا بذلك. وهذا ما يريده أستاذنا الدكتور فاروق.
    ويوضح تاريخ نفس الفترة ان ما قاله الدكتور فاروق عن موقف القوى الحديثة من مبادئ الدستور الليبرالي لم يكن دقيقا تماما، فهو لم ير التناقض العميق بين نضال هذه القوى اليومي والدائم من اجل اهم مبادئ ذلك الدستور: الحريات الاساسية، سيادة حكم القانون واستقلال القضاء..الخ وبين نظرية الديمقراطية الجديدة التي كان يطرحها الحزب الشيوعي، والذي رغم انه اكثر القوى الحديثة تنظيما ليس هوكل القوى الحديثة، وانا هنا فقط اعيد للذاكرة صراعات جبهة الهيئات والتي سيكون دفنا للرؤوس في الرمال اذا قلنا انها فقط كانت تعبير عن تامر الرجعية والاخوان المسلمين، فمن صوت في الجمعية العمومية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم لانسحاب الاتحاد من جبهة الهيئات لم يكن الاخوان وحدهم بل كان هناك ايضا تيار الاشتراكية الديمقراطية واعداد من الطلاب المستقلين كانوا يشعرون بان الشيوعيين يريدون سرقة ثورة اكتوبر وهو التعبير السياسي لمحاولة طرح مهام على الثورة اكثر من قدراتها، بل اكثر من مطالب، قواها الاساسية، القوى الحديثة، دعك من مطالب وقدرات كل الجماهير التي لم يزل اغلبها حينذاك تحت نفوذ الاحزاب التقليدية ومستعد للحضور للعاصمة للاطاحة بحكومتها الثورية مثلما فعل الانصار مع حكومة سر الختم الخليفة الاولى في فبراير 1965. لقد كان هناك صراع مماثل يدور في معظم النقابات والاتحادات التي تنظم القوى الحديثة، والحقيقة التي لايريد عدد كبير من التقدميين في السودان ان يقتنعوا بها ان ثورة اكتوبر لم تنجز اكثر مما انجزت لان القوى الديمقراطية كانت ضعيفة ومشتتة ولم تستطع ان تستنهض اغلبية الجماهير وفقا لبرنامج ابعد من البرنامج الذي انجزته فعلا ثورة اكتوبر، بل ان عبد الخالق اعترف في لمحات، والتي كتبت قبل ثورة اكتوبر ان الاعضاء الجدد يلتحقون بالحزب وفقا لنضاله من اجل استعادة الحقوق الاساسية والديمقراطية، يقول عبد الخلق محجوب
    "واصبح الكثير يرى في الحزب الشيوعي مكافحا من اجل الديمقراطية، فربما ادى هذا الى دخول الكثير من العناصر على اعتبار قضية الديمقراطية وحدها لا على اعتبار البرنامج الكامل للحزب الشيوعي وافكاره الأشتراكية العلمية"(لمحات ص 116)
    وحتى على هذا الاساس فان الحزب كان قد فقد قواعده وفروعه التي بناها في مناطق الاقتصاد المسمى تقليدي، كمناطق جبال النوبة، بل انه وبقيام الحكم العسكري فان الحزب قد فقد التنظيم الوحيد الديمقراطي لتحالفه مع الديمقراطيين على مستوى الوطن، الجبهة المعادية للاستعمار، وبالتالي فقد اشتعلت ثورة اكتوبر والقوى الثورية الديمقراطية معزولة تنظيميا عن قطاعات واسعة من الجماهير والحزب الشيوعي موجود في القطاع الحديث من الاقتصاد وبعض المدن البعيدة.
    ولكن استاذنا الدكتور فاروق لايرى ان البرنامج الوطني الديمقراطي كان مطروحا لظروف داخلية فقط وانما لاسباب عالمية واقليمية، يقول دكتور فاروق
    "...والجاذبية التي نالها النموذج السوفيتي للتنمية الاقتصادية، والتعبئة السياسية التي حققها حزبه الواحد، والنجاح الذي اصابته النسخ المحلية لذلك النموذج في العالمين العربي والافريقي وخاصة في مصر، كل ذلك اعطى مصداقية كافية للثورة الوطنية الديمقراطية. لا كرؤية خاصة بالحزب الشيوعي، ولا كمؤامرة على الديمقراطية الليبرالية، وانما كمشروع وطني سوداني طموح قاعدته القوى الحديثة في المجتمع" (د. فاروق، مرجع سبق ذكره، ص 11)
    وهكذا نرى كيف يحتل النموذج السوفيتي والناصري ودولة التنمية ذات الحزب الواحد موقعا رئيسيا في تصور دكتور فاروق للثورة الوطنية الديمقراطية، اليس ذلك هو النموذج الستاليني؟ بل انه يرى ان قاعدة تلك الثورة، وليس طليعتها ولا قوتها الرئيسية، هي القوى الحديثة.
