ركـــن بنات وأبناء كســـلا ( خيــرات)

Quote: هي محاولة لفتح نافذة على بعض من ملامح حياة رجل يستحق ... كانت حياته عامرة بحيث يصعب على شخص مثلي أن يقوم بعملية التوثيق التي تلائمه فعلاً وصياغة... أرجو من الأشقاء الكرام.... المشاركة في التوثيق لهذا الرجل العلم.... كان المرحوم الفاتح جوهر (سد الدين) معجزةً تتفجر من ينابيع النبيين.. وكان إمتداداً طيباً للشخصيات المتميزة ذات العلامات الفارقة في حضورها... كان الحديث معه يخرجك من دائرة المحل والمكان، كان يخترق دوائر الزمان بقلب يضم كل الإنسانية... يحمل أثقال الواقع بكل أوزانه ومعطياته وقيوده... ويصوغه نكتة.. موقف طريف... محلقاً متخطياً كل الصعاب... ونشده نحن من حوله وهو يزلل كثيراً من مستحيلات المواقف ... ويختزلها في موقف ضاحك.... كان من أكثر سكان المدينة المهتمين بالترابط الإجتماعي وكان تواصله بالبعيد والقريب أمانةً حملها بين كتفيه ماضياً بها نحو الخلود.. يرتاد تلك المشارف السامقة وهو يبتسم حتى الموت.... ويجبر من يلتقيه على ذلك... كان السد ينعم بروح منمقة وعالية... ذات حس فني رفيع... وكان يعطر سماوات الميرغنية بأغاني كسلا.... ذات الدلائل والحرائر والمعاني... ومعه يطيب لنا جميعاً أن نستمع لحادثة وملابسات صياغة القصيدة ومن ثم تلحينها... يجوب الأزقة والماربع وصفاً وتحليلاً.... يحدثك حديث المثقف العارف... بروح لا تفارقها الدعابة والظرافة... فعلاً كان فنان بحق.... حمل التاكا فرحاً... هماً... التزاماً.... وكان صوته الأعلى تشجيعاً... والأنقى حضوراً.... كان يمثل أحد أضلاع الوجود الفكاهي للتشجيع في إستاد كسلا.... مع مجموعة شكلت لنا إرثاً ضخماً في توضيح متون الإلتزام... وأدب التشجيع.... وسبحان الله كان لكل نادي في كسلا مشجع بهذه المواصفات كأني بهم قد عقدوا الاجتماعات ونسقوا لبث هذه الروح التي تسري في المدرجات فكان في نادي القاش العم سلطان.. وفي نادي التاكا المرحوم السد وفي نادي المريخ أحمد الحاج... وفي نادي الميرغني أحمد راس... وفي النادي الأهلي أب أحمد... وفي نادي الشباب المرحوم وريا.. وفي نادي الثغر جمعة وفي نادي الشروق سعد برنجية والقائمة تطول ولا تقصر.... ومن بينهم كان السد أظرفهم وأكثرهم إستعداداً على إضحاك الحضور... وكان من أكثر مشجعي التاكا تقبلاً للهزيمة عندما تكون التاكا في حالات سوئها..... كان المرحوم سد الدين عضواً فاعلاً بنادي (العنقريب) بحي السوق أمام منزل العمدة معاوية بركات.... وكان العنقريب من أكثر المجالس العامرة بالميرغنية ... يؤم جلساته العديد من شيب وشباب كسلا من مختلف أنحاء المدينة... ولا تكتمل الجلسات إلا بوجود المرحوم السد.. إذ كان يلطف الأجواء ثقافةً ونكتة وحضور بديهة.... كان على الدوام يؤمن بنكران الذات وضرب المثل الأعلى رائع السمت والخلق والتكوين... من خلال حبه للناس وحب الناس له.... فكان يقود النقاش والمناكفات نحو مسارات تجبرك أن تحترمه.. ومن ثم يضحك عليك من حولك.... نم أبا جوهر راضياً مطمئناً ومرضياً عنك بإذن الله فما لمثلما بدأت إنقضاء.. وأنت ملء قلوبنا وشرف الموقف يضيق به متسع الفضاء... البشاري