ركـــن بنات وأبناء كســـلا ( خيــرات)

Quote: الإسبتاليـــــة ورغيفها ( الشّحمان) كنا نسعد حين نسمع كبارنا يقولون ( فلان الليلة رقدوه اسبتالية)..ومبعث سعادتنا ليس تشفياً لمرض هذا القريب, إذ مايعنينا هو أن هذا الحدث سيتيح لنا غنيمة معتبرة من رغيف الاسبتالية.. الذي يتحفنا به المريض عند انتهاء الزيارة.. فكنت ترانا نركض ساعة الزيارة صوب الاسبتالية حاملين سلة الزيارة بما تحتويه من نرامس الشاي والقهوة ذات الغطاء الفليني.. وحين نصل تتركز نظراتنا على النملية الموضوعة على الطاولة بجانب المريض لنطمئن على وجود مبتغانا بداخلها..رغيف الاسبتالية وما أدراك ما رغيف الاسبتالية..مدور مكور مقمر منتفخ , يشوب البياض حمرته, يزهو بين الرغيف بـ(لبته) البيضاء الناصعة كالدبلان..وكيف لا يزهو وهو صناعة خاصة بالاسبتالية لا يُستلم إلا بعد فحص وتدقيق ووزن.. يوزع على المرضى مع الوجبات المقررة لكل مريض على حده حسب أوامر الطبيب.. وبمتابعة دقيقة من المشرفين على التغذية وعلى مطبخ الاسبتالية, ذلك المطبخ الذي إن دخلته فكأنك داخل مطبخ فندق (خمسة نجوم) النظافة هي السمة الغالبة عليه من المعدات حتى العاملين ..تخرج منه الوجبات في مواعيدها المحددة وتوضع لكل مريض وجبته المخصصة على الطاولة المجاورة لسريره الابيض اللامع ذو الملاءة التي يجري نبديلها يومياً , وعلى الطاولة نملية صغيرة لتغطية الأكل , تحسباً من الحشرات الطائرة والتي أجزم بأنه لا سبيل لها مع كل هذه النظافة والعناية والمبيدات والمنظفات التي تستخدم من العاملين على مدار اليوم . كانت غرف الاسبتالية مقسمة الى ثلاثة درجات , الثالثة , الثانية ,و الأولى .. لافرق بينهم في النظافة والعناية والاهتمام والتغذية, عدا الخصوصية التي تتوفر لمريض الدرجتين الثانية والأولى. إذ أن غرف الدرجة الثالثة تتسع لما يقارب الثمانية من المرضى, والثانية لمريضين والأولى لمريض واحد, إن خرجت الى الساحات بين الغرف تجدها مغطاة بمربعات النجيلة تحفها الورود من كل جانب تتخلها الممرات المرصوفة وشجيرات الفل .( حاجة تفتح النفس) ولا تسأل عن الممرضين والممرضات واهتمامهم بنظافة الزي الابيض بجانب الدقة والانضباط في العناية بالمرضى . وحين تنتهي الزيارة ترانا قد ملأنا سلة الترامس بعدد من رغيف الاسبتالية وليلتها يكون لنا حديث آخر على العشاء مع رغيف الاسبتالية المغمور بلبن البقر نأكل منه حتى ما بعد الامتلاء ..نبتئس قليلاً حين يتعافى مريضنا ويفارق الاسبتالية .. ونرهف آذاننا لنسمع خبراً عن قريب آخر على حافة الدخول إليها . ( زمن ) تنويه.. ( أوردت الإسم ( الاسبتالية) حسب ماكان سائداً وقتها.. وقليلون هم الذين كانوا يقولون( المستشفى))