    ان اي نظام يتاتى من استيلاء القوى الحديثة وحدها للسلطة سيكون نظاما ديكتاتوريا وسيحتاج للسجون والمعتقلات لمواجهة اعدائه الذين يمتلكون اغلبية جماهيرية في القطاع المسمى بالتقليدي، وذلك نظام في جوهره ستاليني وسينتهي به الامر الى ما انتهى اليه نظام ناصر ومنقستو وانظمة شرق اوربا. وهذا ما انتهى اليه نظام نميري و ما كان سينتهي اليه حتى ولو قبل الشيوعيون اطروحة الانقساميين في السير في ركابه. لهذا يصبح المسئول عن تراجع المشروع الوطني هو من دبر انقلاب مايو ومن وافق على برنامجه الذي يصادر الديمقراطية وضمنها الوجود المستقل للحزب الشيوعي.
    ولكن الا يتحمل الحزب الشيوعي وباقي قيادته بعض المسئولية فيما حدث؟ واجابتي هنا بلا تردد هي انهم يتحملون مسئولية كبيرة، بل اني اذهب للقول ان مايو خرجت من تحت معطف الحزب الشيوعي السوداني، ولعل هذا ما ظل الشيوعيون يصفونه بعدم التمايز الايدولجي بينهم وتيارات البرجوازية الصغيرة في المنطقة العربية. وفي تقديري ان المسألة اعمق من ذلك، انها تكمن في نظرية القوى الحديثة نفسها والتي تعتبر تلك القوى هي صانعة التغيير، دون ان تدرك الجانب الاخر من المسألة ان التغيير الذي تصنعه هذه القوى سيظل محدودا كما في ثورة اكتوبر 1964 او انتفاضة مارس-ابريل 1985 اذا لم تستطع هذه القوى الحديثة ان تستنهض اغلبية الشعب، اذن المسألة ليست فقط في غياب برنامج يجيب على سؤال "ما العمل؟" (د. فاروق، مرجع سبق ذكره، ص 12) كما قال دكتور فاروق "كبسولة من السياسات تحدد مسار الثورة السودانية التي لا زالت في بدايتها بالنسبة لتلك الجماهير على غرار ٌالارض، السلام، السوفيتاتٌٌ"(نفس المرجع ص 12)، انما تكمن المسألة في استنهاض اغلبية الجماهير حول برنامج كذالك الذي يدعو له الدكتور، بحيث لايستطيع الصادق المهدي فرض حل حكومة اكتوبر عن طريق حشد الانصار في العاصمة، وبالطبع يوجد الحل الاخر وهو تسليح القوى الحديثة او انحياز القوات المسلحة اليها لفرض التغيير وحمايته بالقوة، وهذا يؤدي الى النموذج الستاليني (ولربما عبر حرب اهلية) ولا فرق بينه والانقلاب العسكري الا فرق درجة كما يقول استاذنا محمود محمد طه!
    وهذا ما ادركته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بعد اكثر من عشر سنوات من ثورة اكتوبر اذ قالت
    "ان تدرك القوى الثورية في المدن انه مهما علا شأنها ووجدت من الدعم النشط من المزارعين في القطاع الحديث لن تكتمل مسيرتها نحو النصر في الثورة الاجتماعية الديمقراطية الا بمشاركة نشطة وثورية من جماهير القطاع التقليدي - حيث اغلبية سكان السودان - اي لا يكفي التاييد والتعاطف كما كان الحال في ثورة اكتوبر"(دورة يونيو 1975 ص 36).
    اذن المسألة هنا توضع على قدميها فتنظيم واستنهاض القوى الحديثة هو خطوة في طريق استنهاض كل الجماهير الشعبية وليس بديلا لها، انه لايعفي هذه القوى الحديثة من مهمة استنهاض كل الشعب. وهذا ما حاول عبد الخالق محجوب البحث عن امكانية تحقيقه في قضايا ما بعد المؤتمر عندما بدأ يستكشف امكانيات نهوض حركة جماهيرية واعادة تنظيم الحزب في مناطق ما سمي بلاقتصاد التقليدي.
    ولنعد لقراءة دكتور فاروق للتاريخ، اذ يقول:
    لقد اكتسح الحزب الشيوعي دوائر الخريجين في الانتخابات (يقصد عام 1965، الكاتب)، وحاز مرشحوه على صوت ناخب من كل اربعة ناخبين في العاصمة القومية، وعلى 35 الف صوت في الجزيرة. وحينما حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية زادت الجماهير الحديثة من وحدتها وتماسكها خلف جبهة الدفاع عن الديمقراطية، وجاءت جماهير اكتوبر باحمد سليمان في دائرة الشريف الهندي في الخرطوم وعبدالخالق في دائرة ازهري بام درمان والحاج عبد الرحمن في دائرة عطبرة، وكانت تلك المرة الاولى التي يحوز فيها الحزب الشيوعي على مقاعد في دوائر جغرافية منذ الانتخابات البرلمانية الاولى عام 1954. وتعزز مركز الجماهير الثورية في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان الذي خاض اضرابا عاما ناجحا في اغسطس 1978 بقيادة الشفيع، وتعزز موقف قيادة شيخ الامين في اتحاد عام مزارعي الجزيرة وعقدت وحدة المزارعين مؤتمرها التأسيسي، وتزايد نشاط مزارعي النيلين الابيض والازرق التي التفت حولما الحكومة فاممت المشاريع (وحصلت على التعويضات) وتصاعد نشاط اتحادات المهنيين والطلاب والنساء والشباب، وعلا صوتها.
    وفي هذا السرد لايرى الدكتور فاروق العلاقة الوطيدة بين تصاعد الحركة الجماهيرية وتزايد نفوذ الشيوعيين وسطها والنضال الديمقراطي، بل والنضال من اجل الديمقراطية وبالتالي يرى في المشروع الوطني الديمقراطي مجرد اجراءات للتغيير الاجتماعي تتم بمعزل عن الجماهير ويجردها من اهم محتوى لها، بل في تقديري جوهر تلك التغييرات، الجوهر الديمقراطي، خاصة شقه السياسي والمتعلق بالحقوق الاساسية المدنية والسياسية، ولان الدكتور فاروق ستاليني في منهجه للنظر لهذه التغييرات، مخلص للنموذج السوفيتي في محتواه فهو يرى ان التغيير يمكن ان يحدثه انقلاب كمايو1969 (او حتى يوليو 1971) فالمهم عنده هو سلطة تقدمية وليس كيف جاءت تلك السلطة، والتمسك بمفهوم يقوم على نضوج الظروف الموضوعية هو اصولية في رايه وستالينية.وهنا اختلافه مع عبد الخالق محجوب، يقول عبد الخالق امام المؤتمر التداولي
    "نحن كشيوعيين لانقبل ايدولجيا نظرية القلة التي تقبض على السلطة ثم بعد هذا ترجع الى الجماهير. في اعتقادي ان هذا موقف ايديولجي ثابت للشيوعية وجزء من فهم الشيوعيين للثورة، وقد تطورت الشيوعية كعلم في الصراع ضد هذه النظرية ضمن صراعها الطويل ضد الأيدولجيات الغريبة على حركة الطبقة العاملة""(حديث عبد الخالق امام امؤتمر التداولي كما اقتطفه القدال، الحزب الشيوعي وانقلاب مايو، الحلقة الثانية عشرة، الميدان، 14 أكتوبر 1985 ص6)
    وبالطبع هذا اختلاف جوهري في المواقف، فايهما الستاليني:الذي يدعو لان تستلم قلة السلطة وتجر خلفها الجماهير ام الذي يدعو للعمل وسط الجماهير وتنظيمها وبث الوعي وسطها حتى تصل السلطة؟
    كما قلنا فان استاذنا العزيز يرى ويعترف بتصاعد حركة الجماهير وهو اذ يربط بين ذلك والازمة السياسية في البلاد في ذلك الوقت، يرى ان ساعة التغيير قد ازفت وليس امام الثوريين سوى التخلي عن الجماهير مؤقتا وتنظيم انقلاب عسكري، وهو هنا يكتفي بان صعود حركة الجماهير هو صعود لحركة الجماهير الحديثة، وهي ليست الاغلبية، وحتى وسط الجماهير الحديثة فان واحدا من كل اربعة ناخبين فقط ايد الحزب الشيوعي في الانتخابات ووسط مائتي الف مزارع نال الشيوعيون 35 الف صوت فقط ولم يفز لهم نائب واحد وسط أولئك المزارعين! ولهذا كان طبيعيا الا يرى ان التغيير يمكن ان يحدث بانتفاضة شعبية لانه واثق من ان الجماهير التي ستؤيدها ستكون اقلية، ولكن لابأس رغم ذلك من ان يستولى الضباط الاحرار نيابة عن هذه الاقلية على السلطة ويفرضوا التغيير فالجماهير حتما ستلحق بركب الثورة (رغم انفها!). ولا يصلح تبريرا لهذا الرجوع لتاريخ الحزب الشيوعي ومؤتمر الجريف الخ، اذ من المهم ان ننظر للنهج البديل الذي كان يطرحه الحزب الشيوعي في عام 1969 قبل الانقلاب لنرى الفرق بين التكتيك الانقلابي والتكتيك المعتمد على تنظيم الجماهير وتصعيد حركتها لدرجة الانتفاضة.
    والدكتور فاروق يدرك تماما ذلك النهج البديل فهو يقول:
    صار تاكتيك الحزب الشيوعي بعد المؤتمر الرابع يقوم على تجميع القوى الحديثة، التي يشكل تحالف العمال والمزارعين عمودها الفقري حول الحزب الشيوعي وتصعيد هذا النشاط حتى يتم نضج الازمة الثورية التي يجوز حينه القيام بعمل عسكري تنتقل بموجبه السلطة السياسية لتلك القوى (المرجع السابق ذكره، ص 14)
    ولكن الدكتور فاروق يرى انفصاما بين العمل العسكري وتصاعد الحركة الجماهيرية كانما الاثنان عمليتان منفصلتان، فهو يعتقد "ان العمل العسكري المشروع في نظر الحزب لم يكن قطعا الثورة المسلحة التي لم يعد لها الحزب الشيوعي ابدا. وانما الانقلاب الذي اسس لاجله تنظيم الضباط الاحرار." وفي تقديري ان هذه القراءة غير صحيحة لتكتيكات الحزب الشيوعي القائمة حينها على وحدة العملية الثورية: تصاعد العمل الجماهيري والعملية العسكرية من داخل وخارج صفوف القوات المسلحة. ولقد ركزت وثيقة المؤتمر الرابع "الماركسية وقضايا الثورة السودانية"
    والشكل الذي تنفذ به الجماهير التحول الديمقراطي الحاسم يتوقف ايضا على تجاربها عبر النضال من اجل انضاج الازمة الثورية. وفي قلب تجاربها تحتل تجارب ثورة اكتوبر مركزا مرموقا: فالرجعية لم تتورع لتحقيق اهدافها عن نزع القناع الليبرالي عن وجهها ومواجهة قلعة الثورة -العاصمة- بالعنف المباشر تارة وبالتلويح به تارة اخرى. وهذه السمة للعمل السياسي بين غلاة الرجعيين يجب ان تنتهي لغير رجعة ويجب دائما ان تكون قلاع الثورة محمية الجانب. (الماركسية وقضايا، ص142).
    ولعل الاستاذ فاروق ادرى مني، وكان عضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي، باستعدادات الشيوعيين لحماية قلاع الثورة! ولا اظن من المفيد لاحد نشر المزيد حول هذا الموضوع! ,انا أورد هذا الجزء لتوضيح الموقف التاريخي للحزب الشيوعي فقط؛ إذ أني لا اوافق على التحليل الذي يرى ان ثورة اكتوبر قد انتكست فقط لان الرجعية هاجمت قلاع الثورة، ففي تقديري ان ثورة اكتوبر قد طرحت امامها مهام اكثر مما كان ممكن موضوعيا وذاتيا تحقيقها، وان الطريق الوحيد لتجاوز الاهداف الديمقراطية العامة للثورة لتحقيق تغييرات اجتماعية كان هو ان تتحول الثورة الى ضدها، أي الى ديكتاتورية للقوى الحديثة.
    الحزب الشيوعي وانقلاب مايو
    ولنعد لمسالة انقلاب مايو، اذ ان استاذنا الدكتور فاروق ينتقد موقف الحزب وسياساته بعد حدوث الانقلاب، ومن ناحية نظرية كان من الممكن حدوث اربعة سيناريوهات في علاقة الحزب بالانقلاب بعد حدوثه:
    1- ان يعارض الحزب الانقلاب استمرارا لموقفه في رفض الانقلاب عندما كان فكرة وموقفه من التكتيكات الانقلابية؛ وينضم للقوى المعارضة حينها ويدعو لعودة الديمقراطية اللبرالية ومحاكمة الانقلابيين ...الخ.
    2- ألا يؤيد الحزب او يعارض ما حدث ويقف منتظرا النتائج، لكي لايتحمل مسئولية النجاح او الفشل.
    3- ان يقيم الحزب الشيوعي ما حدث باعتباره ايجابيا وان يعلن حل نفسه، وان ينضم اعضاؤه كافراد لتنظيمات السلطة الجديدة.
    4- ان يقيم الحزب ما حدث من عمل عسكري باعتباره مسالة ايجابية وان يعمل على دعمها وتطويرها مع احتفاظه بتنظيمه ودفاعه عن استقلال الحركة الجماهيرية وتنظيماتها المستقلة وان يسعى لاقامة تحالف مع كل القوى الوطنية الديمقراطية، تلك التي في السلطة او خارجها.
    لعل السيناريو الاول يشكل خيارا مفضلا لاولئك الذين يتبنون "الحكمة المؤجلة"، ويحكمون على احداث التاريخ بشكل غير تاريخي، اي خارج اطار الاحداث والافكار التي حكمت الحدث المعين، ولكن ذلك السيناريو لم يكن ممكنا في الظروف العالمية والمحلية التي حدث فيها انقلاب مايو ولا وفقا للافكار التي كانت تسود الحزب الشيوعي ومعظم القوى الديمقراطية حينها، الحزب الشيوعي السوداني حينها لم يكن متميزا في خطابه الايدولجي عن فصائل البرجوازية الصغيرة التي استلمت السلطة، والذين استلموها خرجوا من تحت معطفه كما قلنا من قبل، رغم ارتباط بعضهم بتيارات فكرية وسياسية عربية، بعضها معاد للشيوعية حيث كان حاكما. ولو اتخذ هذا الموقف لتمت عزلته من القوى الحديثة التي كان يعمل وسطها وساهم مباشرة في تشكيل وعيها ونشر وسطها افكار الديمقراطية الجديدة.
    أما السيناريو الثاني، فهو سيناريو انتهازي، لم يكن يليق بالحزب الشيوعي وتاريخه، ولم يكن ليبرئ الحزب الشيوعي من تهمة تدبير الانقلاب لو سقط النظام.
    اما السيناريو الثالث، وهو ما دعا له الانقساميون في الحزب، وهو حل الحزب الشيوعي عمليا اما باعلان حله او تجميد نشاطه العلني والجماهيري على ان يعمل من داخل تنظيمات السلطة كافراد. وهذا هو التيار التصفوي الذي كان مجرد وجوده في صفوف الحزب يشل من قدراته ويجعل كوادره ومناقشاته الداخلية معروفة بشكل يومي لدى اجهزة الامن. وهو التيار المسئول عن تسرب الخطاب الداخلي نمرة "1" للسلطة واجهزتها وافهامها ان ذلك التقييم هو محاولة واضحة للتقليل من شأنهم باعتبارهم برجوازية صغيرة، ولعل ذلك يفسر تحول نميري من تقبيل عبدالخالق في صلعته امام الجماهير في الخرطوم بحري وحديثه عن ان هاشم العطا هو هدية الثورة للجماهير في بيت المال الى حقد دفين تجاه الشيوعيين، اشك ان مخابرات دولة اجنبية كانت ستستطيع زرعه في قلب نميري، رغم انها استغلته بعد ان زرع بواسطة بعض الانقساميين . بل ان ذلك قد شمل فاروق حمدنا لله وتوتير العلاقة الشخصية بينه وبين عبدالخالق وقد اوضح ذلك عبدالخالق نفسه في المؤتمر التداولي. ولقد كان عبدالخالق مدركا لبعض ما يفعله الانقساميون لتوتير العلاقة بينه وبقية قادة الحزب الذين يرفضون حل الحزب وبين اعضاء مجلس الثورة وبعض الوزراء وقد كان يبذل مجهودا كبيرا لتحسين الاتصال وتوضيح الامور، ولقد حدثني المرحوم الاستاذ علي الياس المحامي في ابريل 1970 بمدينة القضارف ان عبدالخالق قد تناقش معه مليا باعتباره كان احد اصدقاء نميري المقربين ان ينتقل الى الخرطوم للمساعدة في تحسين العلاقة مع جعفر نميري؛ وقد بذل عبدالخالق فيما علمت بمحض الصدفة، جهدا كبيرا لتحسين العلاقة مع فاروق حمدنالله بعد عودته من مصر التي كان قد ابعد اليها بعد احداث الجزيرة أبا . ومن المؤسف ان الانقساميين قد نجحوا في إبعاد نميري من دائرة نفوذ الحزب ولكنهم لم يستطيعوا أن يحتفظوا به في دائرة نفوذهم فوقع تدريجيا في دائرة نفوذ القوى اليمينية والمخابرات الاجنبية. ولم يكن ذلك مجرد خيار ذاتي فهو خيار تاريخي في حدود مستوى الصراع الطبقي في السودان، التحالف مع الشيوعيين كان يعني التحالف مع الطبقة العاملة والقوى الحديثة وكل القوى الديمقراطية وكان يعني الجدية في التوجه نحو استنهاض جماهير القطاع التقليدي، كان يعني المحاولة الجادة لتحول الانقلاب لثورة ديمقراطية. بينما البعد عن ذلك التحالف كان يعني ببساطة البحث عن حلفاء آخرين، الوقوع في نفوذ قوى إجتماعية أخرى، وهذا ما بدأ عمليا بعد 16 نوفمبر من إجتماع القصر مع الرأسمالية الوطنية وحتى بيان 12 فبراير 1971 واجتماع ميدان سباق الخيل الشهير وحل الاتحاد النسائي واتحاد الشباب والتحضير لحل النقابات.
    والسيناريو الاخير وهو الذي تبناه الحزب وبذل مجهودا كبيرا لانجاحه، وقد استنفر الحزب اعضاءه لدعم النظام الجديد وهب الشيوعيون في الاحياء ومجالات العمل من مصانع ومكاتب وحقول ينظمون لجان حماية الثورة ويسيرون المواكب ويقيمون المهرجانات فماذا كان رد فعل السلطة الثورية؟ انها اتهمت الشيوعيين بمحاولة احتوائها وحلت اللجان الثورية وكان ذلك هو بداية الهجوم على الشيوعيين والذي استمر حتى انقلاب 16 نوفمبر 1970، والذي كان استاذنا الدكتور فاروق من معارضيه في جامعة الخرطوم. وادى كل ذلك الى فشل هذا السيناريو.
    وفي تقديري ان هناك عدة اسباب لفشله واحد تلك الاسباب كان الانقسام في صفوف الحزب وموقف الانقساميين في تاليب السلطة على قيادة الحزب، ولكن السبب الرئيسي يكمن في طبيعة القوى الاجتماعية التي تعبر عنها السلطة وكيفية وصول تلك القوى للسلطة؛ ويمكننا الان ومن باب الحكمة المؤجلة ان نضيف ان ذلك، اي محاولة لاقامة تحالف ديمقراطي مع سلطة عسكرية للبرجوازية الصغيرة، قد فشل في كل التجارب في العالم الثالث وفي المنطقة العربية والافريقية على وجه التحديد، بل ان التجارب قد اثبتت فشل النموذج الستاليني القائم على مصادرة الديمقراطية والحزب الواحد. فهل يا ترى يتحمل الشيوعيون السودانيون فشل المشروع الوطني الديمقراطي في مصر واثيوبيا والجزائر وبورما؟
    وكانت هناك اسباب اخرى سارعت بفشل سيناريو التحالف هذا، من بينها وفاة الرئيس جمال عبد الناصر والذي ابدى تفهما خاصا لطبيعة السودان السياسية والاجتماعية وتركيبته الاثنية والذي كان يكن تقديرا خاصا للقوى الديمقراطية والثورية السودانية، وهذا بالضبط عكس موقف الرئيس السادات، خاصة بعد تفجر الصراع السياسي في مصر واقصاء مجموعة علي صبري، وموقف القيادة الليبية المصر على فرض الوحدة على السودان وتقييمها الخاطئ القائل بان الشيوعيين السودانيين كانوا هم العقبة الرئيسية امام مشروع الوحدة الثلاثية.
    وليس صحيحا ان 19 يوليو هي التي دفعت نظام 25 مايو نحو اليمين، ولكن لربما عجلت بذلك الاتجاه ودعمت دعاته وجعلته أكثر عنفا ودموية. وافقدت الحركة الشعبية كثير من قدراتها وكوادرها المدربة في مقاومة ذلك النهج. اذ ان نظام مايو كان يسير بخطى حثيثة نحو بناء نموذج دولة الحزب الواحد والجمهورية الرئاسية، حتى قبل 19 يوليو 1971 بوقت طويل، ففي 1969 اعطى مجلسا الثورة والوزراء سلطاتهما لرئيس المجلسين واستخدم نميري تلك السلطة في اعفاء بابكر عوض الله واجراء اول تعديل وزاري، ثم استخدم تلك السلطة في ابعاد عبدالخالق لمصر وفي اتخاذ اجراءات 16 نوفمبر، رغم الاجتماع الشكلي الذي عقد لمجلس الثورة لاقرارها، فقد عقد ذلك الاجتماع تحت ظل انقلاب دبره القصر فيما عرف بمعرض السلاح المستولى عليه من قوات الانانيا والذي سمح بنشر الدبابات في شوارع الخرطوم. ثم تم الهجوم الواسع على الشيوعيين في بيان 12 فبراير 1971 وما تبعه من اجتماع سباق الخيل في 10 أبريل وتبع ذلك حل اتحاد الشباب والاتحاد النسائي واعلنت لجنة مركزية لاتحاد نساء السودان وللتنظيم السياسي في مايو 1971 وتم اعتقال عشرات الشيوعيين في 30 مايو 1971 وبدأ التحضير لحل النقابات. وقد ادت تلك الظروف جميعها بتنظيم الضباط الاحرار وقد توفرت له وفق تقديره القدرة على تصحيح مسار نظام مايو والانتصار لخط التحالف فقام بانقلاب 19 يوليو 1971. والشيوعيون باعتبارهم حلفاء في هذا التنظيم يتحملون، وقد تحملوا في شجاعة ومعهم قطاع واسع من الديمقراطيين المدنيين، مع الضباط الديمقراطيين مسئولية انقلاب 19 يوليو وما نتج عنه . ولاشك عندي ان انقلاب 19 يوليو، مهما كانت احتمالات نجاحه وما كان يمكن ان يفتحه من امكانيات لتطور الثورة السودانية، كان عملا خاطئا، ليس فقط بنتائجه العملية فهو قد افقد الحركة الثورية مجموعة من خيرة ابنائها المدنيين والعسكريين، والحق ضررا بالغا بقدراتها التنظيمية، بل انه قد استند على التكتيك الانقلابي المعزول عن مستوى تطور الحركة الجماهيرية؛ وهو إمتداد للتراث الستاليني الذي ظل حزبنا يناضل لللانفلات منه. ولا يقلل ذلك الخطأ الجسيم من نبل اهداف ابطال 19 يوليو ولا شجاعتهم سواء من واجه منهم الموت في شجاعة اسطورية او من تحمل سنوات السجن والحبس الانفرادي، وبقدر ما ستظل شجاعتهم وصمودهم تلهمنا في نضالنا، بقدر ما نحن مطالبين بتقييم ما قاموا به بموضوعية منتقدين التكتيك الانقلابي.
    ان الاستفادة الحقيقية من تجربة 19 يوليو ليست هي الحديث عن المسائل العسكرية الفنية حول اعادة تسليح اللواء الاول او تسريح المظلات، او تنفيذ نقل هذه المجموعة او تلك من العاصمة، او حتى تسليح القوى الثورية في العاصمة (وهو خيار في احسن احواله يقود الى حرب اهلية!)، فكل ذلك يصب في مجرى استلام السلطة بواسطة أقلية ومصادرة الديمقراطية، انه يصب في مجرى التراث الستاليني. والاستفادة الحقيقية من تجربة يوليو تكمن في ادراك ان التغيير الاجتماعي الجذري لا يتم الا بكسب اغلبية الجماهير الى برنامجه؛ وان القوى الديمقراطية والقوى الحديثة في سعييها الدؤوب لكسب الجماهير ومن خلال نضالها الديمقراطي يمكنها ان تحدث من الاصلاحات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية ما يساعد في رفع مستوى حياة ووعي الجماهير وبناء ثقتها بنفسها وتنظيمها مما يمهد الى انحياز اغلبية الجماهير للبرنامج الوطني الديمقراطي."
                  

العنوان الكاتب Date
مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-29-05, 06:23 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-29-05, 06:33 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-29-05, 06:36 PM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-29-05, 06:42 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي خالد العبيد05-29-05, 07:53 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-29-05, 07:59 PM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-29-05, 09:04 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي sharnobi05-30-05, 06:31 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-30-05, 06:53 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-30-05, 07:57 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-30-05, 11:30 AM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-30-05, 01:37 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-30-05, 10:46 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-30-05, 10:37 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-30-05, 02:05 PM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo05-30-05, 04:24 PM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin05-30-05, 08:25 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Asim Sharief05-30-05, 08:38 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-30-05, 09:01 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:27 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Bashasha05-30-05, 09:01 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي محمد اشرف05-31-05, 05:01 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-31-05, 09:28 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي TahaElham05-31-05, 01:01 PM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 05:45 AM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Samer Osman06-08-05, 02:34 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:49 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:31 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:31 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:31 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:31 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي esam gabralla05-31-05, 05:03 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar05-31-05, 11:19 PM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:19 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي A.Razek Althalib06-01-05, 03:54 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-01-05, 04:04 AM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي محمد اشرف06-01-05, 05:03 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 05:53 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 06:38 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي TahaElham06-01-05, 01:44 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي TahaElham06-01-05, 12:46 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-01-05, 02:32 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:01 PM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-01-05, 03:13 PM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-01-05, 11:17 PM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-03-05, 07:41 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Asim Sharief06-01-05, 10:50 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-02-05, 00:36 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-02-05, 02:21 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-03-05, 08:14 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-03-05, 07:38 PM
  افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل محمد حســبو06-02-05, 03:26 AM
    Re: افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل Murtada Gafar06-02-05, 03:40 AM
      Re: افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل Imad El amin06-02-05, 04:44 AM
      Re: افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل معتصم ود الجمام06-02-05, 05:05 AM
    Re: افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل Imad El amin06-03-05, 07:52 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Hatim Elhassan06-03-05, 09:10 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-04-05, 02:52 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي برير اسماعيل يوسف06-04-05, 08:41 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-05-05, 06:04 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي أبو ساندرا06-06-05, 04:52 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي alfazia306-06-05, 06:25 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-06-05, 10:21 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-06-05, 11:21 PM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-07-05, 09:46 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Khalid Eltayeb06-07-05, 09:03 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي 7abib_alkul06-07-05, 11:01 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-08-05, 02:10 AM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-08-05, 03:34 AM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-09-05, 02:46 AM
            Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-09-05, 02:05 PM
            Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Imad El amin06-09-05, 03:59 PM
              Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-09-05, 05:25 PM
                Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-09-05, 05:44 PM
                  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-09-05, 09:07 PM
                    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-11-05, 02:37 PM
                      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-12-05, 02:57 AM
                        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-13-05, 02:42 AM
                          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-13-05, 04:27 PM
                  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي ابنوس06-21-05, 08:25 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Hatim Elhassan06-13-05, 04:59 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-14-05, 05:40 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-14-05, 04:41 PM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-16-05, 02:13 AM
          Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-17-05, 03:06 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Khalid Eltayeb06-18-05, 01:06 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar06-19-05, 10:07 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-19-05, 06:49 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Khalid Eltayeb06-21-05, 00:55 AM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-21-05, 03:12 PM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo06-26-05, 07:46 PM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Khalid Eltayeb06-26-05, 11:35 PM
    Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo07-20-05, 10:34 AM
      Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Sidgi Kaballo07-20-05, 07:59 PM
        Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Murtada Gafar07-22-05, 09:08 AM
  Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي Khalid Eltayeb07-22-05, 01:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de